هل من أزمة محروقات وأليكم سبب فشل السلة الغذئية ؟!

0

عاد الحديث عن أزمة محروقات تلوح في الأفق على خلفية التوجّه لرفع الدعم عن السلع الأساسية وبينها المحروقات. وقد نفت مصادر وزارة الاقتصاد لـ “الأنباء” صحة هذه المعلومات، وأكّدت ان لا نية لرفع الدعم عن السلع الأساسية، مشيرةً إلى أن فشل “السلة الغذائية” كان بسبب سوء الإدارة، ولا علاقة له بهذا الموضوع على الاطلاق.

بدورها أبلغت مصادر نقابة مستوردي المحروقات “الأنباء” أن لا أزمة محروقات، وأن هذه المادة متوفرة في السوق بكثرة، وما قيل في هذا السياق يأتي من باب الضغط على حاكم مصرف لبنان لفتح الاعتمادات اللّازمة للاستمرار في عمليات الاستيراد. وفيما أكّد نقيب أصحاب المحطات، جورج البراكس، على الإضراب إذا لم تعالَج عملية الاعتمادات، جدّدت المصادر تأكيدها على عدم الإضراب، وعلى أن عملية تسليم المحروقات تتم بشكل عادي.

هذا ما أبلغه أمين سرّ الفاتيكان للبطاركة..

أفاد مصدر روحي رفيع، لموقع mtv، بأنّ “أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين أبلغ البطاركة، خلال اللقاء الذي جمعه بهم في بكركي، أنّ حضوره إلى بيروت تركّز على ضرورة العمل لافتتاح عام دراسيّ طبيعي رغم الظروف كافّةً، عبر تأمين المبلغ اللازم لترميم المدارس التي تضرّرت جرّاء انفجار مرفأ بيروت، ودعم القطاع التربوي الذي يُعاني من مشاكل مستفحلة”.

أمّا الملف الثاني، فيكمن في “المباشرة بترميم الكنائس التي تعرّضت لأضرار ماديّة في بيروت ومحيطها في ٤ آب، في أسرع وقت ممكن، وعدم تركها على حالها”.

ولفت المصدر إلى أنّ “حديث بارولين مع البطاركة لم يتطرّق نهائياً إلى الشق السياسي”.

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في ٧ ايلول ٢٠٢٠

0

صحيفة النهار‎

ـ يُتوقّع أن يشهد مؤتمر أحد الأحزاب تغييرات جذرية في الوجوه والمواقع والمناصب وتطعيمه من خارج بيئته ‏الطائفية وحصول مفاجآت في المواقع القيادية الأساسية‎.

ـ عُلم أنّ أحد الفنادق الأبرز في لبنان بدأ يدخل في مرحلة وضع اللمسات النهائية على الإقفال بعد صرف معظم ‏الموظفين، إلا أنّ هذا القرار أُجّل إلى موعد تشكيل الحكومة ليبنى على الشيء مقتضاه‎.

ـ قال وزير سابق ان معظم اللوائح المسربة عن تكيلات حكومية مرتقبة لا يقارب الواقع الذي يمكن ان يشكل ‏مفاجأة‎.

ـ اتصل زعيم سياسي برئيس سابق للحكومة يعاتبه على تقديم الاخير منزلا للرئيس المكلف في جوار منزله بذريعة ‏ان المتظاهرين اذا لاحقوه سيقفلون الشارع ويتسببون بشغب فيه‎.‎

صحيفة البناء‎

ـ خفايا‎

قالت مصادر معنية بالاتصالات لتشكيل الحكومة إن إحدى العقد الخفيّة قد تكون في مسعى لتسمية المدير العام ‏السابق لوزارة المال ألان بيفاني وزيراً للمالية وهو ما يفسر الحديث عن المداورة والحملة حول عقد التحقيق ‏الجنائي في مصرف لبنان الذي وقعه وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال‎.

ـ كواليس‎

تحدثت مصادر دبلوماسية أوروبية عن تخوّفها من موجة تصعيد على جبهات العراق وشرق سورية والداخل ‏الفلسطيني والحدود اللبنانية الفلسطينية، رغم مساعي التهدئة التي برزت في حركة الرئيس الفرنسي. وقالت ‏المصادر إن إيران تنظر بعين الريبة للتهدئة من دون تفاهمات وتعتبرها كسباً للوقت في فترة الانتخابات الرئاسية ‏فقط‎.‎

صحيفة الجمهورية‎

ـ دعا سفير عربي الى تأجيل البحث عمّن انتصر نتيجة مبادرة ماكرون لافتا الى أن ما سيليها لن يبقي أحدا ‏منتصرا إلا لبنان‎.

ـ سئلت شخصية قريبة من “8آذار” عن رأيها في الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فأجابت: “إنه حبّوب‎”.

ـ لوحظ أن عددا من النواب باتوا بعيدين كل البعد عن العمل السياسي سوى للضرورات القصوى خصوصا بعد ‏إنفجار 4 آب‎.‎

صحيفة اللواء‎

ـ فوجئت أوساط ديبلوماسية باقتراح رئيس الجمهورية حكومة من 24 وزيراً، خلافاً لما تم التوافق عليه إبان زيارة ‏الرئيس الفرنسي بتشكيل حكومة مصغرة من 14 وزيراً خلال أسبوعين‎!

ـ تعثر البحث في مداورة الوزارات بين الطوائف بعد اعتراض التيار الوطني على بقاء حقيبة المالية مع حركة ‏‏”أمل”، ومطالبته بالاحتفاظ بوزارة الطاقة مقابل ذلك‎!

ـ تجري اتصالات لجمع النواب المستقيلين في تكتل واحد، يكون بمثابة النواة لإنشاء جبهة عريضة مع قيادات ‏بعض فصائل حراك 17 تشرين الأول‎!‎

صحيفة نداء الوطن‎

ـ نقل ديبلوماسي غربي في مجلس خاص أنّه سمع من الفرنسيين تعليقات “بالغة السلبية” تجاه أداء جبران باسيل ‏ومسؤوليته المركزية في الأزمة اللبنانية‎.

ـ يتردد أنّ مصطفى أديب سيحمل معه حين يُقدّم تشكليته الحكومية، ورقة اعتذاره، فإما تُقبل تشكيلته أو يُقبل ‏اعتذاره‎.

ـ استنكر مستوردون للأدوية الزراعية سياسة المحسوبيات وتوزيع البونات في الدعم، مطالبين بجعله دعماً مشابهاً ‏لدعم البنزين‎.‎

صحيفة الأنباء

‎*‎مستشار غير كفوء‎ ‎

تبيّن أن إسماً تم تداوله لوزارة معنيّة بقطاع حيوي، إنما هو مستشار من فريق الوزير الأسبق، وليس مختصاً ولا ‏كفوءاً على الإطلاق بهذا القطاع‎.‎

‎*‎موعد يثير الحنق‎ ‎

موعد لشخصية تزور لبنان مع زعيم سياسي أثار حنق جهات محددة تظهّر عبر وسائل التواصل الاجتماعي

وزارة الصحة : ٤ حالات وفاة و ٤١٥ اصابة جديدة بفيروس كورونا

0

اعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل ٤١٥ اصابة كورونا جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى ٢٠٤٢٦

جعجع في ذكرى شهداء “القوات”: بيفجروا‎ ‎باقيين بيغتالوا‎ ‎باقيين… بس‎ ‎بالنهاية‎ ‎هني‎ ‎بيفلوا‎ ‎ونحنا‎ ‎باقيين

أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” أننا “باقون وبيروت باقية والأشرفية والصيفي والرميل والجميّزة ومار مخايل والمدور والكارانتينا باقون ومعكم يا شهداء وجرحى ومنكوبي بيروت باقون ومعكم يا شهداء المقاومة باقون من أجل كل شبر من بيروت والجبل والشمال والجنوب والبقاع باقون”.

ولفت إلى أنهم “إن فجّروا واغتالوا وسرقوا وأهملوا واستهتروا وكذبوا نحن باقون، يتمسكون بكراسيهم ولكن في النهاية هم سيرحلوا ونحن باقون”، مشددا على أنهم “بإهمالهم وتآمرهم حرقوا بيروت وحرقوا من أتوا للإطفاء من خيرة الشباب والشابات الأبطال الذي لم يأت ببالهم ان التآمر والاستهتار ممكن بيوم من الأيام أن يصل إلى هذا الدرك، فسقطوا غدرا وسقط معهم المئات، وسقط مع سقوطهم آخر الأقنعة عن وحوه المسؤولين الصفر اللعينة الخادعة والمصممة ألا تغيب عن أنظارنا قبل أن تدمّر إذا استطاعت ما تبقى من لبنان. ولكن، رياح العالم كلها لن تجبر سفننا أن تبحر بعكس إرادتنا، وستجري سفننا بما لا تشتهي رياحهم، لأنّها ستجري بعكس التيّار، وستصل إلى برّ الأمان ،وسترسو في مرفأ بيروت لتبقى بيروت عاصمة الحريّة والسيادة والازدهار والحضارة والبحبوحة في هذا الشرق”.

وأوضح جعجع اننا “باقون حتى التخلص منكم يا أهل السلطة والتآمر والفساد والإهمال ولإعادة إعمار ما دمرتمون واستعادة ما نهبتموه وللمحاسبة ولكي نقول للعام اننا كما بقينا وقاومنا ورفضنا الاحتلال والعروض والتنكيل والإبتزاز والإضطهاد والإعتقال هكذا سنبقى وهكذا باقون فنحن بقوّة الحقّ والحقيقة باقون ومن أجل من رحلوا باقون ومن أجل من سيأتوا باقون ولكي تبقى الأجيال تسلّم أجيال باقون”.

كلام جعجع جاء بعد انتهاء قداس شهداء المقاومة اللبنانيّة السنوي الذي أقامه حزب “القوّات اللبنانيّة” في مقرّه العام في معراب برعاية البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالمطران أنطوان نبيل العنداري، في حضور: نائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني، نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان، النواب: ستريدا جعجع، بيار أبو عاصي، جورج عقيص، عماد واكيم، وهبي قاطيشا، فادي سعد، سيزار المعلوف، شوقي الدكاش، جوزيف اسحق، ماجد إدي ابي اللمع، زياد حواط، أنيس نصار وجان طالوزيان، الوزراء السابقون: مي الشدياق، ريشار قيوموجيان، ملحم الرياشي وجو سركيس، أمين سر تكتل “الجمهوريّة القويّة” النائب السابق فادي كرم، النواب السابقون: أنطوان زهرا، جوزيف معلوف، أنطوان أبو خاطر وشانت جنجنيان، السيدة ماري فريد حبيب، الأمين العام غسان يارد، الأمناء المساعدون، أعضاء المجلس المركزي في الحزب، منسقو المناطق، رؤساء المصالح والأجهزة، ورؤساء المراكز. وقد اقتصر الحضور هذا العام على الرسميين الحزبيين فقط بسبب جائحة “كورونا”.

وأشار جعجع إلى أنهم “ما لم يأخذوه من الأشرفية بالحرب، لن يأخذه أحد بالإرهاب والتّفجيرات الإجراميّة”، وقال: “تحيّة  الى أهلنا في الأشرفيه وكلّ بيروت، أهلنا الصبورون الصامدون، الذين فقدوا اعزّاء احبّاء، وتضرّرت حياتهم ومنازلهم، وأصيبوا بجروح عميقة لا تلتئم، وعصفت بهم رياح غضب وثورة لا تستكين. أهلنا بإيمانهم الذي لا يتزعزع، بإرادتهم التي لا تضعف، يواجهون هذه الكارثة ويلملمون جراحهم، وسيعيدون إلى بيروت فرحها وألقها. الأشرفية ستنفض عنها عاجلا لا آجلا غبار الموت، وسيكون لها مع الفرح والحريّة والحياة لقاء قريب وأكيد”.

واعتبر جعجع أن “انفجار بيروت، انفجار آثم غادر، ألحق بالمدينة دمارا هائلا ومئات الشّهداء، وآلاف الجرحى، وأضرارا ماديّة ومعنويّة كبيرة. وما نجم عنه في لحظات، يفوق بدرجات ودرجات ما نجم عن الحرب في سنوات وسنوات. هذه الجريمة بحقّ الإنسانيّة ، سواء كانت حادثا ناجما عن إهمال، أم عملا مدبّرا وجريمة منظّمة، أم اعتداء خارجيّا، لن تمرّ من دون عقاب”، مؤكدا ألا “يعتقدنّ أحد أنّ بإمكانه لفلفة هذا الموضوع. هذا الانفجار أكبر من أيّ فريق أو مسؤول أو حزب، أكبر من الجميع، ولن يكون بالإمكان الإفلات من العدالة. ولأنّنا لا نثق بالسّلطة القائمة، فإنّنا نطالب بتحقيق دوليّ شفّاف وموثوق، ولقد نظّمنا عرائض نيابيّة وشعبيّة لهذا الغرض”.

وتابع جعجع: “نواجه أزمة وجوديّة كيانيّة. أزمة لا تشبه أيّا من الأزمات التي مررنا بها منذ العام 1975. أزمة حاصرت شعبا بكامله، كادت تدمّر أحلامه وطموحاته، حاضره ومستقبله، وأفقدته الثّقة بدولته وحكّامه وكادت أن تفقده ثقته بنفسه. ولكن لا والف لا، لأنّ من واجه عبر التّاريخ الممالك والإمبراطوريّات والسّلطنات وصولا لمواجهة أعتى الدّكتاتوريّات والأنظمة في أيّامنا الحاضرة وأخرجها من لبنان، لن تقوى عليه شلّة  من الخارجين عن القانون والفاسدين وأكلة الجبنة المهترئين”.

واستطرد جعجع: “هذه الأزمة الممتدّة في كلّ اتّجاه ومجال، تعود في جوهرها إلى عاملين أساسيّين: أوّلا: ألتّعدّي الحاصل على الدّولة، ودستورها وسيادتها وسلطتها ومؤسّساتها وقرارها من دويلة نمت في كنفها وعلى حسابها، ممّا أدّى إلى شللها. لا تغيير يرتجى ، ولا إصلاحات فعليّة ولا انتخابات نافعة إذا لم يتمّ تحرير قرار الدّولة وسلطتها، وإذا لم يصبح سلاح الدّولة هوالسّلاح  الوحيد.  لا معادلات ثلاثيّة تجاوزتها الأحداث ومرّ عليها الزّمن، ولا لتكريس أوضاع شاذّة تحت مسمّى الضّرورة والمؤقّت، أو تحت حجّة الدّفاع عن لبنان. فالدّولة اللّبنانيّة الفعليّة وجيشها، ومن ورائهم الشّعب اللّبنانيّ ، هم المدافعون الحقيقيّون والوحيدون عن لبنان. وثانيا: الفساد المستشري في الدّولة والمجتمع، والذي ينخر جسم الإدارات والمؤسّسات حتّى العظم، وفاق كلّ تصوّر في السّنوات الأربعة الأخيرة. هذه الآفة يجب استئصالها ومكافحتها من دون هوادة، ولا يكون استئصالها إلاّ باستئصال شياطينها. وإذا أردنا الذّهاب اعمق في الموضوع، هنالك كلمة سحريّة تختصر أسباب كلّ ما وصلنا إليه:”  تفاهم مار مخايل” الذي طبعا مار مخايل براء منه تماما، أمّا التّفاهم بحدّ ذاته فصفقة بين حزبين على تأمين مصالحهما الحزبيّة الضّيّقة على حساب لبنان الوطن، لبنان الدّولة، لبنان السّيادة، وعلى حساب اللّبنانيين كشعب وتاريخ ومستقبل”.

ولفت جعجع إلى أنه “للدلالة فقط هذه جردة مختصرة لنتائج “تفاهم مار مخايل”. 1- بدلا من أن يدخل حزب الله في كنف الدّولة، دخلت الدّولة أكثر فأكثر في كنف  حزب الله”. 2- دمّرتم كلّ فرصة لقيام دولة فعليّة في لبنان. 3- ازدادت العلاقات بين المجموعات اللّبنانيّة تشنّجا، حتّى بين قواعد أطراف ” تفاهم مار مخايل” بالذات. 4- لم يعد أيّ مبعد من إسرائيل كما كان الوعد، لا بل وصل الأمرإلى حدّ اتّهام بطريرك الجمهوريّة، بطريرك تاريخ لبنان، بطريرك الموارنة، بالعمالة لإسرائيل. 5- لم يخرج أيّ معتقل من سوريا. 6- وقع لبنان في عزلة عربيّة ودوليّة غير مسبوقة. 7- إنهارت القيم والمقاييس والقوانين داخل الدّولة بالذّات إلى أبعد الحدود، ممّا حوّلها إلى مزرعة صغيرة فاقدة الثّقة والمشروعيّة، إلى حدّ أنّ جميع المسؤولين العرب والأجانب أعلنوا جهارا أنّهم لن يقدّموا أيّ مساعدات إنسانيّة من خلال الدّولة وإداراتها بل من خلال الجمعيّات الأهليّة فقط. من جهة أخرى أدّى تحويل الدّولة إلى مزرعة صغيرة إلى انهيارالنّظام الماليّ وتعطّل الاقتصاد بشكل شبه كلّيّ،وانهيار فرص العمل، ممّا حول اللّبنانييّن لأوّل مرّة في تاريخهم إلى شعب ينتظر المساعدات الغذائيّة والاستشفائيّة وغيرها، وممّا حوّل لبنان إلى سجن كبير للّبنانييّن”.

وقال جعجع: “كل ما سبق، دفع بالقادر من اللّبنانييّن إلى الهجرة، ومن تبقّى منهم هنا إلى الحسرة. ولكن لا وألف ألف لا- لم نتعوّد لا الحسرة ولا البكاء على الأطلال، بل ثورة بيضاء ناصعة، لكنّها قاطعة، تخلّص اللّبنانييّن من هذا الكابوس الجهنّميّ اللّعين، وتوصلهم إلى شاطئ الأمان. إذا الشّعب يوما أراد الحياة، فلا بدّ أن يستجيب القدر ، وسيستجيب”.

وتوجّه جعجع إلى حزب الله بالقول: “بكلّ وضوح ومسؤوليّة أقول له: الى أين تريد بعد أن يصل الوضع في لبنان؟ هل هناك بعد اسوأ مّمّا نعيشه؟ هل تنتظر مجاعة كاملة؟ هل تنتظر أن يموت اللبنانيّون كبارا وصغارا إمّا جوعا أو مرضا أو احتراقا وخنقا وسحلا في انفجارات غامضة؟”، مشيرا إلى أنه “حان أوان الاعتراف بالواقع والوقائع، وإجراء مراجعة  للسّياسات والخيارات. حان وقت العودة إلى لبنان بالمعنى العريض للكلمة، لا يمكننا أن نستمرّ في ظلّ أوضاع مماثلة، ولا يمكن لحزب الله أن يستمرّ من دون أن يغيّر في توجّهاته وسلوكه، ومن دون أن ينظّم علاقاته مع الدّولة كأيّ حزب سياسيّ آخر، وينخرط في مشروع إعادة بنائها”.

وشدد على أنه “على حزب الله أن يسلم قرار الحرب والسّلم للدّولة. وعلى حزب الله أن يكف عن تدخّلاته الخارجيّة السّافرة غير المبرّرة في شؤون وشجون أكثر من دولة عربيّة، وأن يكفّ عن لعب دور رأس الحربة للمشروع الإيرانيّ المتمدّد والمتوغّل في المنطقة العربيّة”.

وتوجّه مجددا للحزب بالقول: “حزب الله آن الأوان كي تبادر إلى القرار الصّعب ولكن الصائب،  بأن تضع نفسك في خدمة لبنان وشعبه وأمنه ومصالحه بدل أن تبقى في خدمة الجمهوريّة الإسلاميّة ومصالحها، على حساب شعب لبنان وأمنه واستقراره ولقمة عيشه وحاضره ومستقبله”.

ولفت جعجع إلى أنه “لم يعد من مجال للمماطلة والتّسويف والتّأجيل. دقّت ساعة الحقيقة، وحان أوان القرارات الصّعبة والجريئة. الرؤوس الفاسدة المجرمة يجب أن تسقط وستسقط، الأيادي الفاسدة الفاسقة يجب أن ترفع عن الشّعب على يد الشّعب الذي انتفض غضبا وسخطا واحتجاجا، ولن يوقف انتفاضته قبل أن تحقق أهدافها، وقبل أن يحدث التّغيير في الأشخاص والوجوه والذّهنيّات والممارسات”.

وأكّد أن “نقطة البداية في التّغيير ستكون في مجلس النّواب، وعلى اللّبنانييّن جميعا تقع مهمّة ومسؤوليّة إحداث هذا التّغيير عبر صناديق الاقتراع، وعدم إضاعة فرصة أخيرة متاحة لهم بعد شهور طالت أم قصرت لاختيار من يمثّلهم، ويكون الأجدر والأكفأ والأنظف والأجرأ والأشرف. لا سبيل إلى محاربة الفساد على يد من كانوا سببا وصنّاعا له. الأمر يتطلّب إعادة إنتاج سلطة جديدة، واستحداث نخبة سياسيّة جديدة، وتحويل الانتخابات المقبلة إلى ساحة اختبار للنّوايا والإرادات، وإلى منصّة للتّغيير، والمحاسبة والمساءلة”.

وأوضح جعجع أن “انتفاضة 17 تشرين غيّرت في مسار الأحداث والذّهنيّات، لكنّها لن تؤتي ثمارها في الشّارع فقط، وستجنح إلى الفوضى والمراوحة والاستنزاف الذاتيّ، إذا لم تكن لها خارطة طريق واضحة توصلها إلى تحقيق أهدافها. هذه الانتفاضة كي تحقّق أهدافها، يجب أن تنتقل إلى صناديق الاقتراع، وعلى أرض الانتخابات، فتنبثق عنها أكثريّة نيابيّة جديدة معبّرة عن طموحات اللّبنانيين. والانتخابات المبكرة من الطّبيعيّ أن تجري على أساس القانون الحاليّ النّافذ الذي تطلّب الكثير من الوقت والجهد. إنّ الدّاعين إلى قانون جديد للانتخابات، حتّى ولو صدرت الدّعوة عن حسن نيّة، يخدمون الذين لا يريدون الانتخابات أن تجرى، ولا للأكثريّة النّيابيّة أن تتغيّر”.

وشدد على أننا “بقدر ما ننبّه إلى محاولات مشبوهة جارية لعدم إجراء الانتخابات لا قبل موعدها ولا في موعدها حتّى، فإنّنا نحذّر من أيّ محاولة لتمرير قانون انتخابات لا يراعي خصوصيّة التّركيبة التّعدّديّة للبنان، ويهدف إلى الإطاحة بخصائصه وتوازناته وتركيبته المجتمعيّة والوصول تحت ستار إلغاء الطائفيّة السّياسيّة إلى تطبيق الديمقراطيّة العدديّة، وفي هذا موت أكيد للبنان”.

وتابع: “بعد الانتخابات النيابية المبكرة، سنكون أمام برلمان جديد وحكومة جديدة، وسلطة جديدة. وعندما تدقّ ساعة الاستحقاق الرئاسيّ ستكون لنا فيه كلمة وقرار وموقف ، ولن نقبل بأن يكون هذا الاستحقاق خاضعا لمساومات وصفقات ووسيلة لضرب الإرادة الشعبيّة الجامحة التّائقة للتّغيير”.

وتطرّق جعجع إلى “اتفاق معراب”، قائلا: “طالما تطرّقنا إلى ” تفاهم مار مخايل” المشؤوم، سنتكلّم قليلا عن اتفاق معراب المطعون. إنّ اتفاق معراب، وبخلاف ما يظنه أو يدّعيه البعض، هو في منطلقاته الأوّليّة مصالحة وجدانيّة تاريخيّة أخلاقيّة، تطوي صفحة صراع مجتمعيّ مديد، بدأ منذ تولّي العماد ميشال عون مقاليد الحكومة العسكريّة اواخر العام 1988، وطال بمآسيه وشظاياه وآثاره السّلبيّة كلّ قرية وحيّ وبيت من بيوت مجتمعنا. أضيف إلى ذلك الفراغ الرئاسيّ المتمادي والذي فرض نفسه على كلّ اللبنانييّن ممّا شكل سببا إضافيّا جوهريّا لقيام تفاهم ينهي الفراغ الرّئاسيّ بالإضافة إلى إنهائه الصّراع المجتمعيّ المديد، ويفتح حقبة جديدة. ومع ذلك أصررنا على أن يكون هناك شقّ سياسيّ متزامن مع المصالحة، وهو ما عبر عن نفسه أصدق تعبير من خلال بنود ورقة النّقاط العشر التي تعنى بقيام الدّولة السّيّدة القويّة العادلة  كما في التّشديد على مبدأ النّزاهة والكفاءة في إدارات الدّولة ومؤسّساتها”.

واستطرد: “أفتح هلالين صغيرين هنا لأقول: إنّ بعض الذين ينتقدون القوات ويتهجّمون عليها انطلاقا من اتّفاق معراب كانوا هم أنفسهم من هاجمنا وانتقدنا بسبب عدم التّصالح مع التّيّار الوطنيّ الحرّ قبلا، وهم أنفسهم من نادوا أنّ المصالحة بين القوات والتيّار هي مطلب عارم ، على المستويات الشّعبيّة والسّياسيّة والدّينيّة كافّة. إنّ هذا البعض سيستمرّ في التّهجّم على القوّات حتّى ولو أضاءت أصابعها العشرة، لسبب بسيط جدّا وهو أنّ هدفه هو مهاجمة القوات لأنّها القوات وليس لأنّها عقدت اتّفاق معراب أم لم تعقده، ولأنّ نفسه ظلماء. كلّ العداوات قد ترجى مودّتها إلا عداوة من عاداك من حسد”.

وأوضح أننا “أردنا من اتّفاق معراب بالإضافة إلى كونه مصالحة وجدانيّة أن يكون منطلقا لشراكة مسيحيّة إسلاميّة حقّة في السّلطة، وبالتّالي خطوة أوّليّة على طريق بناء دولة فعليّة ولكن، وللأسف، مكرّرة عشرات المرّات، تبيّن لاحقا أنّ الطّرف الآخر أراده مجرّد مصلحة سياسيّة آنيّة بحتة، وبعكس كلّ ما ورد في اتّفاق معراب. أردناه لبناء دولة المؤسّسات، وغيرنا أستعمله لبسط سلطة الميليشيات. أردناه لنرضي به طموح العماد ميشال عون الرئاسيّ منذ العام 1988،ونسدل السّتارة على هذه القّصّة لمرّة واحدة وأخيرة لنبدأ بعدها فصلا جديدا، وهم أرادوه ليعيدونا إلى العرض المسرحيّ ذاته من جديد ، فيوقفوا الزّمن والمستقبل والسّياسة والاقتصاد والحياة الوطنيّة برمّتها، ويرهنوها بانتظار تحقيق الطّموح الرّئاسيّ لمن هو بعد عون. وكأنّ مستقبل اللّبنانيين ولقمة عيشهم وحياتهم مسخّرة خدمة لمآرب وطموحات هؤلاء. فلا يلبث أن يصل العمّ إلى الرّئاسة حتّى يسارع الصّهر إلى تمشيط ذقنه وتعريض كتفيه ولو على حساب اللّبنانيين ومدّخراتهم وأعمالهم وحاضرهم ومستقبل أولادهم، ولو على حساب حياتهم”.

وتابع: “لقد كان من المفترض باتفاق معراب أن يكون نقطة ارتكاز أساسيّة للعهد الرّئاسيّ الجديد وفق قواعد إصلاحيّة ووطنيّة واضحة، غير أنّ القيّمين على العهد سارعوا للتّخلّص من هذا الاتّفاق منذ اللّحظة الأولى، ظنّا منهم أنّهم بذلك يتحرّرون من أعباء الإصلاح ويتخلّصون من مشقّة التغيير، ويزيحون منافسا لهم، ولكن من دون أن يدروا أنّهم يحرمون بذلك أنفسهم من رافعة سياسيّة وشعبيّة وإصلاحيّة كان من الممكن لها إنقاذ العهد وتجنب وصول البلاد لاحقا إلى ما وصلت إليه”.

وتناول في كلمته ثورة 17 تشرين قائلا: “قبل أن تكون هناك ثورة 17 تشرين، وقبل ان تكون هناك ثورة أرز، كان هناك منذ العام 1975 ثورة على الاحتلال والتّوطين والّسلاح غير الشّرعيّ واستباحة سيادة الدّولة، ثورة على الفساد والتّقليد والتّوريث وطبقة ال 43، مرّة بالمقاومة المسلّحة، ومرّات ومرّات بسلاح الكلمة والموقف والمثل الصّالح. وهذه الثّورة كان عنوانها بشير الجميل. نحن ابناء الثّورة واحفادها، نحن إخوتها وأخواتها، ولدنا من رحم أحزان الوطن والشّعب، ولن نهدأ حتّى يزهر من تحت الرّماد لبنان الجديد. لو قدر فقط لثوّارنا الشّهداء المدوّنة اسماؤهم في هذا الاحتفال، ألعودة للحياة من جديد والانضمام للحراك، لأقفلوا وحدهم كلّ الطّرقات، واحتلوا كلّ السّاحات، وفاقوا كلّ الأعداد. لا نقبل بأن يزايد أحد علينا لا بالوطنيّة ولا بالنّزاهة ولا بالاستقامة ولا بالثّورة. منذ العام  1975ونحن ثورة على لبنان المزرعة، ولبنان الفساد، ولبنان الارتهان، ولبنان السلاح غير الشرعي. لقد دفعنا من عرقنا ودمائنا ومستقبلنا وحرّيّتنا ثمن تمرّدنا على الظّلم، ولم تقدّم لنا الثّورة لا على طبق من فضّة، ولا بملعقة من ذهب. نحن حجر الزاوية والحاضنة التاريخية الطّبيعيّة لكلّ ثورة وحراك لبنانيّ ينتفض ويناضل ويكافح لتحقيق المثل والشّعارات والقيم التي قامت عليها ثورتنا قبل عقود وعقود وكنا السباقين في   حمل لوائها وإضاءة مشعله”.

وتابع: “نحن الثورة اللّبنانيّة الأولى على الظّاهرة الشّعبويّة عندما كان الكثيرون يطبّلون ويزمّرون لها قبل أن يثوروا عليها بعد 30 عاما في 17 تشرين، نحن الثورة السّياديّة الأولى على الاحتلال السّوريّ عندما كان الكثيرون يتجنّبونه أو يتزلّفون له او يتعاونون معه. ونحن الثّورة الدّستوريّة الكبرى داخل مجلس النّواب ومجلس الوزراء على الفساد الإداريّ وصفقات الكهرباء والاتّصالات والعشوائيّة في التّوظيفات”.

وشدد على أنه “لا ليس كلّ من عمل بالسّياسة مثله مثل الآخرين، وفي هذا الإطار: لا ليس كلّن يعني كلّن، لأنّه من حيث المبدأ لا تزر وازرة وزر أخرى، ومن حيث التطبيق وكما يقول القول الإنكليزيّ الشائع : ” بالتّعميم تصبح أحمقا”.  ونحن لا نريد لبعض الحراك أن يبدو أحمقا وأن يضعف المعركة مع أرانب السّياسة بمناوراتها وبهلوانيّاتها. الفاسدون في لبنان معروفون، والنّزيهون في لبنان معروفون أيضا، فلا تضيّعوا البوصلة بالتّعميم حتّى لا تضلّوا نقطة الوصول وتصبحوا خطّ دفاع عن الفاسدين والمرتشين والمجرمين الحقيقيين، ولو عن غير قصد. إذا كان المقصود بشعار كلّن يعني كلّن كلّ الفاسدين وكلّ المرتشين وكلّ المرتكبين أينما كانوا فنحن معه، أمّا إذا كان المقصود به كلّ الناس وكلّ السّياسييّن وكل الشّخصيّات وكل الحزبيين وكلّ شيء، فيكون شعارا عدميّا عبثيّا ظالما، غير دقيق ومزغولا، يمزج السمّ بالدّسم ويخلط القمح بالزّؤان. ان اسلوب التّعميم الاعمى  يجهّل المرتكب الحقيقيّ ويخفي هويّته. طالما القوات اللبنانيّة هنا، البوصلة لن تخطئ، وسيكون الصّالحون في صميم مستقبل لبنان، وسيذهب الطّالحون إلى بئس المصير وغياهب النّسيان. نحن حزب يضمّ عشرات آلاف الثّوار والمناضلين والشّهداء والأبطال الذين ضحّوا بكلّ شيء في سبيل قضيّة مقدّسة، ولا نرضى بأن يتمّ تشويه تضحياتهم وتقزيمها لغاية في نفس بعض المعقدين  العدميين العبثيين السّطحيين الفارغين. فتحيّة  الى شهدائنا وابطالنا ومناضلينا، وتحيّة  إلى كلّ الثّوار الحقيقيين”.

أما بالنسبة لموضوع المطالبة بالدولة المدنيّة، فقال جعجع: “كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الدّولة المدنيّة، بالوقت الذي نعيش أصلا في دولة مدنيّة، ما عدا الأحوال الشّخصيّة وتوزيع مراكز الدولة على المجموعات اللّبنانيّة تبعا لما ورد في اتّفاق الطائف. في ما يتعلق بالأحوال الشخصية، فلقد طرح الموضوع مرّات ومرّات، وتبيّن أنّ أكثريّة من الشّعب اللّبنانيّ، من خلال تمثيلها النّيابيّ، تفضّل أن تبقى أحوالها الشّخصيّة مرتبطة بمعتقداتها الدينيّة. لقد وجدنا صعوبة هائلة لمجرد تمرير قانون في مجلس النّوّاب لتجريم العنف ضدّ المرأة، فكيف بالحريّ ستكون ردّة الفعل إذا طرح تحويل الأحوال الشّخصيّة كلها إلى مدنيّة، وعن أيّ دولة مدنيّة يتحدّثون؟ وفي مطلق الأحوال، نحن منفتحون على أيّ نقاش وحوار يلبّي تطلّعات الرّأي العام اللّبنانيّ. أمّا في ما يتعلّق بتوزيع مراكز الدّولة على المجموعات اللّبنانيّة، فلا علاقة له بمدنيّة الدّولة أو عدمها، بل له علاقة بتركيبة لبنان التّعدّديّة. في سويسرا مثلا، الدولة مدنيّة كلّيا، وعلى الرّغم من ذلك، هناك توزيع للسّلطات على المجموعات السّويسريّة وفقا لترتيب معيّن، هو جغرافيّ في الحالة السويسريّة”.

واستطرد: “في هذه المناسبة، أريد أن أقول للبعض الذي يطرح حينا عقدا اجتماعيّا جديدا، وأحيانا مؤتمرا تأسيسيّا، أنّنا جاهزون وجاهزون دائما، ولكن ليس كما تشتهيه رغباتهم. إذا أرادوا مؤتمرا تأسيسيّا جديدا، فأهلا وسهلا ولكن فليعلموا أنّ محوره الأساسيّ سيكون اللّامركزيّة الموسّعة. أمّا قول البعض الآخر أنّنا يجب أن نكمل بتطبيق اتفاق الطائف، فجوابنا أنّنا يجب ان نبدأ بتطبيق الطائف قبل الوصول الى إكماله، وهاكم ما جاء في البند الأوّل من خارطة الطّريق التي وضعها اتّفاق الطائف: 1- الإعلان عن حلّ جميع الميليشيات اللّبنانيّة وغير اللّبنانيّة، وتسليم أسلحتها الى الدولة اللّبنانيّة خلال ستّة أشهر تبدأ بعد التّصديق على وثيقة الوفاق الوطنيّ وانتخاب رئيس الجمهوريّة وتشكيل حكومة الوفاق الوطنيّ وإقرار الإصلاحات السّياسيّة بصورة دستوريّة. من يريد تطبيق اتفاق الطائف نحن مستعدّون، ولكن تبعا لمندرجات الطائف لا تبعا لاجتهاداته هو”.

أما بالنسبة لمسألة الحياد التي طرحها غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، فقد أكّد جعجع أن “بكركي بتحكي صح. لماذا؟ لأّن بكركي تحكي في المبادىء الوطنيّة والإنسانيّة الكبرى، وتحكي في المسلّمات والبديهيّات السّياديّة والدّستوريّة والميثاقيّة من دون أيّ مصالح أو غايات سياسيّة  او انتخابيّة، ولأنّها دائما كانت صوت الحقّ والحقيقة والوجدان الوطنيّ، ولأنّها صانعة الكيان وذاكرة التاريخ اللّبناني.منذ البطريرك الأّول مار يوحنا مارون، مرورا بالبطريرك الياس الحويك والبطريرك عريضة ، وصولا إلى البطريرك الكبير مار نصرالله بطرس صفير، وعند كلّ مفترق خطر، بكركي بتحكي صح.  واليوم كما في كلّ المرّات، تهبّ البطريركيّة المارونيّة، هذه المرّة، مع أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، تهبّ لتحكي كلمة الحقّ، بعد أن طوق الشّعب اللّبنانيّ بالأزمات من كلّ الجهات. وبالمناسبة، ندين ونستنكر أشدّ الاستنكار التّطاول على مقام سيّد بكركي واتّهامه باتّهامات ظالمة وجائرة مردودة سلفا لأصحابها، إتّهامات لا تنطبق أصلا إلاّ عليهم. فليعبّروا عن مواقفهم من كلّ القضايا كما يشاؤون، غير أنّ إطلاق الاتّهامات بالعمالة والتّواطىء بحقّ رموزنا ومرجعيّاتنا لمجرّد تعبيرها عن موقف وطنيّ يجسّد إرادة غالبيّة كبرى من اللّبنانيين،فهذا لا يمتّ إلى حريّة الرّأي بصلة، إنّما هو تزوير وتحريف وتحوير للتّاريخ بحدّ ذاته. أما طريق الإنقاذ كما حدّدها غبطته بشكل واضح فتقوم على فكّ أسر الدولة اللبنانيّة من جهة، وإعلان حياد لبنان من جهة ثانية. إنّ الدّولة اللّبنانيّة هي اليوم أسيرة التّحالف القائم بين منظومة السّلاح من جهة، ومنظومة الفساد من جهة ثانية. هذا التّحالف الجهنّميّ استنزف مقدّرات الدّولة الماليّة والاقتصاديّة والبشريّة، واستباح سيادتها، وشرّع حدودها. إنّ فكّ أسر الدّولة اللّبنانيّة يبدأ بكفّ يد هذه الزّمرة عن سلطة القرار في لبنان ، حتّى تستعاد تبعا لذلك الثّقة العربيّة والدّوليّة فيه وتستعيد الدّورة الاقتصاديّة انتعاشها”.

وتابع: “اما حياد لبنان فهو أحد المبادىء التّأسيسيّة للدّولة كما نصّ على ذلك الميثاق الوطنيّ إنّ حياد لبنان المطلوب ليس حيادا بين الحقّ والباطل كما حاول البعض توصيفه، ولا يعني حيادا تجاه القضايا العربيّة المحقّة وفي مقدّمها القضيّة الفلسطينيّة ، ولا حيادا تجاه القضايا الإنسانيّة الكبرى، ولا حيادا تجاه أيّ خطر يتهدّد لبنان وأمنه وسلامته، إنّما هو حياد تجاه سياسة المحاور، وحياد لناحية تدخّل بعض الأطراف الدّاخليّة عسكريّا وأمنيّا في حروب المنطقة وصراعاتها وصراعات شعوبها الدّاخليّة، وهو ما أدّى ويؤدّي اليوم إلى هذا الواقع الاقتصاديّ والاجتماعيّ والسّياسيّ القاتم والمرير”.

وتوجّه للبطريرك الراعي بالقول: “غبطة أبينا الكاردينال الراعي، ليأخذ الله بيدكم كما أخذ بيد أسلافكم حتّى تتقدّموا مسيرة تحرير الدّولة وفكّ أسرها من المغتصبين وتجّار الهيكل في لبنان، وإعادة إرساء أسس الكيان اللّبنانيّ على قاعدة الحياد، للوصول به إلى برّ السّيادة والدّولة الفعلية”.

وبالنسبة لحكم المحكمة الدوليّة، قال جعجع: “بصرف النّظر عن الآراء المتعدّدة تجاه الحكم الذي أصدرته المحكمة الدوليّة الخاصّة بلبنان اخيرا، غير أنّ الكلّ مجمعون بالحدّ الأدنى أنّ هناك شخصا ادين بجريمة كبرى بهذا الحجم، إسمه سليم عياش. إنّ من أبسط واجبات السّلطة اللّبنانيّة في هذه الحالة هو إلقاء القبض على هذا الشّخص وتسليمه الى المحكمة الدّوليّة. في هذه المناسبة، تحيّة  الى روح الشّهيد رفيق الحريري، تحية  الى أرواح شهداء ثورة الأرز واحدا واحدا.  وليتذكّر الجميع أنّ “يوم العدل على الظالم اشدّ من يوم الجور على المظلوم”. وفي النّهاية لن يصحّ إلّا الصّحيح”.

وتوجّه للشهداء بالقول: “رفاقي الشّهداء، لقد أصر صيف الـ2020 على ألاّ يمر من دون أن يضيف إلى لائحتكم الطّويلة، لائحة اخرى. كنّا نخشى أن يموت البعض من اللّبنانيين جوعا أو يقضي قهرا أو يرحل نتيجة فقدان دواء وتعذّر استشفاء، فإذ بجائحة الإهمال وبوباء الاستهتار ومرض الفساد المزمن يقتل الأحبّة بالمئات ويجرح أو يعيق الآلاف ويدمّر البيوت بعشرات الآلاف ويشرّد الأهلين بمئات الآلاف. من أجل راحة أنفسكم يا شهداءنا، شهداء المقاومة اللبنانيّة، سنصلّي دائما. وصلّينا ونصلّي اليوم لراحة أنفس شهداء التّمسّك بالأرض والأمل والوطن، وفي الوقت عينه ضحايا أداء سلطة لا تهز أهلها ثورة ولا انهيار ولا انفجار هزّ العالم وضميره، ولم يهز كرسيّا من كراسيهم ، ولم يستحقّ منهم رفة جفن أو اعترافا بتقصير. لقد سقطتم يا ضحايا الانفجار الغادر، في ارض سبق أن روتها دماء الشّهداء دفاعا عن أحواضها في وجه أكثر من متطاول ومحتلّ، فإذ بكم تسقطون بسبب تآمر مخز واستهتار متخاذل وفساد مزمن. لن نقول لكم ناموا قريري العين، لأنّ أعينكم وأعيننا لن تغمض قبل معرفة الحقيقة وإحقاق الحقّ”.

وختم قائلا: “لا يعتقدنّ أحد وكأنّه قد حكم علينا بالعيش في هذه الجهنّم الى أبد الآبدين. فعلى الرّغم من فداحة أوضاعنا الحاليّة، وعلى الرّغم من ضحايا انفجار بيروت بشرا وحجرا، وعلى الرّغم من اوضاعنا الاقتصاديّة الماليّة المزرية والتي تزيد تدهورا يوما بعد يوم، وعلى الرّغم من فجور حكّامنا وقلة ضميرهم وحيائهم، فإنّنا مصمّمون ، وأكثرمن أيّ وقت مضى، على بذل كلّ الجهود والتّضحيات، وعلى بذل الذّات إذا اقتضى الأمر، في سبيل الخروج من هذه الجهنّم الى ربوع لبناننا العزيزالأخضر كما عرفناها عبر التاريخ. فلا تأخذنّ منّا الأزمة مأخذا، ولا ندع حفنة من المسؤولين المجرمين الكفرة المتلاعبين بحياتنا ومقدّراتنا، أن يتلاعبوا بإيماننا وتصميمنا على الخلاص منهم ورميهم في مزابل التّاريخ. من كان له تاريخ كتاريخنا، ومن يستند الى آلاف مؤلّفة من الشّهداء، لا يصعب عليه التّغلّب على صعاليك أمسكوا بزمام أموره في غفلة من الزّمن. لبنان وطننا، وفيه باقون، أحرارا باقون، أسيادا باقون، مقاومين ثوّارا أبطالا باقون. هذا قدرنا،( هذا خيارنا)،  هذه عقيدتنا من جيل الى جيل وعليها باقون، باقون، باقون. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار. المجد والخلود لشهداء بيروت ومار مخايل والجميزة والأشرفية والرميل والصيفي والمدور والكرنتينا. العزّة والكرامة لشعبنا الأبيّ في انتفاضته المجيدة”.

وقد احتفل المطران عنداري بالقداس يعاونه لفيف من الكهنة وقد جاء في عظته: “قال الربّ لموسى: ” إخلع نعليك من رجليك فإنّ المكان الذي أنت فيه أرض مقدّسة “ (سفر الخروج 3: 5) أن ينتدبنا للمرّة الثانية صاحب الرعاية، غبطة أبينا السيّد البطريرك مار يشارة بطرس الراعي الكلّي الطوبى، ويكلّفنا تمثيله في قدّاس شهداء “القوّات اللّبنانيّة”، فهذا فضل منه وشرف لنا. وهل أدعى إلى الخشوع من هذه الذكرى الأليمة، ذكرى دم أريق تعوّدّ اللّبنانيّون الشرفاء أن يبذلوه رخيصا في سبيل الوطن وعزّته وحرّيته واستقلاله؟”.

ولفت إلى أننا “نلتقي في هذه الأيام التاريخيّة المصيريّة لنقدّم الذبيحة الإلهيّة السنويّة في أعقاب زلزال بيروت، وكأنّ العاصمة والوطن في رؤيا نهيويّة، تتراءى أمام عيوننا النعوش البيضاء في موكب طويل لا ينتهي. في ذمّة من كلّ هؤلاء الضحايا والشهداء؟ في عنق من كلّ هؤلاء الأبرياء؟ وإلى متى يستمرّ النزف من قلب لبنان؟”.

وقال: “إذا مرّ بلبنان غريب أو عاد إليه مهاجر، ورأى ما حلّ بالأرض والإنسان، وتنشّق التلوّث والفساد في كلّ مكان، ورأى الدماء وتكاثر الفواجع، والمناحة في البيوت والساحات، وقوافل التشريد والتهجير وخسارة البيوت والأموال والأعمال والأرزاق وفقدان الراحة والأمان. فهل يدرك أنّ ما  كتب على لبنان هو أن يسير على طريق المجد عبر الصليب،  ويدفع غاليا معموديّة الأرض والدمّ؟”.

وتابع: “عار عليكم، أيّها المتفنّنون بالإجرام والخالون من كلّ ضمير ووجدان، فإن تفلّتّم والمتواطئين معكم  من عدالة الأرض لن تفلتوا من يوم الحساب وعدالة السماء. فأنتم وإن طال الزمان فإلى لعنة الأجيال ومزبلة التاريخ صائرون. كفانا إجراما وكفانا ضحايا وشهداء. إنّ صوت الربّ المدوّي يقول لكم: ” ماذا صنعتم؟ إنّ صوت دماء إخوتكم صارخ إليّ من الأرض”. إنّ لبنان، مهما جار الزمان عليه، هو أرض مقدّسة وأرض القدّيسين وليس موئلا للإرهاب والمجرمين. إنّنا في هذا الوطن الجريح نشرك آلامنا بآلام السيّد المسيح الفادي، ونعتبر الشهداء والضحايا حملوا في أجسادهم آلام موت يسوع لتظهر حياته فيهم وفق تعبير بولس الرسول. أجل، إنّ شهداء المقاومة اللّبنانيّة وشهداء وضحايا بيروت وكلّ لبنان الذين روت دماؤهم هذه الأرض يصحّ فيهم ما قاله يوما أحد الشعراء: إخلع نعالك قبل دوس ترابه      فتراب لبنان رفات رجاله”.

وشدد على أننا: “نحن أبناء أرض جبلنا منها. هي أمّنا وإليها نعود. أوجدنا الربّ فيها لنحافظ عليها بالدم وعرق الجبين. إنّ البركة الإلهيّة وميراث الأرض والتجذّر فيها منذ الخلق في سفر التكوين هي عطيّة إلهيّة ثمينة، وهي مساحة للعيش الحرّ والكريم وتأدية الشهادة الصادقة للمسيح والتفاعل الإنسانيّ السليم، بحسب تعبير المجمع البطريركي الماروني. مثل الزارع في الإنجيل هو من الأمثال التي كثر التأمّل بها لأنّ الربّ شرحها بنفسه. أمّا الزرع الذي وقع في الأرض الجيّدة فهم الذين  يسمعون كلمة اللّه بقلب جيّد صالح فيحفظونها ويثبتون فيثمرون. إنّ حبّة الحنطة إن لم تقع في الأرض وتمت تبقى واحدة، وإن ماتت أتت بثمر كثير. الأرض الجيّدة هي عنوان لمجتمع أفضل. شهداء يبذلون حياتهم في سبيل وطنهم وأحبّائهم. أفراد يخافون اللّه. عائلات تحيا إيمانها بصدق. بلدات تسعى إلى نبذ الخلافات. مدائن تقكّر بمحتاجيها. وطن يؤمّن الأمان والكرامة لمواطنيه. مؤمنات ومؤمنون يقرنون القول بالفعل حتى الشهادة.  ماذا ينقصنا لنكون أرضا طيّبة؟”.

وقال: “إنّ أرض لبنان في تقليدنا ليست ملكا نتصرّف به على هوانا، بل هي إرث من الآباء والأجداد نحافظ عليه ونتجذّر فيه ، ولا نعيث فيه فسادا وإجراما. إرث نسقيه من دمائنا وعرقنا دفاعا عنه واعتناء به. إرث أشبه بوديعة ثمينة أو ذخيرة مقدّسة. إنّ التعامل مع هذا الإرث الثمين يصلنا بالخالق كما يصلنا بالأجيال السابقة التي تركت فيه بصمات لا تمحى من تعبها ودمها. فالعلاقة التي تربطنا بأرضنا علاقة روحيّة تؤكّد هويّتنا الخاصّة وتاريخ نضالنا وذاكرتنا الحيّة. وإذا ما تعرّضنا في أرضنا من ضيق ومظالم، فهذا لا يبرّر ترك الوطن لغيرنا. لا للتوطين  ولا للنازحين. قد تضطرّنا هذه الضغوطات في ظروف معيّنة إلى البحث عن عيش كريم في هجرة قسريّة إلى حين، هربا من الجوع وبحثا عن الأمان، لكن لا بدّ من توطيد العلاقة الروحيّة بأرض الأجداد، والعودة إليها، لا بل بالحجّ إليها، والإرتباط بالمقيمين فيها ليحافظوا عليها أرضا للحرّية والإيمان والإنسان”.

ولفت إلى أنه “لمّا كان اسم فلسطين أرض كنعان، وسوريا بلاد أرام، والعراق بلاد ما بين النهرين، وإيران بلاد فارس، وفرنسا بلاد الغال، واسكاندينافيا أرض الفايكينغ، وأميركا بلاد العالم المجهول، كان لبنان وبقي اسمه لبنان. نحن في طبيعتنا وأساس كياننا نقدّس الأرض ونتقدّس بها بالعمل فيها. هي أرض ذكرها الكتاب المقدّس إثنين وسبعين مرّة. ولما نظر موسى إلى شمال أرض الميعاد ، نحو جبل لبنان الطيّب، أجابه اللّه: ” أغمض عينيك. هذا الجبل هو وقف لي. لن تطأه قدماك، لا أنت ولا الذي سيأتي من بعدك “. أرض وطأها السيّد المسيح، هي أرض شربل ونعمة الله ورفقا وأبونا يعقوب والمكرّمان الدويهي والحويّك. هي أرض زرعناها بالصلاة والعمل والشهادة. نقتلع منها الزؤان والشوك الذي زرعه إبليس في حقلنا، لا مكان فيها لتجار الهيكل والإنتهازيين وباعة الضمير والكرامات والمباديء الإنسانيّة والمسيحيّة. أرضنا بيتنا، ألبسه اللّه لوحا من غاب الأرز الأخضر الشاهق الخالد والسنديان الصامد والكروم والعناقيد في مواجهة التصحّر وجرائم البيئة المقيتة. فكن مسبّحا أيّها الربّ على عطيّتك المقدّسة، على إنجيل الخليقة”.

وشدد على أننا “إجتمعنا لرفع الصلاة لراحة أنفس الشهداء، ومن بينهم من لم تجفّ دماؤهم. لكنّنا نعرف بإيماننا أنّهم شهداء أصبحوا لدى اللّه شفعاء بنا تستصرخه دماؤهم الذكيّة وطالبة منه العزاء لنا للتغلّب على المحنة – الكارثة. فهم ما راحوا، وهم ونحن باقون. وإذا ما رفعنا الصلاة من أجلهم فإنّنا نرفعها بالوقت عينه لأجلنا نحن الشهداء الأحياء ليهدينا اللّه السبيل للخروج ممّا نحن فيه وإن طال الزمان. آباؤنا عانوا من أهوال المجاعة والظلم العثماني ووباء الطاعون، وها نحن في الذكرى المئويّة الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير، سائرون على خطاهم، نعاني أهوال الإنهيار الإقتصاديّ والماليّ، وظلم المافيات الفاسدين وما يستتبعه من جوع المواطنين إلى جانب جائحة الكورونا. ففي قلب مآسي هذه السنة الكبيس، ينطبق علينا  في هذه البقعة من الشرق قول السيّد المسيح للرسل: ” ستكونون لي شهودا “. اجل لقد شهدنا ونشهد للمسيح. نشهد بدمائنا التي نسترخصها في سبيل هذه الشهادة منذ فجر المسيحيّة وحتى يومنا هذا. ولكنّنا وإن اشتدّ علينا الضيق من كلّ جانب، فلا ننسحق، نحار في أمرنا ولا نيآس، نتحمّل صراعات المحاور في حروب الكبار ولكن لا نسقط، ولا يتخلّى اللّه عنّا. علّمنا السيّد المسيح أنّ كلفة النضال في المحبّة باهظة الثمن، حتى بذل الذات، وأنّ الألم والصليب خير لنا من ثقافة المتعة والرخاء المؤدّية إلى الهلاك. إنّنا أبناء مجد القيامة”.

واعتبر أن “خشبة الخلاص عندنا هي ما طرحه مؤخّرا صاحب الغبطة والنيافة عن الحياد الإيجابيّ والناشط الذي يجب على كلّ اللّبنانيين الحقيقيين أن يدعموه ويساندوه دون تحفّظ. إذا كنّا نريد حقّا بسط السيادة وإعادة الأمن والإستقرار والسلام في بلادنا، فلنفحص الضمير ولنسدّد المسيرة من أجل الولاء الوحيد للبنان، لكي نبني الأجيال والوطن، وتخضوضر الأرض، ويأنس الناس. فهل من يسمع ويعتبر؟ فيا سلطانة الشهداء إرحمي الشهداء والضحايا، ويا شفاء المرضى إشف المصابين، ويا سيّدة لبنان إحفظي لبنان–آمين!”.

وقد خدمت القداس جوقة جامعة سيّدة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمة، فيما قامت ثلّة من كشافة الحريّة تحيّة تعظيم وإجلال للشهداء فيما تم تقديم القرابين في القداس على راحة أنفس شهداء المقاومة اللبنانيّة بالإضافة إلى شهداء انفجاء 4 آب في بيروت على أنغام أعنية “يا بيروت”.

ونظمت القداس لجنة الأنشطة المركزيّة في حزب “القوّات اللبنانيّة” وشركة “ICE“. كما أطلقت “القوّات اللبنانيّة” على ما جرت العادة أغنية في القداس من كلمات الشاعر نزار فرنسيس وألحان ميشال فاضل وقد قام المخرج مارون أبي راشد بإعداد فيلم مصوّر لها. وقد تلا الرسالة النائب شوقي الدكاش فيما تلا النوايا كل من: دافيد ملاحي شقيق الشهيد رالف ملاحي، السيدة ماري رين بو صعب إبنة عم الشهيد جو صعب، رئيس منسّق منطقة طرابس جاد دميان، مصلحة الطلاب طوني مراد، نائبة رئيس مصلحة المهن المجازة ميراي ماهر، والرفيق فرانسوا أبي راشد.

كم بلغ سعر صرف الدولار في السوق السوداء الأحد؟

سجّل سعر صرف الدولار في السوق السوداء صباح الأحد، ما بين  7350 – 7400  ليرة لبنانية لكل دولار أميركي وهو سعر الإقفال مساء السبت.

الراعي لأديب: ألّف حكومة طوارئ مصغَّرة مؤهّلة قوية لا ألغام فيها!

ألقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، عظة الأحد، في الصرح البطريركي في الديمان، متحدثا عن مرور شهر على انفجار مرفأ بيروت قائلا: ما جرى هو جريمةٌ أكان ناتجًا عن إهمالٍ، أو عن تواطُؤٍ، أو عن عملٍ إرهابيٍّ، أو اعتداء. شهرٌ مضى والأحزانُ مفتوحةٌ والعذابات تتوالى والضَّحايا تتزايد.”

إذ كرِّر تقديرَه “للعمل المتفاني الذي تقوم به أجهزةُ الإسعاف والدفاع المدني والفرق الآتيةُ من دولٍ صديقة بحثًا عن المفقودين” جدّد تعازيَه “إلى جميع العائلات وتمنِّياتنا بالشِّفاء للمصابين. ما كانت بيروت مكسورةً مثلما هي اليوم، وما كانت عازمةً على النهوض وملاقاة الشّمس مثلما هي اليوم. ستعود بيروت سيّدةَ الشَّرق والمتوسِّط، وستعود مركزَ النَّهضة الثَّقافيَّة والتَّربويَّة والاقتصاديَّة، بإذن الله وشفاعة سيِّدة لبنان وقدِّيسيه.”

ورأى الراعي أنه “لا يمكن أن تستمرَّ الجماعة السياسية في نهجها القديم بعد زلزال انفجار مرفأ بيروت وما خلَّفَ من ضحايا ونكبةٍ ودمار، وبعد وصول الحالة الاقتصاديَّة والماليَّة والمعيشيَّة إلى الحضيض، وبعد أحد عشر شهرًا من حراك الثورة الرافضة لاستمراريَّة الوجوه إيَّاها القابضة على ناصية الدولة منذ عقود، والفساد والمحاصصة والاهمال العامّ، وبعد الشَّلل الذي ما زالت تُسبِّبه وبكثرة جائحةُ كورونا منذ حوالى ثمانية أشهر.”

واعتبر أنه “بعد كلِّ هذه الأمور، من الواجب تأليف حكومةٍ تكون على مستوى الحدث الآني والمرحلة التاريخيَّة” مشيرا الى أن ” الرئيس المكلَّف يستطيع ذلك إذا التزم بالدستور والميثاق والديمقراطيَّة الحقَّة. فإلى الآن كان الخروج عنها نهجًا توافقَ أهلُ السلطة فيه على المحاصصة والزبائنيَّة والفساد والانحياز، فكان بالتالي انهيار البلاد.”

وتوجّه الى الرئيس المكلف مصطفى أديب، قائلا: يا أيُّها الرئيس المكلَّف، ألِّفْ حكومةَ طوارئ، مصغَّرةً، مؤهّلةً، قويّةً، توحي بالجديَّة والكفاءة والأمل، تثِقُ بنفسها، وبها يثِقُ الشَّعب، ولا تسألْ ضمانةً أخرى. فلا ضمانةَ تعلو على ضمانة الشَّعب. ونحن معه. فالزَّمنُ المصيريُّ يستلزم حكومةً من الشَّعب وللشَّعب، وليس من السِّياسيّين وللسِّياسيِّين. الزَّمنُ المصيريُّ يستلزم حكومةً لا احتكارَ فيها لحقائب، ولا محاصصةَ فيها لمنافع، ولا هيمنةَ فيها لفئة، ولا ألغامَ فيها تُعطِّلُ عملَها وقراراتِها. الزَّمنُ المصيريُّ يستلزم حكومةً تتفاوض بمسؤوليَّةٍ مع صندوق النَّقد الدوليّ، وتُطلق ورشة الإصلاح الفعليَّة، وتُحيِّدُ لبنانَ عن الصِّراعات وتُحيِّدُ اللُّبنانيِّين عنها. تُعيد للنَّاس ودائعَهم الـمصرِفيَّة، تُنقِذُ العُملةَ الوطنيَّة، تَستقطبُ المساعداتِ الدوليَّة، تُعيد بناء العاصمة والمرفأ، توقِف هجرة العائلات والجيل الصَّاعد، تُسرع في ترميم المنازل ليَبيت الناس فيها قبل الشِّتاء، تؤمِّنُ عودة الجامعات والمدارس وتوفِّر لها المساعدات اللَّازمة. إنْ لم تكنِ الحكومة بهذه المواصفات ستموت في مهدها.

وتمنَّى الراعي “أن تُدخِل الحكومة العتيدة في بيانها الوزاريّ برنامج العمل على تحقيق ما اعتمدَته الحكومات المتتالية من سنة 1943 إلى 1980، وهو أنَّ سياسة لبنان الخارجيَّة الحيادُ وعدمُ الانحياز. وقد شرحنا معانيه وقيمتَه في مذكِّرتنا التي أصدرناها في 7 آب الماضي.”

وأكّد أن “الحياد، الذي هو من صميم الكيان اللُّبنانيّ، لأمرٌ إنقاذيٌّ وجوديٌّ في الداخل، يُمكِّن لبنان من تأدية واجبه ورسالته، وفي الخارج يُعزِّز تضامن لبنان مع قضايا الشُّعوب. جميعُ الجماعات اللُّبنانيَّة سَعَت عبر التاريخ، القديمِ والحديث، إلى تحييدِ نفسِها عن صراعات المنطقة. وكلَّما كانت تلتزم الحياد كانت تنجو بنفسها وبالبلاد، وكلَّما كان يراودُها إغراءُ الانحيازِ الجارِف كانت تُصاب بالخيباتِ وتَجرُّ الويلات إلى لبنان وشعبه.”

 

“الجمهورية القوية” تغرد في يوم شهداء المقاومة.. “راحوا تنبقى”

في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، توالت مواقف وتغريدات نواب ووزراء “القوات اللبنانية”، مشددة على البقاء واكمال الرسالة.

حاصباني: وفي المناسبة، غرّد الوزير السابق غسان حاصباني عبر “تويتر”: استشهدوا ليبقى لبنان. الكل سيرحل وهم باقون لأن شهادتهم جعلت منهم جذوراً للأرز وصخورا لجبال للبنان… واجب علينا ان نبني الدولة التي استشهدوا من أجلها…”.

قيومجيان: كما غرد الوزير السابق الدكتور ريشار قيومجيان عبر حسابه على “تويتر”: “الى كل رفاقي الشهداء سأصلي اليوم لكم بصمت وكبر…باقيين بهالأرض، دفاعا عن وجودنا وحريتنا وطريقة عيشنا…من عمق مأساة بيروت، من وجع الناس، لبنان الحقيقي جايي…

ومع كل اللبنانيين الشرفاء، سنعيد بناء الدولة السيدة الحديثة الخالية من الفساد”.

كرم: ومن جهته، أكد امين سر تكتل الجمهورية القوية النائب السابق فادي كرم أن “حرصنا الدائم على اقامة هذه الذكرى السنوية نابع من قيمة شهداؤنا الابطال ومن وفاؤنا لتضحياتهم. نحن هنا لأنهم ناضلوا فاستشهدوا”.

وأضاف عبر “تويتر”، “يعيشون معنا دائماً ليس لان الحرب تعيش فينا، بل لان النضال لبقاء مجتمعنا ووطننا حر، ثابت فينا وفاء المجتمع لشهدائه ركيزة من ركائز نجاح الأوطان”.

سعد: وبدوره غرد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي سعد على “تويتر”: “رسخت المقاومة اللبنانية مجموعة من القيم لبناء مجتمع صلب، وقدمت التضحيات لتحقق جمهورية قوية، ودفعت آلاف الشهدا لنبقى بهالأرض كرامتنا منصانة ورأينا حر وراسنا مرفوع. ولأننا اوفيا لتضحياتن ومؤتمنين على إرثن، باقيين”.

بو عاصي: كما غرّد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي عبر حسابه على “تويتر” قائلاً: “شهداؤنا راحوا تنبقى بوطن بتشع منو الحياة والحرية وكرامة الانسان”.

قاطيشا: والى ذلك، غرد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب وهبي قاطيشا على “تويتر”: “قمة العطاء أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل من يحب. إنهم شهداء القوات اللبنانية”.

واكيم: وأكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب عماد واكيم اننا “اليوم نجدد العهد لكم… اليوم سيعبق بخوركم في سماء الوطن”.

وقال عبر “تويتر”، “لن تموتوا مرتين، المجد والخلود لكم #باقيين”.

شدياق: وبدورها اكدت الوزيرة السابقة  مي شدياق انهم “شوهوا البلد، افسدوا مؤسساته، دمروا عاصمته، قتلوا اهله وهجروا شبابه، لكننا اليوم وأكثر من اي وقت مضى، مصممون على استعادة وطننا الشهيد على مذبح الأنانيات”.

وقالت عبر “تويتر”، “نصر على البقاء، ولن نتخلى عن تضحيات الشهداء، مستمرون، وبالمقاومة اللبنانية متشبثون، ورغم كل الصعوبات على ايماننا ثابتون وباقيين”.

 

وزارة الصحة : ٤ حالات وفاة و ٥٣١ اصابة جديدة بفيروس كورونا

0

اعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل ٥٣١ اصابة كورونا جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى ٢٠٠١١

“الوطني الحر” عن المداورة.. ما صحة مطالبته بحقيبة المالية ؟!

0

برزت بعض الأحاديث عن مطالبة التيار الوطني الحر بحقيبة المالية من مبدأ المداورة، علماً بأن النائب في كتلة التنمية والتحرير أيوب حميد كان قد أعلن تمسك حركة أمل بوزارة المالية من منطلق الحفاظ على “التوقيع الشيعي الثالث” قبيل أن تجرى الاستشارات النيابية حتى. وهو ما اعتبره البعض استباقاً لاعتماد المداورة في وزارة المالية.

من جهتها، نفت مصادر التيار الوطني الحر لـ”الأخبار” مطالبتها بأي وزارة بما فيها المالية، ناسبة هذه الشائعات الى “مجموعة متضررين من المبادرة الفرنسية وهم أنفسهم من حاولوا سابقاً الاتقلاب على العهد وعلى مجلس النواب”. هؤلاء، تتابع المصادر، “بينهم قوى سياسية وإعلامية، منزعجون من الدور الذي يقوم به الرئيس عون اليوم كمحاور لدول العالم وركيزة لشرعية الدولة، فعمدوا الى الترويج المسبق لأكاذيب من باب عرقلة تشكيل الحكومة وتخريب التوافق المحلي والدولي”. أما حديث التيار الوطني الحر عن المداورة، فأتى بمعناه الإيجابي الذي يؤدي الى كسر الحصرية عن كل الوزارات والتخلي عن العرف السائد لإنجاز إصلاحات حقيقية. وادعاء مطالبة التيار بالمالية كذبة تفضح نفسها عبر حسم انتقال هذه الحقيبة الى الطائفة المسيحية وتدخل في إطار محاولة استكمال الانقلاب الفاشل.

واشنطن لا تميز بين جناحي “حزب الله” العسكري والمدني و”التنسيق ليس موافقة” هذا ما أبلغه شينكر للنواب المستقيلين

0

بين بومبيو وشينكر وشيا، يعتبر البعض أنّ الضبابية هي المهيمنة على الموقف الأميركي تجاه الحراك الفرنسي في لبنان، إلّا أنّ العكس هو الصحيح، حيث إنّ التصريحات الثلاثة تكشف حقيقة موقف الولايات المتحدة من المساعي الفرنسية…

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عبّر عن أنّ “التنسيق قائم بين أميركا وفرنسا في لبنان”، كما أنّ شينكر قال عشية توجّهه لبيروت: “إننا على اتصال دائم مع الفرنسيين حول لبنان”، لكن تصريح السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا في حديث صحافي كان مختصرًا أوضحت مدى التنسيق قائلة: “اقتراحات الفرنسيين تخصّهم وحدهم”، ما يشير حتمًا إلى أنّ وجود التنسيق لا يعني أبدًا “الموافقة التامة” على كلّ المقترحات الفرنسية لمعالجة الأزمة في لبنان.

مصادر أميركية أكّدت أنّ التنسيق لا بدّ منه بين باريس وواشنطن، حيث إنّ فرنسا هي حليف تاريخي واستراتيجي للولايات المتحدة وعضو في حلف شمال الأطلسي (النّاتو)، لكن يبقى هناك اختلاف في وجهات النّظر في بعض النّقاط الرئيسية في الملف اللبناني، وأبرزها حزب الله، الذي تتبنّى فرنسا نظرية الفصل بين جناحيه السياسي والعسكري، بينما الولايات المتحدة تصرّ على التعامل معه كمنظمة إرهابية. وهذا الخلاف ظهر في كلام شينكر الذي قد يُعتبر ردًا غير مباشر على كلام ماكرون، إذ قال إنّ “الحزب ليس منظّمة سياسية شرعية رغم حيازته على عدد كبير من الأصوات”.

شينكر عائد إلى لبنان بعد أسابيع للقاء المسؤولين، الذين عليهم أن يتحضّروا جيدًا لما سيسمعونه بالإضافة إلى ما تريد واشنطن منهم تقديمه في ملف ترسيم الحدود وصواريخ حزب الله الدقيقة ومراقبة الحدود والمرفأ والمطار

الخلاف بين واشنطن وباريس لا ينحصر فقط في التعامل مع حزب الله، بل مع منظومة الحكم الكاملة في لبنان، التي تعتبرها بعض الآراء في الإدارة الأميركية “متواطئة” في الفساد مع حزب الله. حيث إنّ كلّاً منهما يغطّي الآخر، وهذا ما نتج عنه بحسب الدوائر الأميركية “الانفجار في مرفأ بيروت” ضمن تنسيق عمل “الميليشيا ومنظّمات الفساد والنهب”. وهذا التنسيق بالمفهوم الأميركي سيُحاسَب قريبًا ضمن إطار قانون ماغنيتسكي. وتقول مصادر أميركية إنّ عليهم ألّا يسألوا بعد اليوم عن العقوبات إن كانت ستأتي أم لا، بل أن ينتظروا دخولها حيّز التنفيذ.

وتشير مصادر الخارجية الأميركية لـ”أساس” إلى أنّ شينكر عائد إلى لبنان بعد أسابيع للقاء المسؤولين، الذين عليهم أن يتحضّروا جيدًا لما سيسمعونه بالإضافة إلى ما تريد واشنطن منهم تقديمه في ملف ترسيم الحدود وصواريخ حزب الله الدقيقة ومراقبة الحدود والمرفأ والمطار.

المصادر الأميركية تقول إنّ واشنطن وباريس تختلفان على الملفّ اللبناني منذ اللقاءات الثلاثية التي كانت تعقد في أواخر العام 2019 بين شينكر والفرنسي كريستوف فارنو والبريطانية ستيفاني القاق، وأنّه ليس جديدًا

الخلاف الجوهري في النظرة إلى حزب الله بين أميركا وفرنسا والتعامل معه، يؤكّد نظرية أنّ “التنسيق لا يعني أبدًا الموافقة”. فواشنطن تعلم أنّ لباريس مصالح في لبنان وواشنطن تضمنها لها من مبدأ الشّراكة الإستراتيجية والتحالف، وذلك كونه على ساحل المتوسّط الذي يشهد صراعًا بين دول متعدّدة عماده فرنسا وتُركيا، يظهر خلاله انحياز الولايات المتحدة لفرنسا. وهذا ما عبّر عنه بومبيو في مؤتمره الصحافي الأخير بقوله: “ليس مجدياً زيادة التوتر العسكري في المنطقة”، وتبعه رفع لحظر السّلاح عن قبرص، ما أثار غضبًا في الأوساط السياسية التركية من هذه الخطوة التي يعتبرها المراقبون تصبّ في مصلحة الأوروبيين ورسالة أميركية لأردوغان. والأخير هاجمته الخارجية الأميركية قبل أيّام ببيان شديد اللهجة على خلفية استقباله وفداً “حماس”. وقالت مصادر الخارجية لـ”أساس” إنّ أردوغان جالس من تصنّفهم واشنطن بـ”إرهابيين”، خصوصًا الثنائي “التركي- الإيراني” اسماعيل هنية وصالح العاروري المدرج على قوائم الملاحقة الإرهابية، بالإضافة إلى أنّ أردوغان يرتكب أخطاءً تضرّ بمصالح واشنطن الاستراتيجية بتحرّشه الدائم باليونان (العضو بحلف الناتو) وقبرص وبقوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة إلى تنسيقه مع روسيا وإيران لتقاسم المصالح في سوريا وليبيا، وإصراره على شراء منظومة الـ S 400 الروسية، التي قد تُعرّض تركيا إلى عقوبات أميركية.

المصادر الأميركية تقول إنّ واشنطن وباريس تختلفان على الملفّ اللبناني منذ اللقاءات الثلاثية التي كانت تعقد في أواخر العام 2019 بين شينكر والفرنسي كريستوف فارنو والبريطانية ستيفاني القاق، وأنّه ليس جديدًا. ومن الواضح أنّ باريس تحاول أن تكسب للبنان بعض الوقت إلى حين اتضاح نتائج الانتخابات الأميركية ومصير الاتفاق المنتظر بين أميركا وإيران بعد الانتخابات، إذ إنّ باريس تخشى أنّ الفوضى في لبنان لا تصبّ إلا في مصلحة إيران على الساحة الشيعية وتركيا على السّاحة السّنية… فهل تتولّى واشنطن تقليم أظافر إيران وفرنسا تقليم الأظافر التركية في المتوسط؟

الى ذلك أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر، أن رزمة جديدة من العقوبات الأميركية ستصدر في الأسبوع المقبل. وقال إن واشنطن لا تميز بين جناحي “حزب الله” العسكري والمدني، ورأى أن لا مبرر لمثل هذا التمييز؛ لأنهما يتبعان قيادة واحدة، كما أن الحزب يتدخل في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية، ويرعى مجموعات تعمل لزعزعة الاستقرار فيها، ويشكل الذراع الأمنية والعسكرية لإيران.

موقف شينكر هذا نقله عنه عدد من النواب المستقيلين من البرلمان، كان قد التقاهم في مقر “حزب الكتائب” في بكفيا، وهم: مروان حمادة، وسامي الجميل، وهنري حلو، وبولا يعقوبيان، ونعمت أفرام، ونديم الجميل، وإلياس حنكش، وغاب عن اللقاء ميشال معوض لوجوده خارج البلاد.

وتجنب شينكر كما نقل عنه النواب المستقيلون لـ«الشرق الأوسط» الدخول في تفاصيل هذه العقوبات، وما إذا كانت تشمل أسماء جديدة من «حزب الله» أو حلفاء له أو جمعيات ومؤسسات تابعة للحزب.

ومع أن بعض الحضور أصر على طرح مجموعة من الأسئلة ذات الصلة برزمة العقوبات، فإن شينكر جدد قوله بأنها “ستصدر، وانتظروا الأسبوع المقبل لمعرفة كل التفاصيل، وإن كان عدد الأشخاص المشمولين بها ليس بكبير“.

ولفت شينكر إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب على تفاهم مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل أن يطلق مبادرته لإنقاذ لبنان، وقال إن تفاهمهما يوفر كل دعم لخريطة الطريق الفرنسية التي تبناها جميع من التقاهم الرئيس الفرنسي في زيارته الثانية لبيروت.

وشدد شينكر كما نقل عنه الذين التقاهم في بكفيا على أن الأولوية تبقى للإصلاحات ومكافحة الفساد، ومن دون تحقيقهما فلن يتمكن لبنان من الحصول على مساعدات مالية واقتصادية تؤدي إلى انتشاله من الهاوية التي يوجد فيها الآن.

واعتبر أن المبادرة الفرنسية ما هي إلا خريطة طريق لحل مرحلي ينطلق من تحقيق الإصلاحات المالية والإدارية، على أن يأتي لاحقاً البحث في الإصلاحات السياسية.

وفسر بعض من التقاهم شينكر إصراره على حصر لقاءاته بقائد الجيش العماد جوزف عون والنواب المستقيلين وممثلين عن المجتمع المدني، بأنه أراد أن يقطع الطريق على من يحاول التذرع بأن اجتماعاته بأركان الدولة وبأطراف معنية بتأليف الحكومة الجديدة أدت إلى تأخير ولادتها، بسبب تدخله في عملية التأليف.

ناهيك أن شينكر ليس في وارد تعويم هذا الفريق أو ذاك مع بدء المشاورات لتشكيل الحكومة، وبالتالي غابت مثل هذه اللقاءات عن جدول أعماله، ولم تشمل أركان الدولة ولا أسماء في الحكومة الراحلة.

وتجنب شينكر التعليق على قول عدد من النواب المستقيلين، ومن بينهم مروان حمادة، بأنهم يخشون من أن تكون الحكومة الجديدة رديفة لسابقتها؛ خصوصاً أن الجميع ينتظرون تشكيل حكومة لن تكون على شاكلة حكومة الرئيس حسان دياب وتعمل لإنقاذ البلد.

وتطرق إلى الأزمة الاقتصادية والمالية، وقال إن لبنان يمر في أزمة غير مسبوقة، وأنه في حاجة إلى مساعدات مالية مشروطة بإقرار خطة الطريق الفرنسية، على أن تتجاوز الدفعة الأولى 4 مليارات دولار.

وأكد شينكر أنه عائد إلى بيروت قبل نهاية هذا الشهر، للبحث في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في ظل تعذر الوصول إلى تسوية، وقال إنه كان يتمنى أن يُدرج اقتراح البطريرك الماروني بشارة الراعي بدعوته للحياد الناشط كبند في خريطة الطريق الفرنسية.

وأبدى تفهمه لعدم إدراج مطلب الدعوة لإجراء انتخابات نيابية مبكرة في الورقة الفرنسية، وقال إن هذه الدعوة تبقى مثالية وليست واقعية، ونحن نلتقي مع ماكرون في هذا الخصوص، نظراً لوجود عوائق دستورية تحول دون إنجازها قبل موعدها؛ لأن المعبر للوصول إليها يواجه صعوبة ما دامت أكثرية النواب لا يوافقون على التقدم باستقالاتهم التي تدفع باتجاه حل البرلمان، وعندها توجه الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة. ولفت شينكر إلى أن التأزم الذي يمر فيه لبنان لا يسمح بربط مصير إنقاذه بما بعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية، وقال إن من يراهن على تبدل الموقف الأميركي في حال وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، سيكتشف أن رهانه ليس في محله؛ لأن الثوابت السياسية الأميركية لا تتبدل؛ خصوصاً بالنسبة إلى التمدد الإيراني في المنطقة والموقف من «حزب الله».

حجم الحكومة.. ثلاث صيغ حكومية طُرحت للبحث

بحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ المشاورات تتمحور حول هدف اساس، هو تقديم صيغة حكومية تحظى بالمقبولية الداخلية، وتنسجم بشكل كلي مع متطلبات المبادرة الفرنسية. ومن هنا، فإنّ ثلاث صيغ حكومية طُرحت على بساط البحث: حكومة واسعة ثلاثينية، حكومة متوسطة 20 وزيراً، وحكومة مصغّرة من 18 وزيراً. الّا انّ التوجّه الغالب كما توحي اجواء المشاورات، هو نحو حكومة متوسطة على شاكلة الحكومة السابقة، مع إصرار على اشراك سياسيين فيها. الّا انّ هذا الأمر لم يُحسم نهائياً بعد، في انتظار مشاورات مباشرة بين اطراف الحاضنة الجديدة والرئيس المكلّف، الذي يُتوقع ان يكون له لقاء قريب مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري. علماً انّ خط التواصل مفتوح بينه وبين النائب علي حسن خليل.