قوى التغيير تتوحّد… أول خطوة لكسر سطوة السلطة

تتّجه القوى التغييرية المؤلّفة من مجموعات من جبهات وتكتلات سياسية مختلفة، إلى تقديم مشهد جامع وموحّد للناس. الهدف من هذه الخطوة، بحسب المعنيين، قطع كلّ الإشاعات التي تسوّق لشرذمة قوى التغيير والمعارضة، وذلك عبر توحيد الصفوف واللوائح وتقديم بديل واضح للناخبين.

ولأنّ الاستحقاق الانتخابي محطة مصيرية، ولا مجال لإحقاق التغيير إلا من خلال كسر حصرية قوى السلطة المهيمنة على القرار، ولأنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا عبر توحيد الصفوف، سيشهد يوم السبت المقبل لقاءً واسعاً وشاملاً للقوى التغييرية لخوض الانتخابات النيابية المقبلة ببرنامج موحّد لسحق هيمنة أحزاب السلطة على قرار الدولة، عبر تحفيز موجة شعبية عارمة على المشاركة لتكون رافعة لدعم لوائح التغييريين.

وسيتم خلال اللقاء بحث وتقديم الورقة السياسية والمقاربة المشتركة من قِبل القوى التغييرية التي أخذت قراراً بتحمّل مسؤوليتها تجاه الشعب اللبناني الطامح للتغيير، والمنهك من الانهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

بالفيديو – حادث مروّع … قتيلان وجريح اثر اصطدام شاحنة بمنزل!

سقط قتيلان وجريح نتيجة اصطدام شاحنة بحائط تابع لمنزل على طريق الدير في الناعمة.

وأدّى الاصطدام المروع الى انهيار قسم من المنزل والعديد من الاضرار الجسيمة.

مرشح “الحزب” في زحلة: لم أقبل الترشح إلاّ بأمر “الولاية”

انتشر فيديو لمرشح الحزب في زحلة رامي أبو حمدان، وهو يقول لمجموعة من الحاضرين إنّ الترشّح للانتخابات النيابية ليس هدفه وأنّه رفضه مراراً، غير أنّه قبل هذه المرة بسبب “التكليف الشرعي”، واستجابة لأمر “الولاية”، ويقصد بذلك “ولاية الفقيه”.

هل الإهتمام الفرنسي بلبنان لا يزال قائماً؟

نوّهت مصادر ديبلوماسية في باريس بأنّ فرنسا، وبحكم ترؤسها للاتحاد الأوروبي في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أوروبا ، باتت أولوياتها الراهنة تحتّم عليها التركيز على سبل حماية الجبهة الأوروبية في مواجهة نيران الحرب الروسية على أوكرانيا.

وأكدت المصادر في الوقت عينه لـ”نداء الوطن” أنّ الاهتمام الفرنسي بلبنان ما زال قائماً ومستمراً وإن كان بوتيرة أخفّ نتيجة المستجدات الطارئة والمتسارعة على الساحة الدولية والتي كان السبب الأساس في فرض إرجاء زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إلى بيروت، لافتةً إلى أنّ هذه الزيارة لا تزال مدرجة على جدول أعمال لو دريان وقد يقوم بها في أي وقت مستقطع على أجندة انشغالاته الأوروبية والدولية، من دون أن تستبعد أن يكون ذلك في الفترة القريبة المقبلة.

الحرب المضادة تسبق الإنتخابات

لم تكن التحذيرات التي كان يُطلقها من حين إلى آخر الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله من تدخّل السفارات، ومن الجمعيات الأهليّة، ومن رفض الحياد، ومن رفض أي مؤتمر دولي، إلّا خروجاً عن منطق عدم الرد، وهي السياسة التي كانت متّبعة لدى الحزب، وتهيئة لمعركة ما قبل الانتخابات النيابيّة التي تُعيد رصّ الصفوف وتجييش الرأي العام المؤيّد استعداداً للاستحقاق في بلد مأزوم على كل الصعد، وأحزابه وطوائفه على شاكلته.

بالأمس دقّ نصرالله النفير، باعتباره أنّ بيان الخارجيّة اللبنانية الذي دان الحرب الروسية على أوكرانيا، إنّما كُتب في السفارة الأميركيّة، سائلاً عن الحياد (البطريركي ضمناً) بعدما ركّزت وسائل إعلام معلومة التوجُّه والهويّة، حملاتها على البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي فرأت أنّه خرج عن الحياد الذي يُنادي به، والهدف تشويه كلّ الأفكار والمفاهيم والطروح الصادرة عن كل جهة مُعارضة لدور الحزب في الإقليم خصوصاً.

فقد تناسى هؤلاء، عمداً، تمييز البطريرك بين العدو والصديق، ضمن مبدأ الحياد الذي رأى فيه عدم الدخول في حروب الآخرين، من دون إسقاط المبدأ الأخلاقي في رفض كلّ الحروب والجرائم.

و”الحرب المضادة” انطلقت من جبهة الحزب على كل المستويات، بدءاً من الأمين العام وصولاً إلى كلّ الحلفاء في غير منطقة وطائفة.

فقد وصف نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم عدم المشاركة في الاقتراع بأنه “خدمة للخصوم ثم للأعداء”. وشنّ هجوماً على مجموعات المجتمع المدني قائلاً: “لاحظوا جماعات المجتمع المدني من أتباع السفارة الأميركيّة، دائماً يتحرّكون ضدّ حزب الله. يريدون التربُّع في مسؤوليّات ليكونوا أدوات مباشرة للمشروع الأميركي – الإسرائيلي الذي يخدم الأعداء ولا يخدم الوطن”.

وأكد رئيس المجلس التنفيذي لـ”حزب الله” السيد هاشم صفي الدين، أنّه “يجب أن يعرف كل اللبنانيين ويجب أن يعرف الأميركيون وسيعرفون عاجلًا أم آجلًا، أنه إذا استمرّت هذه الضغوط واستمرّ هذا اللؤم وهذا الحقد على اللبنانيين في معيشتهم وفي مالهم، لن يكون أمامنا خيار إلّا أن نعتمد على أنفسنا وأن نبني بلدنا كما يجب أن تُبنى الأوطان والبلدان، ونمتلك من العقول والإمكانات والقدرات التي تؤهّلنا لذلك. أعتقد انه يجب علينا أن نذهب إلى الخيار الأقصى في الإعتماد على أنفسنا لبناء وطننا، عندها منكنّس الأميركيين وأزلامهم في لبنان”.

اما رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” محمد رعد فقال: “إنّهم يريدون اليوم مرشّحاً لرئاسة الجمهورية واكب الاجتياح الإسرائيلي الأوّل عام 1982”. وأضاف ان الانتخابات ليست مقعداً زائداً أو ناقصاً، “المسألة هي بالأفق السياسي، فهل ستأتي برئيس يستسهل التوقيع مع العدو على التطبيع؟”.

وأذكر ان مدير مركز بحثي قريب من الحزب ردد امامي في جلسة علنية قبل نحو شهر، انّ “المرحلة المقبلة ستكون مُخصّصة لمواجهة اسرائيل في الداخل اللبناني، والتصدّي لأعداء الداخل”. وقد تنبهتُ الى ان هذا التصريح انما يدخل في إطار تلك “الحرب المضادة” التي وزّعت كلمة سرّها لكلّ الحلفاء. وفي القول، كما في التوجه التصعيدي، أمرٌ خطير، إذ انّه ينحو إلى اتّهام كل المعارضين بخدمة اسرائيل، وخصوصاً المُنادين بوحدة السلاح، ومنظّمات المجتمع المدني التي تستعدّ لخوض الانتخابات في غير منطقة. وفي الكلام عن مواجهة اسرائيل في الداخل، “تبشير” بممارسات تُذكّر بزمن الوصاية السورية القمعيّة، التي كانت تهمة “العمالة لإسرائيل” جاهزة لديها لكلّ من يُسبّب الإزعاج ولا يرضخ لإملاءات عنجر ومن يلفّ لفيفها لاحقاً.

افرام: إذا أجّلوا الانتخابات تُكرّم الكتل أو تهان

0

غرّد رئيس المجلس التنفيذي ل”مشروع وطن الانسان” النائب المستقيل نعمة افرام على صفحته “تويتر” كاتياً: ” إشارات تصدر توحي بتأجيل الاستحقاق البرلماني. إنّها محاولات ممجوجة ومرفوضة جملة وتفصيلاً، وهي دليل خوف المنظومة من قوى التغيير. السؤال في حال حصل المحظور، هل ستستقيل الكتل الرافضة للتأجيل؟

هنا يكرّم المرء أو يهان”.

هيئة ادارة السير: فتح باب الكشف الميكانيكي من الاثنين حتى الخميس في الدكوانة

اعلنت هيئة إدارة السير والآليات والمركبات في لبنان في بيان، انها “بسبب الضغط الزائد على الكشف الميكانيكي ستفتح ابواب الكشف الميكانيكي على السيارات والآليات في مصلحة تسجيل السيارات في الدكوانة من الاثنين حتى الخميس على ان يبقى العمل لإنجاز سائر المعاملات ايام الثلاثاء والاربعاء من كل اسبوع كالمعتاد” .

كما اعلنت ان “يوم غد الخميس هو يوم عمل عادي افساحا بالمجال لكافة المواطنين الذين لم يتسن لهم استكمال وانجاز معاملاتهم”.

سركيس سركيس يترشّح رسميّاً

0

تقدّم سركيس سركيس بترشيحه عن أحد المقاعد المارونيّة في المتن، بعد أن كانت سرت شائعات عن نيّته عدم الترشّح.

إجتماع للبحث في قطاع الإتصالات

0


ترأس رئيس الوزراء نجيب ميقاتي اجتماعا خصص للبحث في أوضاع قطاع الإتصالات وشؤون الوزارة، شارك فيه وزير الإتصالات جوني القرم، المدير العام لهيئة أوجيرو عماد كريدية، المدير العام للإنشاء والتجهيز ناجي اندراوس والمدير العام للاستثمار والصيانة باسل الأيوبي.

بعد الاجتماع، قال الوزير القرم: “الهدف من الاجتماع مع دولة الرئيس هو البحث في الإضراب الحالي الذي اعلنته نقابة هيئة أوجيرو، وسأعقد اجتماعا مع النقابة عند الثانية عشرة ظهرا. لقد تحدثت مع دولة الرئيس بكل شفافية عن المطالب التي أعتبرها محقة مئة في المئة، وانا داعم لها، ونحاول ايجاد حل لها في اسرع وقت”.

وردا على سؤال عن كيفية تأمين الخدمة في حال الإضراب، اعتبر القرم “أن أسباب الإضراب موجبة، وبرأيي يجب ايجاد حل لها والحل ان شاء الله موجود. وسأسعى بكل قوتي لتحقيق مطالبهم المتمثلة ببدل النقل وبالمساعدة الإجتماعية، ففي الوزارة هناك أناس تتقاضى بدل النقل واناس لا تتقضاه، وهذا ليس امرا عادلا. كان يفترض ان تمر هذه المطالب عبر الموازنة، ولأن الموازنة يلزمها وقت فسنجد طريقة أخرى لاصدارها بموجب مرسوم”.

وردا على سؤال عن تحويل ارصدة البطاقات المسبقة الدفع من الدولار الى الليرة اللبنانية، والقلق لدى المواطنين من ارتفاع الاسعار وصدور جدول جديد لها، قال: “لم يتم تحويل الارصدة، لقد دفع المشتركون هذه البطاقات بالليرة اللبنانية، وأردنا من هذا العمل التذكير بأن الأرصدة دفعت بالليرة اللبنانية ومسجلة بها. لم يتغير شيء”.

اضاف: “أما بالنسبة لسعر الانترنت فيجب الا نخلط بين مرسوم اوجيرو وبين شركتي الفا وتاتش. بالنسبة الى البطاقات المسبقة الدفع كان هناك نحو 120 مليون بطاقة في السوق، وبسبب الاحتكار والسوق السوداء اضطررنا لمواجهة الموضوع وإيجاد حل له، وكان الحل الوحيد ان نستمر في بيع البطاقات لكي لا ترتفع الأسعار ويصبح هناك سوق سوداء، ولهذا السبب ارتفع عدد البطاقات في السوق الى 450 مليون بطاقة، وهو رقم كبير جدا، وهناك نحو 200 شخص من المحتكرين لديهم اكثر من 200 الف دولار وهذه كمية هائلة. كما يوجد شخص سجل على هاتفه اكثر من مليون دولار وهذا أمر غير مقبول”.

نصّار وقّع مذكّرة تفاهم بين وزارة السياحة وجمعية إنسان للبيئة والتنمية HEAD

0

وقّع وزير السياحة المهندس وليد نصّار ممثلاً وزارة السياحة، مذكرة تفاهم مع جمعية إنسان للبيئة والتنمية (HEAD) ممثلة برئيستها المهندسة ماري تريز مرهج سيف، وتهدف المذكرة إلى تعاون الوزارة ودعمها لأهداف الجمعية ونشاطاتها، وأبرزها:

– إعادة تنظيم حملات تحريج في عدة مناطق لبنانية، وخصوصاً في قضاء جبيل بالتعاون مع الجمعيات الكشفية، الجمعيات المحلية، المدارس، البلديات، الجامعات والمجتمع المحلي، وبمشاركة القطاعين الخاص والعام.

– تقوم الجمعية كل سنة برصد المخلفات البلاستيكية على شاطئ مدينة جبيل بالتزامن مع 21 دولة على البحر المتوسط وبمشاركة مع المؤسسات العالمية ضمن إطار حملة “بحر متوسط خال من البلاستيك”، كما يتم رصد افضل وانظف اماكن للسباحة على طول شاطئ القضاء.

– تقوم الجمعية في 5 حزيران, بمناسبة “يوم البيئة العالمي”, كل سنة بحملة تنظيف شواطئ عدة في لبنان ومنها في قضاء جبيل وتنطلق الحملة من ميناء جبيل الاثري بالتعاون مع جميع الفرقاء من جمعيات كشفية، وبيئية، وإنسانية واجتماعية وسياحية وبلديات ووزارات مختصة ومجتمع محلي بحضور الفعاليات الرسمية و يواكب هذا الحدث الاعلام المحلي والاجنبي كونه يقع على البحر المتوسط وكون الجمعية شريك في عدة منظمات محلية، إقليمية وعالمية.

– تقترح الجمعية مشروع تعاون وإيجاد ألية مع الفريق الاول لإلغاء القش البلاستك (Straw) من المطاعم والمجمعات السياحية كافة، واستبدالها بأخرى صديقة للبيئة، كما تقترح التعاون مع وزارة السياحة للعمل على إيجاد آلية لإلغاء أكياس النيلون المنتشرة في كل الأماكن وعلى الطرقات، واستبدالها بأكياس صديقة للبيئة.

– إنّ الجمعية على استعداد لإقامة حملات تنظيف بالتعاون مع الجمعيات الكشفية في بداية الصيف للاماكن السياحية والأثرية, قلعة جبيل, طرابلس وصيدا.

كذلك، تقترح الجمعية اعداد دراسة مشروع إقامة ممرات بحرية، على طول الشاطئ في قضاء جبيل، من المدفون لغاية كسروان، ممرات بحرية للمشي وللدراجات الهوائية، في اطار تنفيذ مشروع أو نشاطات تراياثلون Triathlon على أن يستكمل لاحقاً لربط المناطق الساحلية كافة من العبدة شمالاً وصولاً إلى الناقورة جنوباً، على أن تقوم الوزارة بتقديم الدعم المعنوي والتسهيلات كافة لإبراز هذه النشاطات.

عن خساسة بحقّ نعمة افرام باسم الثورة و…التغيير

0

طالعت بالأمس مقالاً واضحاً وجريئاً وقاسياً جدّاً في حقيقته نشرته صحيفة “النهار” بعنوان “كيف تربح الانتخابات”، وقد تمّ التداول به بشكل واسع على أرض الجمهوريّة.

السؤال – العنوان وجّهه كاتب المقال إلى “قوى التغيير، داعيًا إيّاها إلى وعي العمليّة السياسيّة برمّتها، وتعقيداتها، ومعطياتها الموضوعيّة “على الأرض”، ولا سيّما في اللحظة التاريخيّة هذه، التي توضع فيها على الطاولة، خرائطُ الدول ومصائرها وجغرافياتها الجيوسياسيّة (لبنان تحديدًا)، مشدّدًا على أهمّيّة النزاهة والنظافة الوطنيّة والأخلاقيّة من جهّة، وعلى الدور الذي ينبغي للواقعيّة أنْ تشغله وتضطلع به، من جهّة ثانيّة”. ويشير المقال إلى أنّ من سبل ربح الانتخابات ” إقناع مَن حولكَ بخطورة التصويت إلى جانب الأكثريّة الحاكمة”، مسمّياً الأحزاب والحركات والتيارات” الجهنميّة” المقصودة.

في هذا الإطار، لا يفهم كثر منّا في انتفاضة 17 تشرين، السياسات العامة والخاصة المتّبعة في سياق الحماوة الانتخابيّة، ومن بينها الادّعاءات والافتراءات والشعارات الفارغة التي يسوقها البعض باسم الثورة ضدّ قوى تغييريّة أخرى.

أقول ذلك، وأنا لست متحدّثاً باسم الثورة ولا أدّعي ذلك. لكنّ وجدت من غير المقبول ما يتداوله ” ناشطون” على صفحاتهم من كلام بحقّ هذا أو ذاك، واستعمالهم للرسوم الكاريكاتوريّة للشتم والقدح والذم ولغايات انتخابيّة رخيصة لم نتعاهد عليها يوماً. وكان أخرجني من ثيابي أن يلاقي هؤلاء بضعة مواقع إخباريّة ومجلات مصوّرة عندما لم تنفع معهما أساليب الابتزاز المالي الرخيص. هؤلاء – يا للخزي والعار- اجتمعوا على التبشير بالتغيير عبر رجم النائب المستقيل نعمة افرام بتهمة انتحال صفة …التغيير!

عيب يا شباب.

التغيير يحمل معنى تبديل الشيء أو الأمر القائم، والانتقال من حال إلى آخر، تؤدّي إلى أخذها من واقعها الراهن إلى مرتبة أكثر تقدّماً وتطوّراً. ومن خصائص التغيير: الحتميّة، والاستمراريّة، والشموليّة.

إلى رفاقي في الثورة وإلى كافة قوى انتفاضة 17 تشرين، أرفع بضعة أسئلة ضمن بحر مماثل لها لا يجفّ.

هل قدّم نعمة افرام في عمله الخاص والعام البدائل التغييريّة الشفافة المجرّدة والشريفة نعم أم لا؟

ألم يطرح في صناعاته مبكراً البدائل عن الاستيراد من منتجات الورق الصحّي والتغليف الورقي والبلاستيكي وانشاء الخيم الزراعيّة والبرك الاصطناعيّة إلى لائحة تطول ولا مجال لذكرها هنا…؟

ألم يعدّل ويحوّل في ماكينات انتاجه لتصنيع الكمّامات الصحّية الواقية، ليتمكّن في خلال أسبوع واحد من طرح مليون كمامة في اليوم الواحد تلبية لحاجة المواطنين؟

ألم يصنّع وحيداً واحداً في هذه المنطقة من العالم وسائط التنفسّ الاصطناعي وبأحدث التقنيّات وأرفعها لمكافحة جائحة كورونا وانقاذاً لأرواح اللبنانيين، في وقت اختفت هذه في حينه في كافة أنحاء العالم؟

ألم يستحدث أفضل الوسائل التقنيّة لإنتاج الطاقة البديلة والنظيفة وعمّمها على الأرض اللبنانيّة؟

ألم يبادر إلى إنشاء أحدث مصنع لفرز وإعادة تدوير النفايات، بعد أن أسقطت المنظومة الحاكمة كلّ الحلول لإدارة ومعالجة النفايات؟

ألم يأتي بأفضل تقنيات تأصيل بذور التفاح وقدّمها للمزارعين؟

ألم ينجح بالتعاون في إقرار قانون استعادة الجنسيّة للمغتربين؟ ألم يقدّم خططاً للنقل العام وللكهرباء وللامركزيّة إدارة النفايات ولتصفير العجز…؟

وأخيراً وليس آخراً، هل لأنّه رجل اقتصاد وتخطيط ورؤية وتنفيذ وتجرّد يُرجم؟! ألأنّه عرق وتعب وجهد وسهر الليالي في العمل يُحارب؟ أم لأنّه اعتبر السياسة فنّاً شريفاً لخدمة الخير العام؟!

التغيير ليس شعاراً وليس أكل هوا، انّه فعل نابع عن خطّة ورؤية وقدرة على التنفيذ. فماذا تريدون بعد؟ أليست هذه هي الثورة الحقيقيّة؟ كيف يكون الرفض وأين تكمن الانتفاضة الحقّ؟ أليس مثلا من خلال الاعتذار عن إكمال السير ضمن ركاب قوى سياسيّة أخلّت بمواثيقها ومن ثم الاستقالة من المجلس النيابي كصرخة في وجه فساد المنظومة وانحناء للدماء التي سالت بعد انفجار بيروت؟ ألا يكون التغيير من خلال تحويل الغضب الى مشروع؟ أتعيبون عليه قيامه بكلّ ذلك؟

أنا جيسكار تابت ابن بحمدون مربك ومحرج لاضطراري إلى التعريف عن نفسي بالعودة إلى ما يصفني به رفيقاتي ورفاقي في الانتفاضة الشعبيّة بأنّي ناشط صامت. بتواضع كلّي أقول، أنا متابع، رافض ومعارض لا أكثر ولا أقلّ. وأكرّر لست متحدّثاً هنا باسم الثورة، لكن من حقّي كمواطن أن أنبّه، لا يمكن لهؤلاء أكانوا نواباً أم “ناشطين” أم مدّعين حملة الأقلام، أن يكونوا صوتاً لثورة نقيّة انبثقت من رحم انتفاضة 17 تشرين. وأخشى لا سمح الله أن يكونوا أبواقاً مأجورة ومدسوسة، وإلاّ كيف يمكن تفسير الأمر؟!

هذه ليست من أساليب ثورتنا وليست من قيم مختلف قوى التغيير في انتفاضة 17 تشرين. وأنا هنا لأتبرأ باسم العديد من الرفيقات والرفاق من هذه الخساسة المكشوفة المضحكة المبكيّة. إنّها بامتياز أفعال خساسة علنيّة. إنّها مرآة لما قامت به المنظومة المتحكّمة برقابنا ولا تزال. صورة طبق الأصل.

يقول كاتب مقال ” النهار”: لكي تربح الانتخابات (إذا حصلت)، يقتضي من قوى التغيير أنْ تفرمل هلوساتها وهذياناتها، وأنْ تنظر إلى ذواتها في مرايا العقل لا في مرايا الأنا المضخّمة. ويكمل: ثمّ تربحها إذا كنتَ تملك الرؤى والمنهجيّات والماكينات والآليّات والأدوات اللازمة التي تمكّنكَ من خوض الاستحقاق الانتخابيّ، واستيعاب متطلّباته وشروطه وتقنياته التنظيميّة واللوجستيّة. ويضيف: ثمّ تربح الانتخابات إذا كنتَ مقتنعاً بالكفّ عن البهورة المدمّرة للتأمّل والرصانة والتعقّل والتفكير – فضلًا عن الذكاء – فتنصرف انصرافًا كلّيّاً إلى وقف الاستعراض على وسائل التواصل (وغيرها) وإلى الكفّ عن إطلاق النظريّات والأحكام والأوصاف على الأوضاع وعلى الناس، منصّباً نفسكَ عبقريّاً، فهلويّاً، مرشداً، متّهِماً، مخوِّناً، ولافظاً الأحكام المبرمة التي لا استئناف فيها ولا تمييز، وكأنّك على قوس محكمة، وقد خلقكَ الله وكسر القالب.

صدق الكاتب، وإلى ما خطّه قلمه أختم بالقول: مع هؤلاء يا شعبنا المتألمّ الجريح والمذبوح، قمح ما فيك تاكل.