رفع أسعار المحروقات يشعل أسعار السلع ولا يحل أزمة “الطوابير” ‏

كما كان متوقعا لم يحل رفع اسعار المحروقات ازمة الطوابير على محطات البنزين باعتبار ان الشح ‏بالمواد سيستمر طالما “المصرف المركزي” يسير بقرار ترشيد الدعم اي انه لن يقدم على فتح ‏الاعتمادات بالسرعة المطلوبة وللكميات التي يحتاجها السوق. والانكى ان قسما كبيرا من اللبنانيين تعاطى ‏مع ارتفاع الاسعار كخشبة خلاص بعد اغلاق قسم كبير من المحطات ابوابها مطلع الاسبوع بحجة فراغ ‏خزاناتها، ويندرج ذلك في اطار سياسة التذاكي التي تعتمدها قوى السلطة لتوهم الناس بانجازات وحلول ‏للازمات، وهي عمليا تسرق ما تبقى من ودائعهم في المصارف لتأمين استمرارها بمناصبها حتى ايار ‏المقبل موعد الانتخابات النيابية المقبلة لاقناع أنصارها بتجديد البيعة لها! ولعل الجمود القاتل الضارب ‏بالملف الحكومي اكبر دليل على ان هذه القوى ما عادت تعنيها عملية التشكيل وهي تنكب حصرا على ‏مقاربة كل الملفات بما يخدمها في الاستحقاق النيابي المقبل متكلة على ما يبدو على صلوات القادة ‏الروحيين المسيحيين في الفاتيكان كي يبقى البلد صامدا حتى ذلك الوقت!‏

صلاة يجب ان تتكثف مع تفاقم الهواجس من انفجار امني يكون من الصعب استيعابه. اذ تشير مصادر ‏امنية الى ان “الوضع صعب ويتطلب اولا اعطاء العناصر الامنيين مقومات الصمود ليبقوا على زخمهم ‏في العمل باعتبار ان القسم الاكبر منهم بات يبحث عن سبيل لترك الاجهزة الامنية والهجرة”. وتقول ‏المصادر لـ “الديار”: “الخوف من الفوضى يتعاظم وطالما لا حل سياسيا للازمة لا يمكن الاعتماد ‏حصرا على الحلول الامنية… والاخطر ان الامور قد تخرج عن السيطرة في اي لحظة”.‏

‏ ذل الطوابير.. تابع ‏

وبمشهد قد يبدو بعد اكثر استفزازا من المشاهد التي اعتدناها في الاسابيع الماضية على محطات البنزين، ‏اصطف اللبنانيون بالامس في نفس هذه الطوابير وكأنهم تنفسوا الصعداء رغم ارتفاع سعر البنزين نحو ‏‏16 الفا والمازوت نحو 13 الفا لاعتقادهم انها المرة الاخيرة التي يضطرون للتعرض لاذلال الطوابير.‏

الا انه وفي الواقع، وبحسب مصادر معنية تحدثت لـ “الديار”، فان رفع الاسعار لن يحل مشكلة الطوابير ‏وان كان قد يخفف من حدتها باعتبار ان المشكلة هي بترشيد الدعم الذي يعتمده مصرف لبنان من خلال ‏التأخر بفتح الاعتمادات للبواخر وهي ازمة لن تحل قبل رفع الدعم بالكامل، المتوقع خلال 3 اشهر ما ‏سيرفع بحينها سعر صفيحة البنزين لحدود ال 200 الف ليرة.‏

وكأنه لا يكفي اللبنانيين الضياع والقرف الذي يعيشونه، حتى زاد اعلان ممثل موزعي المحروقات فادي ‏أبو شقرا عن “هفوة في جدول أسعار المحروقات” ليزيد ضياعهم ضياعا خاصة وانه افيد ان الجدول ‏الجديد قد يرفع الاسعار 10 آلاف ليرة اضافية. وبعد ساعات من التداول بهذه المعطيات، أصدرت ‏المديرية العامة للنفط بيانًا أكدت فيه “ألا خطأ في التسعيرة حسب الجدول المعتمد، لأنه قد تمت دراسة ‏جدول الأسعار وفق قرار رئاسة مجلس الوزراء لاعتماد سعر /3900/ ل.ل. كسعر لصرف الدولار”. ‏واجتمعت المديرة العامة للنفط أورور فغالي مع أصحاب الشركات لكونهم اعترضوا على احتساب بعض ‏عناصر التسعيرة مطالبين باحتسابها على سعر صرف الدولار النقدي ‏Fresh Dollar‏. وقد اعلنت ‏فغالي، بحسب البيان، “تفهمها لمطالبهم واستعدادها لدرسها وعرضها على وزير الطاقة والمياه”.وتم ‏الاتفاق على تزويد السوق بالمحروقات.‏

اذا وبحسب الجدول الاسبوعي، ارتفع سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 15900 ليرة و98 أوكتان ‏‏16300 ليرة والمازوت 12800 ليرة، والغاز 9200 وأصبحت الأسعار على الشكل الآتي: بنزين 95 ‏أوكتان: 61100 ليرة. بنزين 98 أوكتان: 62900 ليرة. المازوت: 46100 ليرة. الغاز: 37600‏

الاسعار تحلق… والسلطة تستبق الانفجار

ومن المتوقع ان ينعكس ارتفاع اسعار المحروقات تلقائيا على اسعار كل المواد الاستهلاكية الاخرى في ‏السوبرماركات، وهو ما بدأ عمليا في الساعات القليلة الماضية.‏

وبمسعى لاستيعاب تداعيات الغضب الشعبي المتوقع ان يتصاعد نتيجة “تحليق الاسعار”، انعقد يوم امس ‏‏”المجلس الاعلى للدفاع” في قصر بعبدا. وقال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان “الغاية الأساسية ‏من هذا الإجتماع هي البحث في الوضع الأمني خصوصاً مع حلول فصل الصيف حيث يُتوّقع أن يكون ‏الموسم السياحي واعداً مع مجيء اللبنانيين المنتشرين في الخارج”. وأضاف: “ما حصل في الأيام ‏الماضية أمام محطات المحروقات غير مقبول، وإذلال المواطنين مرفوض تحت أي اعتبار، وعلى جميع ‏المعنيين العمل على منع تكرار هذه الممارسات سيّما وانّ جدولاً جديداً لأسعار المحروقات صدر، ومن ‏شأنه أن يخفّف الأزمة”. ولفت عون الى ان “إقفال الطرقات امام المواطنين يتسبب بمعاناة كبيرة لهم ‏تُضاف الى ما يعانونه نتيجة الأوضاع المالية والاقتصادية الصعبة”. وتابع “التعبير عن الرأي مؤمّن ‏للجميع ولكن لا يجوز أن يتحوّل الى فوضى وأعمال شغب، وعلى الجهات الأمنية عدم التهاون في ‏التعاطي معها حفاظاً على سلامة المواطنين والإستقرار العام”. وأوصى عون بضرورة “اتخاذ إجراءات ‏لتصحيح الوضع في المطار بعد ورود شكاوى عن وجود صعوبات وازدحام سيّما عند اجراء فحوص ‏pcr‏”.‏

واثر الاجتماع تقرر الطلب الى الأجهزة العسكرية والأمنية الإبقاء على الجهوزية اللازمة لعدم السماح ‏لبعض المخلّين بالأمن، زعزعة الوضع الأمني بسبب الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية، خاصة في ‏ما يتعلق بإقفال الطرق العامة او التعدي على الأملاك العامة والخاصة. كما تقرر الطلب الى وزارتي ‏الاشغال العامة والنقل والصحة، اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسريع وتسهيل عملية اجراء فحوصات ‏الـPCR‏ للمسافرين الوافدين الى مطار رفيق الحريري الدولي، والطلب الى وزارة الاشغال العامة ‏والنقل، لا سيما المديرية العامة للطيران المدني، استكمال الإجراءات اللازمة لتسهيل حركة المسافرين ‏وتأمين راحتهم في اسرع وقت ممكن، بالإضافة إلى الطلب الى المديرية العامة للطيران المدني، بالتنسيق ‏مع جهاز امن المطار، معالجة الإشكالات التي تحصل بين المسافرين والموظفين والعمال وذلك في ظل ‏القوانين المرعية الاجراء واتخاذ التدابير اللازمة بحق المخالفين منهم. وتم الطلب الى وزير المالية ‏التنسيق مع وزيري الدفاع والداخلية لايجاد السبل الآيلة الى دعم القوى العسكرية والأمنية خصوصاً في ‏ظل الأوضاع المالية والاقتصادية المتردية. وتم تكليف وزير الطاقة والمياه وضع التقرير اللازم في مهلة ‏أقصاها شهر واحد لتقييم معايير وشروط الصحة والسلامة العامة، وبناء عليه الطلب الى الشركات المعنية ‏اجراء اللازم وفقاً للمتطلبات والفترة الزمنية التي تضعها الوزارة.‏

وبحسب معلومات “الديار” فقد كان الرئيس عون حاسما بموضوع رفض قطع الطرقات وقد أعطى ‏تعليماته لقادة الاجهزة الامنية وعلى رأسها الجيش اللبناني بوجوب عدم التهاون مع من تخول له نفسه ‏قطع الطرق مع الحفاظ على حق الموطنين بالتظاهر والاعتراض السلمي.‏

رسالة مزدوجة للحريري ‏

سياسيا، ظل الجمود سيد الموقف في الملف الحكومي، بحيث وصل على ما يبدو الجميع الى قناعة بتعذر ‏تحقيق اي خرق يذكر في جدار الازمة الذي تحول سميكا جدا.‏

وقالت مصادر مطلعة على مفاوضات التأليف لـ “الديار” ان “المواقف المعلنة في الساعات الماضية ‏لقياديين ونواب من حزب الله توحي بوصول مساعي الحزب الى حائط مسدود ما استدعى خروجه عبر ‏الاعلام، ليلقي اي مسؤولية عنه”، لافتة الى ان “اصرار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على ‏البقاء خارج البلاد بات مستفزا للجميع علما انه يوجه من خلاله رسالة مزدوجة، لاخصامه للقول لهم انه ‏لن يرضخ لشروطهم كما لحليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري يقول له فيها انه يريد الاعتذار وانه ينتظر ‏كلمة منه ليقدم على ذلك”.‏

ووسط هذا التأزم السياسي، ينعقد يوم غد الخميس اللقاء الروحي للقادة المسيحيين الذي دعا اليه البابا ‏فرنسيس في الفاتيكان. وفي الوقت الذي يتعاطى البعض معه وكأنه يقتصر لرفع الصلاة عن روح ‏‏”الميت” اي لبنان، اشارت معلومات “الديار” الى ان “الهدف منه معنوي حصرا ولن تكون له نتائج ‏عملية وفورية، علما ان المراهنة هي على ما سيلي الاجتماع كما على ابقاء البابا الملف اللبناني اولوية من ‏اولوياته ما يشكل ضمانة بعدم السماح بسقوط الهيكل اللبناني بالكامل”.‏

المصارف للمودعين: اموالكم تحتجزها الدولة

مصرفيا، التزمت فروع المصارف يوم امس بقرار الإقفال الذي دعت إليه جمعية مصارف لبنان تضامناً ‏مع البنك اللبناني – السويسري واستنكارا للاعتداء الذي تعرّض له موظفو مقرّ الإدارة العامة للمصرف ‏في منطقة الحمرا، على يد مجموعة من إحدى الجمعيات. واستنكر المجلس التنفيذي لاتحاد نقابات موظفي ‏المصارف في لبنان “أشدّ الاستنكار ما حصل بالأمس في البنك اللبناني – السويسري ش.م.ل. في شارع ‏الحمراء، فقد جرى مُهاجمة مبنى البنك من قبل مجموعةٍ من الغوغائيين أقدموا على التعدّي على رفاقنا ‏بالضرب، مما أوجب نقل أحدهم إلى المستشفى بحالةٍ حرجةٍ، كما احتجزوهم لساعاتٍ طويلةٍ وقد فُك ‏أسرهم بعد تدخّل القوى الأمنية ، وقد ألحقوا أضراراً بالغةً في مكاتب البنك”.‏

وبالتوازي، اعيد امس انتخاب الدكتور سليم صفير رئيسا لجمعية المصارف. وعلى اثر انتخابه، قال: أزمة ‏لُبنان أَتَتْ بعد سَنوات منَ التَلْكُؤ في القيام بِأَي إِصْلاحَات حَقيقيَة كَما الامعان بالهَدِر والفَساد في مُؤسساتِ ‏الدَوْلة، مضيفا: المصارف جاهدت لِلْحِفاظ على وُجُودِها وعُمَلائها وأُصُولِها رغم التَضْحياتْ والإِسْتهداف ‏المُمَنْهَجْ على مَدى عامَين تقريباً.ولليوم لم يُفْلِس أي مَصْرِف ولم تَضيع أي وَديعَة، كما إِسْتطاعت جمعية ‏المصَارف أنْ تُوقِف المُحاولة الغير مَفْهُومة لِشَطِبْ رَأس مَال البنوك ووَقَفْتُ ضد الHaircut‏ وضِدْ ‏قَرار التَخَلف عن سَداد الديون الذي سَارع منْ وتِيرة الإِنْهيار. وتابع: مورست الضغوط على المصارف ‏اضافة الى حملات التَجَنِّي والتخوين ولكن الحَرب الإِقْتِصادية الحالية لن تَسْتَطيع أنْ تَقْضي على إِرث ‏لُبنان وكَنْزِه وهو مَصارفه وودائع اللبنانيين المقيمين والمغتربين فيه. وتوجه صفير للمودعين قائلاً: ‏المصارف كما كل القطاعات الاخرى، من صناعية وزراعية و سياحية واستشفائية هي ضحية سوء ادارة ‏البلد. المصارف والمودعون في مركب واحد، ننجح سويا ونغرق سويا “ولا بنوك دون مودعين”. لا ‏تسمحوا ان يجعلوا من المصارف والمودعين فريقين يتقاتلان فينجحوا في الافلات من المحاسبة. الدولة ‏هي التي تحتجز الاموال، عبر قرارِها بعدم دفع ديونها. المصارف لم تبدد اموال المودعين ولم تصرُف ‏لاكثر من 10 اعوام دون موازنات اي دون حسيب او رقيب.‏

مزيد من الكبتاغون!!‏

وفي حلقة جديدة من حلقات الكبتاغون الذي يتم تصديره الى السعودية، أعلنت المـديرية العـامة لقـوى ‏الامـن الـداخلي ـ شعبة العـلاقات العـامـة انه بتاريخ 21 -6 – 2021، توافرت معلومات لدى مكتب مكافحة ‏المخدّرات المركزي في وحدة الشّرطة القضائية، حول قيام مجموعة أشخاص بالتحضير لعملية تهريب ‏حبوب “كبتاغون” إلى المملكة العربية السعودية، مخبّأة بطريقة احترافية في داخل آلات تعقيم أدوات ‏طبية، بحيث جرى ضبطها.‏

وبتفتيشها، عُثر على /17,4/ كلغ. من حبوب الكبتاجون (حوالى مئة ألف حبة).‏

لفحة أمل ‏

ووسط كل هذه السوداوية، جاء قرار شركة كارباورشيب استئناف إمداد لبنان بالطاقة الكهربائية من ‏باخرتيها، فاطمة غول سلطان وأورهان باي، ليشكل لفحة أمل للبنانيين الذين كفروا في الايام الماضية من ‏تقنين وصل لحد الـ 23 ساعة يوميا فأمضى كثيرون اوقاتهم في السيارات لاستخدام المكيفات بعد تعذر ‏تشغيلها في منازلهم.‏

وقد اتخذت الشركة هذا القرار، بحسب بيان صادر عنها، “في بادرة حسن نية فيما تتطلع إلى نقاش بنّاء ‏مع الدولة اللبنانية من أجل تحديد حلول للقضايا القائمة خلال الأيام والأسابيع المقبلة”. وأشارت شركة ‏‏”كارباورشيب” الى انها تدرك “بعمق التحديات الهائلة التي يواجهها لبنان في الوقت الراهن، وقد أثبتت ‏دعمها المتواصل قدر الإمكان، وعلى الرغم من الأحداث المخيبة للآمال التي طرأت خلال الأشهر ‏الأخيرة، تؤكد شركة كارباورشيب من جديد التزامها بإيجاد حل عملي.”‏

وكانت الشركة التركية اعلنت الشهر الماضي ايقاف إمداداتها الكهربائية عن البلاد، بسبب تأخر الحكومة ‏في سداد التكاليف وتعرض سفنها لتهديد قانوني.‏

وتولد الشركة التركية الكهرباء من سفينتين راسيتين قبالة الساحل اللبناني توفران 370 ميغاوات ما يصل ‏إلى ربع إمدادات الكهرباء الرئيسية. ‏

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 30 حزيران 2021

0

البناء‎

خفايا‎

قال مسؤول ماليّ إن تركيب مصفاة للنفط توفّر حاجات السوق اللبنانيّة يتيح الحصول على نفط خام كهبة أو سلفة ‏طويلة المدى ما يوفر الحاجات النفطيّة للسوق وحاجات كهرباء لبنان من الفيول، والأهم أنه يخفّف الضغط على ‏الدولار بنسبة 50% ما يسمح بالسيطرة على سوق الصرف‎.

كواليس‎

تتوافد أعداد من المراسلين الأجانب والمؤسسات التلفزيونية الدولية إلى بغداد ما يوحي بوجود توقعات ومعلومات ‏بتطوّرات ساخنة ويطلب جميع الوافدين تصاريح تخوّله الوصول إلى الحدود مع سورية ويتعاقد مع شركات ‏حماية لتأمين التنقل في المناطق الخطرة

الجمهورية‎

قاطعت سفارة عربية في بيروت زيارة يقوم بها رئيس أحد المكونات الحزبية الى بيروت بشكل شامل‎.

عمد عدد من المحطات الى تعبئة البنزين للمواطنين على سعر 61500 الصفيحة قبل الإعلان عن خطأ في جدول ‏الأسعار ما يعني أنها كانت لا تزال تملك البنزين على السعر المدعوم القديم وباعته للمواطنين على السعر الجديد‎.

علم أن جمعية خيرية تابعة لحزب فاعل إفتتحت فرعاً لها في كرم الزيتون – الأشرفية وتحاول إستقطاب بعض ‏أهالي المنطقة عبر إعطائهم رواتب بالدولار‎.‎

اللواء‎

بات بحكم الثابت دبلوماسيا أن لبنان بات في عهدة تجاذب دولي فضلا عن التجاذب الإقليمي‎!

طلب مرجع كبير دراسة مالية رسمية حول كلفة البطاقة التمويلية ليبنى على الشيء مقتضاه‎.

طلب من عناصر منظمة تجنب خطوط التماس القديمة تحت أي اعتبار منعا لأي توترات لا تفيد الاستقرار ‏والسياحة في هذا الظرف‎.‎

نداء الوطن‎

تسود حالة من الارتياح في أوساط المستشارين في وزارة الطاقة والمياه بسبب استقالة مدير عام الموارد المائية ‏والكهربائية، نظراً لمعارضته الدائمة والدبلوماسية للمشاريع التي تدور حولها الشبهات‎.

تبين ان قرار رفع الحجز عن البواخر التركية قد تضمن فقرة شرطية تنص على وجوب قيام الشركة بتشغيل ‏البواخر تحت طائلة تشغيلها من قبل مؤسسة كهرباء لبنان‎.‎

يضغط حزب الله وحركة أمل على وزارة الداخلية من أجل أن يصدر لمئات من محازبيهما بطاقات تطوع في الدفاع ‏المدني بهدف الاستفادة من التطاقات التمويلية على حساب عموم الفقراء اللبنانيين .‏

الأنباء

‎*‎توجه مستغرب

توجه أمني مستغرب لمواجهة الأزمات المتلاحقة في حين ان جوهر المشكلة في مكان اخر‎.‎

‎*‎خلفيات سياسية

تطورات دراماتيكية في ملفات اقتصادية ومالية لا يبدو أنها بمعزل عن خلفيات سياسية لغاية في نفس يعقوب‎. ‎

بالتفاصيل …هذه هي مقررات المجلس الأعلى للدفاع !

“بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عقد المجلس الأعلى للدفاع اجتماعاً حضره دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، ووزراء: المالية والداخلية والاقتصاد والتجارة والاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه والصحة العامة، إضافة الى قائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية والجمارك، والدفاع المدني، ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، ورئيس مطار رفيق الحريري الدولي.

في مستهل الاجتماع، تحدث فخامة رئيس الجمهورية فأشار الى ان الغاية الأساسية من الاجتماع، هي البحث في الوضع الأمني في البلاد، لا سيما مع حلول فصل الصيف، حيث يتوقع ان يكون الموسم السياحي واعدا مع مجيء اللبنانيين والمنتشرين من الخارج، ما يفرض توفير الأجواء المناسبة لتأمين إقامة هادئة وسليمة لهم.

ولفت فخامته الى ان ما حصل في الأيام الماضية امام محطات المحروقات غير مقبول، واذلال المواطنبن مرفوض تحت أي اعتبار، وعلى جميع المعنيين من اداريين وامنيين العمل على منع تكرار هذه الممارسات، لا سيما وان جدولا جديدا لتركيب أسعار المحروقات صدر اليوم ومن شأنه ان يخفف من وطأة الأزمة.

وتوقف فخامة الرئيس عند اقفال عدد من الطرق واعاقة التنقل، لافتا الى انّ هذه الممارسات سببت معاناة كبيرة للمواطنين إضافة الى ما يعانون منه نتيجة الأوضاع المالية والاقتصادية الصعبة في البلاد، لافتا الى ان التعبير عن الرأي مؤمن للجميع على ان لا يتحول ذلك الى فوضى واعمال شغب، على الأجهزة الأمنية عدم التهاون في التعامل معها حفاظا على سلامة المواطنين والاستقرار العام، وحماية الأملاك العامة والخاصة.

وعرض فخامة الرئيس الوضع في مطار رفيق الحريري الدولي لافتا الى وجود صعوبات وعرقلة وازدحام لا سيما خلال اجراء فحوص PCR، فضلا عن شكاوى في طريقة تفاعل بعض الموظفين مع المسافرين او القادمين الى المطار. وقال: “ان هذه الأوضاع في المطار تتسبب بضرر كبير لأن المطار هو واجهة البلاد، ولا بد من إجراءات لتصحيح الوضع في مختلف المجالات.”

وتطرق فخامة الرئيس الى التقرير الذي أعدته المديرية العامة للجمارك ورفعته الى الأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع حول وضعية المستودعات النفطية على الساحل اللبناني وسلامتها، داعيا ًالى اتخاذ التدابير اللازمة للتأكد من مطابقتها لشروط الصحة والسلامة العامة.

بعد ذلك تحدث دولة الرئيس فقال: “أدرك الضغوط التي تتعرّضون لها خلال هذه الفترة الصعبة في البلد. أتفهّم وضع العسكري الذي يُطلب منه مواجهة الذين يرفعون شعارات الاعتراض على الأوضاع المعيشية والاجتماعية والمالية. هذا العسكري، سواء كان في الجيش أو قوى الأمن الداخلي أو الأمن العام أو أمن الدولة هو أساساً يعاني من هذه الأوضاع. لكن، هناك فرق بين الاعتراض، والاعتداء على الناس وأملاكهم وأرزاقهم. قطع الطرقات لا يعبّر عن الناس، قطع الطرقات يحصل ضد الناس. الفوضى وتكسير السيارات والاعتداء على الجيش ليسوا تعبيراً عن حالة اعتراض على الأوضاع الصعبة. ما يحصل يشوّه صرخة الناس، ويضيّع حق الناس. وما يحصل هو ضد الناس أنفسهم. لذلك، نحن معنيون اليوم بشكل أساسي بمعالجة هذه الفوضى الهدّامة التي تزيد من الأزمات والضغوط على البلد وعلى اللبنانيين.”

بعد ذلك، ناقش المجتمعون المواضيع المدرجة على جدول الاعمال، واتخذوا في شأنها القرارات اللازمة، وابرزها الآتي:

1- الطلب الى الأجهزة العسكرية والأمنية الإبقاء على الجهوزية اللازمة لعدم السماح لبعض المخلّين بالامن، زعزعة الوضع الأمني بسبب الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية، خاصة في ما يتعلق بإقفال الطرق العامة او التعدي على الأملاك العامة والخاصة.

2- الطلب الى وزارتي الاشغال العامة والنقل والصحة، اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسريع وتسهيل عملية اجراء فحوصات الـPCR للمسافرين الوافدين الى مطار رفيق الحريري الدولي.

3- الطلب الى وزارة الاشغال العامة والنقل، لا سيما المديرية العامة للطيران المدني، استكمال الإجراءات اللازمة لتسهيل حركة المسافرين وتأمين راحتهم في اسرع وقت ممكن.

4- الطلب الى المديرية العامة للطيران المدني، بالتنسيق مع جهاز امن المطار، معالجة الإشكالات التي تحصل بين المسافرين والموظفين والعمال وذلك في ظل القوانين المرعية الاجراء واتخاذ التدابير اللازمة بحق المخالفين منهم.

5- الطلب الى وزير المالية التنسيق مع وزيري الدفاع والداخلية لايجاد السبل الآيلة الى دعم القوى العسكرية والأمنية، خصوصاً في ظل الأوضاع المالية والاقتصادية المتردية.

6- تكليف وزير الطاقة والمياه بالاستناد الى الاستراتيجية الوطنية للمنشآت النفطية القائمة على الساحل اللبناني التي أعدتها الوزارة، وضع التقرير اللازم في مهلة أقصاها شهر واحد لتقييم معايير وشروط الصحة والسلامة العامة، وبناء عليه الطلب الى الشركات المعنية اجراء اللازم وفقاً للمتطلبات والفترة الزمنية التي تضعها الوزارة، وفي حال عدم تجاوب الشركات، يصار الى طلب المؤازرة الأمنية لتنفيذ اللازم عبر الأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع.

اتفاق سيتمّ بين ٣ قياديين سياسيين

يتردَّد أن اتفاقاً سيتمّ بين ثلاثة قياديين سياسيين من طائفة واحدة للتوافق على إسم مرجع روحي جديد.

فرنجية: قوة العهد وجبران باسيل التدميرية لم يستطع لجمها دياب

في سلسلة تغريدات على حسابه عبر “تويتر” كتب النائب طوني فرنجية: قوة العهد وجبران باسيل التدميرية لم يستطع لجمها الرئيس دياب.. سُلبت حقوق الناس وبات الشعب يعيش ذلاً وظلماً وعدم استقرار وطمأنينة.

لهيب المحروقات يصيب الدولة ومصرف لبنان يتدخل للحل ‎”‎أمل” لوقف المهاترات وجلسة تشريعية للبطاقة التمويلية

لم يكن ينقص لبنان واللبنانيين في جهنمهم الموعودة سوى موجة الحر التي تضرب البلاد لتكتمل رسميا فصول ‏الانضمام اليها. موجة في عز ازمة الكهرباء والمحروقات التي حرمتهم نعمة “التكييف”، فيما بدأ التعطيل يصيب ‏شرايين الدولة ومؤسساتها الامنية والادارية والصحية بفعل شح المازوت وتعطل المولدات‎.‎

الانهيار شامل وكامل، وقد بتنا في قلبه ولم نعد نقف على مشارفة. امس تهاوت القطاعات كلّها تحت وطأة شح ‏المحروقات وانقطاعها من الاسواق. ففيما استمرت الطوابير امام المحطات، اقفل جزء كبير منها “أبوابه” منتظرا ‏التسعيرة الجديدة التي ستصدر عن وزارة الطاقة في اليومين المقبلين على اساس سعر صرف 3900 ليرة، فيما افيد ‏عن قرار بمنع تعبئة البنزين للدراجات النارية لأنّ أصحابها يعملون على إفراغها في غالونات لاحقاً بهدف بيعها في ‏السوق السوداء‎.‎

‎ ‎

اعتمادات”المركزي‎”‎

مصرف لبنان سارع الى ارساء الحل فأعلن في بيان، أنه “ابتداءً من اليوم 28 حزيران 2021 سيقوم ببيع الدولار ‏الأميركي للمصارف التي تتقدّم بفتح اعتمادات لاستيراد كافة أنواع المحروقات بعدما تكون قد استحصلت على موافقة ‏مسبقة لهذه الاعتمادات على سعر 3900 ليرة للدولار الواحد. على أن تسدّد هذه المصارف قيمة الاعتمادات مئة في ‏المئة بالليرة اللبنانية”. على الاثر، توقعت مصادر في قطاع الطاقة بدء تفريغ البواخر المحمّلة بالبنزين والمازوت ‏الراسية على الشاطئ اللبناني في الساعات القليلة المقبلة فور جهوز الملفات المطلوبة وفتح الاعتمادات المصرفية. ‏وجاء بيان البنك المركزي عقب بيان المديرية العامة للنفط تحدثت فيه عن جملة تدابير قبيل صدور جدول اسعار ‏المحروقات‎.‎

‎ ‎

اين الجدول؟

وكان رئيس تجمّع أصحاب المولّدات الخاصة عبدو سعادة رفع الصوت موضحا انه “يضع وزير الطاقة أمام ‏مسؤوليّاته في شأن عدم توقيع جدول أسعار المحروقات حتى اليوم محذرا من كارثة من اليوم حتى الأربعاء فإمّا يوقّع ‏الجدول اليوم أو فليطلب من الشركات والتجار تسليمنا المازوت‎”.‎

‎ ‎

تهاوي المؤسسات

حبلُ الأزمات وصل إلى أعناق المؤسسات العامة ومديريات الأمن. فمع ساعات الصباح توقفت كلّ المعاملات في ‏مركز الأمن العام في السوديكو بسبب انقطاع التيار الكهربائي وحصول عطل في المولدات الكهربائية. كما توقفت ‏أنطمة أجهزة الكمبيوتر التابعة لوزارة المالية في قصر عدل بيروت ما تسبّب بوقف كل معاملات استيفاء الرسوم. وفي ‏المطار توقفت صناديق الجمارك عن قبض الرسوم بسبب عدم توافر الاوراق والمحابر، ما سيؤدي الى مشكلة في ‏حركة الشحن‎.‎

‎ ‎

‎.. ‎والمستشفيات

اما مدير مستشفى الحريري د. فراس ابيض فأعلن أن وضع تغذية الكهرباء للمستشفى غير مقبول. وقال “انقطاع ‏لاكثر من 21 ساعة في اليوم. الفيول غير متوفر، واذا توفر، نعاني مشاكل سيولة. المرضى لا يستطيعون تغطية ‏الفروقات. اخذنا قرارا بايقاف اجهزة التكييف الا في الاقسام الطبية رغم موجة الحر. لا داعي لاستعمال المخيلة او ‏للتهويل، نحن في جهنم حقا‎”.‎

‎ ‎

‎.. ‎والسوبرماركت

بدوره، أعلن نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد امس ان “السوبرماركت ستفتح أبوابها اليوم ولن نقفل إلا في حال ‏وجود قوة قاهرة لناحية عدم وجود المازوت لتأمين الكهرباء”. وتابع “نتوقّع تسليم مادة المازوت لبعض المحال حتى ‏تستمرّ بفتح أبوابها وهناك وعد بأن تُحلّ مشكلة المازوت بين اليوم وغداً”. وفي حديثٍ اذاعي”، قال “الأسبوع ‏الماضي جرى رفع الأسعار لحدود الـ15 ألف ليرة ونتوقع اليوم رفعاً جديداً للأسعار مواكبة لارتفاع سعر صرف ‏الدولار”. وأشار الى أن “سنشهد ارتفاعَيْن للأسعار في السوبرماركت بسبب رفع الدعم عن المحروقات وارتفاع سعر ‏الدولار‎”.‎

‎ ‎

عون يتابع

في الاثناء، تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منذ الصباح الباكر، تطور أزمة المحروقات في البلاد والمعاناة ‏التي تواجه المواطنين لاسيما امام محطات الوقود، فأجرى اتصالات بالمعنيين، كما طلب من حاكم مصرف لبنان ‏رياض سلامة، حث المجلس المركزي على اتخاذ القرار المسؤول والمناسب المتعلق باستمرار دعم الدواء‎.‎

‎ ‎

الشارع يغلي

وسط هذه الاجواء القاتمة، عادت حركة قطع الطرق لتشتد على امتداد الاراضي اللبنانية، من الشمال الى الجنوب ‏مرورا بالعاصمة احتجاجا على تردي الاوضاع المعيشية وانقطاع التيار الكهربائي، في وقت حذر النائب فيصل كرامي ‏من دار الفتوى من ان “هناك من يسعى الى زعزعة الاستقرار والبدء بفتنة كبيرة من مدينة طرابلس‎”.‎

‎ ‎

الحزب للتنازل

في المقابل، لا حركة سياسية حكومية وكأن البلاد بألف خير. وفي انتظار عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من ‏الخارج، أكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أن “لا أحد يتوقع في لبنان أن تتشكل حكومة ملائكية، ‏فنحن نعرف النوعية القادمة في أي حكومة ستشكل، وهي لن تستطيع (أن تشيل الزير من البير)، وإذا لم تكن الحكومة ‏معقد آمال أحد من الناس، فعلى ماذا تتخاصمون، لماذا لا يتنازل بعضكم للبعض الآخر‎”.‎

‎ ‎

للكف عن المهاترات

اما حركة امل التي من غير المستبعد ان يزور الحريري رئيسَها فور عودته الى بيروت، فقالت في بيان “البلد يكاد ‏يصل إلى نقطة اللاعودة مع المراوحة التي تعطل تشكيل حكومة مبنية على مبادرة الرئيس بري المطروحة للحل”، ‏مضيفة ” محاولة ابتكار بدائل غير دستورية لا يمكن أن تنقذ الوطن”، ودعت الى “الكف عن المهاترات والمعارك ‏الوهمية وبيانات تحويل الانظار عن المشكلة الاساسية المتمثلة بتعطيل كل الحلول‎”.‎

‎ ‎

البطاقة التمويلية

من جهة ثانية، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة عامة، تعقد عند الحادية عشرة من قبل ظهر يومي غد ‏وبعد غد الاربعاء والخميس، وكذلك مساء اليومين المذكورين، في قصر الاونيسكو لدرس واقرار مشاريع واقتراحات ‏القوانين المدرجة على جدول الاعمال، ومنها مشروع القانون المعجل الوارد بالمرسوم رقم 7797 إقرار البطاقة ‏التمويلية وفتح إعتماد إضافي إستثنائي لتمويلها‎.‎

‎ ‎

اجتماع المجلس الأعلى

للدفاع اليوم في بعبدا

‎ ‎

دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى اجتماع للمجلس الاعلى للدفاع اليوم الثلاثاء في قصر بعبدا، الأولى ‏ظهرا، للبحث في الأوضاع الأمنية في البلاد والتطورات الأخيرة‎.‎

‏٩ أشهر تعطيل.. الشريكان: “لفّ ‏ودوران”.. والفوضى على الباب!‏

وانقضى الأسبوع الأول من الشهر التاسع على تكليف الرئيس سعد ‏الحريري تشكيل الحكومة. وما جرى بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون وفريقه السياسي من خصام وصراع وصدام على مدى ‏أشهر الحَمَل الحكومي، بدءاً من يوم تكليف الحريري في 22 تشرين ‏الأول من العام الماضي وحتى اليوم، أعدم كلّ السبل والمحاولات ‏والمبادرات لولادة طبيعية لهذه الحكومة، وحتى الولادة القيصرية ‏صارت بدورها متعسّرة، فلا مسهّلاتها وأدواتها متوفرة، ولا هو متوفّر ‏أيضاً، الجرّاح الماهر لفتح البطن السياسي المتورّم وإخراج الجنين ‏الحكومي إلى النور!‏

‏ ‏

غرف سوداء

‏ ‏

وفي موازاة هذا الانتفاخ، وطنٌ يحصي ما تبقّى له من أيام على قيد ‏الحياة، بعدما سُدَّت عمداً كل الأنابيب التي تمدّه بأوكسيجين الحياة. ‏والأخطر من ذلك، أنّ إرادة تسريع الإجهاز عليه، عادت إلى الظهور، ‏اعتباراً من نهاية الأٍسبوع الماضي، في أسوأ تجليّاتها في عملية ‏‏”تخريب منظّم” ترعاها “غرف سوداء”، أوكلت إلى شياطينها افتعال ‏الأزمات في كل مجالات حياة اللبنانيين، وتحريك السوق السوداء ودفع ‏الدولار الى مستويات خيالية. والى غربانها، النعيق على مواقع ‏التواصل الاجتماعي، بتغريدات تورّم الإحتقان السياسي أكثر، وتدفع ‏إلى الفتنة بين اللبنانيّين.‏

‏ ‏

المجريات التوتيريّة المتلاحقة على طول المشهد الداخلي وعرضه، ‏تشي بأنّ تلك الغرف السوداء، تُدحرج البلد إلى فوضى لا يقوم منها، ‏وكلّ ذلك يجري على عين تجار السلطة المتحكّمين بالزمام، والقابضين ‏على القرار. وليس منهم من يحاسبها أو يردعها، أو يجرؤ على فضحها ‏وكأنّها أقوى منهم، أو من صناعتهم، أو شريكة لهم في المنحى ‏التدميري للبلد الذي ينتهجونه بالتعطيل المتعمّد لتشكيل الحكومة، ‏التي يعتبرها القاصي والداني بأنّها الفرصة للشروع في إطفاء نار ‏الأزمة ونقل لبنان وشعبه المنكوب إلى برّ الأمان.‏

‏باريس: تخلّف

‏ ‏

ويأتي ذلك في موازاة اشارات فرنسية متتالية، تستعجل مختلف ‏الاطراف تسهيل تأليف حكومة المهمّة، وهو ما كشفته مصادر ‏ديبلوماسية من العاصمة الفرنسية، التي عكست قلقاً بالغاً لدى ‏المسؤولين حيال تفاقم الأزمة في لبنان والمعاناة الصعبة للبنانيين. ‏واكّدت انّ الأولوية لدى الرئيس ايمانويل ماكرون هي النجاح في ‏تشكيل حكومة في لبنان وفق مبادرته، ولكن مع الاسف ثمة شعور ‏بالإحباط من التعاطي المتخلّف لبعض القادة في لبنان، واصرارهم ‏على حزبياتهم ومصالحهم الضيّقة، وتجاوز المصاعب التي يعانيها ‏الشعب اللبناني بكل فئاته.‏

‏‏ ‏

واشنطن: مليارات

‏ ‏

في موقف اميركي لافت، قال رئيس فريق العمل الأميركي من أجل ‏لبنان السفير إدوارد غابرييل لقناة الحرة، “إنّ المجتمع الدولي سيمنح ‏مليارات الدولارات إلى لبنان إذا سهّل المسؤولون فيه تشكيل حكومة ‏تستجيب لحاجات الشعب اللبناني”.‏

‏ ‏

اضاف: “لقد عُرض عليهم أكثر من 11 مليار دولار، ليس فقط ‏بالمؤتمرات إنما من صندوق النقد الدولي، ولكن لم يقبلوا بهذه الجزرة ‏حتى الآن، فكانت النتيجة أنّ الحكومات الآن تفرض عقوبات، وذلك ‏على قاعدة أعطيناكم الجزرة ولم تستجيبوا، إذاً ستنالون العصا”.‏

‏ ‏

وكشف عن مساعدات أميركية جديدة مقررة للجيش اللبناني، بنحو 250 ‏مليون دولار. مشيداً بقائد الجيش العماد جوزف عون “ووصفه بالقائد ‏العظيم”.‏

‏ ‏

وردّاً على سؤال عما يتردّد عن مساعٍ لرفع العقوبات عن جبران باسيل، ‏قال غابرييل: “استمعت إلى هذه التقارير، لم أرَ أي دليل على ذلك ‏حتى الآن. إنّ الولايات المتحدة لن تتأثر بهذه المساعي لرفع العقوبات ‏عن أفراد، هذا أمر لن يحدث. لا أعلم إذا كانت التقارير صحيحة أم لا، ‏ولكن من يظنون أنّ باستطاعتهم الضغط على الولايات المتحدة لرفع ‏العقوبات، يضحكون على أنفسهم”.‏

‏ ‏

في سياق آخر، أكّد غابرييل العمل على إبقاء لبنان أولوية لدى إدارة ‏الرئيس بايدن، وأنّ الكونغرس مهتم بهذا الأمر، وقال: “إنّ السفيرة ‏الأميركية دوروثي شيا التي كانت في واشنطن في الأسبوعين ‏الماضيين، أوضحت أنّها فوجئت بالاهتمام الذي يحظى به لبنان”.‏

‏‏ ‏

لا وقت يُشترى

‏ ‏

وفي موازاة الاستعجال الخارجي لتشكيل حكومة، يبرز الجمود الداخلي ‏عند مربّع التعطيل، على أنّ الثابت مع هذه السلطة المتحكّمة بالبلد، ‏والغرف السوداء الموازية لها، هو أنّ لبنان مهدّد بفقدان الأمان ‏بالكامل، وعلى ما يؤكّد مرجع مسؤول لـ”الجمهورية”، أنّه لم يعد أمام ‏لبنان وقت ليشتريه، وسقطت الناس في شرّ أعمال المعطّلين، ‏وخسرت كل ما لديها، وضاعت، وضاع معها البلد، في سياسة اللف ‏والدوران المتبعة منذ ثمانية أشهر. وقبل الحديث عن أي مبادرة او أي ‏مسعى لحلحلة العِقد، وكسر هذه الدوامة، ينبغي توجيه سؤال حاسم ‏ومباشر إلى الشريكين في تأليف الحكومة: هل تريدان حكومة أم لا؟ ‏فإما تأليف أو لا تأليف، وفي ضوء جوابهما يُبنى على الشيء مقتضاه.‏

‏‏ ‏

في انتظار الحريري

‏ ‏

بحسب معلومات “الجمهورية”، فإنّ حركة مشاورات مكثفة جرت في ‏عطلة نهاية الاسبوع على مستوى “حزب الله” وحركة “أمل”، وبين ‏‏”حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، وكذلك عبر الهاتف بين عين التينة ‏والرئيس المكلّف سعد الحريري.‏

‏ ‏

واذا كانت أولوية عين التينة “أن نأكل العنب الحكومي وفق مبادرة ‏رئيس مجلس النواب نبيه بري، بوصفها القشّة الوحيدة التي يتعلق ‏فيها الملف الحكومي في بحر التعقيدات العميق، وجسر الخروج من ‏الازمة الراهنة والعبور الى حكومة انقاذية”، فإنّ التشكيك المتبادل في ‏جدّية سلوك مسار التأليف، لا يزال يطبع موقفي الرئيس المكلّف ‏ورئيس الجمهوريّة وفريقه السياسي. إذ أنّ الرئيس المكلّف لم يلمس ‏بعد ما يؤكّد توجّه عون وفريقه نحو تشكيل حكومة برئاسته، وفي ‏المقابل يتهم الرئيس المكلّف بأنّه يتعمّد تضييع الوقت ويهرب من ‏تشكيل حكومة.‏

‏ ‏

ووفق معلومات “الجمهورية”، فإنّ الاتصالات التي قام بها “حزب ‏الله” على إثر الاطلالة الأخيرة للامين العام للحزب السيد حسن ‏نصرالله، وإبداء استعداده الى تقديم المساعدة، مع رئيس “التيار ‏الوطني الحر” النائب جبران باسيل، ركّزت على النقطتين العالقتين، ‏باعتبار انّ سائر النقاط التي كانت محل خلاف قد أمكن تذليلها وحُسم ‏الاتفاق بصورة نهائية عليها:‏

‏ ‏

النقطة الاولى: تسمية الوزيرين المسيحيين الماروني والارثوذكسي. ‏حيث انّ المسعى الجديد ينطلق من أحقية الرئيس المكلّف تسمية ‏وزراء مسيحيين، وعدم القبول بتقييده وانتزاع هذا الحق منه. وتشير ‏المعلومات في هذا السياق، الى انّ باسيل نفى أن يكون توجّه رئيس ‏الجمهورية وفريقه حرمان الرئيس المكلّف هذا الحق. واقترح تبعاً ‏لذلك بأن يسمّي الرئيس المكلّف 5 اسماء لشخصيات مارونية، و5 ‏اسماء لشخصيات ارثوذكسية، وفي الوقت نفسه يسمّي رئيس ‏الجمهورية 5 اسماء مارونية و5 أسماء أرثوذكسية.‏

‏ ‏

وتفيد المعلومات، بأنّ هذا الطرح خضع لنقاش مطوّل، خلص في ‏نهايته ان يتولّى الرئيس المكلّف تسمية 5 شخصيات مارونية و5 ‏شخصيات ارثوذكسية، ويعرضها على رئيس الجمهورية ليختار من ‏بينها شخصيتين يتمّ التوافق عليهما بينه وبين الرئيس المكلّف. فإن لم ‏يوافق على الاسماء المطروحة، يطرح الرئيس المكلّف اسماء جديدة، ‏وهكذا دواليك، حتى يتفقان على إسمي الوزيرين، وتحلّ هذه العقدة. ‏وتؤكّد مصادر المعلومات، أنّ رئيس الجمهورية لا يمانع هذا الطرح.‏

‏ ‏

وقالت المصادر عينها، انّ هذا الطرح يُعدّ المخرج الملائم والحل ‏الوسط لعقدة الوزيرين، وحسمه ينتظر عودة الرئيس المكلّف ليُعرض ‏عليه والبت به سلباً ام ايجاباً.‏

‏ ‏

النقطة الثانية، هي مسألة منح الثقة للحكومة، إذ تأكّد في هذه ‏الاتصالات انّ باسيل عكس موقفه في هذا الشأن لجهة عدم منح ‏‏”التيار الوطني الحر” الثقة لحكومة الحريري إن تشكّلت.‏

‏ ‏

وتشير المعلومات في هذه المسألة، الى انّ النقاش حول هذه ‏المسألة كان طويلاً ومضنياً، حيث عكس النقاش، انّ باسيل حاسم في ‏موقفه لناحية عدم منح الثقة للحريري في اي حال من الاحوال. ‏والنقاش في هذه النقطة معه انطلق من عدم جواز ذلك، طالما انّه ‏مشارك في الحكومة، فكيف يكون مشاركاً في الحكومة ولا يمنحها ‏الثقة؟ علماً انّ “التيار الوطني الحر” و”تكتل لبنان القوي” ممثلان في ‏الحكومة عبر وزراء رئيس الجمهورية، وهو التمثيل الأعلى من سائر ‏الاطراف، حيث ينال وحده ثلث الحكومة أي 8 وزراء من 24 وزيراً. وفي ‏هذه الحالة لا يستطيع باسيل أن يفصل نفسه عن رئيس الجمهورية.‏

‏ ‏

وبدا من النقاش، أنّ المسألة في هذا الجانب، بقدر ما هي سياسية، ‏فهي بقدر أعلى شخصية. ومن هنا، فإنّ باسيل شخصيّاً، مصرٌ على ‏عدم منح الثقة للحريري. وإزاء ذلك، طُرح مخرج على طاولة النقاش، ‏يقول بأن يبقى باسيل على موقفه لناحية عدم منح الثقة، ولكن في ‏الوقت نفسه، يعطي لنواب “تكتل لبنان القوي” حرية التصويت بمنح ‏الثقة او حجبها.‏

‏‏ ‏

الارتطام المدمّر

‏ ‏

الى ذلك، أكّدت مصادر معنيّة بالاتصالات الجارية لـ”الجمهورية”، انّ ‏خلاصة هذه الاتصالات يفترض ان تتبلور نتيجتها ضمن فترة لا تتجاوز ‏نهاية الاسبوع الجاري، ما يعني أنّ هذا الاسبوع هو الذي ستتحدّد فيه ‏وجهة البوصلة الحكومية، اما في اتجاه التأليف، وهذا معناه وضع ‏لبنان على سكة الخروج من الأزمة، وإما في اتجاه عدم التأليف، مع ما ‏سيرافق ذلك من تعميق اضافي للحفرة التي سقط فيها، واشعال اكبر ‏للأزمة وما يترتب عنه من فلتان سياسي واقتصادي ومالي وربما أمني، ‏وفوضى عارمة في الشارع، تسرّع في الإرتطام المدمّر للبنان.‏

‏‏ ‏

ولدنة… وانتخابات

‏ ‏

ما ذهبت اليه المصادر المذكورة، يتقاطَع مع توصيف قاس لمسؤول ‏سياسي كبير، حيث اعتبر الاشتباك السياسي الحاصل بين شريكي ‏التأليف وفريقيهما السياسيين بمثابة “ولدنة تلهو بمصير البلد ‏ستؤدي الى نتائج كارثية”، كذلك يتقاطع مع قراءة تشاؤمية لموقفي ‏الشريكين في تأليف الحكومة، توردها مصادر سياسية وسطية، تخلص ‏فيها إلى أنّ الطرفين لا يريدان تشكيل حكومة، وكلاهما يتعمّدان، من ‏خلال ذرائع مختلقة، المماطلة وتضييع الوقت، وهذا الامر يبدو انه ‏سيستمر حتى شهر أيلول او تشرين الاول المقبلين. عندها تقصر ‏المسافة الزمنية الفاصلة عن موعد الانتخابات النيابية في ايار من ‏العام المقبل، وتختلف الاولويات، فبدلَ ان تكون الحاجة لحكومة إنقاذ ‏وإصلاح تصبح الحاجة والاولوية لحكومة انتقالية يترأسها أيّ كان ولها ‏وظيفة محددة ومحصورة بإجراء الانتخابات النيابية.‏

‏ ‏

واوضحت المصادر أنّ كلا الطرفين يتعاطيان مع ملف التأليف ‏انتخابياً، واعتمدا البَدء في عملية شد عصب مفضوحة، فالتيار ‏الوطني الحر، ومن خلفه عون، يعتبر انّ تصلّبه في هذه المرحلة ‏يربّحه ويمكّنه من استرداد بعض التراجع التي لحق به امام سائر ‏القوى المسيحية، وتحديداً القوات اللبنانية. والحال نفسها مع تيار ‏المستقبل ومن خلفه الرئيس الحريري، الذي يرى في معركته مع عون ‏وباسيل أنها تمكّنه من إعادة تثبيت وضعه السياسي وتعزيز وضعه ‏الشعبي، ويحقق من خلالهما فوزاً في الانتخابات يعيده على حصان ‏أبيض الى رئاسة الحكومة.‏

‏ ‏

على انّ السؤال الذي تطرحه المصادر الوسطية على الطرفين يفيد ‏بأنّ من حقهما ان يشتغلا انتخابات من الآن وفي أي وقت، ولكن في ‏حالة لبنان الكارثية التي يمر بها، هل يعتقدان انّ لبنان سيصمد من ‏الآن وحتى موعد الانتخابات، لا بل هل سيبقى لبنان حتى ذلك الحين؟

‏ ‏

الى ذلك، حذّرت حركة “أمل” من “أنّ البلد يكاد ان يصل إلى نقطة ‏اللاعودة مع استمرار المراوحة والمكابرة السياسية التي تعطّّل ‏تشكيل حكومة مبنية على مبادرة الرئيس بري المطروحة للحل، في ‏الوقت الذي يجوع فيه المواطن ويتجرّع كأس الذل للحصول على ‏احتياجاته الأساسية ما يهدّد بانفجار الأمن الاجتماعي في ظل غياب ‏المعالجات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والصحية، وعدم وضع ‏حلول للأزمات المتوالدة من بعضها البعض، والتي يتعاطى معها ‏المسؤولون من باب رفع العتب بدلاً من طرح خطط أساسية تكون ‏بوابة الخروج من الازمة والاتجاه إلى رفع المعاناة عن اللبنانيين”.‏

‏ ‏

ودعت الحركة، في بيان لمكتبها السياسي أمس، إلى “الكَف عن ‏المهاترات والمعارك الوهمية وبيانات تحويل الانظار عن المشكلة ‏الاساسية المتمثلة بتعطيل كل الحلول ومحاولة ابتكار بدائل غير ‏دستورية لا يمكن أن تنقذ الوطن، والمطلوب في ظل تعطيل ‏السلطة السياسية دعوة الكتل النيابية للإسراع بإقرار القوانين ‏المتعلقة بحياة الناس ومعيشتهم لا سيما البطاقة التمويلية”.‏

‏‏ ‏

رعد

‏ ‏

وفي موقف لافت للانتباه لـ”حزب الله”، عبّر عنه رئيس كتلة “الوفاء ‏للمقاومة” النائب محمد رعد، قال فيه ان “لا أحد يتوقع في لبنان أن ‏تتشكّل حكومة ملائكية، فنحن نعرف النوعية القادمة في أي حكومة ‏ستشكّل، وهي لن تستطيع أن “تشيل الزير من البير”، وإذا لم تكن ‏الحكومة معقد آمال أحد من الناس، فعلى ماذا تتخاصمون؟ ولماذا لا ‏يتنازل بعضكم للبعض الآخر؟”.‏

‏ ‏

ودعا إلى أن “يتوقفوا عن الكذب على اللبنانيين حينما يقولون إن ‏المشكلة التي تؤخّر تأليف الحكومة تكمن في تسمية وزيرين، فثمة ‏من لا يريد تشكيل حكومة، وهو يعرف نفسه وأوساط العمل السياسي ‏تعرفه، ويريدون من الآن أن يفتحوا معركة الانتخابات النيابية ولا ‏مشكلة لديهم بأن يجوّعوا الناس ويفلسوا البلد، وأن يستدعوا كل قوى ‏العهر في العالم ليتفرجوا ويضحكوا علينا ويهزأوا بنا، بانتظار أن ‏نتنافس انتخابياً لنثبت أننا ديمقراطيون”.‏

‏ ‏

وقال: “إنّ صراعاتنا مع بعضنا البعض تستلزم أن نثير العصبيات ‏الطائفية والمذهبية والمناطقية ليثبت كل طرف منّا من سيربح في ‏الانتخابات المقبلة، ومن سيأتي برئيس جمهورية جديد للبلاد”. واشار ‏الى أنّ “العهود الرئاسية تذهب، والمجالس النيابية يذهب أعضاؤها، ‏ولكنّ الوطن وأبناءه يبقون. وبالتالي، على البعض في لبنان أن يتركوا ‏مأثرة لهم في هذا الزمن، وأن يسارعوا إلى تأليف الحكومة”. وأضاف: ‏‏”نحن من موقع فجيعتنا التي أتت في سياق كل هذه الأزمات التي ‏تتوالى علينا في هذا البلد، نناشدكم جميعاً أن تقدموا لبعضكم ‏التنازلات من أجل أن تشكلوا الحكومة التي تعتبر المدخل لإجراء ‏الانتخابات النيابية، وإذا لم تؤلّف الحكومة الآن، فلا أحد يضمن تأليفها ‏لاحقاً”.‏

‏‏ ‏

أزمة المحروقات تنتظر

‏ ‏

وسط هذه الاجواء القاتمة، يبدو انّ الكلمة عادت الى الشارع، احجاجاً ‏على تردي الاوضاع المعيشية وانسداد افق الأزمة وانعدام المعالجات، ‏وتمدّدت حركة الاحتجاجات من بيروت الى سائر المناطق اللبنانية مع ‏اعتصامات وقطع طرقات وإحراق إطارات السيارات. وفيما استمرت ‏طوابير الاذلال امام محطات المحروقات طوال يوم امس، توقعت ‏مصادر نفطية أن تبدأ الحلحلة في الأزمة اعتباراً من اليوم بعدما أعلن ‏مصرف لبنان أنه “ابتداءً من 28 حزيران 2021 سيقوم ببيع الدولار ‏الأميركي للمصارف التي تتقدّم بفتح اعتمادات لاستيراد كافة أنواع ‏المحروقات بعد أن تكون قد استحصلت على موافقة مسبقة لهذه ‏الاعتمادات على سعر 3900 ليرة للدولار الواحد”.‏

‏ ‏

وعليه، من المتوقع بدء تفريغ البواخر المحمّلة بالبنزين والمازوت ‏الراسية على الشاطئ اللبناني في الساعات القليلة المقبلة فَور جهوز ‏الملفات المطلوبة وفتح الاعتمادات المصرفية.‏

‏ ‏

الى ذلك، تبقى الانظار شاخصة نحو جدول تركيب اسعار المحروقات ‏المتوقع ان يصدر خلال الـ48 ساعة المقبلة، وكشفت المصادر ‏لـ”الجمهورية” انّ سعر صفيحة البنزين سوف يتراوح وفق التسعيرة ‏الجديدة ما بين 65 و70 ألفاً والمازوت ما بين 45 الى 47 الفاً، متأثرة ‏فقط بسعر برميل النفط عالمياً الذي ارتفع الى حدود 75 دولاراً ‏للبرميل.‏

‏‏ ‏

مشهد سوريالي

‏ ‏

على انّ الصورة البائسة تتجلى في الفاقة التي ضربت البلد من ‏أقصاه الى أدناه، فقد فاقم شح المازوت الاضرار الاقتصادية والحياتية، ‏ما دفع بعض المتاجر والمصانع الى العمل بدوام جزئي، الّا انّ هذا ‏الخيار غير متاح لبعض القطاعات مثل القطاع الاستشفائي والفندقي ‏والمطعمي وتخزين الاطعمة التي تواجه أزمة وجودية.‏

‏ ‏

وفي المرافق العامة، بدأ المشهد يصبح سوريالياً. ففي المطار، ‏توقفت الجمارك عن تحصيل الرسوم بسبب نقص في القرطاسية. ‏وفي الامن العام، توقف تسيير المعاملات بسبب انقطاع الكهرباء… ‏وبما انّ الكهرباء “مقطوعة” فالمياه أيضاً “مقطوعة”، وقد أعلنت ‏مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان أنّ التقنين القاسي يعود إلى التقنين ‏الحاصل في الكهرباء وشح مادة المازوت، حيث تسلّمت المؤسسة ربع ‏الكمية التي تحتاج إليها لتشغيل المحطات والمولدات.‏

‏ ‏

والوضع في المستشفيات الحكومية مماثل وأخطر، حيث اعلن مدير ‏مستشفى رفيق الحريري الجامعي فراس أبيض “انّ وضع تغذية ‏الكهرباء للمستشفى غير مقبول، فهناك انقطاع لأكثر من ?? ساعة في ‏اليوم. الفيول غير متوفر، واذا توفّر، فإننا نعاني مشاكل سيولة. ‏المرضى لا يستطيعون تغطية الفروقات. أخذنا قراراً بإيقاف اجهزة ‏التكييف، إلّا في الاقسام الطبية، رغم موجة الحر. لا داعي لاستعمال ‏المخيلة او للتهويل، نحن في جهنم حقاً”.‏

‏ ‏

هكذا يبدو المشهد في البلد، وكأن لا دولة ولا سلطة ولا من يرعى ‏شؤون الناس، المتروكين لمصيرهم بكل معنى الكلمة.‏

‏‏ ‏

الأعلى للدفاع

‏ ‏

وفي خطوة مفاجئة، وجّه رئيس الجمهورية الدعوة الى اجتماع ‏للمجلس الاعلى للدفاع يُعقد عند الواحدة من بعد ظهر اليوم، للبحث ‏في الوضع الامني والتطورات الاخيرة التي رفعت منسوب التوتر في ‏الشارع وعمليات قطع الطرق من وقت لآخر.‏

‏ ‏

وفي معلومات “الجمهورية” انّ رئيس الجمهورية أصرّ على عقد ‏الاجتماع من اجل استباق أي رد فعل محتمَل نتيجة رفع اسعار ‏المحروقات بشكل غير مسبوق ابتداء من صباح اليوم، وانّ هناك ‏مخاوف من ردات فعل قد تنعكس على الأرض.‏

‏ ‏

ولفتت المصادر الى انّ رئيس حكومة تصريف الاعمال سيشارك في ‏الاجتماع بعدما قاطعَ عدداً من الإجتماعات مؤخراً لاعتقاده انها ليست ‏بديلاً من ضرورة السعي الى تشكيل حكومة جديدة، وكان آخرها ‏مقاطعته للاجتماع الوزاري – المالي الخاص الذي عقد في بعبدا من ‏اجل معالجة ملف استيراد المشتقات النفطية الذي أفضى الى رفع ‏سعر الدولار المدعوم من مصرف لبنان من 1500 ليرة الى 3900 ليرة.‏

وفد قواتي في دبي سلم الأمم المتحدة عريضة بأربعة مطالب

أعلن حزب “القوات اللبنانية” في بيان، أن “وفدا من الحزب في دبي، سلم مدير قسم الشؤون الانسانية في مقر الأمم المتحدة في دبي رامي شيشان، عريضة موقعة من تكتل الجمهورية القوية. ضم الوفد رئيس مركز القوات في دبي جو حلبي، عضو المجلس المركزي في القوات جورج حايك، دنيز الخوري، جورج نوفل، جورج زوين وجوزف بريدي”.

وشرح حلبي لشيشان “النقاط الأربع التي تضمنتها العريضة وهي: الدفع باتجاه تأليف لجنة تقصي حقائق دولية بهدف معرفة الحقيقة كاملة عن هذا الانفجار، مساعدة الشعب اللبناني لمنع المس بالاحتياط الالزامي في مصرف لبنان، المساعدة على إعلان حياد لبنان، ضرورة عودة النازحين السوريين في لبنان إلى وطنهم ولا سيما الذين انتخبوا رئيس النظام السوري بشار الأسد”.

وأشار إلى أن شيشان أبدى “تعاطفه مع المطالب، ووعد برفعها إلى الهيئات العليا في مقر الأمم المتحدة في جنيف”.

النائب محمد خواجة: اتحدى احداً ان يعرف احداً كم هو الرقم متبقي من الاحتياطي الالزامي

0

اعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة أن “حرصنا لا يجب أن يكون على الـ13 أو 14 مليارًا المتبقية من أموال المودعين إنما على كل الودائع التي كان ديّنها حاكم مصرف لبنان مختصرًا كل المؤسسات وكل إدارات مصرف لبنان بشخصه”.

وعن الرقم المتبقي من الاحتياطي الإلزامي في مصرف لبنان وما إذا كان 13 مليار دولار، أكد خواجة ضمن برنامج “المشهد اللبناني” الذي سيعرض هذا المساء عبر قناة “الحرة” مع الاعلامية ليال الاختيار أنه لا يعلم، وقال: “رب العالمين وحده يعرف وأنا أتحدى أي أحد بكل لبنان من رئيس الجمهورية إلى آخر مواطن إذا كان يعرف كم هو الرقم المتبقي في مصرف لبنان، غير رياض سلامة”. وأضاف: “الرئيس بري كان يطلب الرقم ولكن كانت تُرسل له “قصقوصة ورقة””.

وردًّا على سؤال عما إذا كان تحالف حركة أمل أو تبعيتها لحزب الله خسّرها من رصيدها ، أوضح أن “حركة أمل على تحالف استراتيجي مع حزب الله وليس تبعية، على العكس نحن دائمًا في موقع الناقد للحزب وليس العكس”، وقال: “تخيلي أن أحداً يستطيع إملاء موقف إلى شخصية مثل شخصية الرئيس بري. ولكن بموضوع المقاومة وموضوع الصراع مع إسرائيل، هناك تطابق كلي مع حزب الله لكن في مواضيع داخلية كثيرة نختلف، واختلفنا مثلًا على رئاسة الجمهورية”.

وعما إذا كانت حركة امل تعترف بتحملهما جزءًا من المسؤولية عن الفساد، قال خواجة:” إذا لم تكن هناك مسؤولية مادية فالأكيد أن هناك مسؤولية معنوية، أما المسؤولية المادية فلندع القضاء يحاسب أي مسؤول في حركة أمل إذا ثبت عليه فساد”.

سفير اميركي يكشف عن مساعدات اميركية للجيش اللبناني مع ليال الاختيار

كشف السفير إدوارد غابرييل رئيس فريق العمل الأميركي من أجل لبنان عن مساعدات أميركية جديدة مقررة للجيش اللبناني، مشيرًا إلى أنهم سمعوا من الجانب الأميركي بأن الجيش اللبناني سيحصل على 120 مليون دولار هذا العام وعلى 100 مليون دولار إضافية للمساهمة في رعاية عائلات أفراد الجيش، موضحًا أن “ملف الـ 120 مليون دولار موجودة على الطاولة هذا الأسبوع والـ 100 مليون دولار ربما في المستقبل القريب”، قائلًا: “ننتظر مساعدات إضافية أيضًا في الأسابيع المقبلة وسيعتمد ذلك على موافقة الكونغرس.” وبالنسبة للعام المقبل، كشف غابرييل أن “160 مليون دولار مخصصة في الميزانية للجيش اللبناني وربما أكثر من 200 مليون دولار للمساعدات الانسانية”. وتابع غابرييل: “نعمل مع الفرنسيين ودول اخرى لزيادة هذه المساعدات، فالجيش اللبناني هو المؤسسة الوحيدة المتبقية التي تعمل بكفاءة في لبنان دعونا نبقي عليها بهذا الشكل”. وقال إن “الجنرال جوزيف عون هو قائد عظيم ولديه فريق جيد معه يقود هذه المؤسسة، ونشكر الله أنه استطاع أن يعمل وأن يقوم بواجبه بعيدًا عن تأثير السياسيين الذين لديهم مصالحهم الخاصة.”

وفي مجال المساعدات الإنسانية أيضاً، أمل غابرييل ضمن برنامج “المشهد اللبناني” الذي سيعرض مساء اليومعبر قناة “الحرة” مع الاعلامية ليال الاختيار بتأمين المزيد من تلك المساعدات ،لافتًا إلى أنها ستكون عبر منظمات المجتمع المدني في لبنان وبشكل مباشر، معتقدًا أن أميركا ستكون المتبرع أو المانح الأكبر، آملا بالإعلان عن ذلك في الأسابيع والأشهر القادمة.

وعن سياسة “العصا والجزرة” حيال المسؤولين اللبنانيين، أعلن غابرييل أن المجتمع الدولي سيمنح مليارات الدولارات إلى لبنان إذا سهّل المسؤولون فيه تشكيل حكومة تستجيب لحاجات الشعب اللبناني، قائلًا: “لقد عُرض عليهم أكثر من 11 مليار دولار، ليس فقط بالمؤتمرات إنما من صندوق النقد الدولي، ولكن هذه الجزرة لم يقبلوا بها حتى الآن فكانت النتيجة أن الحكومات الآن تفرض عقوبات، وذلك على قاعدة أعطيناكم الجزرة ولم تستجيبوا إذاً ستنالون العصا.”

وردًّا على سؤال عن تقارير تتحدث عن مساع يقوم بها البعض لرفع العقوبات عن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، قال غابرييل: “استمعت إلى هذه التقارير، لم أر أي دليل على ذلك حتى الآن، إن الولايات المتحدة لن تتأثر بهذه المساعي لرفع العقوبات عن أفراد، هذا أمر لن يحدث. لا أعلم إذا كانت التقارير صحيحة أم لا، ولكن من يظنون أن باستطاعتهم الضغط على الولايات المتحدة لرفع العقوبات، يضحكون على أنفسهم.”

في سياق آخر، أكد غابرييل العمل على إبقاء لبنان أولوية لدى إدارة الرئيس بايدن وأن الكونغرس مهتم بهذا الأمر، وقال: “إن السفيرة الأميركية دوروثي شيا التي كانت في واشنطن في الأسبوعين الماضيين أوضحت أنها فوجئت بالاهتمام الذي يحظى به لبنان.”

ابيض : لا كهرباء لاكثر من ٢١ ساعة في مستشفى الحريري…نحن في جهنّم

غرّد مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي فراس أبيض، وكتب عبر  “تويتر” قائلاً : “وضع تغذية الكهرباء للمستشفى غير مقبول. انقطاع لاكثر من ٢١ ساعة في اليوم. الفيول غير متوفر، واذا توفر، نعاني مشاكل سيولة. المرضى لا يستطيعون تغطية الفروقات. اخذنا قرار بايقاف اجهزة التكييف الا في الاقسام الطبية رغم موجة الحر. لا داعي لاستعمال المخيلة او للتهويل، نحن في جهنم حقا”.

كما أشار في كتابه إلى غجر أن هذه الأزمة وصلت إلى ذروتها وضرورة إستثناء مستشفى رفيق الحريري الحكومي من تقنين الكهرباء وذلك للإستمرار في العمل داخل المستشفى

الراعي إلى الفاتيكان… محاولة لإنقاذ لبنان “الشعب والدولة والكيان”

يصرخ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بأعلى صوته، مُطالباً بإنقاذ الوطن من “الطغمة الحاكمة”، بعدما وصلت قلّة المسؤولية إلى حدود غير مقبولة.

وإذا كان صوت الراعي يشفي نوعاً ما غليل الشعب الذي يعيش أسوأ أنواع الذلّ كل يوم، إلا أنه لا يلقى صداه عند المسؤولين جميعاً، وكأنهم غير معنيّين بما يمرّ به البلد.

وتعلو صرخات الراعي بعد المعاناة التي ضربت ولا تزال تضرب الناس، وهؤلاء لا يجدون ملجأ لشرح معاناتهم إلا سيّد الصرح والأبرشيات، وفي حساباتهم أن الدولة لم تعُد موجودة وباتت لعبة في أيدي هؤلاء الحكّام الذين جيّروا كل مقدراتها لأجل مصلحتهم الخاصة ومصلحة حاشيتهم.

وفي هذه الأثناء، وبعد كل عظة نارية لسيّد الصرح، والتي تلامس وجع الناس وتسلّط الضوء على مشروع هدم الكيان، يزداد الأمل بأن تكون للبطريرك حركة ما، تُخلّص البلد من الجحيم الذي يغرق فيه.

ويتحضّر البطريرك الراعي في نهاية الشهر الجاري للسفر إلى الفاتيكان مع الأساقفة والمسؤولين الكنسيين، للقاء قداسة البابا فرنسيس ولمناقشة أزمة لبنان التي لم تعد إقتصادية أو مالية فقط، بل وجودية.

وبات موقف الراعي واضحاً من كل المسائل، والتي سيتكلّم عنها في الفاتيكان. وتؤكّد الكنيسة أن الراعي ذاهب إلى الفاتيكان وفي عقله وتفكيره أمر واحد، هو إيجاد السبيل وطلب المساعدة من الكرسي الرسولي من أجل إنقاذ شعب لبنان ودولته.

وإذا كان الراعي لا يُخفي سخطه وغضبه على من هم في سدّة المسؤولية، فإن هذا الموقف لن يبدّله في الفاتيكان، أو يساير، فالبطريركية المارونية ترى أن الحكّام “شرشحوا” البلد في الخارج، ولم يعد هناك أي أمر مخفيّ، والبعيد بات يعرف معاناتنا مثل القريب، وبالتالي فإن يوم الحساب سيكون عسيراً لهؤلاء “المسؤولين”.

وسيُركّز الراعي خلال لقائه مع قداسة البابا والإجتماعات الموسّعة واللقاءات الجانبية، على الشقّ السياسي من الأزمة وكذلك على الشق الإقتصادي.

وفي هذا السياق، فإن حديث الراعي سيدور حول ضرورة تأمين حياد لبنان الناشط، وطلب مؤازرة الفاتيكان في عقد مؤتمر دولي من أجل إنقاذ لبنان والتمسّك بالدستور اللبناني ورفض تغييره تحت قوّة السلاح، أو نتيجة نزوات سياسية وسلطوية لأحد. وكذلك فإن موقف الراعي بات حازماً بضرورة صون الدولة اللبنانية وحفظ الكيان في مئويته الثانية، ومنع زواله وتدعيم أسس الدولة وعدم السماح للدويلة بالسيطرة عليه، وعدم القبول بأي سلاح على الأراضي اللبنانية غير سلاح الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية.

ولا يمكن فصل المشكلة الإقتصادية عن المشكلة السياسية في لبنان. من هنا، سيطرح الراعي معاناة الشعب اللبناني وانسداد الأفق أمامه وموجات الهجرة التي تضربه، خصوصاً وأن المكوّن المسيحي سريع “العطب”، وبالتالي فإن إستمرار هذه الأزمة على الشكل الحالي سيُفرغ لبنان من مسيحييه.

وإذا كان الوجود المسيحي يُشكّل عاملاً أساسياً في البحث، إلا أن البطريرك الراعي لا يذهب إلى الكرسي الرسولي من أجل هذا الأمر فقط، بل إنه يتحدّث بلسان جميع اللبنانيين ويدافع عن حقوقهم ويقود معركة التحرّر وإسترجاع قرار الدولة وتحريرها من هيمنة السلاح وبطش الحكّام. سيُصلّي البابا على نية لبنان، وتخصيص يوم من أجل الصلاة وبحث القضية اللبنانية يُعتبر أمراً مهماً، لكنّ اللبنانيين لا يريدون الخطابات بل يراهنون على الفاتيكان من أجل تحريك المجتمع الدولي لطرح قضيتهم وتحريرهم من ظلم الداخل ووصاية الخارج.