الأمم المتحدة تعرض كل مساعدة ممكنة للبنان.. فهل ستساعد بالتحقيقات؟

0

عرضت الأمم المتحدة تقديم أي معونة تطلبها السلطات اللبنانية، بما في ذلك المساعدة التقنية في التحقيقات الجارية لمعرفة ملابسات الحادث.

وأكد الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق لـ”الشرق الأوسط” أن “برنامج الأغذية العالمي يجري تقييماً لحاجات لبنان الغذائية عقب الانفجار الذي وقع في بيروت ودمر عنابر الحبوب وعطل المرفأ”، مضيفاً أن “المفوضية السامية للاجئين تجري تقييماً للوضع لأنها تقدم خدمات ليس فقط للمحتاجين من اللاجئين السوريين والفلسطينيين، بل لأنها توصل المساعدات إلى سوريا عبر لبنان”. وقال إن “الأمم المتحدة عبرت على لسان الأمين العام عن استعدادها لتقديم كل معونة ممكنة، طبقاً لما تطلبه السلطات اللبنانية”.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الأمم المتحدة ستساعد في التحقيقات الجارية لمعرفة ملابسات الانفجار وتحديد المسؤولية عنه، أجاب أن “التحقيقات في يد السلطات اللبنانية التي لم تطلب حتى الآن أي مساعدة في هذا المجال. الأمين العام أبدى استعداد المنظمة الدولية لتقديم أي مساعدة ممكنة تطلبها السلطات اللبنانية”.

مصدر أمني: الأسماء التي سيشملها التحقيق باتت واضحة راهناً وستتضح في مهلة 5 أيام

0

أوضح مصدر أمني رفيع لـ”نداء الوطن” أنّ “المعطيات الأولية المتوافرة حول انفجار العنبر رقم 12 لا تزال ترجح أن تكون شرارة ناتجة عن عملية تلحيم نافذة العنبر هي التي أدت إلى اشتعال حريق في المكان وسرعان ما تمددت نيرانه لتخلف أكثر من انفجار صغير بلغ مادة الأمونيوم شديدة الاشتعال فحصل ما حصل”، مشدداً في المقابل على “عدم وجود معلومات أكيدة حتى الساعة تفيد بأنّ غارة جوية أو اعتداء إسرائيلي بصاروخ موجّه هو ما أدى إلى الانفجار”، وأردف: “على كل حال رادارات الجيش اللبناني قادرة على كشف أي معطى متصل بهذه الفرضية فلننتظر نتائج التحقيق النهائية وتقرير الجيش لحسم الأمر، علماً أنّ قيادة اليونيفل قادرة أيضاً على المساعدة في التحقيق من خلال طلب الاستعانة بتقارير رصد صادرة عن الأقمار الاصطناعية”.

وعن تدابير حالة الطوارئ المعلنة في البلاد، أكد المصدر الأمني أنّ “كل الأجهزة الأمنية ستكون بإمرة الجيش اللبناني بوصفه الجهة المخولة أن تقرّر ما تراه مناسباً من فرض لحظر التجول وما سوى ذلك من إجراءات طارئة في البلاد”، رافضاً في المقابل استباق الأحداث أو الخوض في أسماء المسؤولين الذين سيدرجون على قائمة الممنوعين من السفر والخاضعين للإقامة الجبرية، واكتفى بالإشارة إلى أنه “منذ اجتماع المجلس الاعلى للدفاع اتخذ قرار بمنع أي من المسؤولين المعنيين من السفر، فتم تحديد مسؤولين إداريين في المرفأ وشخصيات قضائية ووزارية ممن تعاقبوا على الملف”، وأضاف: “الأسماء التي سيشملها التحقيق باتت واضحة راهناً وستتضح في مهلة 5 أيام، لكن يبقى هناك احتمال كبير في التوسع بالتحقيقات في مراحل لاحقة لتطال أسماء أخرى أعلى على سلّم المسؤولية”.

وعن إمكانية إحالة ملف إنفجار المرفأ إلى المجلس العدلي، أجاب المصدر: “ما أعلمه هو أنّ هذا الموضوع أثير خلال جلسة مجلس الوزراء (أمس) غير أنّ رئيس الحكومة رفضه وكان رده بوجوب التريث وانتظار نتائج التحقيقات”.

الوزير المستقيل حتّي: التركيبة السياسية لا تقبل الإصلاحات

0

أثارت استقالة وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي سيلاً من التعليقات والتكهنات، ومنها أنه تعرض لضغوط من الوزير السابق جبران باسيل، خلال ممارسته مسؤوليات الوزارة. وباستثناء البيان الذي أدلى به بعد استقالته، لم يتطرق حتي إلى الأسباب الحقيقة التي دفعته إلى الاستقالة.

في هذا الحديث الذي أدلى به لـ”الشرق الأوسط” يوضح ناصيف حتي تلك الأسباب، ويشرح نظرته إلى العلاقات التي يجب أن تقوم بين لبنان والدول العربية، ورأيه في موضوع الحياد، وفي العقبات التي تواجه تحقيق الإصلاحات الضرورية لإنقاذ الوضع المالي ونجاح المفاوضات مع “صندوق النقد الدولي”. كما يدعو إلى تحقيق لتحديد المسؤولين عن الكارثة التي حلّت بلبنان نتيجة الانفجار في مرفأ بيروت. وهنا نص الحديث:

> ماذا تعني بالنسبة إليك كارثة بيروت ولبنان على صعيد عمل وأداء الدولة والنتائج المترتبة على ذلك؟

– هذه المأساة الكبيرة التي أصابت ليس فقط بيروت بل كل لبنان وكل لبناني وجميع أشقائنا وأصدقائنا عبر العالم تعكس حالة من الإهمال. لا بد من أن يجري تحقيق لاكتشاف ما حصل، وتحديد المسؤوليات لنعرف الظروف لجهة تخزين هذا الكمّ الهائل من هذه المادة القابلة للانفجار في أي لحظة في ظروف معينة (نيترات الأمونيوم)، في مرفأ بيروت، ولا يتم اتخاذ أي إجراء أو تدبير، وذلك منذ أكثر من ست سنوات. هذا الأمر يدل على أن هناك حاجةً ملحّة على توافر الشفافية والمساءلة خصوصاً في عمل مؤسسات الدولة، وتحمُّل النتائج المترتبة على الذين سمحوا بأن يحصل أمر كهذا، وأن يُترك لهذه الفترة الطويلة. وبدأنا نرى رمي المسؤوليات وتبادل التهم بين مَن يدعي أنه سأل وطرح الصوت، وآخر يقول إنه لم يتلقّ شيئاً… كل هذه الأمور تدل على غياب لمنطق المسؤولية، والحال أن المسؤولية يجب أن تفضي إلى المساءلة.

> ما الذي علينا توقّعه من استخلاص للنتائج على نكبة لم يعرف لبنان مثيلاً لها سابقاً؟

– بداية، علينا أن نشير إلى النتائج المأساوية، وعنوانها استشهاد عدد كبير من اللبنانيين وغير اللبنانيين الموجودين في لبنان، وآلاف من الإصابات، ودمار واسع في بيروت. هناك دون شك تأثيرات بيئية ونتائج نفسية، وكلها تهدد الأمن النفسي والمجتمعي للناس، إضافة لما يعيشونه من مشكلات متعددة الأشكال. علينا أن نتوقف جميعاً أمام مأساة من هذا النوع، وأن نتعاضد جميعاً، أياً كان الموقع السياسي، وأن نأخذ العِبَر الضرورية، وأقول دائماً إنه بمواجهة هذه المآسي، يتعين أن يكون هناك عمل وطني شامل وجامع. وهذا ما كنتُ أطرحه عندما كنتُ في الحكومة، وكنت أقول إن هناك حاجة، رغم الاختلافات الشديدة في وجهات النظر وفي مسائل وظروف معينة، لحوار وطني جدي ورصين لكيفية وقف النزف والانهيار. لدى الأمم المتقدمة، بمواجهة الأزمات ذات تداعيات خطيرة بالنسبة للبلاد، يُفترض أن يحصل عمل جماعي.

> شهدنا تعاطفاً دولياً مع لبنان لم يسبق له مثيل. ماذا يعني هذا التعاطف بالنسبة لك؟ هذا من جهة. ومن جهة ثانية؛ هل يمكن أن يفضي إلى تغير أو تبدل في كيفية التعاطي الدولي مع الحكومة اللبنانية، بمعنى أن تصبح أكثر ليونة في موضوع المساعدات الاقتصادية التي ينتظرها لبنان للخروج من أزماته الاقتصادية والمالية والاجتماعية؟

– في الشق الأول، من الطبيعي إزاء كارثة مثل التي ضربت بيروت ولبنان وأياً كانت الجدولة المعنية، أن يحصل تعاطف من القريب والأبعد، وبالنسبة للبنان من الأشقاء ومن الدول الصديقة، لتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية، وهذه بنظري ردة فعل طبيعية، ويجب الإشادة بها.

أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال، أريد أن أؤكد الأمور كما عشتها في الحكومة، وهي أن مواقف الدول الصديقة واضحة تماماً، وقوامها ضرورة إطلاق عملية الإصلاح الهيكلي، وأعني بذلك إصلاحاً شاملاً، وفي العمق للاقتصاد اللبناني، وهو الشرط الذي لا غنى عنه لتوفير المساعدات المطلوبة. هذه القناعة دولية وشاملة وبدأت تترسخ لبنانياً، وهي أن الحصول على المساعدات يجب أن يمرّ من خلال الاتفاق مع «صندوق النقد الدولي». وللأسف، كان هناك الكثير من التعثّر في هذا الأمر، لجملة من الأسباب، ومنها اختلاف أرقام الديون بين أطراف مختلفة، وخلافات سياسية كان يُراد لها أن تُخبأ، ولكنها كانت ظاهرة بخصوص جدية الذهاب نحو «صندوق النقد». أياً كان موقف هذا الطرف أو ذاك، اعتبر أن التوجه إلى «صندوق النقد» أمر ضروري، وفي اعتقادي أن أمراً كهذا كان يجب أن يتم منذ سنتين أو ثلاث سنوات، وتنفيذ هذه الخطوة لا يعني أبداً القبول غير المشروط بكل ما يُطرح، ولكن التفاوض الجدي وإظهار المصداقية والرغبة الصادقة في الخروج من هذا المأزق. والخلاصة أن المساعدات مرتبطة بإصلاحات جدية. الاقتصاد اللبناني أصبح منذ سنوات طويلة اقتصاداً مالياً، وهذا غير صحي، والأزمة المالية تعكس أزمة اقتصادية وخللاً في هيكل الاقتصاد اللبناني، وتعكس أزمة سياسية وإدارية، بمعنى غياب المساءلة والشفافية والفساد والشخصنة والزبائنية… وكلها تراكمات لسنوات عديدة، وهي تفضي إلى هيمنة السياسة بمفهومها التقليدي على الاقتصاد، وبالتالي تفقد القدرة على جذب الاستثمارات وبناء اقتصاد واضح قوي ومؤسسي. وبالتالي، فإن ذلك ينعكس في سياسات مالية واقتصادية، وأهمها تعزيز القطاعات المنتجة، من غير أن نتخلى عن كوننا اقتصاد خدمات. كان على لبنان أن يهتم بالقطاعات الإنتاجية والتكنولوجية الحديثة والصناعات الصغيرة، وكلها كانت متروكة ومهمشة في لبنان بسبب سياسات مالية جاذبة للاستثمار المالي، وتبعد الناس عن الاستثمار في القطاعات المنتجة. هذه من المشكلات الأساسية التي يتعين التنبه لها وإرساء السياسات المناسبة. أؤكد وأصر على النموذج الاقتصادي اللبناني، لكنه يتطلب إحداث بعض القيود عليه، وإدخال شبكات الحماية والتكافل الاجتماعي عليه، والاهتمام بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والاستثمار أيضاً في البنى التحتية.

> كنت أعني بسؤالي: ما إذا كان حجم هذه الكارثة سيدفع الدول التي تريد مساعدة لبنان لأن تكون أكثر ليونة ومرونة في الشروط التي فرضتها لمد يد المساعدة للبنان؟

– أتمنى هذا الأمر، ودول عديدة أبدت رغبتها في المساعدة. لكن تحليلي للأمور قد يأخذني إلى مكان آخر، وأنت تعرف أن الشروط الدولية، بما فيها من الدول الصديقة والشقيقة، ربما تكون أكثر مرونة، لكن لضخّ دعم اقتصادي للبنان، ومواكبة الإنعاش الاقتصادي، وإعادة إيقاف لبنان على رجليه، تم التشديد على الإصلاحات الهيكلية الضرورية، وفي رأيي أن ذلك ليس من باب معاقبة لبنان، بل لحمايته. هذه الإصلاحات ضرورة لبنانية قبل أن تكون مطلباً لمؤسسات دولية أو جهات مستعدّة لدعم لبنان. لنا مصلحة في العمل على بناء استقرار مجتمعي لبناني في نموذج اقتصادي يوفر التوازن والرعاية.

> أود أن أثير موضوع استقالتك من الحكومة. هل تعتبر اليوم أنك ارتكبتَ خطأ في قبول الدخول إلى حكومة أنت تعرف سلفاً طبيعتها والظروف التي جاءت بها؟

– بكل صراحة، شخصياً لا، ولو أن الفكرة راودتني أحياناً. لستُ مثالياً، ولكن كنتُ أحلم بأن أساعد على إحداث تغيير في لبنان، وقلت إنه ربما تكون فرصة لإحداث تغيير نوعي في التركيبة الاقتصادية لمنع الانهيار والدفع باتجاه توفير العدالة الاجتماعية… وأنا منذ أكثر من سنتين أقول إن الطبقة المتوسطة في لبنان قد سقطت، وفقدنا ما يمكن تسميته «المصعد الاجتماعي»، وهذه كلها أمور خطيرة ظاهرة منذ عدة سنوات في لبنان. وتصوري أنه يمكن المساهمة في عمل حكومة سميت تكنوقراطية يمكن أن تكون حاملة لوعي الحاجة إلى الإصلاح. أعتقد أننا لم نمضِ بالحزم والسعة المطلوبين لهذا العمل. دون شك هناك عوائق تقليدية وغير تقليدية، لكن في تقديري كان يجب المضي بشكل أكثر دينامية لمواجهة هذا الأمر وعدم التراخي. وبخصوص استقالتي، سُردت مائة رواية، ولكنه بالنسبة لي بسيط جداً: اقتنعتُ أن هنالك فرصةً أو نافذةً للقيام بإصلاح أساسي اقتصادي وهيكلي شامل في لبنان ينقذ لبنان من السقوط والاستمرار في منطق الدولة التي هي في طريقها للفشل. بيد أنني لم أرَ هذه المؤشرات، ويمكن تحميل المسؤولية لمن نريد في الداخل والخارج، ولكنني ما زلت أعتقد أنه كانت هناك معركة، وكان يجب أن تنطلق بقوة وحزم.

> ما هو العامل الحاسم الذي دفعك إلى الاستقالة من بين مجموعة العوامل التي أشرت إليها في بيان الاستقالة؟

– توصلتُ إلى قناعة بعد خمسة أشهر ونصف الشهر من وجودي في الحكومة؛ بأن الرؤية الإصلاحية التي كنت أبحث عنها ليست موجودة، وأن العزم مفقود، وبالتالي أخذت تحصل أكثر من ضغوطات وتدخلات من هنا وهناك في إطار اللعبة السياسية التقليدية. وبهذا الخصوص أريد أن أكون واضحاً: أنا لا أحمّل المسؤولية لطرف واحد. أنا أحمل المسؤولية للتركيبة السياسية اللبنانية، وفي سياق لعبتها التقليدية لإبقاء الوضع على ما هو عليه، وربما للقبول ببعض الإصلاحات الشكلية والخفيفة. وفي رأيي، كان يجب الذهاب إلى مواجهة أكبر مستندة إلى رأي عام متحالف. بعض الحكومة يقول: ذهبنا للإصلاح ولكنّ ظروفاً معينة منعتنا من ذلك. لستُ من أنصار هذا الرأي. السبب الحقيقي والأول لاستقالتي أنني أُصبت بخيبة أمل. كنت أتمنى أن نمضي بشكل حازم في عملية الإصلاح. وهذا رأيي وقناعتي. وبدل الإصلاحات التي كنت أبحث عنها، وجدت أننا عدنا إلى منطق المحاصصة. وبدل المواجهة والرغبة في الإسراع بها، وجدت غير ذلك. التركيبة السياسية لم تقبل السير بالإصلاحات. أما التفسيرات التي قرأتها أو سمعتها في بعض وسائل الإعلام فلا أساس لها.

> هل ستفعل استقالتك فعل كرة الثلج المتدحرجة، أي قد تعقبها استقالات أخرى من الحكومة؟

– هنالك كثيرون يقولون إن استقالتي قد تدفع بآخرين إلى الاستقالة. كل ما أريده أن تكون هناك لحظة توقّف وتأمل ومراجعة للذات، وأن تمضي الحكومة بعزم لأن تحاول تحقيق العمل الذي جاءت من أجله.

> سمعنا تعليقات تقول إن استقالتك ذات علاقة بدعوات أو بضغوط خارجية. هل من أساس لهذه الأقوال؟

– في ثقافتنا السياسية العربية، تغلب نظرية المؤامرة. البعض يقول السبب داخلي والآخر يقول إنه خارجي. قطعاً أقول إن أحداً لم يطلب مني الاستقالة ولا يستطيع أحد في الداخل أو الخارج أن يطلب مني ذلك. جئتُ إلى الحكومة وفق قناعاتي، وإذا اعتبر البعض أن استقالتي قد تفيد هذا الطرف الخارجي لأنها قد تعرّض الحكومة للمخاطر فهو مخطئ في نظري، لأنني أعتبر أن ما قد يعرضها للمخاطر هو عدم المضي بقوة في العملية الإصلاحية، وليس استقالة ناصيف حتي. لتؤخذ هذه الاستقالة على أنها جرس إنذار ينبه لضرورة العمل والمبادرة.

> في بيان الاستقالة ذكرتَ أنك دخلت إلى الحكومة على اعتبار أن لك ربّ عمل واحداً هو لبنان، ولكن وجدت أن هناك أرباب عمل كثيرين. هل توضح لنا هذه النقطة بالغة الأهمية؟

– لقد رأيتُ أن التركيبة السياسية اللبنانية بجميع أطرافها، وأياً كان موقع هذا الطرف اليوم وكان موقعه في مكان آخر بالأمس، ما زالت شبه مهيمنة على أي عملية إصلاحية في لبنان، وتؤثر به بشكل كبير لأنها تضر بسياسة الزبائنية. والمشكلة الرئيسية في لبنان هي المذهبية السياسية التي هي أيضاً تشكل حاجزاً أساسياً لعملية بناء دولة المواطنة والحقوق. وكلها عوامل موضوعية قائمة بقوة، وهي تعيق العمل الإصلاحي والتغييري. لكن لو توافرت الإرادة والعزم لمواجهة هذا الواقع، لكان بالإمكان القيام بهذا العمل الإصلاحي؛ فإذا كان نصيبه النجاح فهذا جيد، أما إذا لم ينجح، فسنكون على الأقل قد حاولنا.

> هل ما زال في الإمكان أن نرى دبلوماسية لبنانية مستقلّة وفاعلة أم أن هذا التوق من باب التمني الذي لا أساس له؟

– أنا دخلت إلى الحكومة وكنت واقعياً للغاية، ومنذ البداية كنت أدعو لما يعرف بـ«الحياد الإيجابي» وليس الحياد بالمفهوم القانوني؛ إذ لا يمكن للبنان أن يكون محايداً بين الأسرة العربية وإسرائيل. ولكن ما أعنيه بـ«الحياد الإيجابي» هو الابتعاد عن أي محور، ورفض الانجرار إلى نزاعات، وبدل ذلك العمل على بناء الجسور وتشجيع الحوار بين الدول، وخاصة التي تعنينا ولكن على أساس قواعد معروفة في العلاقات الدولية: عدم التدخل في شؤون الآخر، واحترام سيادة الآخر. هذه ليست «مثالية»، والخلافات بين الدول طبيعية، ولكن نحن نعيش في منطقة شرق أوسطية تتسم بفوضى كلية وبسقوط النظام الدولتي (مِن دولة). لبنان اليوم الأكثر تأثراً والأقل تأثيراً في المنطقة. لذلك، أقول بالحياد الإيجابي القائم على الانخراط في أي عملية تسوية سياسية تقوم على أسس القانون الدولي والأعراف الدولية، وإذا توصلنا إلى نظام إقليمي مستقر؛ فإننا سنكون أول المستفيدين منه. أنا أدعو (ودعوتُ) إلى الاتجاه أولاً نحو الأسرة العربية، وليس الصدام مع الآخر. وما يهمني أن ننفتح، وعملت ضمن طاقتي للانفتاح بالذهاب نحو الأسرة العربية، ونتمنى أن نصيب نجاحاً في هذا الأمر.

> قيل الكثير عن وجود «وزراء ظل» في وزارة الخارجية بلبنان. هل هذا الأمر كان حاسماً بالنسبة إليك للخروج من الحكومة؟

– بصراحة، لم يكن هذا الأمر قائماً. البعض قال إنني أريد أن آتي بجماعتي إلى وزارة الخارجية لتحل محل جماعة الوزير السابق جبران باسيل، وردي أنه ليست عندي جماعة. أنا جئتُ من الدبلوماسية المحترفة، وكان هدفي الأول إصلاح العلاقات اللبنانية مع عدد كبير من الدول العربية، وتعزيز التوافق العربي، والعمل على التخفيف من الخلافات. وأؤكد لك أن أحداً لم يأتِ ليقول لي أن أقوم بهذا الأمر أو أن أمتنع عن ذلك. لم يحدثني أحد بهذا الأمر، ولم يعرقلني أحد عما أقوم به. أنا أدرتُ الوزارة في إطار ما أسميه السياسة العامة للدولة اللبنانية، ولكن كنت أدفع باتجاه معين، وحددت منذ البداية أولوية رأب الصدع بيننا وبين عدد من الدول العربية، وأولوية خياراتي العربية، دون أن يعني ذلك أنني أردت الاصطدام مع أحد آخر، وأولويتي الأخرى كانت مركزية القضية الفلسطينية، والانفتاح على العالم. بعضهم قال: الانفتاح على الشرق والغرب. وأنا قلتُ: نذهب حيث نجد لنا مصلحة. وباختصار، أولوياتي كانت رأب الصدع في علاقاتنا العربية، وفي المؤتمرات العربية التي شاركت فيها، كنت أركز على إعادة ترتيب العلاقات العربية – العربية، والذهاب نحو الإخوة العرب، وهذه ليست قناعة شخصية بل هي قناعة أساسها أن مصلحة لبنان تكمن في ذلك، دون أن يعني الاصطدام مع أحد. نريد بناء علاقات على أسس واضحة وشفافة تقوم على احترام الآخر والأسس المتعارف عليها في العلاقات بين الدول.

> في موضوع الحياد: هل المقصود بالحياد «النأي بالنفس»؟ أم الحياد القانوني الذي له أسسه ومبادئه وتبعاته؟

– في الحوار الدائر في لبنان، هناك التباس بين الحياد بمفهومه القانوني والحياد الإيجابي. لبنان لا يستطيع أن يكون محايداً بالمفهوم القانوني، وهو عضو مؤسس في الجامعة العربية، وهناك نزاع بين العرب وإسرائيل. لكن أسارع إلى القول إن لبنان لا يتعين أن يكون شبيهاً بـ«هانوي»؛ إنْ للثورة الفلسطينية أو غير الفلسطينية، أو أن يكون ملعباً للصراعات العربية أو غير العربية مع إسرائيل أو مع أطراف أخرى. لبنان لا يستطيع أن يكون محايداً لكن يمكنه التصرف كما تتصرف جميع الدول العربية. الدولة هي المسؤولة. ومن هذا المنطلق، فإن الحياد القانوني غير ممكن، لأننا دولة عربية ولا يمكن الحياد فيما يتعلق بالصراع مع إسرائيل. والحياد الإيجابي في نظري البقاء بعيداً عن سياسة المحاور، وأحلاف رسمية أو غير رسمية، بل المحافظة على التوازن. ليس المطلوب النأي بالنفس بل الانخراط في دبلوماسية نشطة، إن لم يكن مباشرة فبالتعاون مع دول أخرى في الاتجاه نفسه لرأب الصدع وإطفاء الحرائق واحتواء النزاعات؛ لأن لنا مصلحة، إذ إن انفجارها سيؤثر سلباً على لبنان. وهذا مفهومنا للدبلوماسية النشطة.

> هل لبنان على عتبة حرب جديدة بين إسرائيل و«حزب الله»؟ أم أن المعطى الدولي «يفرمل» التوجه نحو النزاع؟ هل لإيران مصلحة اليوم في ذلك؟

– لا أعتقد أن لأي طرف اليوم مصلحةً في نشوب حرب مفتوحة لأسباب خاصة به، لكن خوفي دائماً أن التصعيد المدروس قد لا يبقى تحت السيطرة. التصعيد هدفه توجيه رسائل. وفي ملف الصراعات، هناك ما يسمى «قواعد اللعبة». لكن أحياناً ما يمكن أن نسميه «دعسة ناقصة أو زائدة» يمكن أن تفضي إلى نزاع واسع. لكن لا أعتقد أن هناك توجهاً اليوم نحو الحرب. وأود أن أضيف أنه عند الحديث عن استراتيجية دفاعية للبنان، فالمقصود ليس المسائل العملانية، ولكن من يقول «قرار الرد» (أي الدخول في الحرب)، وهذا يجب أن يكون بين يدي مجلس الوزراء.

 

‎أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في ٦ آب ٢٠٢٠

0

‎الجمهورية

‎يؤكد قريبون من مرجع رسمي أن هويات الذين يُحرّضون جهات خارجية على الداخل معروفة بالإسم.

‎أبلغ سفير دولة عربية أحد النواب قوله: ألم يحن الوقت لكي يعترف مرجع حكومي بأنه فشل، وأن أمامه مخرج وحيد هو الإستقالة.

‎إستبعد زعيم وسطي أن يترتب على استحقاق قريب أي تداعيات سلبية، لأن المعني بهذا الإستحقاق عقلاني، ولأن الجميع يخشون من المواجهة.

‎اللواء

‎تحاول جهات غربية ربط تفجير المرفأ بتفجيرات تحدث في بعض عواصم دول المحور؟.

‎رأى قطب سياسي أن خطوتين، من شأنهما إبعاد التأزم الداخلي، اتخذتا من قبل جهتين معنيتين باستحقاق تقرر تأجيل الكشف عنه.

‎توقعت مصادر دبلوماسية، دينامية دولية تساعد لبنان على النهوض إذا أحسنت السلطات الرسمية إدارة ملف إغاثة بيروت المنكوبة

‎نداء الوطن

‎يتردد أنه كان هناك اتجاه نحو الإقالات في مناصب وزارية وأمنية حساسة على خلفية انفجار المرفأ لكن تدخلات سياسية حالت دون ذلك.

‎تصرّ مصادر أمنية على نفي فرضية الغارة الإسرائلية أو إطلاق صاروخ من طائرة درون على العنبر رقم 12 قبل انفجاره.

‎ينتقد بعض المعنيين غياب وزارة الشؤون الاجتماعية عن واجهة الأحداث وعدم فعاليتها في التصدي لتداعيات الكارثة الاجتماعية التي أصابت العاصمة.

‎الأنباء

‎غياب مستغرب لأي سيناريو أمني واسقاط أي احتمال من الخطاب الرسمي للحكومة في مقاربة ما حصل في بيروت.

‎رسالة متصلبة يتم التحضير لها لنقلها الى مرجع دولي رفضا لتعويم السلطة على أنقاض انفجار المرفأ.

‎البناء

‎قال مصدر أمني إن حجم الاهتمام الدولي والإقليمي بتفجير بيروت يتجاوز التضامن لمحاولة إيجاد نقطة ارتكاز لأدوار يُراد لها أن تنطلق من التفجير بمعزل عن ظروفه والمسؤوليات، لأن الهدف هو فتح الباب للتدويل مذكراً بردود فعل تشبه ما جرى أعقاب اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

‎لفتت مصادر دبلوماسية لدولة كبرى الى مضمون التعليقات والمواقف السياسية من تفجير بيروت التي توزعت بين تل أبيب وواشنطن والدوحة وباريس وأنقرة وكلها تتصل بحجز مقعد في قطار دولي يتم إعداده لربط مصير لبنان به محذّرة من السذاجة في النظر لقضية المساعدات وما يرتبط بها من بُعد سياسيّ تحت عنوان تحقيق دوليّ.

وزارة الصحة: 355 اصابة كورونا جديدة امس واليوم

 اعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 355 اصابة كورونا جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 5417

وزير الداخلية: التحقيق بانفجار المرفأ سيكون شفافًا وسيستغرق 5 أيام

أكّد وزير الداخلية محمد فهمي أنّ التحقيق بانفجار المرفأ سيكون شفافًا وسيستغرق 5 أيام والمسؤول سيحاسب.

وأوضح من بلدية برج حمود أنّ الاقامة الجبرية هي بمثابة منع سفر لأي شخص متورط أو على علاقة بالملف. وقال: “اذا لم نستطع المحاسبة فلنرحل الى البيت”.

وردًا على  سؤال حول المطالبة بتحقيق دولي، قال فهمي: “لدينا الكفاءة اللازمة”.

مجلس المطارنة: متضامنون مع المتضررين ونضع إمكاناتنا لمساعدتهم

عقد مجلس المطارنة الموارنة اجتماعه الشهري في الصرح البطريركي في الديمان، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وأصدر البيان التالي: “في اليوم الخامس من شهر آب 2020، عقد أصحاب السيادة المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، ومشاركة الآباء العامين للرهبانيات المارونية. وتمحور الاجتماع حول الكارثة التي دمرت بيروت البارحة. وفي ختام الإجتماع أصدروا النداء التالي:

تلقينا خبر الانفجار الزلزال المدوي الذي هز العاصمة بيروت مساء البارحة، وتتبعنا طوال الليل تفاصيل الكارثة الضخمة التي خلفت عشرات الضحايا وآلاف الجرحى، ودمارا هائلا في المنازل والمؤسسات والمستشفيات والمدارس والكنائس والأديار ودور العبادة والمنازل، وضربت المواطنين بنفوسهم وأرزاقهم. وتأثرنا بالغ الأثر بالمشاهد المروعة التي عرضت عبر وسائل الاعلام المحلية والدولية. وتفطرت قلوبنا على الضحايا الأبرياء، وعلى شهداء الوطن المنزوف والذي كان ينوء تحت وطأة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الخانقة؛ وهو لا يزال اليوم يلملم جراحه ويحاول النهوض من تحت الركام متمسكا براية الظفر وبالإيمان والرجاء بإعادة البناء.

نشعر مع اللبنانيين بالحزن الذي يلف البلاد وبالألم الذي ينخر عظام بيروت وضواحيها، وكلنا بيروت، العاصمة المفتوحة على العالم والتي دمرت مرارا وقامت من بين الركام لتبقى ملتقى الحضارات والديانات ومعقل الحرية والعيش الواحد.

إننا نقف متضامنين مع إخوتنا وأخواتنا أبناء بيروت واللبنانيين، وبخاصة المتضررين منهم والمجروحين والمتألمين والمشردين. ونعبر لهم عن قربنا ومحبتنا المتجسدة وأخوتنا الإنسانية؛ وكنيستنا بإكليروسها ومؤمنيها كانت دوما رائدة في الحقل الانساني وفي طليعة المناضلين من أجل حقوق الانسان في الحرية والكرامة.

تجسيدا لهذا التضامن، نعلن أننا نفتح أبرشياتنا ومؤسساتنا وأديارنا، ونضع كل إمكانياتنا لمساعدة المتضررين من الإنفجار – الكارثة ولاستقبالهم والاهتمام بهم، لاسيما في حاجاتهم الضرورية الغذائية والطبية بالتعاون مع رابطة كاريتاس لبنان وسواها من المؤسسات العاملة في الخدمة الاجتماعية. وقد حددت الابرشيات والرهبانيات مراكز ومدارس وأديارا لاستقبال المتضررين.

ونحن من أبنائنا المقتدرين أصحاب الأيادي السخية أن يقفوا وقفة تضامنية مع الإخوة المتضررين بكل الوسائل المتاحة لكي ينهضوا من ضيقهم وشدتهم.

لمناسبة عيد تجلي الرب ولقرب عيد انتقال السيدة العذراء الى السماء، نطلب من كهنة رعايانا وشعبنا تخصيص نهار السبت 8 آب يوم صوم وصلاة وتوبة على نية وطننا المجروح لبنان الرسالة. ونصلي لراحة أنفس الشهداء وعائلاتهم، ومن أجل شفاء الجرحى، ومن أجل الطاقم الطبي والمسعفين وعناصر الأجهزة الأمنية والعسكرية والدفاع المدني والصليب الاحمر اللبناني، طالبين من الرب بشفاعة العذراء مريم وجميع قديسينا أن يقوينا جميعا، مسؤولين ومواطنين، على القيام بفعل توبة صادق نتخلى فيه عن مصالحنا لاشخصية ونعمل بالتضحية الواجبة من أجل الخير العام وإعادة بناء لبنان وطن الحرية والأخوة ودولة القانون. وكلنا رجاء أننا قادرون على ذلك”.

نقابة محرري الصحافة دعت الزملاء المتضررين إلى مراجعتها: لمؤتمر وطني عام عنوانه إنقاذ لبنان

0

أعربت نقابة محرري الصحافة اللبنانية عن حزنها والمها “الممزوجين بالغضب للنكبة التي حلت ببيروت والدمار الهائل الذي أصابها جراء الانفجار الرهيب الذي دمر مرفأها واحياءها ومنازلها، وأدى إلى سقوط عشرات الشهداء، عدا عن المفقودين ،وآلاف الجرحى، ومن بينهم زملاء صحافيون واعلاميون وعاملون في مؤسسات إعلامية. وتعلن النقابة وقوفها إلى جانبهم ومشاركتها معاناتهم”.

أضافت: “ان الاهمال والاستهتار، وانعدام المسؤولية، وتقاذفها، ونهج الفساد، والمحسوبيات، الذي ساد عمل الدولة طويلا كانت كلفته باهظة على لبنان. ان النقابة تدعو كل الأطراف في السلطة وخارجها إلى تغليب منطق التضامن الوطني، والإقدام على الآتي:

أ -الدعوة إلى مؤتمر وطني عام يتكون جدول عمله من مادة وحيدة: إنقاذ لبنان.

ب – إنشاء صندوق لبناني عربي دولي يخصص لإغاثة المنكوبين من جراء الانفجار، والتعويض على عائلات الشهداء، وطبابة المصابين واعمار وترميم المباني المصابة، وإعادة إعمار مرفأ بيروت نظرا لأهميته الاقتصادية والتجارية.

ج- محاسبة من تثبت مسؤوليته المباشرة وغير المباشرة عن هذه النكبة، وإنزال أشد العقوبات به.

د -إعلان 4 آب من كل عام ذكرى رسمية تحت عنوان ” نكبة بيروت” يستذكر فيها اللبنانيون هذا اليوم المشؤوم.

ه- تحيي النقابة أرواح الشهداء الذين سقطوا، وتتمنى للجرحى الشفاء العاجل ولاسيما الزملاء منوهة بدورهم الوطني في خدمة لبنان.

و- تلقت نقابة المحررين اتصالات من رؤساء نقابات الصحافيين العرب، والاتحاد العام للصحافيين العرب مشكورين، للإطمئنان على الزملاء، وقد أبدوا جميعا استعدادهم لمساعدة الزملاء اللبنانيين، مؤكدين الوقوف الى جانبهم في هذه الكارثة التي حلت بالوطن”.

من جهة أخرى، دعت النقابة جميع الزملاء الصحافيين والإعلاميين، الى ابلاغها بالأضرار التي لحقت بهم من جراء الكارثة التي حصلت أمس، سواء على المستوى الجسدي أو المادي، وذلك بهدف تكوين ملف بهذه الأضرار، كي تتولى النقابة ملاحقتها لدى المراجع المختصة بالتعويض عن الاضرار.

يمكن التواصل المباشر لهذا الغرض مع النقابة او بواسطة البريد الالكتروني التالي:

info@orlb.org وذلك وفقا لتقرير يتضمن التفاصيل الكاملة لحجم الأضرار.

السفارة الأميركية تعلن الحداد مع الشعب اللبناني

نشرت صفحة السفارة الأميركية في بيروت على “تويتر” صورة باللون الأسود لشعارها،مغردة بالقول: “مع الشعب اللبناني في فترة الحداد الوطني”.

الراعي ينادي العالم: الدولة عاجزة

‎أطلق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي نداء إلى دول العالم. وقال، “بيروت مدينة منكوبة. كارثةٌ حلَّت فيها نتيجةَ الانفجار الغامض الذي وقع في مرفئها. بيروت عروس الشَّرق وقبلة الغرب جريحة. كأنَّها ساحة حرب من دون حرب. دمار وخراب في كل شوارعها وأحيائها وبيوتها”.

‎وأضاف، ” لقد استشْهد عشراتُ المواطنات والمواطنين، وأصيبَ ألوفُ الأشخاص وتَهدَّمت مستشفيات وكنائس ومنازل ومؤسَّسات وفنادق ومتاجر ومختلف المرافق العامَّة والخاصَّة، وتشرَّد مئات العائلات من دون مأوى. حصلَ كلُّ ذلك والدولةُ في حالةِ انهيارٍ اقتصاديٍّ وماليِّ يجعلها عاجزةً عن مواجهة هذه الكارثة الإنسانيَّة والعمرانيَّة، والشَّعب اللُّبنانيّ في حالة فقرٍ وعوز”.

‎وقال، إنَّ “الكنيسة التي وضعت شبكة إغاثة على كامل الأراضي اللُّبنانيَّة، ترى نفسها اليوم أمام واجبٍ كبيرٍ آخر هي عاجزةٌ بقواها الذَّاتيَّة تحمُّله، لكنَّها متضامنة بالكلِّيَّة مع المنكوبين وأهالي الضَّحايا والجرحى والمشرَّدين الذين تستقبلهم في مؤسَّساتها”.

‎وولفت الى انني “بإسم الكنيسة في لبنان أوجِّه الشُّكر لكلِّ الدُّول التي أعلنَت عن استعدادها لمساعدة بيروت المنكوبة، وأتوجَّه إلى سواها من الدُّول الشَّقيقة والصَّديقة، وإلى الدَّولِ الكبرى، وإلى الأممِ المتّحدة، أن تبادرَ مشكورةً إلى تقديم المساعدات الفوريَّة لإنقاذ مدينة بيروت بمنأى عن أيِّ اعتبار سياسيٍّ، لأنَّ ما جرى يتعدَّى السِّياسة والصِّراعات. وأدعو المؤسَّسات الخيريَّة في مختلف البلدان إلى مساعدة العائلات اللُّبنانيَّة، والبيروتيَّة بشكلٍ خاصّ، من أجل أن تتمكَّن من تضميد جروحاتها وترميم بيوتها”.

‎وأشار الى انه “منذ هذه السَّنوات الأخيرة ولبنان يمرّ في كوارث سياسيَّة وأمنيَّة واقتصاديَّة وماليَّة متلاحقة تستدعي التَّدخُّل لإنقاذه. فلبنان الذي قدَّمَ للعالم الحرفَ يستأهل أن يكون أشقَّاؤه وأصدقاؤه إلى جانبه بما يسعفه لإعادة ترميم عاصمته من خلال إنشاءِ صندوقٍ سريع بإشراف أمميٍّ لتوزيع هذه المساعدات. أتوجَّه إليكم لأنِّي على ثقةٍ بأنَّكم تحبُّون لبنان وستلبُّون النِّداء. أتوجَّه إليكم لأنِّي أعرف مدى رغبتكم في أن يعود لبنان إلى دورِه التَّاريخيّ في خدمة الإنسان والديمقراطيَّة والسَّلام في الشَّرق الأوسط والعالم”.

أول تعليق لوزيرة الدفاع على انفجار المرفأ.. هذا ما وعدت به

علّقت وزيرة الدفاع زينة عكر على انفجار مرفأ بيروت.

وكتبت عكر على “تويتر” في أوّل تصريح لها عقب الانفجار:

“في أوقات كهذه تكتشف الأمم ذاتها وتنكشف طبائع الناس. مفقودون، شهداء، جرحى، حرائق ودمار، وكلام حاقد؟ لننظر كيف تصرف الفرنسيون إثر حريق Notre-Dame وإلى الدول التي تعرض المساعدة لأن الشأن الإنساني يعلو على السياسات والكراهية. 6 سنوات مرت على هذا الإهمال الهائل. نعم سيُعاقب المسؤولون”.

نكبة عام 2020.. ولماذا عنبر رقم 12 ؟

يبدأ لبنان مئويته الثانية بنكبة 4 آب 2020، التي ستدوّن حدثاً مأساوياً يكتب على صفحات تاريخه الحديث، فيخبر الراوي عن مآسي اللبنانيين، ويصف هول الكارثة الأفظع التي هزّت بيروت وعَصفت بلبنان.

يقول خبراء عسكريون لـ«الجمهورية» انّ الكارثة التي حصلت أمس توضِح لماذا كانت تحرص الولايات المتحدة واليونيفل والامم المتحده على المطالبة دائماً بحراسة البحر وبتعزيزات لحراسته، ولماذا كان «حزب الله» يشحن الأسلحة بحراً ولا يشحنها براً… ويؤكد هؤلاء الخبراء انّ الضربة الصاروخية أتت من الجو ولم تأت من البحر، وقد وصف شهود عيان مسار الطائرة التي قصفت موقع الانفجار فوق سماء بيروت لحظة وقوعه، كما يؤكد الخبراء العسكريون انّ الانفجار الذي وقع ليس انفجار بارود بل هو انفجار عصف وبريق أحمر يتأتّى من المتفجرات، وهي برأي الخبراء رؤوس صواريخ أو مواد متفجرة موضوعة في رؤوس الصواريخ، وهي شحنت من البحر حتى لا تعلم بها سوريا وليس انطلقت من البحر.

ويطرح هؤلاء سؤالاً مهمّاً يعتبرون انه يدحض كثيراً من من التأويلات ومن السيناريوهات والشائعات التي بدأت تطلق عندما حصل الانفجار، وهي كثيرة، ومنها سيناريو الباخرة المحمّلة بالنيترات، والتي كادت أن تغرق في البحر، ويتساءلون: «اذا كانت كذلك، لماذا قررت اسرائيل استهدافها؟ واكثر من ذلك اذا لم تكن هدفاً عسكرياً ماذا تريد منها إسرائيل؟ ولماذا استهداف هذه الباخرة بالذات؟

امّا السؤال الأهم برأي هؤلاء، فهو: لماذا اختارت اسرائيل، اذا افترضنا أنها الفاعلة، قصف الصواريخ على العنبر رقم 12 وليس على العنبر رقم 11 او 10؟ وتجيب تلك المصادر: «بكل بساطة لأنها تعلم».

من جهه أخرى أكد الخبير الكيميائي ايلي حداد، وهو من جامعة ماك غيل، وهي من أهم جامعات كندا، انّ دخان الانفجار هو من أسيد النيتريك، وهي متفجرات عسكرية وتكون من أساسيات النيتريت او النيترات، وهذا ما يثبت أنها مواد عسكرية. ويدعو حداد اللبنانيين الى ضرورة الابتعاد عن بيروت في هذه المرحلة، والبقاء داخل المنازل بسبب خطورة المواد الرذاذية السوداء التي يمكن تنشّقها، والتي تقضي سمومها على الانسان بشكل مباشر وسريع.