نعى رئيس بلدية فتري مروان سعيد الراحل جان يوسف ضو قائلاً : يرحل قبل اوان الرحيل
يا أمير الرجال وسيد الفرسان .
يا رجل النخوات وطلة الهمات وزين الملمات .
يا صديقي وأخي ورفيقي وابن ضيعتي جان .
كيف ترحل بلا وداع ولا سلام ؟ ولا ومأة من راحة يديك الكريمتين ؟
كيف يصمت قلبك النابض بالحب والحياة ، وتغمض عينيك الساهرتين على لين وجاين وجون ؟
أي يوم غادر هو يوم الأمس ، يخطفك من بيننا زهرة من المرج ، نبضا من القلب ، سيدا من القوم ، عزيزا من فتري ، وقل أكثر ..
هي الدروب الآتية صوب بيتك كئيبة حزينة . هي الساحات في فتري تتشح بالسواد ، هي الأحاديث في كل بيت تتأوه بالحسرات مجبولة بالدمعات والكل يستعيد منك أجمل الذكريات .
رحل جان يوسف ضو . ترجل الفارس عن صهوة حصانه وسقط السيف من غمده واستسلم لمشيئة الله .
هي الحياة ، حلوها مر وغذاؤها سمام . لا تدوم خضرتها ولا تؤمن فجعتها ، كم واثق بها فجعته وذي طمأنينة اليها صرعته .
صارعت يا صديقي جان الوباء اللعين وانت على أمل الشفاء . مبتسما تحملت هول خبر حلول كورونا في جسمك الطاهر . صبورا تحملت اوجاعه ، معاندا واجهت آلامه ، وكلما اشتدت عليك الهموم وتكاثرت الظنون استعطفت بصلواتك في لياليك كما استعطفنا وعائلتك وتشفعنا من أجل سرعة الشفاء . ولكن الرب شاء غير ما صليت ورجونا .. فليكن للرب الإله ما يشاء .
يا أخي ورفيقي جان .
هي الذكريات الحلوة تعاودني الآن، تمطرني بكل جميل كمطر هذا الصباح ، وكلانا معشر عمر متقارب ، ورفقة فتوة وصبا وشباب . ما تباعدنا يوما ولا اختلفنا ، وكيف يكون الخلاف معك وانت صاحب القلب المحب الكبير . انت الطيب العطوف الغيور .
هي الجلول والوهاد والتلال والوادي في قريتنا تشهد لوقع أقدامنا ، من لم الصعتر والزوباع ،الى كروم العنب والتين ، وجني المحاصيل والغلال ، الى ساحات ضيعتنا الترابية ولعب الكلة والغميضة ، الى العشايا والنزهات على الطرقات واسترقاق النظر الى بنات ضيعتنا الطيبات ، والى السهرات نتنقل بين بيوتنا ولعب الورق من طرنيب وليخا على المصطبات ، ونحن على فتوة وقوة وشباب نطوي الليالي، وما خطر ببالنا يومذاك ،ان ليلا ظالما سيحمل وباء غير منظور ويطوينا .
هي الذكريات في معاركنا البلدية ونصحك الدائم بعدم قطع ” شعرة معاوية” مع أحد من أبناء بلدتنا الكرام ، وكنا عند نصحك في محبة الناس وأهلنا لنا. ما غيبت حضورك عن اي نشاط رسمي او ترفيهي قام به المجلس البلدي ، وقد شاركت عضوا فاعلا في أكثر من مباراة للتسلية والترفيه في بلدتنا ونلت ذات مرة جائزة لعبة ” الطرنيب”، كل ذلك من أجل مشاركتك الأخوية مع أبناء فتري ، وهم عائلتنا الكبيرة التي بها نعتز ونفاخر .
امتهنت مهنة المزين ، مزينا نسائياعملت، لما انطوت عليه نفسك من رقة وجمال ، وذوق وابداع ، ودماثة خلق وتهذيب ، وديبلوماسية في المخاطبة ، ولياقة ولباقة ، وحصانة ومناعة ، وفن الابتكار والتجميل وكلها صفات يحتاجها المزين / الحلاق وقد تأصلت فيك موهبة واكتسابا .
ايها الراحل العزيز .
إرجع اليوم الى وجه ربك راضيا مرضيا ، آمنا مطمئنا ، فقد كنت أمينا حتى الموت فأعطيت إكليل الحياة.
عد الى ربك كما السيف الساقط من غمده ، كما النسر الساقط من عليائه، عد الى ترابك ، عريانا خرجت من بطن أمي وعريانا أعود الى هناك .
إنها إرادة الخالق في للموت والحياة .
رحمات الله عليك يا جان ، كبيرا محبا عشت بيننا وعزيزا غاليا فارقتنا.
لك الرحمة والراحة الأبدية ايها الأخ والرفيق والصديق جان .
فباسم المجلس البلدي ، وباسمي نتقدم بأحر التعازي القلبية من :
زوجته الفاضلة السيدة عايده واولاده لين ، جاين وجون ولهم الصبر والسلوان .
من شقيقه نظير وشقيقتيه نظيره ونوال وأولادهم ،
من عائلتي ضو وخليل ، وجامعة بني ضو ، وأهالي بلدة فتري الأعزاء .
نرقد على رجاء القيامة ، المسيح قام .