أفاد وزير التربية والإعلام بالوكالة عباس الحلبي أنه “تقرر مشروع مرسوم لإعطاء مساعدات اجتماعية للقطاع العام بالإضافة إلى المتقاعدين وإعطاء المالية السلطة لتنفيذ ذلك”.
وأضاف: “كما قرر مجلس الوزراء قرّر إعطاء بدل نقل شهري بقيمة مليون و200 الف ليرة للعسكريين وتعيين الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد”.
وتابع: “تقرر عقد جلسات متتالية في السراي الحكومي صباحاً ومساءً إلى حين الإنتهاء من الموازنة على ان تكون الجلسة الاخيرة بشأن الموازنة في القصر الجمهوري في بعبدا”.
هذا وتوجه إلى قطاع التربية وأبشرهم برفع المنحة الإجتماعية هذا فضلًا عن تحويل الأموال إلى صناديق المدارس الرسمية مع أخذ تأييد مجلس الوزراء.
ودعا المدارس الثناويات والصروح التعليمية كافّةًَ إلى العودة لاستئناف استلحاقًا لما تمّ تضييعه من وقت على التلامذة ولتطبيق البروتوكول الصحي بحذافيره”.
وأردف: طلبت إلى مجلس الوزراء دراسة تعيين العمداء والتفرغ والدخول في الملاك في الجامعة اللبنانية”.
وأفاد الحلبي بأنه “تمّ إقرار مشروع مرسوم القاضي بإعطاء بدل النقل للقطاع الخاص بقيمة 65 ألف ليرة لليوم الواحد زائد منحة تعليم و64 ألفً للقطاع العام ، تعديل الأجور في الثانويات الرسمية والمعاهد، تعيين الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، البت بمشروع الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان”
كما شدد الحلبي إقرار مجلس الوزراء كل البنود المدرجة على جدول أعماله”.
وأضاف: “اقر المجلس مشروع قانون الموازنة وجباية الواردات والنفقات لعام 2022 على قاعدة الاثني عشرية والتنفيذ بدءًا من شباط”.
وزير المال قدم عرضا مفصلًا حول الأسباب الموجبة للمشروع وسلسلة مؤشرات من الواقع الفائت وماذا يستوجب
وتابع: “بدءًا من الغد ليدلو كلّ من الوزراء بدلوه لكل فقرة على حدا ولو استغرق الأمر وقتًا فإنه سيتم إقرارها في أقرب فرصة “.
ولفت الحلبي إلى أنّ “الجلسة الاخيرة ستكون في بعبدا “.
هذه المرّة، يمكن القول إنّ قيادة «التيار الوطني الحرّ» تمكّنت قدر المستطاع، من تجنّب الخلافات الداخلية الناجمة عن الحماسة والتنافس بين «الرفاق الحزبيين» للوصول إلى الندوة البرلمانية. لعل حالة الافلاس التي تصيب اللبنانيين وتجعل من القدرة على تمويل الحملات الانتخابية، محصورة بقلّة قليلة من العونيين، هي التي ساهمت في تجنّب تجرّع كأس التشظّي الذي ينجم عن الوقوف على حلبات تمهيدية قد تهشّم الصفّ الحزبي الداخلي.
هكذا، عبر المرشحون الحزبيون في «التيار الوطني الحر»ّ معمودية المرحلتين الأولى والثانية من آلية اختيار المرشحين الذين سيخوضون الاستحقاق النيابي، بأقلّ الصراعات الممكنة، باستثناء جزين على سبيل المثال حيث لا تزال المعارك مستعرة بين النائب زياد أسود والنائب السابق أمل أبو زيد.
وبمعزل عن مدى جديّة الاستطلاعات التي أجريت في المرحلتين، ومدى تمتعها بمعايير علمية وشفافة، إلا أنّ «الغربالين» لم يأتيا بأيّ نتائج استثنائية أو مفاجئة لتقديرات الرأي العام والمواكبين للحالة العونية، حيث توجّهت المرحلة الأولى من الاستطلاعات إلى الجمهور العوني الذي يحمل بطاقة حزبية، فيما توجهت المرحلة الثانية إلى الجمهور المؤيد لـ»التيار». ويفترض أن تتوجه المرحلة الثالثة والأخيرة إلى الجمهور الأوسع بعد اضافة ترشيحات صديقة أو حليفة إلى قوائم المرشحين الحزبيين الذين تصدروا المرحلتين الأولى والثانية.
ومع أنّ معظم الأسماء الحزبية التي ستخوض المعركة باسم «التيار الوطني الحر» الذي يتّجه إلى تبنّي عدد من الترشيحات يتناسب مع التقديرات لعدد الحواصل الانتخابية التي سيكون باستطاعة «التيار» تأمينها، منعاً لتشتيت الأصوات والاقتتال بين الحزبيين، وذلك خلافاً للاستراتيجية التي اتبعت في الانتخابات الماضية حين فلشت الترشيحات الحزبية على معظم المقاعد المسيحية كافة، إلا أنّ قيادة «التيار» لم تقرر بعد كيف ومتى ستقدّم هذه الترشيحات للرأي العام، مع أنّ المهل الانتخابية باتت ضاغطة ويفترض بالحزب أن يتوجه مباشرة للناخبين، من خلال ترشيحات رسمية تحاكي القواعد على نحو واضح ومركز، خصوصاً وأنّ «التيار»، كغيره من الأحزاب، يعاني من تراجع في حضوره الشعبي وسيكون عليه مضاعفة جهوده لاقناع الناس بالمشاركة أولاً بالانتخابات، والتصويت لمرشحيه ثانياً.
ويفترض وفق بعض العونيين أن تنتهي المرحلة الثالثة في غضون أسبوعين للانطلاق في الحملات الفعلية على الأرض، حيث يتردد أن معيار اختيار الحلفاء سيكون إمّا على أساس مدى قدرة الحليف على رفد اللائحة بأصوات اضافية، وإما أن يكون وجهاً مقبولاً من الرأي العام، والأرجح وجهاً نسائياً.
وجاء في التعميم الذي صدر في 31 تشرين الأول المنصرم، أنّه خلال «المرحلة الثالثة، يتم اختيار المرشحين والمرشحات وفقاً للتحالفات ولاستطلاعات الرأي العام وبقرار من الرئيس بعد التشاور مع المعنيين في التيار».
صحيح أنّ رئيس الحزب جبران باسيل ترك لنفسه الورقة الأخيرة الحاسمة، التي تتيح له رسم خريطة الترشيحات كما يريد، تحت عنوان «التحالفات» التي قد تفرض اقصاء أي مرشح حزبي لمصلحة مرشح حليف، لكن واقع «التيار»، المتردي شعبياً والذي يتخبط بأزماته الداخلية، ينزع منه هذا «الترف» في خلط الأوراق في اللحظات الأخيرة، فيما تحوّل بعض النواب الحزبيين، والقياديين ذوي الحضور الشعبي، حاجة انتخابية لا يمكن تجاوزها… لا بل إنّ بعضهم يهدد بخوض معركة «كسر» التيار اذا ما تمّ استبعاده!
هكذا، يمكن القول إنّ الترشيحات الأساسية لـ»التيار» باتت معروفة، وهي على الشكل الآتي:
عكار: أسعد درغام (الأول في المرحلة الأولى) وجيمي جبور (الأول في المرحلة الثانية).
البترون- الكورة- زغرتا: جبران باسيل، جورج عطالله، بيار رفول أو فايز كرم.
كسروان- جبيل: ندى البستاني وسيمون أبي رميا.
المتن: ابراهيم كنعان وإدي معلوف (ترشيح ملحم رياشي خلق اشكالية حول المقعد الكاثوليكي)، وبانتظار أن يحسم الياس بو صعب موقفه.
بعبدا: ألان عون.
عاليه: سيزار أبي خليل.
الشوف: غسان عطالله (دعم الاشتراكيين للنائب نعمة طعمة يطرح علامة استفهام حول مصلحة العونيين في التركيز على المقعد الكاثوليكي اذا لم يكن مضموناً، كذلك يثير عدم تمثيل منطقة الدامور اشكالية ثانية).
زحلة: سليم عون.
بيروت الأولى: نقولا الصحناوي.
جزين: زياد أسود (الأول في المرحلة الثانية) أو أمل أبو زيد (الأول في المرحلة الأولى)
أكد وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، أن “هناك أخوة تاريخية بين لبنان ودول الخليج، ويجب أن نعمل معاً كأخوة رغم الخلاف”.
وكشف بو حبيب في حديث لـ nbn: “زيارة الوزير الكويتي الى لبنان جرى التحضير لها بسرية تامة من قبلي، ولكن الرسالة التي حملها لم نكن على علم بها”.
واضاف: ” قد يدعو عون الى اجتماع مع بري وميقاتي للاتفاق على رد جوابي على “رسالة الوزير الكويتي”، واحمل الجواب الى الكويت لأعرضه امام جلسة وزراء الخارجية العرب”.
وقال بو حبيب: “هناك علاقة مودة بين لبنان ودولة الكويت، ونحن مسرورون بهذه المبادرة، و” المبادرة الكويتية” لا تحمل اي شروط بل هي لمصلحة لبنان والعرب وهي مدعومة عربيًا ودوليًا”.
وأشار إلى أنه من “ممكن إن نجحنا وكانت جواباتنا مرضية، أن نجتمع مع الوزراء الخليجيين في الكويت”.
ولفت الى ان “الكويت حملت المبادرة لاننا على تفاهم معها وهي محبوبة ومحترمة من قبل جميع الاطراف اللبنانية وايضا لان الكويت تعشق لبنان وتريد عودته سويسرا الشرق”.
وشدد على أنه :”لن يحصل التفاهم بين لبنان والخليج في أسبوع، إذ إننا لم نجلس ونتحاور منذ فترة”.
ورأى بو حبيب ان ” اهم ما تحمله المبادرة الكويتية هو كيفية تطبيق القرارات الدولية”.
وقال: “لدينا مهلة 5 ايام لمناقشة المبادرة الكويتية، ومن ثم احمل الرد الى الكويت لبحثه مع الافرقاء العرب”.
وحول جلسة مجلس الوزراء غداً، لفت بو حبيب، إلى أنه “لن تكون هناك جلسة واحدة فقط، إنما جلسات لمناقشة الموازنة وغيرها من القضايا الكثيرة، فالمجلس لديه جدولاً طويلاً، إذ إن الوزراء عملوا خلال فترة توقف جلسات مجلس الوزراء، ولا يجب أن ننسى بداية التفاوض مع صندوق النقد الدولي، والحكومة ستطلع دائماً على مسار هذا التفاوض”.
وعن قضية مرفأ بيروت، قال بو حبيب: ميقاتي قال اكثر من مرة انه لا يتدخل بالسلطة القضائية، والان عدنا الى مجلس الوزراء وكل الملفات سوف تبحث داخل مجلس الوزراء”.
ولفت بو حبيب الى ان “الدول العربية والغربية تريد انتخابات نيابية وحتى رئاسية والدول كلها لا تريد التمديد للمجلس النيابي ولا حتى فراغ رئاسي”.
شهد الكورنيش البحري في منطقة عين المريسة، مأساة كبيرة، حيث وفي خلال مرور شاب ترافقه فتاة على الكورنيش فوجئا بموجة قوية قامت بسحبهما الى قلب البحر ما ادى الى غرقهما، وعلى الفور حضرت عناصر “فرق الغطاسين” الى المحلة وعملت إلى انتشالهما.
وفي المعلومات المتداولة، أن الشاب فارق الحياة على الفور، فيما نقلت الفتاة الى أحد المستشفيات؛ كما أشارت المعلومات الى ان الشاب والفتاة حاولا إلتقاط “السلفي” قبل ان تجرفهما الموجة.
أعلن رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع اليوم الأحد إعادة ترشيح النائب جورج عقيص عن المقعد الكاثوليكي في زحلة، مؤكدًا أن, “القوات تتواصل في زحلة مع بعض الشخصيات المستقلّة من أجل تكوين لائحة سياديّة بامتياز وتغييريّة بامتياز وضد الفساد بامتياز وقادرة على وضع الجهد اللازم من أجل بناء الدولة التي نطمح لها”.
كلام جعجع جاء خلال ندوة تحضيرية للإنتخابات في زحلة عقدتها المنسقيّة في مركزها في المدينة، وحضرها: معاون الأمين العام للحزب د. وسام راجي، منسق المنطقة د. ميشال فتوش، المنسقان السابقان: طوني قاصوف وميشال تنوري، الهيئة الإداريّة للمنسقيّة، رؤساء المراكز ومسؤولي القطاعات والمكاتب الإنتخابيّة.
وقد اطل جعجع على المشاركين في الندوة في اتصال عبر تطبيق “zoom”، واستهل كلمته بالقول: “اشتقت جداً لزحلة وأهلها، فللأسف الظروف في السنتين الماضيتين لم تسمح لي بزيارتها إلا أنني إن شاء الله سأزوركم قريباً لنلتقي مواجهةً ونتكلم في كل ما نريد الكلام به”.
ولفت جعجع إلى أننا, ” لا نخوض أبداً هذه الانتخابات على أساس الحصول على نائب من هنا وآخر من هناك، فهذه الانتخابات مصيريّة باعتبار أنه على ضوء نتائجها سيتحدد ما إذا كان لبنان سيستمر على النحو الذي هو عليه اليوم، أي نحو القعر أكثر وأكثر وأكثر، أو أن هذا التدهور سيتوقف لتبدأ عمليّة الإنقاذ المنشودة”.
وأضاف أنه, “يجب أن يؤمن كل فرد منا أن صوته قادر على التغيير في كل شيء، لأن الإرادة بالتغيير هي إرادة ذاتية قبل كل شيء، وهذا الإيمان يجب ان يترجم في الانتخابات في زحلة وكل لبنان، ومهمتنا تبديد الانطباع الخاطئ لدى البعض بان صوتهم لا يؤثر سلبا او إيجابا، وعلينا أن نفسر لهم أنه على ضوء صوتهم الذي سيدلون به في صندوق الإقتراع سيصل هذا النائب أو ذاك إلى الندوة البرلمانيّة ووصول هذا أو ذاك سيؤدي إلى تكوين أكثرية جديدة ويحدد ما إذا كنّا سنستمر بالتدهور أو أننا سنقف عند حدود معيّنة لنبدأ بعملية الصعود مجدداً”.
ولفت جعجع إلى أنَّ, “هناك بعض المفاهيم المغلوطة والموروثة منذ زمن في أن الصوت الذي يدلي به المواطن اللبناني في صندوق الاقتراع لا علاقة له بالسياسات العامة في البلاد التي تقوم بتحديدها الشياطين من الخارج أو الملائكة من السماء، وهذا المفهوم برمّته خطأ فمن يحدد السياسات العامة في لبنان وما إذا كنا سنتجه شرقاً أو غرباً وما إذا كانت الدولة فاسدة أم لا وما إذا كان هناك سلاح واحد على أراضيها هو هذا الصوت الذي ندلي به يوم الانتخاب وعلى الناس أن يدركوا هذا الأمر جيداً”.
وتابع, “باعتبار أنه أصبح معلوماً اليوم ما هو اتجاه الإرادة الشعبيّة في لبنان اللهم الأساس هو أن تتصرف يد الناس بحسب ما عقلهم وقلبهم يريد ليعبّر صوتهم يوم الانتخابات عن التوجهات التي يريدونها وهي دولة فعليّة بسلاح واحد وهو سلاح الجيش اللبناني، خالية من الفساد ولديها علاقات طيّبة مع جميع دول العالم، وليس انطلاقاً من اعتبارات أخرى لا علاقة لها في ما يريدونه”.
وشدّد أنَّ, “وهذه النقطة أساسيّة وجوهريّة أيضاً وأود أن أطلب منكم فرداً فرداً أن تقوموا بنشرها بيتاً بيتاً في زحلة والمنطقة ليدرك الناس ان مصيرهم بيدهم للخروج مما نحن فيه أو التمديد 4 سنوات أخرى لجهنم التي نعيش فيها اليوم، اللهم أن يدركوا كيف يجب أن يترجموا تطلعاتهم في صندوق الاقتراع”.
ورأى جعجع أنَّ, “ليس فقط في زحلة وإنما كل مواطن لبناني مدعو أن يفكّر جيداً وبشكل صحيح قبل الإدلاء بصوته في صندوق الاقتراع، فمن زاره عندما توفي والده يجب أن يرد له الجميل برد الزيارة لا أن يقوم بالاقتراع لصالحه باعتبار أن الواجبات الاجتماعية يجب مبادلتها بواجبات اجتماعية مماثلة وليس بالخيارات الوطنيّة، وإذا ما دفع شخص ما عنه مبلغاً من المال في يوم من الأيام في المستشفى أو في أي مكان آخر يجب عليه أن يرد له الجميل عندما تتحسن أحواله بإعادة المبلغ له لا أن يعطيه صوته في الانتخابات لأن صوته أغلى بكثير من هذا المبلغ الزهيد من المال”.
وأضاف, ” باعتبار أنه لو أدلى المواطن اللبناني أساساً بصوته لصالح الجهة المناسبة لما كان بحاجة لكي يدفع عنه أحد أي مبلغ مالي أياً يكن هذا المبلغ، لذا علينا العمل جميعاً على تصحيح هذه المفاهيم المغلوطة في مجتمعنا لأنها ستحدد مصير الانتخابات القادمة”.
واعتبر جعجع أن “الاتجاه العام في لبنان كما هو في زحلة جيد جداً اللهم أن نتابع عملنا حتى النهاية وبالشكل المطلوب، فلا نوم بعد اليوم حتى اقفال صناديق الاقتراع في 15 أيار وعليكم جميعاً أن تعتبروا أنفسكم مسؤولين في ماكينة انتخابية كبيرة اسمها “القوّات اللبنانيّة”.
وتابع, “باعتبار أنه بعد إعلان التعبئة الانتخابية العامة لم يعد هناك أي تمييز بين من يعمل في الماكينة الانتخابية ومن يعملون في قطاعات حزبيّة أخرى باعتبار أن جميع المصالح والأجهزة والمكاتب والمراكز والمسؤوليات اليوم تحوّلت إلى مصالح وأجهزة ومكاتب ومراكز انتخابيّة فالمطلوب منا جميعاً أن نضع جهدنا كاملاً من أجل العمل على تأمين الانتصار للخط السيادي التغييري ووجود الدولة في لبنان في الانتخابات المقبلة”.
وتطرّق جعجع إلى الأوضاع في منطقة زحلة، قائلاً: “نشكر الله أن الأوضاع في المنطقة من الناحية الشعبيّة جيّدة ومشجّعة جداً وعلينا أن نكمل تحضيراتنا من أجل ملاقاة هذا الوضع الشعبي بالترتيبات اللازمة لكي يتم ترجمة هذا الوضع الشعبي في صناديق الاقتراع”.
وختم رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع بالقول, “وددت الإطلالة عليكم اليوم في ندوتكم هذه لأؤكد لكم أن ما ستؤول له الأوضاع في لبنان بشكل عام متوقّف على عمل كل فرد منكم، وسيكون لنا لقاءات عدة قبل الانتخابات إلا أن الأهم هو أننا سنلتقي نهار الانتخابات ليلاً لنحتفل بالشكل الذي يجب أن نحتفل به”.
رسالة الى سماحة السيد حسن نصرالله تنقل بعض الهواجس ودعوة الى “مبادرة ما” في ظل حال الجنون المدمر الحالي.. تفادياً لما هو أعظم وأخطر على ديمومة لبنان.
“سماحة السيد حسن نصرالله المحترم،
ترددتُ كثيراً قبل كتابة هذه الكلمات لاعتبارات عدة. كوني أعرف جيداً ومسبقاً أن الانتقادات لن توفرني، فبعضهم قد يعتبرني “ساذجاً، وغير مدرك تماماً لتعقيدات تركيبة الداخل ومتجاهلاً عمق الامتدادات للخارج”، والبعض الآخر ـ من موزعي شهادات الوطنية ـ قد يسارع إلى إطلاق شر الاتهامات من “العمالة” و”التبعية” إلخ.. وبالتالي الدخول في مهاترات ومناكفات ومزايدات لا جدوى منها.
لذلك لا بد من التعرف على كاتب هذه السطور وسيرته قبل التوقف عند الدوافع إلى كتابتها وأسباب التوجه إلى سماحتكم في هذه الرسالة الشخصية وفي هذا الوقت بالذات.
من هو كاتب هذه السطور؟
لم أُعرِّف يوماً عن نفسي كما أفعل هنا، ذلك أنني لست في معرض المباهاة بالذات، بقدر ما أرغب بتفهم الموقع الذي أنطلق منه في رسالتي وعلى أي أساس بنيت مسيرتي الشخصية والمهنية.
محطة أولى:
في صيف 1972، قررت قيادة الجيش اللبناني أن تستبدل لطلاب شهادة البكالوريا ـ القسم الثاني المخيم التدريبي العسكري الصيفي ـ تتويجاً لدروس التدريب خلال الأعوام الدراسية في المرحلة الثانوية ـ بمخيم تنموي في مختلف المحافظات اللبنانية، وذلك بهدف تحقيق الانصهار الوطني للطلاب، إضافة إلى التدريبات العسكرية، والقيام بانشطة إنمائية وإجتماعية خصوصاً في القرى اللبنانية النائية. وشاءت المصادفة، وأنا تلميذ الفرير ثم الرهبان في جونية، أن يكون المركز الذي سألتحق به في المدرسة الرسمية في محافظة الجنوب وفي.. بلدة البازورية بالتحديد! (وهي مسقط رأسك والقرية المحببة إليك يا سماحة السيد).
لقد ظنّ بعض رفاقي أن كوني إبن ضابط عضو في مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي سأطلب إعفائي من هذه المهمة أو أقله نقلي إلى مكان ما قريب من جبل لبنان، وبالتالي إمكان اصطحابهم معي! لكن خيبتهم كانت كبيرة، فلا والدي عرض عليّ هذا الأمر ولا أنا طلبت “واسطة” في هذا الإتجاه.
وعلى رغم الظروف الصعبة المحيطة بتلك المهمة، فقد رأيت فيها تجربة مفيدة وغنية جعلتني أتحسس الواقع التنموي الصعب لهذه المنطقة المحرومة والذي لم يؤثر على الشعور الوطني لأهلها المحافظين على طيبتهم وتمسكهم بانتمائهم إلى أرضهم.
محطة ثانية:
في العام 1973 وبعد التحاقي بكلية الحقوق في جامعة القديس يوسف في بيروت، شاركت في معترك الإنتخابات الطالبية وتمكنت مع زميل لي (تعرض لاعتداء يومها) من الفوز في صفنا في السنة الأولى. واللافت للإنتباه أننا خضنا هذا الاختبار من خلال تيار “مجموعة مستقلة” في وقت كانت الانتخابات في الجامعة اليسوعية تتم بين أبناء وأهل البيت الواحد، أي الأحزاب المسيحية والكتل المناطقية. المفارقة الكبرى وهي سابقة، أن هذه المجموعة المستقلة استطاعت أن تُوصل إلى رئاسة تعاونية طلاب كلية الحقوق طالباً في السنة الرابعة وهو مسلم سني بيروتي!
محطة ثالثة:
في العام 1976، عندما اشتد الحصار على الفلسطينيين في مخيم تل الزعتر نظم الصليب الأحمر الدولي، بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني، عملية كبيرة ومعقدة وخطرة لإجلاء الجرحى والمدنيين المتقدمين في السن والنساء والاطفال. وقد استعان الصليب الاحمر بشباب فرقه العاملة في الاسعاف الاولي. يومها، جاءت تحذيرات وتهديدات الى شباب “المنطقة الشرقية” (المسيحية) من أي مشاركة في العملية تحت طائلة البقاء في “المنطقة الغربية” إذا إنتقلوا إليها مع من يتم اجلاءهم إلى هناك. وكنت من ضمن المجموعة الصغيرة التي لم تأبه لتلك التحذيرات. وكانت المفاجأة أنني تلقيت بعد مدة رسالة شخصية من مدير العمليات في الصليب الأحمر الدولي في جنيف للتهنئة على “مشاركتي الفعالة” في ما وصفها “أدق وأخطر عملية قامت بها مؤسسة الصليب الأحمر الدولي منذ زمن بعيد”. وبعدها بأعوام طويلة ولدى تسلمي مهامي كمدير لاذاعة مونت كارلو ومستشار رئيس اذاعة فرنسا الدولية تمكنت من بث برامج الاذاعة على موجة الـ”اف. ام.” في الأراضي الفلسطينية من خلال عملية التفاف قانوني وعدم المرور بالسلطات الاسرائيلية (لانها تملك سلطة الوصاية على البث المرئي والمسموع) عبر توقيع الاذاعة اتفاق تعاون مباشر مع جامعة بيرزيت التي كان لها ترخيص بموجة خاصة بها. مما اغضب الاسرائيليين فامتنعوا عن استقبال أو عقد أي إجتماع مع رئيس مجلس إدارة الإذاعة تعبيراً عن امتعاضهم وسخطهم من تجاوزهم.
محطة رابعة:
في العامين 2000 (تحرير الجنوب اللبناني) و2006 (صد العدوان الإسرائيلي على لبنان)، قمت من موقعي الاعلامي المتقدم بواجبي المهني إضافة إلى إلتزامي الوطني غير آبه بتحفظات البعض وانتقادات البعض الآخر.
هذا “النفس الممانع والمنتفض” لديَّ متجذر في جيناتي العائلية، فمنذ أعوام قرأت لأحد كبار المؤرخين لحقبة لبنان التاريخية المواكبة لـ”ثورة طانيوس شاهين” أن الأخير إعتمد خلال تنظيم حركته على مجلس أركان وكان أحد أجدادي وأحمل اسمه (بشاره غانم) من بين هؤلاء الأركان منتدباً من مدينة جونية!
لماذا كل هذه التفاصيل التي قد يراها البعض مملة أو في غير موقعها؟
أوردت ذلك فقط للقول إن مواقفي الحاضرة تبقى مطبوعة في تجربتي الماضية واقتناعاتي الحالية وهي التي تسيِّر تطلعاتي المستقبلية.
لماذا الكتابة الآن والتوجه مباشرة الى سماحتكم؟
إن سرعة الإنهيار في لبنان، إضافة إلى تداعياته المتعددة الأبعاد، من جهة، والتمسك بالانتماء لهذا الوطن والخوف على ضياعه كنموذج مميز في هذا الشرق، كل ذلك جعلني ألجأ الى “سلاح” الكلمة، وهو الحيازة الوحيدة التي أُحسن استعمالها، وبالتالي الدخول في مغامرة الكتابة لعل وعسى تكون هناك “أعجوبة ما”.. وأنا الإنسان المؤمن بربه ووطنه.
لا صفة لي في التوجه إلى سماحتكم إلا من موقعي كمواطن يريد نقل ما يصل إليه من همس وهواجس. لذلك، وجدت نفسي أخاطبكم مباشرة وبصراحة من دون موارابة ولا مراوغة ولا واسطة، فأنت يا سماحة السيد، كما يردّد كثيرون “صاحب الحل والربط.. والكلمة الفصل”.
والمصارحة تكون بتسمية الأشياء بأسمائها وسرد الوقائع على حقيقتها انطلاقاً من أن الكذب المستمر والتكاذب المشترك أوصلا الوطن إلى ما وصل إليه في يومنا هذا.
من حيث الأسلوب:
في التعاطي؛ تصرفات كثيرة تراكمت ومواقف متعددة تزايدت محدثة شرخاً واسعاً داخل مكونات المجتمع اللبناني بكل طوائفه ومذاهبه وانتماءاته، فلغة التعالي والاستقواء والتحدي ولّدت شعوراً متعاظماً يمتزج فيه السخط والاشمئزاز والأخطر البغض والحقد والكراهية. وكأن التوق إلى الطلاق أصبح لدى شريحة كبيرة من أبناء الوطن الواحد.. أبغض الحلال!
إقرأ على موقع 180الدولة كلها.. يعني كلها
من حيث المضمون:
1 – أبعد من ضجيج بعض أصحاب المصالح الضيقة والأبواق المشبوهة والغيارى المتملقين، هل بلغتكم، سماحة السيد، أصداء هذه المعاناة الشعبية الموجعة والمذلة والمهينة القابلة في أي وقت للانفجار الداخلي والاستغلال الخارجي؟ صدقاً، كل صواريخ الأرض لن تنفع في تجنيب وطن متهالك حرباً خارجية مدمرة ولا اقتتالاً داخلياً بغيضاً، لا سمح الله؟
2 – هل سمعتم يا سماحة السيد تهديدات صدرت عن شخصية دينية قريبة منكم ودعوتها الى من لا يجاريها في رأيها ولا يعجبها سلوكها ان يبحث عن حل آخر.. هل هو الرحيل أو التهجير أم ثمة نظرية “قبع” لم نتعرف عليها بعد؟
3 – هل سمعتم يا سماحة السيد بالتصنيفات التي أطلقتها شخصية حزبية وازنة وهي تفرّق بين أبناء الوطن الواحد؛ بين “أسياد” وكأن الآخرين، باتوا بالمقابل، من صنف “العبيد”. تمنى كثيرون وأنا منهم، لو أن تلك الشخصية حافظت على وقارها أولاً وأظهرت نفس العنفوان في مواجهة “أسياد المال والفساد” القابضين على أنفاس العباد وأملاكهم وودائعهم؟
4 – هل سمعت يا سماحة السيد صرخة ابناء بيئتك وأهل بيتك بلسان المواطن “محمود” (عرّف عن نفسه كمقاوم) وقد إختار أن يرفعها عالياً وبجرأة ومباشرة عبر أثير قناتكم المحببة (المنار) حيث علّق على برنامج كان يُبث على الهواء ويتعلق بنقاش أحد رجال الدين عن حلاقة الذقن إن كانت حلالاً أو حراماً. لقد قال هذا المواطن بحرقة ووجع ظاهرين في مداخلته: “مع احترامي لهذه البرامج الحلوة التي نحبها ونتثقف دينياً فيها، الشخص الموجود في بيته الآن بلا كهرباء وبلا مازوت وبلا اكل وبلا دواء حلال او حرام، الذي سرق مصرياتنا بالبنوك حلال او حرام، يلي بيعمل فينا هيك حلال او حرام، تنكة البنزين باربع مئة الف حلال او حرام، أريد ان اسأل هل وصول سعر الدولار الى 33 ألفاً حلال او حرام، ما بدنا نشتغل الآن بالذقن. نحلقها او لا نحلقها هيدي امور لما تكون الناس عايشة، الناس عمتموت من الجوع، وحطوا برامج تتثقفوا الناس كيف بدها تعيش وكيف تبقى على قيد الحياة بعدين منفكر اذا منحلق دقنا او لا نحلق. وانا محمود… من هذا الشعب انا مقاوم قد العالم كلها. ماتت العالم، اختنقت العالم، انسرقت العالم، ما حدا بيحس بالفقير الا الفقير، الغني ما بيشعر بحدا”.
5 – هل بلغتكم يا سماحة السيد تصرفات بعض المتهورين وأصحاب الرؤوس الحامية الذين يتحركون بفظاظة وبفوقية وبفائض قوة في غير محله، فيترجمون ذلك اعتداءً على الممتلكات وكأن “طريق القدس” تمر، حسب هؤلاء، في بعض البلدات والقرى اللبنانية، وتحديداً المسيحية؟
وللتذكير فقط: المدارس والأديرة والمنازل والعائلات في هذه المناطق المسيحية بالذات فتحت أبوابها وقلوبها بعفوية للنازحين من مناطق العدوان الاسرئيلي في حرب تموز 2006، والتخوف كبير من أن تترك مثل هذه التصرفات جرحاً موجعاً وشرخاُ عميقاً بين أبناء المنطقة الواحدة والوطن الواحد.
6 – هل سمعتم يا سماحة السيد احاديث الجاليات اللبنانية المنتشرة في منطقة الخليج العربي (إضافة إلى افريقيا) التي تُعبّرعن قلقها وتخوفها المتعاظمين من الهجمة الاسرائيلية في هذه البلدان ومنافسة اللبنانيين في أعمالهم ومشاريعهم ومصالحهم؟
رحم الله العميد ريمون اده، “المقاوم الأول والأشرس للعدو الإسرائيلي” والذي يمثل في نظره “الخطر الأكبر على كيان لبنان وديمومته”. وهو الذي كان يدعو اللبنانيين الى مطالعة وقراءة كتابات ومذكرات زعماء الصهيونية من بن غوريون الى موشيه شاريت وهو يحذر من الاطماع الاسرائيلية ليس فقط بالارض والمياه اللبنانية بل ايضاً بثروة لبنان البشرية من خلال مخططاتها الهادفة الى مزاحمة المنتجات الزراعية والصناعية اللبنانية، إضافة إلى ضرب الانتشار اللبناني في المنطقة العربية والحلول مكانه.
واستعيد هنا ما قاله العميد اده قبل حوالي أربعين عاماً: “لماذا نسيء الى علاقاتنا العربية، وجميعنا يعلم ان مصلحة لبنان هي مع الدول العربية، سواء أحببنا هذه الدول ام لم نحبها! أنا على يقين أن اللبناني عموماً والمسيحي والماروني خصوصاً سيكتشف يوماً مصلحته وأطماع اسرائيل بمنافسة لبنان. منذ العام 1952 قلت في مجلس النواب إن اسرائيل تريد أن تحل محل لبنان في المنطقة. وأن تجعل من حيفا بديل بيروت. وتريد أن تتصالح مع الدول العربية عبر لبنان. ونتحوّل نحن الى قرية صغيرة“.
وتابع العميد اده :”اللبناني إما أن يكون مرتبطاً ببلاده كلها، وليس بمنطقة، وإلا فإن الأوضاع لن تتغير. التغيير يجب أن يكون من أعلى الى تحت. ويجب أن يبدأ بالحكم والحاكم. الحاكم يجب أن يكون موثوقاً به، وكي يكون موثوقاً به، يجب أن يكون لبنانياً مئة في المئة. ومن دون هذا لن تكون هناك ثقة. ولن ينتهي الوضع التقسيمي والطائفي في البلد. أما الحكم فيجب أن يكون قوياً وسيداً على أرضه، ولا يقبل منافساً له في السيادة بقوة السلاح. فالسلاح يجب أن يبقى حكراً على مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية. وأي وجود مسلح خارج ذلك سيقود حتماً الى فشل الحكم في بسط القانون“.
سماحة السيد،
القرار قراركم. يكفي ان ترفع ليس يدك فحسب بل اصبعك وتحسم خيارك وتصارح شعبك: اي جمهورية تريد؟ اي دولة تريد؟ اي لبنان تريد؟.. انها لحظة حقيقة ووقفة ضمير أمام الله والتاريخ.
وأنا أكتب هذه السطور، والوطن يعيش وسط حالة من الجنون الشامل داخل الطبقة السياسية والمنظومة المالية والمتجه بلبنان نحو “الجحيم المدمر”، أسترجع كلمات اغنية باتت انشودة شهيرة لفنان ملتزم ومغني فرنسي كبير هو ميشال ساردو، الذي أمام رؤية بوادر إنهيار امبراطورية الإتحاد السوفياتي من الداخل وتردي أوضاعها المزرية في الثمانينيات الماضية، أطلق أغنيته (كلماتها وتوصيفاتها تحاكي الواقع اللبناني اليوم) بلازمتها الشهيرة باللغة الفرنسية ومتوجها بها الى قائد الثورة البلشفية فلاديمير ايليتش لينين:
توجه عدد كبير من مناصري تيار “المستقبل” في عكار بمواكب سيارة ضمّت حافلات كبيرة وصغيرة وسيارات، حاملة لمكبرات الصوت، تبثّ الأغاني الوطنية وتلك الخاصة بـ”المستقبل”، من مختلف القرى والبلدات العكارية إلى بيروت، للمشاركة في الوقفة التضامنية مع الرئيس سعد الحريري.
حذّر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من تمرير قرارات ماليّة في الموازنة أشبه بسلسلة رتب ورواتب جديدة مقنّعة.
وقال في عظة الأحد: “نحن، في لبنان بحاجة إلى حياة جديدة تبثّ روحها لدى المسؤولين السياسيّين، ولدى كلّ المتعاطين الشأن السياسيّ، لكي نخرج من مآسينا المتفاقمة والمتزايدة منذ ما يفوق الثلاثين سنة. هذه الروح تحثّ المسؤولين على إحياءِ المؤسّساتِ الدستوريّة، وانعقادِ مجلسِ الوزراء طبيعيًّا، وإجراءِ الإصلاحات، والاتفاقِ مع صندوقِ النقدِ الدُوَليّ، ووَقفِ الفسادِ، وتوفيرِ الظروفِ السياسيّةِ والأمنيّةِ لإجراء الانتخاباتِ النيابيّة والرئاسيّة في مواعيدها الدستوريّة، واستكمالِ التحقيقِ العدلي الجاري في تفجيرِ مرفأ بيروت.
وأضاف: “فيجب عليهم الإستفادة من الوفود النيابيّة والوزاريّة الصديقة التي تزور لبنان داعمةً له، والتعاون مع هؤلاء الأصدقاء الذين يحاولون إبعاده عن انعكاساتِ ما يَجري في الشرقِ الأوسط وحولِه، وتحييدَه عنها ليعيدَ اللبنانيّون تنظيمَ شراكتِهم الوطنيّةِ واستعادةِ سيادةِ وطنِهم واستقلالِه واستقرارِه. إنَّ جميعَ أصدقاءِ لبنان وأشقّائه المخلصين يؤمِنون بحيادِ لبنان، لكنَّ المؤسِفَ أنَّ هذا المفهومَ المنقِذَ يَغيبُ عن لغةِ المسؤولين اللبنانيّين وعن خِطاباتهم وطروحاتِهم ويُبقون البلادَ رهينةَ المحاورِ الإقليميّة”.
وتابع: “لقد سَبق وأعلنّا أنَّ الحيادَ ملازمٌ وجودَ لبنان، وهو مِلْحُ أيِّ نظامٍ سياسيٍّ عندنا، أكان مركزيًّا أم لامركزيًّا أم أيَّ شكلٍ آخَر، ويَحصُرُ الخلافات، ويُزيلُ أسبابَ النزاعات، ويوطّدُ الشراكةَ الوطنيّةَ بين جميعِ المكوّنات ويُنقّي علاقاتِ لبنان مع محيطِه والعالم، ويَضعُه على نهجِ السلامِ الأصيلِ الذي هو أساسُ دورِه ورسالتِه”.
وتابع: “من ناحية أخرى، فيما الحكومة ستقرّ بدءًا من الغد موازنة الدولة، يطلب المواطنون من الحكومة أن تنظر بعدلٍ إلى أوضاعِهم وهم رازحون تحت الفَقر والجوعِ والبطالة وفِقدانِ الضماناتِ الصحيّة. وإنّنا نُحِّذرُ من محاولةِ تمريرِ قراراتٍ ماليّةٍ في الموازنةِ، أو بموازاتِها، تكون أشبهَ بسلسلةِ رُتبٍ ورواتبَ جديدةٍ مُقنّعة، وبفرضِ ضرائبَ ورسومٍ مُموَّهة.
إنَّ فرضَ الضرائب والرسوم يَتمُّ في مرحلةِ التعافي لا في مرحلةِ الانهيار، وفي طورِ النموِّ لا في طورِ الانكماش، ويَتمُّ في إطارِ خُطّةِ إصلاحٍ شاملٍ، في ظلِّ سلطةٍ حرّةٍ تَحوذُ على ثقةِ شعبِها وثقةِ المجتمعَين العربيِّ والدُولي. فالإصلاحُ الاقتصاديُّ يبدأ بإصلاحِ النهجِ السياسيِّ والوطنيِّ لا بتكبيدِ الشعبِ ضرائبَ غُبّ الطَلب.”
كما لفت إلى أنّه “بعدَ ضربِ النظامِ المصرفي، تأتي مثلُ هذه القرارات لتَزيدَ الانهيارَ الاقتصاديَّ من دون زيادةِ القُدرةِ الشرائيّةِ للعائلات، ولتُشكِّلَ ضربةً قاضيةً لنظامِ الاقتصادِ الحرِّ المنظَّم في لبنان. منذُ نشوء دولةِ لبنان، ظلّت الليبراليّةُ الاقتصاديّةُ سرَّ ازدهارِ لبنان ونموِّه وتقدُّمِه، والمشَجِعَّ على التوظيفاتِ الماليّةِ والاستثماراتِ في جميعِ القطاعات ما خَلق فرصَ عملٍ وتواصلٍ بين الاقتصادِ اللبنانيِّ والاقتصادِ العالميِّ قبل بروزِ العولمةِ. بفضل هذا النظامُ الليبرالي انتعشت الطبقاتُ الوسطى وتَعزّزت قيمةُ الليرةِ اللبنانيّة، وكان لبنانُ في العقودِ السابقةِ في طليعةِ الدولِ المتقدّمةِ من حيث النمو. في الواقع، لم يبدأ الانهيارُ إلا مع إضعافِ الليبراليّةِ اللبنانيّةِ ببُعدَيها الاقتصاديِّ والاجتماعيّ.”
وختم: “نسأل الله أن يبعث فينا وفي كلّ إنسان الحياة الجديدة من أجل خلاصنا، وبناء مجتمعٍ أفضل وأكثر تقدّمًا وإنسانيّة. له المجد والشكر والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين”.
يحدد الرئيس سعد الحريري موقفه من الانتخابات النيابية المقبلة، في كلمة يلقيها عند الساعة الرابعة عصر يوم غدٍ الاثنين الواقع فيه ٢٤–١–٢٠٢٢، مباشرة على الهواء من بيت الوسط، وسيتم تزويد وسائل الاعلام المرئية، التي ترغب ببثها، بترددات النقل المباشر.
اما وسائل الاعلام التي ترغب بالتغطية المباشرة للكلمة، يرجى منها تزويد المكتب الاعلامي للرئيس الحريري، باسماء المندوبين والمصورين المنتدبين لهذه الغاية مسبقا، لتسهيل قيامهم بمهمتهم