16.6 C
Byblos
Sunday, December 21, 2025
بلوق الصفحة 120

خاص-استدعاء رئيس بلديّة ساحليّة في قضاء جبيل للتحقيق

علم موقع “قضاء جبيل”  ان قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري استدعت الرئيس الحالي لبلدية عمشيت الدكتور جوزف الخوري إلى جلسة استجواب بناء لطلب محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي حول مشروع يتم تنفيذه قرب سوبرماركت الحاج في عمشيت.

بالفيديو-اشكال كبير داخل مجلس النواب

اشكال كبير داخل مجلس النواب والنائب سليم عون يحاول مهاجمة النائب أحمد الخير والنائب وليد البعريني يتصدى له.

أبي رميا في طاولة مستديرة عن النساء الفرنكوفونيات: لدعم دور المرأة الريادي وتعزيز العدالة الجندرية وسط الأزمات

تحدث رئيس لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية الفرنسية النائب سيمون ابي رميا عن دور المرأة الريادي في المجتمع في مجالات عدة لا سيما في المهمات القيادية وفي القطاعات كافة على الرغم من التحديات التي يمر بها لبنان وسط الأزمات المتعددة التي تعصف به “، لافتًا الى” المبادرات التشريعية التي شارك فيها لاعطاء الحقوق للعدالة الجندرية “، وداعيًا الى “ضرورة الالتزام بهذه المبادرات”.

كلام ابي رميا اتى في خلال مشاركته في طاولة مستديرة بعنوان: “النساء الفرنكوفونيات، رائدات في التغيير” في  مجلس النواب اللبناني من تنظيم الشعبة الفرنكوفونية في البرلمان اللبناني، بالتعاون مع منظمة نساء رائدات فرنكوفونيات (FLF) والاختصاصيين الفرنكوفونيين في مجال النظر.

واثنى ابي رميا  على” دور لبنان وانفتاحه على العالم ومكانته الثقافية وعلى العلاقات المتينة مع المجتمع الفرنكوفوني عبر مؤسساته الدستورية التربوية والاجتماعية، التي شكلت دعما لحفاظ لبنان على هويته التعددية “، مذكّراً ان” لبنان كان من مؤسسي “الجمعية البرلمانية الفرنكوفونية” ( APF ) “.

وحيّا بالمناسبة وجود النائبة الفرنسية Amelia Lakrafi, الرئيسة والمفوّضة العامة للجمعية التي تزور لبنان حالياً والتي شاركت بفعاليات المؤتمر.

واشار  ابي رميا الى “أهمية التعاون اللبناني الفرنكوفوني والى الدور الفرنسي الرائد في هذا الإطار”، لافتًا الى” عمل اللجان البرلمانية في تعزيز  القيم الفرنكوفونية”. وحيا أبي رميا ” كريستين زعتر معلوف على جهودها في مديرية الشؤون الخارجية في مجلس النواب اللبناني”

شارك في هذه الطاولة المستديرة عدد من الشخصيات الدبلوماسية، السياسية، الأكاديمية، والثقافية رفيعة المستوى، ضمن جلستين حواريتين تمحورتا حول دور النساء في مجالات الفرنكوفونية، الدبلوماسية، الإعلام، النظر، الاقتصاد، التعليم، والابتكار الاجتماعي.

وجرى النقاش بحضور ممثلين عن المنظمة الدولية للفرنكوفونية، بالإضافة إلى سفراء، نواب، وخبراء لبنانيين ودوليين.

خاص-بالأسماء…تشكيلات جديدة في “قوى الأمن”

أصدر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء وليد عبدالله، قرارًا إداريًا حمل الرقم 34696 بتاريخ 15 تموز 2025، قضى بإجراء سلسلة من التعديلات في المراكز الأمنية شملت 23 ضابطًا برتبة عميد.

ويأتي القرار في إطار إعادة هيكلة وتنظيم توزيع الضباط بما يتناسب مع مقتضيات الخدمة وضرورات العمل الأمني والإداري، حيث تم فصل الضباط الواردة أسماؤهم في الجدول رقم 2 من مراكزهم الأساسية وتكليفهم بمهام جديدة وفق المراكز المفصولة إليهم، على أن يُعمل بهذا التدبير اعتبارًا من 16 تموز 2025، ويُنفّذ نهائيًا بتاريخ 18 تموز 2025.

خاص-إستقالة كاهن من إحدى الرعاية الجبيلية…المطران عون يعيّن البديل

علم موقع “قضاء جبيل ” ان رئيس جمعية من حقي الحياة الخوري طوني الخوري الذي يخدم رعية مار ماما حبوب قدم استقالته لراعي أبرشية جبيل  المطران ميشال عون طالباً فترة سنة من الراحة في خدمة الرعية وعلى الفور قبل المطران عون الاستقالة وعيّن مكانه الخوري فادي الخوري بعدما سبق وقدم استقالته من رعية حالات.

بالفيديو والصورة-حامل بشهرها الثامن… إعلاميّة الـ”ال بي سي” تتعرّض لحادثة مرعبة!

أقدم رجل وامرأة على دراجة نارية من دون لوحة رقمية على الاعتداء بالضرب والعضّ على الزميلة الصحافية بترا أبو حيدر، الحامل في شهرها الثامن، بعد أن أوقفا سيارتها واتهماها بأنها “كسرت عليهن”.

وفي التفاصيل، ترجلت المرأة وهاجمت أبو حيدر ضربًا وعضًّا، في تصرّف لا يمتّ للإنسانية بصلة، وقد يعبّر عن سلوك عدائي يستدعي أكثر من محاسبة… بل إعادة تأهيل.

الزميلة وثّقت الحادثة عبر فيديوهات تُظهر وجهي المعتديَين بوضوح، وقد تقدّمت بشكوى لدى فصيلة جونية.

لمن يتعرّف إليهما، الرجاء التواصل مع حسابات LBCI على مواقع التواصل الاجتماعي لمساعدة الجهات الأمنية في التحقيق ومتابعة القضية.

 

 

بالصور-بلدية عنايا وكفربعال خليّة نحل … ما السبب ؟

لا أحد منا يحتاج إلى دعوةٍ لزيارة بلدة عنّايا، أجمل قرى قضاء جبيل التي تستقبل الزوّار والمؤمنين من مُختلف الطوائف والجنسيّات.

بعد أقل من أسبوع يصادف عيد القديس شربل ، ومواكبةً لهذا الحدث بدأت بلدية عنايا – كفربعال الإستعداد بكل زخمٍ وبجهوزية تامة.
البلدية تتابع أدق التفاصيل فهي تبدو كخلية نحلٍ لا تهدأ ، ليلاً نهاراً ، إجتماعات ولقاءات متتالية مع المعنيين ، لتنظيم السير ومتابعة أعمال التزفيت وتزييح الطرقات وإنارتها إضافةً إلى إنارة كل مداخل البلدة .
كما تقوم البلدية بأعمال تنظيف مختلفة لجوانب الطرقات الرئيسية والفرعية ، وذلك لتحسين السلامة المرورية وتسهيل حركة المرور والحفاظ على نظافة وجمالية البلدة.

يُدرك رئيس البلدية مارك عبود جيّداً أهمية هذه البلدة ، فقد دعا منذ فترة وزارة الأشغال إلى تخصيصها بعددٍ من المشاريع الإنمائية ، واليوم تشهد البلدة أعمال صيانة وإعادة تأهيل طرقات بعد استجابة وزير الأشغال فايز رسامني مشكوراً لهذا الطلب .

عنايا ، إن زرتها ستخرج منها إنساناً مختلفاً، متجدداً ومحملاً بالكثير من الحب والإيمان والسلام، في وطن ما أحوجنا فيه إلى هذه الصفات الثلاث مجتمعة، وأيضاً، إلى بعض من التواضع والإنحناء نحو الأرض كما علمنا القديس شربل، هو الذي يسمع صلوات كثيرة تطلب منه أعجوبة وحيدة، “خلاص لبنان”… فهل يستجيب لنا في عيده؟

هل تنجح جلسة السقوف العالية في تحريك حصرية السلاح؟

حصرية السلاح وقيام الدولة الفعلية، العنوان الأساسي لجلسة مناقشة سياسات الحكومة قبل ظهر اليوم. بما سيحوّل النقاشات إلى “بروفا” ما قبل مجلس الوزراء المنتظر لهذه الغاية. وقد يكون رئيس مجلس النواب قصد ذلك، عن سابق دراية وتفكير، حتى لا تؤدي الرؤوس الحامية من هذه الجهة وتلك إلى تفجير الحكومة، إذا ما طرح ملف حصرية السلاح في الحكومة، من دون المرور بالغربال الأول في مجلس النواب.

فرئيس المجلس يعوّل على أن النقاشات، ومهما بلغت حدّتها، وما سيليها من تواصل سياسي، كفيلة بوضع النبيذ في كؤوس الجالسين حول الطاولة الحكومية. وهو سبق واتفق على عقد هذه الجلسة خلال استقباله قبل أيام رئيس الحكومة نواف سلام في عين التينة، متوجّهاً اليه بالقول “هيك أفضل حتى ما ينفجر اللغم فيك”.

وتحضيراً للمواجهة، عكفت الكتل السياسية والنواب المستقلّون في الساعات الماضية على وضع الخطوط العريضة للكلمات، وتقسيم الأدوار بين النواب، إذا فتح رئيس مجلس النواب نبيه بري المجال لأكثر من كلمة ضمن الكتلة الواحدة. علماً أن المعلومات تشير إلى أن بري سيتمنى على النواب سحب كلماتهم، لعدم إطالة الجلسة والاضطرار إلى استكمالها الأربعاء.

البند الأكثر سخونة

من هنا، فاليوم، ستركّز غالبية المداخلات النيابية المنقولة مباشرة على الهواء على “البند الأكثر سخونة” وهو سلاح “حزب الله”، من باب ورقة الموفد الأميركي توم براك، والسؤال عن المضمون والجدول الزمني لحصر السلاح بيد الدولة، ومدى الالتزام في هذا السياق بتطبيق البيان الوزاري، بعد ستة أشهر من عمر الحكومة.

وبحسب المعلومات، فالكلمات التي ستكون عالية السقف وصل عددها حتى الساعة إلى أكثر من 50، والعدد مرشّح للارتفاع، وستركّز على ضرورة الالتزام بجدول زمني واضح لأن المماطلة قد تعرّض لبنان لخطر تجدد الاعتداءات الإسرائيلية من جهة، وستبقي الدولة اللبنانية أسيرة الأبواب العربية والدولية المقفلة بوجه التعافي الاقتصادي والشروع بإعادة الإعمار.

ومن المنتظر أن تزداد سخونة النقاشات، مع الردود المتوقّعة والهجمات والهجمات المضادة، ما سيجعل من الجلسة “هايد بارك” سياسي تحت قبة البرلمان، حيث الكلام الموزون “بروح دعس”، بحسب نائب “عتيق” قال لـ “نداء الوطن”: “في مثل هكذا مناسبات، فالغلبة لمقولة “علّي وشوط وجيب جمهور”. أما الكلام العلمي، فلن يكون مثيراً للرأي العام المتابع، وسيمر مرور الكرام، وإن كان يعنى بملفات أساسية من الطبابة والاستشفاء والإصلاح المالي والهمّين الاقتصادي والاجتماعي، وتأخير الحكومة في إحالة قانون الانتظام المالي الذي يحدد خريطة طريق استعادة جنى عمر اللبنانيين وودائعهم”.

وبحسب المعلومات، لن يغيب قانون الانتخاب عن مداخلات النواب، لا سيما في شقّه المتعلّق باقتراع المغتربين. خصوصاً أن الحكومة لم تنته بعد من بحث وإقرار وإحالة التعديلات المطلوبة على قانون الانتخاب، ليبحثها مجلس النواب. وسيثير النواب الخشية من التباطؤ الحاصل ويسألون عن أسبابه وخلفياته.

أما نواب “أمل” و”حزب الله”، فسيسألون الحكومة عن ملف إعادة الإعمار، في الوقت الذي يستمر فيه الجنوبيون خارج قراهم، ويعتبرون أن المطالبة بحصرية السلاح يجب أن تلي الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلّة، لا قبله. أما “التيار الوطني الحر” فسيسأل عن الخطوات الآيلة إلى عودة النازحين السوريين إلى بلادهم ويسائل الحكومة في أكثر من ملف، خصوصاً أنه الكتلة الأكبر خارج الحكومة، والفرصة ستكون سانحة أمامه لتسجيل النقاط عليها.

اذاً، سيكون اللبنانيون أمام ساعات من القصف الكلامي المباشر على الهواء… بعدها، ستنسحب النقاشات إلى الكواليس السياسية، تمهيداً لرسم خريطة طريق المرحلة المقبلة، وفق متطلباتها الدولية، وإمكاناتها المحلية.

خَطَأُ بارّاكَ وصوابه حَوْلَ قِطارِ دِمَشقَ ومَحطَّةِ بَيْروتَ المَهجورَةِ

في زَمَنِ التَّحوُّلاتِ الكُبرى، تَصعَدُ العَواصِمُ الَّتي تَجرؤ، وتَخبو تِلكَ الَّتي تُحجِمُ في لَحظَةِ القَرار. بَينَ دِمَشقَ الَّتيِ التَحَقَتْ بِقِطارِ المُنعَطَفاتِ البِنيويَّة، وبَيروتَ الَّتي ما زالَتْ جالِسَةً على أَرصِفَةِ محطّةِ الخَوفِ وَالانقِسام، يُخطِئُ توم بارّاك في التَّشخيصِ، لَكِنَّهُ يُصيبُ في التَّحذير.

يُفْهَمُ أن يُشيدَ الموفدُ الأميركي بخطواتِ دمشقَ المتسارعة، وأن يُبدي، في الوقتِ نفسِه، تحفّظَهُ الصريحَ حيالَ الموقفِ اللبنانيِّ المُترنّح بعد أن أثنى عليه (؟!) مُطلقًا جرس الإنذار من بقاءِ واقعِ السلاحِ غيرِ الشرعيِّ، ومُطالبًا الحكومةَ اللبنانيّةَ بتولّي زمامِ المبادرةِ لمعالجتِه.

لكن أن يبلغَ به الأمرُ حدَّ التهديد، حينَ قال إنّه إذا لم يَتَقَدَّم لبنان لمعالجةِ ملفّ سلاح حزب الله، فسيعود إلى بلادِ الشام، فإنّه بذلكَ ينزلقُ إلى مغالطةٍ تاريخيّةٍ وجغرافيّةٍ واستراتيجيّةٍ، تنسفُ الحدَّ الأدنى من المعرفةِ بكيانٍ اسمه لبنان.

فَبِلادُ الشّامِ اسمٌ تاريخيٌّ لِجُزءٍ من المَشرِقِ العَربيّ، يَمتدُّ على السّاحلِ الشّرقيِّ لِلبحرِ الأبيَضِ المُتوسِّطِ حتّى تخومِ بِلادِ الرّافدَين. وهي، في المفهومِ الحديث، تَشمَلُ سوريا ولبنانَ والأردنَ وفلسطينَ التاريخيّة، مع أطرافٍ حدوديّةٍ مجاورةٍ كالجوفِ وتبوك في السعوديّة، وبعضِ المناطقِ التي ضُمَّت إلى تركيا إبّانَ الانتدابِ الفرنسيّ، فضلًا عن أجزاءٍ من سيناءَ والموصل. ويَرى بعضُ الباحثين أنَّ هذا المدى يمتدُّ ليَشمَلَ قبرصَ وسيناءَ كلَّها، والجزيرةَ الفراتيّة.

وإذا كانَ المَقصودُ بِـ”بِلادِ الشّامِ” هو سوريا، فَكَيفَ يُقالُ إنَّ لُبنانَ سيَعودُ إلى بِلادٍ لم يَكُنْ يَومًا جُزءًا مِنها ولن يكون، لا في سِجِلّاتِ العصورِ القديمة في التوراة، ولا في سَوالِفِ العَصرِ والزَّمان، ولا في مَحطّاتِ التّاريخِ الحَديث والحاضر الأقرب؟

فَمِن أَيْنَ اسْتَقى بارّاك إذًا مَقولتَهُ تِلكَ، الّتي سُرعانَ ما تَراجَعَ عَنْها بِلُغَةٍ دِبلوماسيّةٍ مُرِنَة؟

الأرْجَحُ أنَّ هَدَفَهُ كانَ تَصعيدَ الضُّغوطِ على أَرْكانِ السُّلْطَةِ اللُّبنانيّةِ لِحَثِّهِم على التَّحرُّك. لَكِنَّهُ، وَهُوَ الخَبِيرُ بِخَريطةِ الهُوِيّاتِ، ارْتَكَبَ زَلّةَ العارِفِ حينَ خانَهُ التَّقديرُ في التَّوصيف.

لَقَدْ أَخطَأَ في تَهديدِهِ هذا بالتَّحديد، ولو أَصابَ في تَشريحِهِ لِلحالةِ اللُّبنانيّةِ بِنَبرَةِ التَّحذيرِ الحاسِم، وَكأنّه يتقصّدُ القول “الرِّزقَ السّايِبَ يُعلِّمُ الناسَ الحَرام”.

فما لا خلافَ عليه هو أنَّ أهلَ السلطةِ في لبنان مُطالَبون بالاستفاقة، لا لأنَّ بارّاك قال، بل لأنّ هذا هو مطلبُ اللبنانيين وشرط بقاء الكيان، ولأنّ الإقليمَ يغلي، والتطوّرات تتدحرجُ بسرعةٍ غيرِ مسبوقة، أمّا هم، فغارقون في دوّامةِ مراوحةٍ مميتة، كأنّهم في سباتٍ عميق، أو موتٍ سريريٍّ مُعلَن.

وإذا أردْنا العودةَ إلى اللّحظةِ المِفصليّةِ من تاريخِ المنطقة، فالكلُّ يَجِدُ أنَّ دِمشق تَقِفُ على عَتَبةِ المُستَقبل، بينما يَكادُ يَقِفُ لُبنانُ عندَ حافَّةِ النِّسيان.

فمع سُقوطِ نِظامِ بشّارِ الأسد، وصُعودِ أحمدَ الشَّرع إلى سُدّةِ الرِّئاسة، دَخَلَت سوريا طَورًا استراتيجيًّا جديدًا، لا يُشبهُ ما قبلَه، لا في الشَّكلِ، ولا في الجَوهَر.

الحَدَثُ لم يَكُنْ مُجَرَّدَ تَنَاوُبٍ على السُّلْطَةِ، بَل انقلابًا في التَّمَوْضُعِ والخِطَابِ والتَّحَالُفَاتِ.

وإذا كانَ الصُّعودُ إلى هذا القطار قد تَمَّ بِرِعايةٍ أَميركيَّةٍ ـ سُعوديَّةٍ واضِحة، فإنَّ ما تلاهُ من اندِفاعةٍ دَوليَّةٍ نَحوَ دِمَشق، لم يَكُنْ مَحضَ صُدفة، بل ثَمَرةَ قِراءةٍ دَقيقةٍ لمَوازينِ القُوى، ولمَشروعٍ تُقَدِّمُه القِيادةُ الجديدةُ بوَصفِه استِجابةً عقلانيَّةً لمُتَغيِّراتِ الدَّاخلِ والخارِجِ معًا.

لقد أَعلَنَتْ هذهِ القِيادةُ برنامجَها لِسوريا مُنَزَّعَةِ الصِّدام، مُنْفَتِحَةً على الجِوارِ والعالَم، مُسْتَعِدَّةً لاتِّفاقيّاتٍ أمنيَّةٍ حتّى مع عَدُوِّها التاريخيّ، والأهَمُّ من ذلك، مُلْتَزِمَةً بإعادةِ بِنَاءِ الدَّولةِ على أُسُسٍ حديثة.

ولم يَكُنْ هذا التَّوجُّهُ مُجرَّدَ تَمرينٍ دِبلوماسيّ، بل كانَ مِفْتاحَ الدُّخولِ إلى نادي الاستِقرارِ الجديد، حيثُ تَتَقدَّمُ الدُّوَلُ بالمِلَفِّ النَهضويّ لا بِالشِّعارات، وبِالاقْتِصادِ لا بِالبَهْوَرات، وبِالمُؤَسَّساتِ لا بِالمِيلِيشِيّات.

في هذا الوَقْتِ بالتَّحديد، بَدَت بيروتُ وكأنَّها آثَرَت الغيابَ طَوعًا أو قَسرًا. ففيما كانتِ الجُغرافيّا السِّياسيَّةُ تَتشَكَّلُ مِن حَولِها على إيقاعِ تبدّلاتٍ عميقةٍ ومصيريّة، ظَلَّت هي مُتسمِّرةً في دَوامَةِ الاحجام والارتباك، جالِسَةً على أرصفةِ الانتظارِ المُوحِش، تُشرفُ على أطلالِ جُمهوريَّةٍ مشلّعة، وتُراقِبُ بصَمتٍ قطارَ التَّغييرِ وهو يَمضي دونَ أن يَلتفِتَ إلى المُتَرَدِّدين.

فَمُنذ أن أُعلِنَ وقفُ الأعمالِ العدائيّةِ فَجرَ الأربعاءِ، في السابعِ والعشرينَ من تشرينَ الثاني، ثُمَّ انتُخِبَ العمادُ جوزاف عون رئيسًا للجمهوريّةِ في التاسعِ من كانونَ الثاني، وتَشكَّلَت حكومةُ الرئيسِ نواف سلام في الثامنِ من شباط، ولبنانُ، ومعهُ العالَمُ، يَسمَعانِ بلا انقِطاعٍ عن قَرارٍ قِيلَ إنَّهُ اُتُّخِذَ لِحَصرِ السِّلاحِ، مِن دونِ أن يَرَيَا لَهُ تَرجَمةً في الواقِعِ المَلموس.

صحيحٌ أنَّ السُّلطةَ الجديدةَ حملت معها، وبوتيرةٍ سريعة، رغبةً حقيقيّةً في التغيير، غيرَ أنَّ غيابَ الموقفِ حيثُ ينبغي أن يُعلَن، وانعدامَ آليّةِ التنفيذِ حيثُ يُفترَض أن تُضبَط المسارات، جعلا لبنانَ يبدو كمن يسيرُ بخُطىً حثيثةٍ نحو المجهول، مُثقلاً بتأرجحِ مؤسّساته، فيما الدولةُ تتآكلُ، والقرارُ موزَّعٌ بين العجزِ والتلكّؤ.

غِيابُ الإقدامِ اللُّبنانيِّ في اللَّحظةِ الإقليميَّةِ الأَهَمِّ مُنذُ عُقودٍ، إنْ حَدَث، فلَن يَكونَ مُجرَّدَ سُوءِ تَقديرٍ، بَل تَعبيرًا فادِحًا عن أَزْمةٍ بُنيويَّةٍ في الرُّؤيةِ والشجاعة السِّياسيَّةِ. ففي وَقتٍ يَنشُدُ فيهِ اللُّبنانيُّون أوّلًا، وتُطالِبُ القُوَى الكُبرى ثانيًا، بإعادةِ تَحديدِ هُويَّةِ الدَّولةِ في لُبنان، على أُسُسِ حَصرِ السِّلاحِ في كَنفِها، واستِعادةِ قرارَيِ الحَربِ والسِّلمِ إلى مؤسَّساتِها الشَّرعيَّة، كمَدخلٍ إلى مَسارِ الإنقاذِ الشامل والنهوض الواعد، لا يَزالُ فِعلُ الدّاخلِ أَسيرَ تَدويرِ الزَّوايا والانكِفاءِ المُزمن.

لُبنانُ، للأسف، أضحى حالةً رماديّةً مُعلّقة، لا تنهارُ تمامًا، ولا تنهضُ فِعْلِيًّا.

المطلوبُ الآنَ الجُرْأَةُ على كَسْرِ الحَلْقَةِ المُفْرَغَةِ، في وَسَطِ طَبَقَةٍ سِياسِيَّةٍ يَتَحَدَّدُ واجِبُها في التَّحَوُّلِ مِن لاعِبِي “طاوِلَةِ الزَّهْرِ”، حَيْثُ يَعْتَمِدُ الرِّهانُ عَلَى الحَظِّ وَالخُطُواتِ المُرْتَجَلَةِ، إِلَى مُحْتَرِفِي “الشَّطْرَنجِ”، حَيْثُ التَّخْطِيطُ الدَّقِيقُ وَالنَّظْرَةُ الاسْتراتِيجِيَّةُ.

لَقَدْ حانَ وَقْتُ اخْتِبارِ الإرادَةِ والحَسْمِ.

error: Content is protected !!