البابا يستقبل ميقاتي الخميس..ماذا في مضمون اللقاء؟

0

 في 25 الجاري، يستقبل قداسة البابا فرنسيس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في حاضرة الفاتيكان. لقاء يتخذ اهميته في شكل خاص في توقيته لجهة حجم العواصف التي تضرب لبنان وبلوغ ازماته مبلغا يتهدد مصيره جدياً وانعدام أفق الحل،بحيث يبقى الكرسي الرسولي الحاضن الاكبر للبنان الرسالة حيث لم يتوقف البابا عن ذكره في صلواته ولم يتوان عن بحث قضاياه مع كبار المسؤولين الذين التقاهم ومنهم الرئيس الاميركي جو بايدن والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس حكومة فرنسا جان كاستيكس. ولكن ما أهمية الزيارة في توقيتها ومضمونها؟

السفير اللبناني في الفاتيكان فريد الخازن يؤكد لـ”المركزية” “ان الزيارة مهمة وضرورية للتواصل والمتابعة مع الفاتيكان المعني بكل اوضاع لبنان، والذي هو بحاجة الى اي دعم بسبب أزماته المتتالية، من هنا اهمية الزيارة بتوقيتها ومضمونها في ظل الاوضاع التي نعرفها جميعا في لبنان والتي يحرص الفاتيكان على المساهمة في معالجتها. لكن لا الفاتيكان ولا أي طرف خارجي آخر يمكن أن يجد حلولاً لكل أزمات لبنان لأنها لا تتشابه. فهناك ازمات مرتبطة بالاوضاع الاقليمية وأخرى ذات طابع داخلي. إنما أهم ما في الامر ان لبنان عنوان ثابت على جدول أعمال المسؤولين في الفاتيكان، خاصة وان هناك تواصلا دبلوماسيا دائما بين الكرسي الرسولي والاطراف الدولية المؤثرة. فبعد لقاء بايدن وكاستيكس وميركل، سيلتقي البابا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي سيزور الفاتيكان في اليوم التالي لزيارة ميقاتي، وبالطبع سيتم البحث بموضوع لبنان لأن الطرفين معنيان بملفاته”.

هل سيلتقي ميقاتي مسؤولين ايطاليين؟ “قد تكون هناك لقاءات اخرى، لكن الزيارة معدة ومبرمجة في الاساس الى الفاتيكان بشكل خاص وتحددت كل مواعيدها وتفاصيلها”.

ويلفت الخازن الى “ان الكرسي الرسولي حريص على الاستقرار في لبنان، ويركز جهوده تحديدا على الشعب اللبناني بكل طوائفه وتنوعاته وفئاته دون تمييز، وعلى كيفية التخفيف من معاناته اليومية المتأتية من الازمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية والسياسية التي تتفاقم يوماً بعد يوم. وهذه اولوية لدى الفاتيكان الذي سبق ان قدم وما زال يقدم مساعدات ذات طابع اجتماعي وتربوي. كما يحاول ايجاد حلول للازمات حيث يمكن ان يكون له دور فيها، وهذا ينطبق على المجتمع الدولي بشكل عام”.

ويوضح “ان المجتمع الدولي ومنه الفاتيكان مطلع على الاوضاع اللبنانية ولكن هناك مسائل تخص اللبنانيين بالدرجة الاولى، والفاتيكان تحديدا لا يتدخل في تفاصيل الحياة السياسية اليومية ولا بالاصطفافات او الخلافات التي نشهدها. الفاتيكان ليس طرفا في الاوضاع اللبنانية، هذه المسائل التي ولّدت وتولّد ازمات تعني اللبنانيين فقط”، لافتاً الى ان الأزمة المالية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان منذ سنتين لم تكن من نتاج السياسات الخارجية. موضوع الاصلاح اساسي ومطروح في كل المحافل الدولية والمقصود به وضع حد للفساد”.

 عن زيارة البابا للبنان يقول”ان البابا ينوي زيارته، لكن الرحلة الخارجية الوحيدة المقررة قبل نهاية العام الحالي هي تلك التي سيقوم بها الى قبرص واليونان بين 2 و6 كانون الاول المقبل”، مؤكدا ان الزيارات الخارجية للبابا تستغرق أشهرا من التحضير قبل حصولها”

“تكسير رؤوس”.. برّي لعون: الانتخابات في 27 آذار و”السما زرقا”

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:

لبنان دخل عملياً مرحلة الإنتخابات، مع تجميد كامل لباقي الملفّات. والأكيد أنّ الأجواء صارت مُهيّئة للحملات السياسية والإعلامية المُتبادلة، التي ترفع من حماوة هذه الحملات إلى أعلى الدرجات. وهنا لا بد من الاشارة، الى انّ الطعن بالتعديلات على قانون الانتخاب امام المجلس الدستوري، يفتح الامور على كل الاحتمالات بما فيها مصير الإنتخابات بحدّ عينه، ما من شأنه منع إجرائها، قبل أنّ يكون لـ”الدستوري” كلمته الفاصلة.

في كافة الأحوال، إنّ حصلت الانتخابات، فأبناء الخطّ الواحد من الطبقة السياسية سيتنافسون وحدهم على الغالبية الساحقة من المقاعد ويتقاسمونها.

ولا تُسمَع إلا أصداء “قرقعة السلاح” بين “العدويين اللدودين”، رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وبالتالي محاولة التعايش بينهما في كل المراحل باءت بالفشل، ولولا وجود حزب الله في الوسط لكان وضع العلاقة بين الرجلين اشد صعوبة.

وفي سياق ما صرح به الرئيس عون امس الى احدى الصحف المحليّة عن عدم رغبته الى اجراء الانتخابات في ٢٧ آذار المقبل، تقول مصادر عين التينة عبر وكالة “أخبار اليوم” إنّ جلّ ما يطمح إليه عون يبقى في تسجيل نقطة في مرمى البرلمان ومن خلاله رئيسه نبيه بري تحت عنوان أنّ الأمر له في تحديد الموعد.

في الكواليس، يُحكى عن تحالفات بدأت تتكوّن و تترجم تحالفاً سياسياً بين بري والحريرية السياسية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وبعض الوجوه المسيحية، كالقوات اللبنانية.

وفي أوساط “التيّار الوطني الحر” يُقال إنّ لبري مساهمة أساسية في إفشال العهد في الدرجة الأولى، وهو -اي بري- يبني تحالفاته اليوم لإطلاق آخر ذخائره لإسقاطنا في الانتخابات القادمة، وهذه لن يراها إلا في الاحلام على حدّ تعبيره.

إذ يُذكر انّ المواجهة بين الطرفين في انتخابات 2018، من جزين إلى جبيل مروراً بالضاحية كانت لها رمزيتها في الكباش، فانها اليوم في سياقٍ “اشرس” ستترجم في انتخابات 2022.

من جهة أخرى، يرى المراقبون أنّ الانتخابات البرلمانية تحت وابل من التكهنات من اجرائها او عدمه، وفي مقلب فريق عون، بدأ ينمو اقتناع بأنهم بدأوا يحضّرون العدّة لتكرار سيناريو الانتخابات الرئاسية السابقة، وبرأي هؤلاء المراقبين المعركة تكمن بقطع الطريق على حظوظ باسيل كمرشح لرئاسة الجمهورية، وإذا تعطلت الانتخابات النيابية، في ظل مجلس نيابي ممدَّد له، ايضاً بحسب المراقبين ربما يرفع عون شعار البقاء في السلطة أيضاً من باب تسيير المرفق العام.

لذلك، تكشف مصادر موثوقة لوكالة “أخبار اليوم” إذا قام المجلس الدستوري بردّ الطعن، كما يتوقَّع الخبراء في هذا المجال، فإنّ فريق عون الرئاسي سيلجأ إلى التصعيد في ملفات أخرى، ويحوِّلها إلى أزمة سياسية مفتوحة.

‎المرشح المستقل لمنصب نقيب المحامين ناضر كسبار: لا صوت يعلو على صوت مصالحنا وشؤوننا ونقابتنا

عشية الإستحقاق الإنتخابي في نقابة محامي بيروت، وعلى الرغم من الطقس العاصف وحال الطرقات بسبب الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية، لبّ نحو ١٢٠٠ محام ومحامية دعوة المرشح المستقل على منصب نقيب المحامين ناضر كسبار على حفل عشاء في مطعم الأطلال بلازا في المعاملتين ، حيث وصلت طوابير السيارات الى ساحة جونية وتسببت بزحمة سير خانقة أخرت وصول المدعوين مما دفع البعض منهم إلى الإعتذار.

وقد حضر العشاء أعضاء مجلس النقابة كل من أمين سر مجلس النقابة المحامي سعد الدين الخطيب ومفوضة قصر العدل المحامية ندى تلحوق والمحاميين عماد مارتينوس وإيلي بازرلي ووفد رفيع من الإعلاميين.

المحامي ناضر كسبار اكد في كلمته ان لا صوت يعلو على صوت مصالحنا وشؤوننا ونقابتنا وجدت لتتابعها لأن العيش الكريم للمحامي أساس محوري في العدالة المرجوة.

وتابع كسبار قائلا جربنا الانقسامات الحزبية الكبيرة والمشاريع الوطنية الكبرى فلنعمل الآن لإعادة النقابة الى سابق عهدها الى زمنٍ شكلت فيه هذه النقابة ونقباؤنا الكبار حصناً معيناً  بوجه اي تطاول او اعتداء او انتقاص من حقوق المحامين وارزاقهم ومعاناتهم وكراماتهم.

ومما قاله المحامي كسبار في حفل العشاء:

“زميلاتي زملائي،

أرحب بكم زميلة زميلة، وزميلاً وزميلاً. أشتقتلكم.

 فأهلاً بكم، لا بل أهلاَ بي في حضرتكم. فأنتم أصحاب الدعوة وانتم أصحاب القرار.

ماذا أقول لكم وأنتم تعلمون مواقفي وخياراتي، وقد خبرتموها وخبرتموني، يوماً يوماً طيلة مسيرتي المهنية. فبرنامجي رسخته بالأعمال، وهي أصلب من مجرد أقوال.

أحبائي معاً:

–       سنعمل  على تحسين وضع المحامي المادي عبر رفع اتعاب المحاماة في ظل الظروف الاقتصادية الحاضرة، ضماناً لاستمرارية عمل المحامين والحد من الهجرة وإقفال المكاتب.

معاً:

–       سنعمل على إصلاح الوضع الاستشفائي للمحامي، عبر توسيع شبكة التغطية الصحية والاستشفائية وتأمينها لجميع الزميلات والزملاء وعائلاتهم دون إرهاق جيوب المحامين. ممنوع بقا مستشفى او مختبر يتمقطع او يتذاكى على محامي.

–       معاً:

–       سنعمل على تأمين الحصانات والضمانات الكافية التي تحفظ كرامة المحامين.

معاً:

–       سنعمل على وضع حد للتجاوزات بحق المواطنين والمحامين لدى الإدارات العامة والقوى الأمنية وإدارة السجون.

معاً:

–       سننحاز بحزم إلى المودعين المظلومين المحتجزة اموالهم، لا سيما نحن المحامين، وقد استفقنا بين ليلة وضحاها على جنى عمرنا محجوزاً لدى المصارف.

ومعاً:

–       سنعمل إلى استصدار التشريعات المناسبة ومتابعة عمل الأجهزة التنفيذية المعنية لإعادة أموال المودعين ومحاسبة المتورطين.

زميلاتي زملائي،

القضايا الوطنية، من الحريات العامة، إلى المشاركة في مسيرة التحديث والتطوير عبر ورشة تشريعية حديثة، فضلاً عن العمل لتحقيق العدالة وجلاء الحقيقة في  ملف جريمة تفجير مرفأ بيروت ستبقى في صلب اولوياتنا.

ولكن،

لا صوت يعلو على صوت مصالحنا وشؤوننا ونقابتنا وجدت لتتابعها لأن العيش الكريم للمحامي أساس محوري في العدالة المرجوة.

زميلاتي زملائي،

        جربنا الانقسامات الحزبية الكبيرة والمشاريع الوطنية الكبرى فلنعمل الآن لإعادة النقابة الى سابق عهدها الى زمنٍ شكلت فيه هذه النقابة ونقباؤنا الكبار حصناً معيناً بوجه اي تطاول او اعتداء او انتقاص من حقوق المحامين وارزاقهم ومعاناتهم وكراماتهم.

ستبقون كما عهدناكم أحرار الضمير، مؤتمنين على الخط النقابي المهني والأحد هو يومنا لننتخب معاً نقيباً للمحامين لا نقيباً عليهم.

عشتم

عاشت نقابتنا حرة عزيزة

عاش لبنان.”

ثم تلا المحامي والشاعر سميح خليل قصيدة شعرية تمنى فيها للمحامي كسبار كل التوفيق في معركته النقابية.

رسائل تحذير دوليّة للمسؤولين اللبنانيّين

0

برز موقفٌ واضح لرئيس الجمهورية، ميشال عون، يشير فيه إلى أنّه لن يوقّع على مرسوم إجراء الانتخابات في شهر آذار المقبل، وأنّه يريد إجراء الانتخابات في شهر أيار. موقف عون الواضح يعني أنّه يستند على قبول الطعن من قِبل المجلس الدستوري. وبحال لم يُقبل الطعن فهو لن يوقّع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، ما يعني أنّ الانتخابات ستكون حكماً في أيار.

وفيما تتخوف المصادر على مصير الانتخابات، تلقى المسؤولون اللبنانيّون سلسلة رسائل تحذير دولية بأنّه لا مجال لتأجيل الانتخابات، وإلّا سيتم اتّخاذ إجراءات قاسية من قِبل المجتمع الدولي.

قرداحي: كنتُ اتمنى ان يكون موقف باسيل مُشرّفاً

0

نقلت صحيفة “الديار” عن وزير الاعلام جورح قرداحي قوله في مجالسه الخاصة “ما بيهين عليي انو يفشل نجيب ميقاتي بسببي”، كما ان وزير الاعلام يُحيّد دوما رئيس الجمهورية، اذ يعتبر ان موقفه كان مشرّفا.

وحول موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي أكد أن استقالة قرداحي ليست رضوخا، علق وزير الاعلام في حديث للديار بالقول :”كنت اتمنى ان يكون موقفه مشرفا كما هو موقف رئيس الجمهورية”.

بالصورة – أول أضرار الطقس العاصف في كسروان

0

تسبّب المنخفض الجوّي الذي يضرب لبنان بسقوط عامود توتّر عالٍ في فتقا – كسروان قرب دير مار نهرا بجانب مدرسة “Lwis” دون وقوع أضرار ماديّة أو جسديّة.

بالصور-إفتتاح “حديقة بيار” في الذكرى الـ15 لإستشهاده

0

إعتبر الرئيس أمين الجميّل أن الأحداث تتوالى وفق مخططٍ جهنمي محبوك ومحكم وهادف لاركاع لبنان، مشيراً الى ان الانحدار السريع مع أنشطةٍ مشبوهة وحركاتٍ تأسيسية متصاعدة تنشطُ في المنطقة وتنبئ بمخاطرَ داهمة، يُخشى معها أن يكونَ لبنان، الخاصرة الرخوة والحلقة الضعيفة، ضحيتَها.

وشدد خلال إفتتاح “حديقة بيار” على ان الحلم باقٍ والإرادة صلبة لا تراجع ولا مساومة رغم كل التحديات والاغراءات والترغيبات والتهديدات! فدم الشهداء أمانة في الأعناق وحصانة مانعة لكل أشكال الهدر في الوطن، داعياً الممسكين بمقدرات البلاد الى وقف التسويات التي هي شكل من أشكال التخلي والاستسلام.

وأكد الرئيس الجميّل أن “حديقة بيار” تمثل الحافز والأمل بلبنان الجديد، فلتكن ملتقىً لجميع اللبنانيين، من مختلف الانتماءات والمذاهب والمناطق، فلتكن “حديقة بيار” حديقة لبنان الأبي في بيروت الخالدة.

ولمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد الوزير بيار أمين الجميّل افتتحت “حديقة بيار” جانب البيت المركزي في الصيفي عند الرابعة من بعد ظهر اليوم في احتفال تحت عنوان: “١٥ سنة وصوتك باقي فينا” شارك فيه الرئيس أمين الجميّل وعقيلته السيدة جويس، رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل وزوجته السيدة كارين، محافظ بيروت مروان عبود، السيدة باتريسيا بيار الجميّل ونجل الشهيد أمين الجميّل، السيدة نيكول الجميّل، الاخت ارزة الجميّل، نائبا رئيس حزب الكتائب سليم الصايغ وجورج جريج، الامين العام سيرج داغر، الوزير السابق الان حكيم،  النواب السابقون ايلي ماروني، فارس سعيد، غطاس خوري، سامر سعاده وفادي الهبر، الياس حنكش، نقيب المقاولين مارون حلو، المطران جورج صليبا، الدكتور فؤاد ابو ناضر، الاب ايلي مظلوم، أعضاء المكتب السياسي والمجلس المركزي  في الحزب ورفاقه الشهيد بيار.

في مستهلّ حفل الإفتتاح، أزاح الرئيس أمين الجميّل، ومحافظ بيروت مروان عبود، ورئيس حزب الكتائب سامي الجميّل والشيخ أمين الجميّل، الستار عن نصب الشهيد بيار.

المحافظ عبود: 

محافظ بيروت القاضي مروان عبود، قال في كلمته، “لحظة مؤثرة أن اقف على المنبر لأفتتح حديقة بيار الجميّل هذا الشاب الذي تعرفت إليه منذ 20 سنة وأحببته، أحببت الأخلاق ورأيت فيه الشاب الواعد”، وتابع “لم اكن أن أتخيل أن يستشهد بيار وأصبح انا محافظا لبيروت”.

وأضاف “نحن نعيش في مدينة لا تشبه باقي المناطق في العالم، نحن في لبنان لا نعيش الراحة التي يعيشها الناس في البلدان الأخرى ولكننا نعرف اننا في الشرق نعيش في نضال مستمر”.  وأردف “عرضتم تاريخ لبنان منذ الاستقلال ورأينا كم كان صعبًا، فلبنان لم يعرف سنة هدوء بل حروبًا ودمارا وبقاؤنا هو نضال”.

وشدد محافظ بيروت على أن “لكل من يريد اغتيال رجالاتنا وقياداتنا نقول له سننجب يوميا قادة ورجالا وسنزرع أرضنا سنديانًا ولن نستكين ولو امتلأت الجدران صورًا للشهداء”، مشيراً إلى أن حديقة الشهيد بيار الجميّل ستكون عنوانًا للحوار ومنبرًا لكل المثقفين ولكل من يريدون العطاء في بيروت ستكون منتدى بيار الجميّل والبلاد التي فيها شهداء مثل بيار الجميّل لا تخافوا عليها”.

الرئيس الجميّل:

الرئيس أمين الجميّل، قال في كلمة ألقاها في الإفتتاح: “حديقة بيار” أيها الأحبة، هي واحة أمل وتأمّل، نضيء في رحابها شمعة، بدل أن نلعن الظلام الدامس الذي لفّ لبناننا الغالي! خمس عشرة سنة انقضت على استشهاد بيار، وشمعته لمّا تزل مضيئةً ترمز الى قضية وطن وآمال شعب! الاحتفاء اليوم هو في ساحة الشهداء بالذات، في المكان ذاته الذي جمع بيار ورفيق وجبران وسمير، كأنه قد اكتمل الآن النصاب السيادي!!! فهي الساحة حيث التقت الكتائب والنجادة عام 1943 لمواجهة الانتداب الفرنسي والمناداة جهاراً بالاستقلال والسيادة. وهي الساحة ذاتها حيث سقطت منذ 84 عاماً أول نقطة دم من جبين بيار الجميّل، الرئيس المؤسس، فكانت هي الشعلة- الاشارة عام 1937 لنضال طويل  وجامع يؤسس لاستقلال لبنان.”

واشار الى ان الاحتفاء اليوم في ساحة الشهداء يعني أن نضال الشهداء لا يعرف التعب، لا يعرف الملل، لا يعرف الكسل، بل يبقى وجه النضال بهياً لا تنال منه التجاعيد. لا ينحني منه رأس. مهما تعاظمت الأثقال، ومهما توالت السنون!! الشهادة لا تموت بأقدمية، ولا تنقضي بمرور زمن!

وتابع “أنتهزها مناسبة لأتوجه بالشكر الى سعادة محافظ بيروت، الرئيس مروان عبود، ورئيس مجلس بلدية بيروت، السيد جمال عيتاني وأعضاء مجلسه، والى كل من ساهم في احياء هذا الانجاز الوطني الذي، برمزيته يجذرّ في الذاكرة اسطورة شهداء الوطن الذين غابوا من أجل أن يبقى لبنان واحة حرية وقيم، ورسالة انسانية بكل مراميها. وأخصّ بالشكر أيضاً مصمم النصب السيد كريم شعيا، الفنان المبدع الذي صاغ بمخيلته وفكره محيّا بيار وأحاسيسه الوطنية. كما أتوجه بالشكر لكل من واكب هذا العمل وأخص المهندس عماد الخطيب الذي أشرف ونفذّ المشروع في ظروف قاسية، والنقيب المهندس مارون حلو، والصديق سامي متى، وكل جندي مجهول أضفى بعمله زهرة في باقة “حديقة بيار”.

وأردف “إن أنسى، لا أنسى شكر الرئيس سعد الحريري الممثل بيننا بالدكتور غطاس خوري والذي أعطى منذ سنوات الضوء الأخضر الرسمي لإطلاق مشروع الحديقة تخليداً لذكرى صديقه بيار!”

وقال الرئيس الجميّل: “حديقة بيار” مساحة خضراء لبيروت، وكم أحوجها اليها. بيروت الذاكرة الجميلة، وبيروت الذكرى الأليمة! بيروت الاستقلال، وبيروت الاحتلال! بيروت الواحة، وبيروت الساحة. بيروت الجميزة والبسطة معاً. بيروت الهادئة وبيروت الثورة! بيروت الخارجة من وجع ٤ آب، وبيروت الداخلة في خلاف على الحقيقة. بيروت المسموح لها أن تدفن القتلى، والممنوع أن تعرف القتلة. بيروت المسموح لها أن تبكي، والممنوع أن تشتكي!! وبيروت اليوم شاهدة على التحلل القائم. فهل هي صدفة أن يسقط لبنان قطاعاً بعد قطاع؟”

وتابع “سقط لبنان النظام المصرفي. سقط لبنان النظام المالي. سقطت الليرة. سقط لبنان الاستشفاء، لبنان مستشفى العرب. سقط لبنان الثقافة، لبنان جامعة العرب. سقط لبنان الديبلوماسي، لبنان العلاقات العربية والغربية. سقطت القيم، وكاد أن يسقط القضاء!!! أمّا ما أصاب المؤسسات الدستوريّة والإدارة العامة، فحدّث ولا حرج. إن هذا السقوط لا شك مسندٌ الى تخطيط ممنهج لقيام لبنان آخر يحاكي عفاريت جهنم، ذلك على أنقاض لبنان التاريخ، لبنان الانسان، لبنان الحضارة.”

ورأى الرئيس الجميّل أن في بعض الأمر كلُ العجب. بالتأكيد ليست مجردَ صدفة، بل هذا الكمُّ من الأحداث يتوالى وفق مخططٍ جهنمي محبوك ومحكم وهادف لاركاع لبنان؟ هي احداثٌ تسقط على البلد دفعةً واحدة.

وقال “من تعطيل الديمقراطية بما يعنيه من الغاء لبنان الدولة، وهذا ليس تفصيلاً. الى الافلاس وإفقار الشعب لدرجة التهجير والتجويع، وهذا ليس بريئاً. الى عزل لبنان عن محيطه العربي والدولي وهذا ما يشكل نهجاً خبيثاً لمشروع مكيافيلي يتحقق تباعاً على حساب الكيان الوطني! وعلى حساب رسالة لبنان ومستقبل الشعب اللبناني في بلد تُشلّ فيه قدرة الناس على الصمود والمقاومة.”

وتابع “يتزامن هذا الانحدار السريع في لبنان مع أنشطةٍ مشبوهة وحركاتٍ  تأسيسية متصاعدة تنشطُ في المنطقة وتنبئ بمخاطرَ داهمة، يُخشى معها أن يكونَ لبنان، الخاصرة الرخوة والحلقة الضعيفة،  ضحيتَها. خاصةً بغياب المحاور اللبناني الشرعي القادر أن يقولَ لا باسم دولته وشعبه، وأن يجسدَ حلمَ أبنائه بدولة القانون والحرية.”

وأردف “لم نعد نعرف أين التقاعس أو الجهل أو التخاذل، وأين حدود التبعيّة والارتهان؟ فمن حق الشعب أن يتساءل، أو يخاف! المواطنة لا تكون إلا على أساس الولاء المطلق للبنان. فكما لا إشراك في الدين، لا إشراك في المواطنة!! وعندما يسقط الولاء من الوجدان والضمير والخطاب، تسقط حكماً المواطنة، وننتقل الى فلسفة وجودية أخرى، الى جسم غريب، الى وطن آخر لا يشبه لبنان!”

وأشار الرئيس الجميّل الى ان منعاً من الوصول الى هذا الجحيم، كان نضال بيار المؤسس، وكان استشهاد بيار الحفيد وأمثاله من الذين سبقوه أو تبعوه. ويبقى النضال معقوداً على كل القوى السيادية وفي مقدمها حزب الكتائب اللبنانية بقيادته الفتية الشجاعة برئاسة سامي الجميّل. وفي الوطن الصعب، يبقى الارث الصعب مستمراً، وثقافة بيار النضالية تنتقل طوعاً الى ولديه أمين والكسندر!

وشدد على ان الحلم باقٍ والإرادة صلبة. لا تراجع. لا مساومة رغم كل التحديات والاغراءات والترغيبات والتهديدات! فدم الشهداء أمانة في الأعناق وحصانة مانعة لكل أشكال الهدر في الوطن. أوقفوا التسويات يا أيها الممسكون بمقدرات البلاد. فالتسويات شكل من أشكال التخلي والاستسلام.

وختم الرئيس الجميّل “عذراً، لكن صرختي صرخة وجع تؤلمني وتؤلم كل لبناني مؤمن بوطنه. صرختي دعوة لأن اتحدوا! فلا دين يميزنا. ولا سياسة تمزقنا. ولا فرز يفرقنا. الخطر واحد. ولبنان، يكون أو لا يكون. ولن نستكين قبل أن يكون. لبنان الوطن. لبنان الدولة. لبنان الشراكة. لبنان الحاضن لأبنائه، الجاذب لهم الى الديار، الراجعون الى نوره، لا الهاربون من ناره. و”حديقة بيار” تمثل الحافز والأمل بلبنان الجديد. فلتكن ملتقىً لجميع اللبنانيين، من مختلف الانتماءات والمذاهب والمناطق. فلتكن “حديقة بيار” حديقة لبنان الأبي في بيروت الخالدة. عشتم وعاش لبنان.”

القوات اللبنانية ترد على نعيم قاسم: حزب الله يزوّر الوقائع ويشوّه الحقائق في أحداث الطيونة

0

ردّت القوات اللبنانية على إتهامات الشيخ نعيم قاسم لها في أحداث الطيّونة، فصدر عنها البيان التالي:

أدلى الشيخ نعيم قاسم بتصريح كرّر فيه أطروحات “حزب الله” بما يتعلّق بحوادث عين الرمانة-الطيونة المشؤومة، والمؤسف أنّه كرّر فيه أنّ “القوات اللبنانية” ارتكبت مجزرة في هذه الحوادث، وذلك بخلاف ما أظهرته التحقيقات الرسمية كلّها والتي جرت في القضاء العسكري تحديدًا حتى الآن.

يهمّ “القوات اللبنانية” في هذه المناسبة أن توضح أنّها وعلى رغم من كل محاولاتها تبريد الأجواء في الداخل اللبناني، إذ لم يعد ينقص المواطن اللبناني توتّرًا يضاف إلى مجموعة مآسي، يستمر قياديّو “حزب الله” بتزوير الوقائع وتشويه الحقائق،

من مثل تصوير حادثة عين الرمانة-الطيونة وكأنّها من فعل “القوات اللبنانية” في الوقت الذي تثبت فيه الأفلام والوقائع والوثائق الموجودة كلّها إضافة إلى التحقيقات الرسمية التي جرت حتى الساعة، زيف هذا الادعاء.

فضلاً عن أنّ آخر من يحقّ له التكلم عن الإجرام هم المسؤولون في “حزب الله”، والشواهد على ذلك تبدأ من محاولة عرقلة التحقيق في جريمة المرفأ التي ذهب ضحيّتها أكثر من مئتي مواطن لبناني وغير لبناني، وأكثر من ثلاثة آلاف جريح وأضرارًا مادية لا تعدّ ولا تحصى، وليس انتهاء باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز،

وما بينهما 7 أيار وحوادث عين الرمانة الأخيرة.

إنّ الحكمة تقتضي منّا جميعًا الابتعاد عن كلّ ما من شأنه زيادة التوتّر في البلد، وليس الإمعان في زيادة التوتر كما فعل اليوم الشيخ نعيم قاسم.

القصيفي: النقابة بتصرّف الزملاء دائماً

0

أعلن نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي أن بامكان كافة الزملاء الراغبين بالترشح الى انتخابات النقابة المقررة في الاول من كانون الأول المقبل اعلان ترشيحه علناً عبر تلاوة بيان أو مؤتمر صحفي اذا رغب في ذلك من دار النقابة في الحازمية التي هي بتصّرفهم دائماً.

خبر سار.. جلسة لمجلس الوزراء قريباً وهذه أبرز بنودها

اعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بعد لقائه رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر،ان “هناك حلا لكل شيء في لبنان وأبلغت رئيس الجمهورية اليوم أنني سأدعو مجلس الوزراء الى الإنعقاد قريبا لعودة الأمور الى طبيعتها”.

وقال: “دخلنا في تضخم كبير جدا نتيجة تراكم سنوات من الدعم وللصراحة تمنياتنا اليوم العودة الى سياسة الدعم ولكن لا قدرة لنا لذلك لأن الأموال غير متوافرة”.

وقال: “في موضوع الامن الاجتماعي سنبدأ في أول الشهر المقبل بتسجيل العائلات الأكثر حاجة، وهذه المبالغ مؤمنة من قبل البنك الدولي، والعملية ستكون الكترونية ولن يكون فيها أي تدخل بشري ولن نقبل أن يستفيد أحد على حساب آخر”.

واوضح ان العائلات التي تقطن على ارتفاع أكثر من 700 ستعطى 190 دولارا”، وقال: “نحن دولة مضيفة للاجئين ونحصر المبالغ التي نتكلفها والـworld food program ستخصص حصة للبنانيين مطلع العام القادم”.

واكد ان “هدفنا قدر المستطاع العودة بالبلاد الى الحالة الطبيعية، بالنسبة للتعليم وأساتذة الجامعة اللبنانية سيتوقفون عن الإضراب من أجل انطلاق العام الجامعي”.

وأعلن ميقاتي عن “نصف راتب إضافي عن شهر تشرين الثاني وكانون الأول سيتقاضاه العاملون في القطاع العام وفقا لوزير المال”.

عون: لا انتخابات في 27 آذار ولن أسلّم إلى فراغ

0

آخر سني الولاية هي الأبقى في ذاكرة المرحلة التالية، وهي الصورة الأخيرة المحفوظة للرئيس المغادر. يكاد لم يمرّ رئيس للجمهورية في تاريخ لبنان لم تكن السنة الأخيرة في ولايته هي الأمرّ عليه.

في السنة الأخيرة في ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، تضاعفت الأعباء. أمامها استحقاقان دستوريان كبيران، هما الانتخابات النيابية العامة وانتخابات رئاسة الجمهورية. كلاهما يتربص بالآخر تبعاً لمعادلة: أي برلمان ينتخب الرئيس المقبل: الحالي بأن يُمدّد له، أم برلمان جديد منتخب؟

ما دامت المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس الخلف ما بين آب وتشرين الأول 2022، أمام الأشهر التسعة المقبلة استحقاقات سياسية واقتصادية ليست أقل خطراً أو أسهل حلولاً. تراكم الاستحقاقات هذه يحمل الرئيس على التساؤل: «لا أعرف من أين تأتي مشاكلنا. بعضها يأتي من بعض. كأنه مخطط لها في بلد مفتوح على كل كبيرة وصغيرة، لم يعد في الإمكان بسهولة جبهها».

بيد أنه يضيف: «هذه السنة سنضع الحلّ على سكته».

يتوسّع أكثر في عرض الملفات الشائكة: «قلت مراراً إنني أريد أطيب العلاقات وأفضلها مع السعودية. ناديت بما يمكن تسميته مأسستها، كي لا تتأثر في كل مرة بفرد ما أياً يكن. ليس في كل مرة يتسبب فرد بأزمة علاقات بين البلدين. الآن وزير الإعلام جورج قرداحي بسبب تصريح. قبلاً الرئيس سعد الحريري قبل الوصول إلى 4 تشرين الثاني 2017 ثم بعدها. أمضينا سنة ونصف سنة لتأليف حكومة من أجل أن يصالح السعودية. عندما أخفق اعتذر عن عدم تأليف الحكومة. الآن المشكلة قائمة. لا وسيط بيننا وبينها، لأن أصل الحل في التحدث المباشر مع المملكة. لكنه مقطوع الآن. مع رئيس الحكومة كذلك. ثمّة إشارات معالجة نحاول العمل عليها بكتمان، علّها تأتي بنتائج إيجابية من أجل فتح الحوار».

عندما يُسأل هل يُعزى الموقف السعودي السلبي، ومن خلاله الخليجي، إلى تحالفه مع حزب الله؟ يجيب: «هو أولاً تفاهم وليس تحالفاً. الجميع يعرف، العرب والأميركيون والأوروبيون، أنني لا استطيع محاصرة حزب الله الذي يحترم بالنسبة إليّ قواعد ثلاثاً أساسية لا غنى عنها: القرار 1701، الاستقرار الداخلي، عدم التعرّض لسفراء الدول التي صنّفته حكوماتها منظمة إرهابية أو رعاياهم كالأميركيين والبريطانيين والألمان ودول عربية. أما إذا كان الأمر مرتبطاً بما يجري في اليمن، فهو شأن آخر. لا خلاف بيني والسعودية، وكانت أولى الدول زرتها بعد انتخابي (9 كانون الثاني 2017). لا علم لي أنها كانت ضد وصولي إلى رئاسة الجمهورية، ولم أتلقَّ منها علامات سلبية مرتبطة بي بالذات. ما أعرفه أن أزمتنا معها بدأت يوم انهارت علاقتها بسعد الحريري وحدث ما حدث في تشرين الثاني 2017. كان ذلك بداية الخلاف».

لا يتحمّس لإقالة الوزير في مجلس الوزراء، ويفضّل أن يكون القرار شخصياً يتخذه قرداحي. يلتقي عون مع الرئيس نجيب ميقاتي على مقاربة مشتركة للنزاع الناشب من حول المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار: «ليس للسلطة الإجرائية التدخل في مسألة لا تدخل في اختصاصها. للقاضي مرجعية تحاسبه إذا أخطأ. هي المعنية ولسنا نحن. أنا مصرّ على تأكيد فصل السلطات». بيد أنه يلاحظ أن لا رابط بين الخلاف على هذه المسألة وتعطيل اجتماعات مجلس الوزراء: «عندما يكون ثمّة مَن يصرّ على تعطيل اجتماعات مجلس الوزراء، لا أرى بداً من جلسات المجلس الأعلى للدفاع. كل الأجهزة ممثلة فيه لمعالجة المشكلات التي تئن منها القطاعات الحياتية».

يذهب عون من ثم إلى صلب المشكلة الآنية: «لن أوقّع مرسوماً يدعو الهيئات الناخبة إلى 27 آذار للاقتراع. إذا أتاني سأرده من حيث أتى كي يصار إلى تعديله. لن أوافق على انتخابات نيابية سوى في أحد موعدين: 8 أيار أو 15 أيار. بعد 15 أيار لا يعود أمامنا سوى أسبوع لانتهاء الولاية القانونية لمجلس النواب (21 أيار 2022)، ما يقتضي أن يكون انتخب برلمان جديد قبل الوصول إلى هذا اليوم. أكثر من مرة شرحت وجهة نظري. قلت إن 27 آذار يحرم آلاف اللبنانيين الذين يبلغون السن من الاقتراع، أضف الظروف المناخية غير الملائمة في هذا الوقت. لم يسبق أن جرت في لبنان انتخابات نيابية سوى في أيار أو حزيران. حتى في حالات حل مجلس النواب، كان يدعى إلى انتخابات في الربيع، وليس في الشتاء. يبدأ صيام رمضان في مطلع نيسان ويختتم في آخره، ما يتيح إجراء الاقتراع في الأسبوع التالي أو الأسبوعين التاليين. أما المتذرّعون بتعذر إجراء حملاتهم الانتخابية في شهر الصوم، فلا جواب أبسط من القول إن مَن لم يُعدّ لحملته قبل صيام رمضان لا حاجة إليها إبانه أو بعده. ثم في نيسان يمر جزء من صيام المسيحيين».

يُعوّل رئيس الجمهورية على دور المجلس الدستوري في تثبيت ما أكده هو في قانون الانتخاب، وتبنّاه تكتل لبنان القوي في مراجعة الطعن التي تقدّم بها الأربعاء الفائت. يتمسك عون بـالـ«ميغاسنتر»، والاقتراع لستة نواب قاريين تبعاً لما نصّ عليه قانون الانتخاب المقرّ عام 2017: «من خلال ميغاسنتر نقلل من مقاطعة الاقتراع تحت وطأة حاجة الناخبين إلى الانتقال إلى أماكن بعيدة حيث مساقطهم كي يقترعوا، فيصوّتوا حيث هم. لا نحتاج إلى جهد طويل وكبير لتجهيز الـ«ميغاسنتر» التي لا تعدو كونها شبكة إلكترونية. بها نقلل المقاطعة، ونقطع دابر الرشوة من خلال نقل الناخبين في باصات المرشحين».

ينتظر من المجلس الدستوري تفسير النصاب القانوني للغالبية الحالية الناجمة عن تناقص النواب بالاستقالة والوفاة: «ليس للمجلس الدستوري النظر في موعد إجراء الانتخابات الذي هو من صلاحية الحكومة عبر وزير الداخلية. قانون الانتخاب بدوره جُرّد من تحديد الموعد الذي كان أُدرج فيه سابقاً، وهو 27 آذار، واكتفت الجلسة الأخيرة لمجلس النواب بتوصية ترشح هذا الموعد. توصية غير ملزمة للحكومة ولا لوزير الداخلية، وغير معني بها المجلس الدستوري، وحتماً لا أثر لها عليّ. الصواب هو تأكيد ما نصّت عليه المادة 57 في الدستور بتحديدها الغالبية التي يتألف منها المجلس قانوناً، أي 65 نائباً. تمسّكي بالمادة 57 ليس أقل منه تشبثي بالمادة 53 والمادة 52 والمادة 59 التي نفضت عنها الغبار وكانت المرة الأولى تطبّق مذ وُضع الدستور عام 1926. عندما تعطي المادة 56 رئيس الجمهورية حق الطلب من مجلس الوزراء إعادة النظر في قراراته، والمادة 57 عندما تعطيه حق الطلب إعادة النظر في القوانين، فذلك يعني إقراراً بمسؤوليته الدستورية في السهر على اتخاذ القرارات والقوانين. لا يجدون ما يقولونه عن التزامي صلاحياتي الدستورية سوى أنني ديكتاتوري».

أما ما يتردّد عن احتمال تعطيل نصاب المجلس الدستوري لمنع إبطال مواد في قانون الانتخاب «فسنكون عندئذ أمام فضيحة تبدأ بالمجلس الدستوري نفسه. صحيح أن هذا التعطيل حدث قبلاً عام 2013. الآن يصعب تحمّل فضيحة يراقبها المجتمع الدولي. ليس لدى السفراء الذين يزورونني سوى السؤال عن الانتخابات النيابية والإصرار على حصولها. في كل مرة أُسأل أجيبهم: لا خطر على الانتخابات إلا إذا أراد أحد ما تعطيلها. فليفصح عن نفسه هذا الأحد».

يقول رئيس الجمهورية: «لا تمديد لمجلس النواب، ولا داعي للتفكير فيه حتى. المهل لا تزال متاحة أمامنا، ولسنا محرجين حتى الوصول إلى 8 أيار على الأقل. لا سبب لعدم إجراء الانتخابات النيابية. لكنني لن أوافق على حصولها في 27 آذار. لن أوقّع المرسوم، وأنصح بعدم إرساله إليّ لأنني سأردّه. المرسوم العادي لا تسري عليه المهل الملزمة، شأن المراسيم التي تصدر عن مجلس الوزراء، ولا يسع أحد فرضه على رئيس الدولة. إذا أرسلوا إليّ مرسوماً بـ8 أو 15 أيار فأهلاً وسهلاً».

يضيف: «فعلاً لا أعرف سبب المناكفات على موعد الانتخابات، ومبرّر الاستعجال. لسوء الحظ أن السفراء الذين يحضرون إليّ ملمّون بخلافات كهذه ومطلعون على جرصتنا».

يرفض أن يُساق إليه اتهام أن عدم توقيع مرسوم 27 آذار يحمّله مسؤولية تأخير الانتخابات. يجيب: «لا تبكير ولا تأخير. المهلة القانونية معروفة ومحددة في الدستور لإجراء الانتخابات النيابية قبل انتهاء ولاية المجلس الحالي».

عندما يُسأل هل يرى ترابطاً بين الانتخابات النيابية والانتخابات الرئاسية، يردّ بالإيجاب: «الانتخابات النيابية ستجرى، وهي الثانية في ولايتي، ولن يستطيع أحد وقف دورتها. أما الانتخابات الرئاسية فشأنها مختلف. لن يأتي بعدي رئيس كما قبلي. لن يكون بعد الآن رئيس للجمهورية لا يمثّل أحداً، ولا يمثّل نفسه حتى، بل ابن قاعدته. إذا وصلنا إلى نهاية الولاية سأترك قصر بعبدا حتماً لرئيس يخلفني. أخشى تعذّر انتخاب خلف لي، فيكون على الحكومة القائمة تسلم صلاحيات رئيس الجمهورية، لأنها صاحبة المسؤولية المنوطة بها دستورياً. أخشى أن ثمة مَن يريد الفراغ. أنا لن أسلّم إلى الفراغ».

إذا لم تكن ثمّة حكومة أو حكومة تصريف أعمال؟

يجيب: «الكلمة عندئذ للمجلس النيابي الذي يقرّر».

وإذا لم يعد ثمّة مجلس نيابي؟

يجيب: «هل يُعقل أن لا يبقى هناك أحد؟».

افرام: حوّلوا غضبكم إلى مشروع والانتخابات مفصليّة ووجوديّة

حلّ رئيس المجلس التنفيذي ل “مشروع وطن الانسان” النائب المستقيل نعمة افرام ضيفاً على مدرسة القلبين الأقدسين – السيوفي، في لقاء حواريّ مع أكثر من 200 طالبة وطالب من الصفوف الثانويّة حمل عنوان” هوّية الحضور بين الفوضى والنظام – أي مواطن لأيّ لبنان “، بحضور الأم الرئيسة إيليت ريشا وأفراد من الهيئتيْن الإداريّة والتعليميّة.

المنصّة الرئيسيّة التي توسّطها افرام انقسمت بين مجموعتيْن، واحدة تفضّل البقاء والعمل من أجل لبنان أفضل، والأخرى اختارت الهجرة. وكان نقاش مستفيض بإسم الزميلات والزملاء على مقاعد الدراسة مع سلسلة طويلة من الاسئلة، لم يبخل الضيف في الإجابة عليها.

” هل هي لعنة أو قدر بقاء الوطن ما بين دوامتيْ الدمار والاعمار، أنستسلم للأمر الواقع، هل علينا تغليب صوت العقل على الحقّ، هل نهاجر ونصدّ صوت الحنين الداعي إلى الثبات والصمود، كيف يمكن اقناعنا بعدم الهجرة، ما السبيل لإعادة البناء في ظلّ هذه المنظومة، وماذا عن الاغتراب والانتخابات، وكم من الوقت علينا أن نخسره بعد لتحقيق التغيير، وما خلفيّة قرارك بالاستقالة وإلى أي حد أنت مستعد للتضحيّة وهل يمكن أن تهاجر”؟…هي عيّنات حملت دلالات الوعي المبكر للطلبة وذلك الكمّ الهائل من الهواجس والهموم، وأيضاً ذلك الوجع الناتج عن تعلّقٍ بوطن ثروته الأولى كانت وتبقى إنسانه وشابّاته وشبّانه.

في مداخلته وردوده، شرح النائب المستقيل نعمة افرام أنّه:” لطالما بحث الإنسان على مرّ تاريخ البشريّة عن أمريْن: الأمان وتحقيق الذات. وهما عنصران لا يتوافران إلاّ إذا وُجد الوطن. ولأنّ الإشكاليّة حولهما في لبنان باتت كبيرة ومع الخوف على الكيان في ظلّ ما يتهدّده، وُلدت فكرة “مشروع وطن الانسان”، ويهدف إلى تحويل اليأس والغضب إلى مشروع”.

أضاف: “أنتم مصدر الطاقة والاحتياط الاستراتيجي في وطن ينزف. لقد كان مستوى التعليم في لبنان العلامة الفارقة التي ميّزتنا في الشرق وفي العالم، وتيقّنوا، أنتم جزء من عمل تراكمي دؤوب عمره ٥٠٠ سنة من تاريخ وطنكم. وعلى الرغم من كلّ ما تمرّون به وما يشهده هذا القطاع من عثرات ومشاكل، سيبقى التعليم خطّ الدفاع الأوّل عن الوطن الذي تنشدون ونسعى معكم لكي يشبهكم ويلبّي آمالكم وطموحاتكم، والذي معكم لن نتخلّى عنه ولن نألو جهداً وكلّ تضحية في سبيله تهون، ليعود وطناً يليق ببناته وأبنائه وبكم أنتم الشابّات والشبّان، وطناً للإنسان في كرامته وسعادته المطلقتيْن”.

وأردف:” إذا فقدتم لبنانكم ستصبحون غرباء أينما حللتم، ومهما كانت الجنسيّة الأخرى التي تكتسبون. يكفي أن تحلموا وأن تتمسّكوا وتتسلّحوا بحلمكم وأن تؤمنوا أنّ لبنان الحلم سيتحقّق، ليصبح الحلم واقعاً وحقيقة”.

افرام كاشف محاوريه قائلاً:” أعرف أنّ القدرة على الصبر والتحمّل باتت ضئيلة. أتلمّس كيف تمرّ المراحل في حياتكم ولا تشهدون تغييراً. حالة القرف لديكم ولديّ كبيرة. فليكن خيارنا المواجهة، وفي إطار المواجهة اتخذت قراري بالاستقالة من الندوة البرلمانيّة. لقد استقلت رفضاً وألماً وانحناء أمام الدماء التي سالت في الرابع من آب. استقلت من الطبقة والمنظومة السياسيّة الحاكمة وليس من لبنان، وها أنا أنذر ذاتي لخدمة هدف إعادة إعمار هذا البلد حتى لو كانت حياتي بخطر. أنا أستمدّ قوّتي من أمثالكم، أنا أراهن عليكم وأدعوكم إلى الصبر وإلى الإقدام والتغيير وأصرّ عليكم على تحويل الغضب إلى مشروع. إنّ المجتمع الدولي ينتظر منا الرؤية الواضحة والخطّة المقنعة والمنهجيّة المختلفة ليدعمنا، فلبنان مشروع حياة، ولا يمكن الاستسلام وتركه لمن يريد تغيير وجهه، وأنا شخصيّاً لن أترك وطني إطلاقا وأبداً وهذا قرار نهائي. ولأنّ من شروط النجاح تحويل الشغف إلى خطّة، ولأنّ الشغف بلبنان وطني لا حدود له، وضعت مع مخلصين كثر برنامجاً سياسيّاً – اقتصاديّاً – اجتماعيّاً – إصلاحيّاً في “مشروع وطن الانسان”، كي يكون لشعبنا مواعيده مع الحياة”.

وختم افرام بعد شرح لبعض من عناوين ومفاصل “مشروع وطن الانسان” لا سيما اللامركزيّة الموسّعة والحياد والدولة المدنيّة قائلاً:” اليوم لدينا فرصة حقيقية لإعادة البناء وإصلاح ما أفسدته الطبقة السياسيّة كما لتجديد هذه الطبقة وطرح البدائل، والبوابة الرئيسيّة لذلك هي الانتخابات النيابيّة. نسبة تسجيل المغتربين جيّدة وإن كانت غير كافية، وأنا أتفهّم خوف المغترب من صدقيّة آلية الانتخاب، إلاّ أنّ الانتخابات هي مدخل إلى استعادة ثقة الاغتراب والمجتمع الدولي بنا وبالحكومة الجديدة بعد الانتخابات. وعندما ندخل باب الإصلاحات الحقيقي، وبعد أن تعود عجلة الإنتاج إلى الدوران، تعود الرساميل والاستثمارات. إنّ هذه المرّة مختلفة فعلاّ ومفصليّة ووجوديّة، فإمّا نعيد بناء لبنان على أسس سليمة فلا يدمرّ كلّ ٥٠ سنة، وإمّا لا مبرّر بعد الآن لوجود لبنان”.