توجّه إتحاد موظفي الفنادق والمطاعم والتغذية واللهو في لبنان، برئاسة جوزف الحداد، برسالة إلى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون.
وجاء في الرسالة:
“من قلب موجوع وعدم قدرتنا على شراء احتياجاتنا اليومية من غذاء لعائلاتنا، باسم جميع موظفي القطاع السياحي في لبنان، نتوجه لفخامتك وأثناء انعقاد المجلس الأعلى للدفاع لطرح موضوع العمال اللبنانيين في هذا القطاع الحيوي على طاولة الاجتماعات للسماح لهم بالعمل حصراً من دون اي عمالة أجنبية، في الأفران والسوبر ماركت والمطاعم ومحلات الحلويات وإضافة الـ Take away على Delivery للمؤسسات من أجل إستمرار القطاع من دون أي ضرر صحي.
يا فخامة الرئيس، نعيش بحالة يرثى لها فنحن في القطاع الخاص نقبض يوم عملنا ويوم الإقفال يقتطع من رواتبنا المحدودة وأزمة الكورونا سوف تطول ما لا يقل عن سنة وخصوصاً في قطاعنا، ولم نستفد من أي دعم لا ٤٠٠ الف ليرة للعائلة ولا حتى إعفاءات أو تسهيلات للمؤسسات او العمال.
لذلك جئناكم بطلب يا فخامة الرئيس، افتحوا لنا مجال حصرية العمل في اقتصاد على شفير الإنهيار، لنتمكن من الاستمرار والمساعدة قليلاً بتعافيه، متفهمين حرصكم على صحتنا”.
وافق البنك الدولي على إعادة تخصيص مبلغ 34 مليون دولار في إطار مشروع تعزيز النظام الصحي الحالي للمساعدة في توفير اللقاحات للبنان الذي يشهد قفزة غير مسبوقة في أعداد المصابين بفيروس كورونا (كوفيد-19)، إذ سجل مستوى قياسياً بلغ نحو 5500 إصابة مؤكَّدة يومياً منذ بداية العام. ويمثّل ذلك أول عملية يُموِّلها البنك الدولي لشراء لقاحات كورونا. وسيتيح هذا التمويل اللقاحات لأكثر من مليوني شخص، ومن المتوقع أن تصل إلى لبنان في أوائل شباط 2021.
بالإضافة إلى الخسائر البشرية، فإن جائحة كورونا تزيد من تفاقم الأزمة الاقتصادية التي أعقبت انفجار مرفأ بيروت في آب الماضي. وستعطى الأولوية في حملات التطعيم بلقاحات كورونا للفئات التالية: العاملين في القطاع الصحي المعرّضين لمخاطر مرتفعة، وكبار السن من السكان فوق 65 عاماً، والعاملين في مجال علم الأوبئة ومراقبتها، والأشخاص في الفئة العمرية 55-64 عاماً الذين يعانون من مرض مزمن واحد أو أكثر. وبإعطاء الأولوية لهذه الفئات، يمكن للبرنامج الوطني للتحصين خفض تداعيات الجائحة حتى في ظل معوقات التوريد.
وتعليقاً على ذلك، قال رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس، إن “تيسير الحصول على لقاحات كورونا على نحو منصف وسريع وواسع النطاق أمر في غاية الأهمية لحماية الأرواح ودعم التعافي الاقتصادي. وهذه عملية أولى مهمة وأتطلع إلى مواصلة مساندتنا للعديد من البلدان الأخرى في جهودها لتحصين مواطنيها باللقاحات. ولا يزال هدفنا هو الحد من تأثير الجائحة من أجل إنقاذ الأرواح وتحسين سبل كسب العيش”.
ويستفيد هذا الدعم المخصص للبنان من خبرات البنك الدولي في دعم جهود التحصين على مدى العقود الماضية، بما في ذلك الوقاية من شلل الأطفال والحصبة ووباء الإيبولا. والتي تجمع بين التمويل والخبرة العالمية والخبرات المحلية في مختلف القطاعات لبناء نظم صحية قادرة على الصمود تحسباً لوقوع طوارئ صحية في المستقبل.
ويعاني القطاع الصحي في لبنان من ضغوط شديدة تفوق طاقته. وحتى كانون الثاني 2021، سجَّل لبنان ما مجموعه 252812 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس و1865 وفاة. وبلغ معدل النتائج الإيجابية لفحص الكشف عن فيروس كورونا خلال الأربعة عشر يوماً الماضية 17% (بالمقارنة مع الحد الأقصى للمعدل الذي اقترحته منظمة الصحة العالمية والبالغ 5%).
وفي إطار الاستعداد لتوزيع اللقاحات، أجرت الحكومة اللبنانية بدعم من البنك الدولي وشركاء آخرين تقييماً لمدى جهوزية القطاع الصحي في لبنان للاستجابة لفيروس كورونا، وأنشأت لجنة وطنية مشرفة على لقاحات كورونا، وأعدت مُسوَّدة خطة وطنية لتوزيع تلك اللقاحات. وتتضمَّن مُسوَّدة خطة توزيع اللقاحات كل العناصر الرئيسية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، وتُمثِّل جزءاً رئيسياً من جهوزية لبنان لإطلاق حملة التحصين.
وستشتمل الخطة أيضاً على تدابير الجهوزية الرئيسية، وهي: إعداد الخطة الفرعية لتوزيع اللقاحات، والإجراءات التنظيمية الأساسية لتوزيع اللقاحات، واستحداث نظام إلكتروني عبر شبكة الإنترنت للتسجيل المسبق للفئات المؤهلة ذات الأولوية، وإعداد وتعميم إجراءات العمل القياسية لتخزين اللقاحات وتوزيعها وتسليمها، والتدريب والإشراف على الموظفين القائمين بعملية التطعيم باللقاحات، وتوفير آليات للإبلاغ عن الشكاوى المتصلة بالتحصين من فيروس كورونا. وستجرى أيضاً حملة توعية عامة لتزويد السكان بالمعلومات عن الأهلية للحصول على اللقاحات، ومواقع التحصين، وأوقات التلقيح، وسلامة اللقاحات وفعاليتها.
وكان البنك الدولي أعلن في آذار 2020 عن إعادة تخصيص أموال من مشروع تعزيز النظام الصحي في لبنان لدعم جهود وزارة الصحة العامة في مواجهة جائحة كورونا، وذلك عبر تجهيز المستشفيات العامة وزيادة قدرتها على إجراء الفحوص المخبرية ومعالجة الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس. ومنذ ذلك الحين، ساعد تسريع إجراءات الشراء من خلال مورِّدين محليين ودوليين وفقاً للإجراءات المعمول بها في البنك الدولي وبالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة في شراء سلع ومعدات تشتد الحاجة إليها في 45 مستشفى. واشتملت هذه السلع على: معدات الحماية الشخصية، و60 جهازاً للتنفس الصناعي و10 أجهزة بي سي آر (PCR) ومجموعات اختبار الإصابة بفيروس كورونا. علاوةً على ذلك، تم تجهيز 50 وحدات عناية مركزة بالأسرّة والمعدات المتصلة بها، ومنها أجهزة متابعة العلامات الحيوية، ومضخات حقن السوائل؛ ومضخات امتصاص المياه، ومضخات التسريب؛ وأجهزة تقويم نظم القلب، وأجهزة الرسم البياني الكهربائي لعمل القلب. ويجري حاليا شراء سلع ومعدات إضافية لتعزيز قدرات وعدد أسرّة وحدات العناية المركزة إلى 180 سريراً وتزويدها بالتجهيزات اللازمة.
الجدير بالذكر أن مشروع تعزيز النظام الصحي في لبنان يُمول عبر مساهمة قيمتها 95.8 مليون دولار من البنك الدولي للإنشاء والتعمير ومنحة بقيمة 24.2 مليون دولار من البرنامج العالمي لتسهيلات التمويل المُيسَّر. ويُقدِّم البرنامج العالمي الذي تم تدشينه في عام 2016 التمويل إلى البلدان متوسطة الدخل التي تستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين، وذلك بشروط ميسرة يقتصر تقديمها في العادة على أشد بلدان العالم فقراً.
تنفّذ مجموعة البنك الدولي، وهي واحدة من أكبر المصادر العالمية للتمويل والمعرفة للبلدان النامية، حالياً تدابير سريعة وواسعة النطاق لمساعدة البلدان النامية على تقوية استجابتها للتصدي للجوائح والأوبئة. وهي تساند تدخلات الصحة العامة، وتعمل لضمان تدفق الإمدادات والمعدات الحيوية وتساعد مؤسسات القطاع الخاص على مواصلة عملياتها واستبقاء موظفيها. وستتيح المجموعة ما يصل إلى 160 مليار دولار من الموارد المالية على مدى 15 شهراً تنتهي في حزيران 2021 لمساعدة أكثر من 100 من البلدان على حماية الفئات الفقيرة والأولى بالرعاية، ودعم منشآت الأعمال، وتعزيز التعافي الاقتصادي. ويشمل ذلك تقديم 50 مليار دولار من الموارد الجديدة من المؤسسة الدولية للتنمية في شكل منح وقروض ميسرة للغاية و 12 مليار دولار للبلدان النامية لتمويل شراء وتوزيع لقاحات كورونا.
أكّد رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي ان تفشي كورونا بات مجتمعياً وداخل العائلات وليس من مصدر خارجي. وقال في حديث لصوت لبنان ان الضوابط يجب ان تطبق بشكل صارم جداً في المطار فالاجراءات الاحترازية تخفف من تفشي كورونا. ورأى انه من المفترض ان تتابع الحالات القادمة في بيوتها لا سيما ان المطار سبق واخذ الى حد ما اجراءات احترازية مثل تخفيف عدد الرحلات وغيرها.
من جهته، أكّد مدير مستشفى الحريري الجامعي فراس الأبيض أن “توصية لجنة اجراءات الكورونا أمس استندت، بتمديد الإغلاق العام لأسبوعين اضافيين، إلى واقع امرين رئيسيين:
أ. تقييم الوضع الحالي لانتشار العدوى المجتمعية للوباء.
ب. تقييم القدرة الحالية للنظام الصحي على استيعاب المرضى والاستجابة لمتطلبات المرحلة الحالية والقادمة”.
وقال أبيض في سلسلة تغريدات عبر “تويتر”: “إحدى المؤشرات الرئيسية لانتشار الفيروس في المجتمع هي النسبة المئوية للفحوصات الايجابية في اليوم. ويشير تصاعد النسبة المئوية للفحوصات الإيجابية إلى انتشار أسوأ في المجتمع. وتُظهر الرسوم البيانية الزيادة الحادة لهذه النسبة خلال الأسابيع الماضية.
وتعد نسبة إشغال أسرة وحدة العناية مؤشرًا على قدرة النظام الصحي على الاستجابة للمتطلبات المتزايدة. على الرغم من الزيادة الأخيرة في أسرة المستشفيات، فإن البيانات من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة تُظهر بوضوح أن المستشفيات تعمل بكامل طاقتها تقريبًا بسبب الارتفاع الحاد في الحالات.
ووفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية في تقييم المرحلة الوبائية، يقع لبنان حاليًا في المستوى الرابع (وهو الأسوأ): وباء خارج عن السيطرة مع قدرة محدودة للنظام الصحي، مما يتطلب تدابير مكثفة لتجنب ارتفاع الطلب على الخدمات الصحية وبالتالي زيادة معدلات الاعتلال والوفيات بشكل كبير.
في الأسبوع الماضي، سجل لبنان أسوأ حصيلة وفيات اسبوعية منذ بداية الوباء. سيؤدي رفع أو تخفيف اجراءات الإغلاق في هذا الوقت بالتأكيد إلى انهيار النظام الصحي مما يؤدي إلى المزيد من الوفيات. هذا قرار غير مقبول وغير اخلاقي. يجب علينا احتواء الانتشار.
ومع ذلك، لا ينبغي تجاهل الآثار السلبية التي قد يخلفها الإغلاق على الاوضاع العامة للمجتمع والأفراد. ويمكن أن يساعد الحوار البناء مع قطاعات الأعمال المختلفة في توجيه افضل لسياسات التعامل مع الوباء.
أيضًا، يتطلب الإغلاق لفترة اطول دعم الأسر الاكثر فقرا. على الرغم من مشاكلنا المالية، سيكون هذا الدعم حيويا وضروريًا. إن الطريق أمامنا يتطلب الكثير من التضحيات، لكننا يجب أن نتذكر أن المساعدة، سواء من الاهل في الخارج، أو الأصدقاء، بالاضافة الى اللقاحات، ستأتي بالتأكيد”.
أوضح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أنّ الهدف من الاتصالات التي تقوم بها “القوات اللبنانية” في الوقت الحاضر، هو تكوين جبهة إنقاذ معارضة في أسرع وقت ممكن من أجل الدفع في اتجاه إجراء انتخابات نيابية مبكرة، تؤدي إلى وصول أكثرية نيابية مختلفة تعيد إنتاج السلطة كلها وفي طليعتها انتخابات رئاسية وتشكيل حكومة إنقاذ طال وطال انتظارها.
وقال في بيان: “إن السلبية والعقبات واللامبالاة التي يضعها البعض في طريق نشوء هذه الجبهة، لا تؤدي سوى إلى إطالة عمر الأكثرية النيابية الحاكمة، وبالتالي إطالة أمد الأزمة، وإطالة درب جلجلة اللبنانيين”.
وأضاف جعجع: “إن الذين يعتبرون أن الانتخابات المبكرة ليست المدخل الصحيح للانقاذ، فليقولوا لنا ما هو المدخل الأفضل باعتقادهم، وأما للجالسين جانبا فنقول لهم ما الفائدة من الصراخ ليلا نهارا، إذا لم نستطع تجميع قوانا لإحداث خرق ما في جدار الأزمة الحالية”.
وأكّد أنّ التباكي والتشكي والانتقاد والتحسر والبكاء على الاطلال لا يفيد بشيء، وما يفيد هو تجميع قوى المعارضة لتشكيل قوة سياسية لا يستهان بها تعمل بكل جد لحصول انتخابات نيابية مبكرة، تكون مدخلا للتغيير المنشود في السلطة، وإلا سنبقى متفرجين متقاعسين نتباكى على الأطلال من دون أن نقدم على أي خطوة تحمل أملا لإخراج الشعب اللبناني من هذا الوضع الكارثي.
صـدر عـن المديرية العـامة لقوى الأمـن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة البـلاغ التالـي:
“في إطار مكافحة عمليات تهريب مادة المازوت المدعوم من الداخل اللبناني إلى الأراضي السورية، كثفت شعبة المعلومات في قوى الأمنالداخلي إجراءاتها الميدانية والاستعلامية على المسالك التي تتم فيها هذه العمليات.
وبنتيجة المتابعة الحثيثة، وبعد أن توافرت معلومات لهذه الشعبة حول قيام إحدى الشبكات بتهريب كميات من المادة المذكورة عبر طريقالمصنع، وذلك عن طريق شاحنات مزودة بخزانات إضافية مخصصة لهذه الغاية، تمكنت دوريات الشعبة بتاريخ 14/01/2021 من رصد أربع شاحنات في بلدة مجدل عنجر البقاعية، وضبطها وتوقيف وسائقيها، وهم كل من: م. م. (مواليد العام 1988، سوري)، م. ح. (مواليد العام1979، سوري)، ز. ج. (مواليد العام 1981، سوري) و أ. ش. (مواليد العام 1980، سوري).
وبنتيجة الكشف على الشاحنات المذكورة، تبين أن لكل منها خزانا إضافيا -غير الخزان المخصص أصلا للشاحنة – ممتلئ بمادة المازوت المهرب. وقد بلغ مجموع كميات المازوت المضبوطة زهاء 4300 ليتر.
وبالتحقيق مع السائقين، اعترفوا بما نسب إليهم لجهة تهريب المازوت إلى الأراضي السورية. وقد تم توقيفهم، وحجز الشاحنات، وضبط كميةالمازوت، بناء على إشارة القضاء المختص”.
نشرت وزارة العدل، على موقعها الإلكتروني، بيان الإعلان عن القرار الصادر بتاريخ 14/1/2021 في الدعوى التحكيمية أمام المركز الدولي لتسوية منازعات الإستثمار (ICSID) وقد ورد فيه الآتي:
“بكل اعتزاز وسرور تعلن وزارة العدل عن الخبر التالي:
صدر بتاريخ 14/1/2021 عن الهيئة التحكيمية في المركز الدولي لتسوية منازعات الإستثمار (ICSID) في واشنطن، القرار النهائي في الدعوى التحكيمية المقدمة في وجه الدولة اللبنانية من قبل السيد عبد الجاعوني و شركة Imperial Holding ش.م.ل (ICSId case No ARB/15/3)، للمطالبة بالتعويض عن أضرار مزعومة ناتجة عن القرار الصادر عن المديرية العامة للطيران المدني- وزارة الأشغال والنقل بإلغاء شهادتي “مستثمر جوي”(A.O.C.) و و”خدمات المساندة الأرضية” (G.H.C) العائدتين لشركة Imperial jet s.a.l.
يشكل هذا القرار التحكيمي إنتصارا مهما للبنان بعد ستة أعوام من الإجراءات التحكيمية. فقد رد القرار المذكور معظم طلبات الجهة المدعية وتقديراتها للأضرار المزعومة التي بلغت قيمتها، إبتداء، ما يزيد عن مليار ومئتي مليون دولار أميركي، واستند الى التقديرات الواقعية المقدمة من الدولة اللبنانية والتي بلغت 218،205،00 دولار أميركي، وهو المبلغ الذي قضى به القرار للجهة المدعية، مع الفائدة البالغة 5،22 بالمئة، في حين أنه قضى بأن تدفع الجهة المدعية للدولة اللبنانية المصاريف التي تكبدتها هذه الأخيرة عن المرحلة الأولى من المحاكمة والبالغة قيمتها 478.939.24 دولار أميركي، وعن المرحلة الثانية منها والبالغة قيمتها 125.861.64 دولار أميركي، مع الفائدة البالغة 5,22 بالمئة. فتكون محصلة القرار التحكيمي أنه أصبح يستحق للدولة اللبنانية في ذمة الجهة المدعية مبلغ 266.201.88 دولار أميركي، وأمسى المطالب مطالبا.
وغني عن البيان أن القرار الحاضر يشكل ثمرة الجهود المبذولة بتفان وإخلاص ومهنية عالية من قبل المعنيين كافة بمتابعة الدعوى، للدفاع الصلب عن حقوق الدولة اللبنانية والمحافظة على المال العام.
لقد آثرت الدولة اللبنانية الصمت طيلة فترة المحاكمة بالرغم من كل ما أشيع حول القضية، وبالرغم أيضا من صدور قرار غير نهائي عن الهيئة التحكيمية بتاريخ 25/6/2018 وقع في غالبية حيثياته وفقراته الحكمية لصالح الدولة، وذلك ضنا بمصلحتها وبموقعها في النزاع العالق أمام المحكمة التحكيمية، ولكن زمن الصمت قد ولى ولهذا الملف وغيره تتمة”.
أفادت غرفة التحكم المروري بأنّ الطريق من مستديرة عشقوت باتجاه فاريا سالكة بصعوبة أمام المركبات ذات الدفع الرباعي او المجهزة بسلاسل معدنية بسبب تكوّن طبقة من الجليد، وبأنّ طريق عيناتا الارز والارز سالكة حتى المصعد الكهربائي امام المركبات ذات الدفع الرباعي او المجهزة بسلاسل معدنية.
أما الطرقات الجبلية المقطوعة حالياً فهي:
تنورين اللقلوق
وطى مشمش الهرمل
القموعة بيت جعفر
القبيات الهرمل
كفرتون الرويمة
جرد مربين الهرمل
كفرذبيان حدث بعلبك
المنيطرة حدث بعلبك
العاقورة حدث بعلبك
معاصر الشوف كفريا
ترشيش زحلة
ضهر البيدر
حدث الجبة تنورين
بعكس ما قيل عن بجرين، انها بلدة أشباح مات أهلوها غرقا في البحر هربا من الطغيان التركي والمجاعه، بجرّين بلدة راقدة بهدوء في وسط بلاد جبيل في منخفض وادع بين بلدتي حصارات وغرفين، ممتد برفق من بطاح بلدة حبالين بانحدار بسيط من الشرق حتى مجرى الماء الشتوي الذي يفصلها عن بلدة حصرايل غربا، كانت بيت مونة ومخزن غلال ومصدر رزق للعديد من عائلات القرى المحيطة بها لخصوبة تربة جلولها وطواريعها ومقاصلها، تغلّ الحبوب وتنتج الخضار وتعطي الثمار من صبار وتين ولوز ورمان وعنب ناهيك عن شرانق الحرير في موسم العز حيث راجت فيها كغيرها من قرى جبل لبنان، زراعة أشجار التوت لتربية دود القز. وكانت بيوتها آنذاك لا تتجاوز الدزينة كما نقلت لي عمتي سعدى عن والدها المختار الياس، وكان يسكنها ملاكون من غرفين من بيت الرويس وبيت راجي، ومن عيدمون من بيت حرفوش ومن كور الهوا من بيت سلهب ومن حصارات بيت الحصاراتي ومن حبالين من عائلات عون وعبّاس وعلاّم وحبالين وكيوان.
هاجر قسم منهم إلى أميركا اللاتينيه خاصة البرازيل، خلال فترات الهجرة اللبنانية الأولى، وقسم منهم نزح إلى الشيّاح ( عون وكيوان وعلّام). ومنهم من تاه في البحر مع الأسطول الفرنسي هربا من الطغيان التركي. (آل حرفوش وآل حبالين). فآلت أملاكهم إلى مشايخ آل نعمه غرفين وبيت تامر حبالين، إنْ بالرهن على أمل العوده أو بالبيع بغية الهجرة والإغتراب، وقسم انقرض بدون عقب ( بيت الحصاراتي ) حيث آلت أملاكهم إلى أخوالهم في حبالين. وكانت إداريّا تابعه لبلديّة حبالين التي تكوّنت من حبالين وحصارات وغرفين وعيدمون وحصرايل وكور الهوا، وهي تتبع إداريا لبلدة غرفين منذ مطلع القرن المنصرم وقبل حرب “الأربعتعش” وقبل المجاعة جرّاء الحصار الذي فرضه الأتراك على الحلفاء من جهة والحلفاء على الأتراك من جهة ثانية. وإذ اصبح مشايخ آل نعمه يمتلكون معظم أملاكها، أوكلوا استثمار مواردها الزراعية بالمناصفة على الفلاحين والمزارعين كشركاء، بعد الإحتفاظ بحق الملكية الكامل لهم دون سواهم من عقار وأشجار، وكان معظم الشركاء من بلدة حصارات.
تولى جدي المختار الياس بمشاركة سعاده حنّوش سعاده ثلاث عودات من عِواد الشيخ أسد راجي نعمه وسكنا وعيالهما في عليّة واحدة.
كان أسد راجي رجلا إقطاعيا فظا، قاسي الطباع متغطرسا وكأنه سليل من أباطرة وسلاطين، وكان جدي طيب السيرة لين الطباع زجالا سريع الخاطر رخيم الصوت تحلو معه الجلسات وتطيب السهرات وينتسى بحضوره الهمّ والعناء. توطّدت العلاقة بينهما كصديقين حميمين حتى حدود رفع الكلفة من جهة الألقاب وصولا إلى توزيع الغلال مثالثة بدل المناصفة… وصار عليه لزاما في أغلب الأيام بعد تعب النهار أن يصطحب شريكه سعاده ومن يشاء لقضاء السهرات العرمرمية على كسر العرق المثلث ووصلات العتابا والميجانا وإرتجال القرادي والمعنى، وطال ذلك الزمان على مدى سنين حتى…؟!
كان الشيخ أسد في مواسم الجني والحصاد في أغلب الصباحات يمتطي بغله يسابق عصافير الدوري يتفقد أملاكه الواسعة على امتداد دون انقطاع من غرفين حتى تخوم بلدة غرزو مرورا بكور الهوا وشيخان، وكانت زوجته تتكفّل بإرسأل الزوّادة ” المتّفق عليها كّما ونوعا كلّ يوم” مع خادمه الأمين صادق إلى عليّة له قرب كنيسة مار الياس.
ظهيرة ذات يوم تشريني مصفرٍّ كأوراق تناثرت فهوت، مغبرٍّ كأشعة شمس لفتها غيمة رمادية، حضرت الزوّادة مع صادق، ففلشها على الأريكة المقفية ومنّى نفسه بعشر أقراص من كبة الحجل المقليّة وبضعة أرغفة من خبز التنور شغل ديّات صديقه شقيقة صادق… وإذ تبيّن أن الأقراص دون التسعة والأرغفة ناقصة رغيفا أمسك عصاه بفشلته وطال نافوخ صادق بعد ما فدغ جبينه بالأولى فأرداه مضرّجا بدماء الذل والخوف والجوع، ولمّا همدت أنفاسه جره ورماه في بئر في قبو العليّة، يعلّمه درسا في الأمانة والإتمان…
ردم فوهة البئر بجزوع الأشجار والحجارة والتراب، وأحكم إقفال منافذ القبو وسدّ مجرى مياه السطح عن البئر وطوى صفحة الخادم ولا من رأى ولا من يحزنون…
لاقت صديقه مصير أخيها عندما حاولت تسأل عنه.
وتمادت الأسئلة عنهما دون جدوى وطال البحث عليهما عبثا، حتى…؟!
بعد سنتين مات الشيخ الجليل، فباع ابنه راجي ما ورثه والده عن جده بمائة ألف ليرة ورق وهام فقيرا لا يلوي على لقمة غداء في كوخ في قفار عمشيت وأضحت حارته مأوى للبوم ومزربا للدواب، وقد عابت أروقتها وهوت جدرانها برسوماتها المائية وبديع فسيفسائها الرخاميّة المرصّعة بالعاج والمرمر وهرّ سقفها وردم كل أثاث وكل طمع وكل جور.
حاول جدي بمساعدة شريكه تنظيف البئر قبل حلول الربيع لحاجتهم الى مياهه في فصل الجفاف، فانزل بكرَه سعدى بواسطة حبل شدّ على بكرةٍ نصبت على قدد من الجذوع المعتّقة، وقبل أن تطأ قدماها سطح ما تبقى فيه من مياه ضحلة، صرخت أنتشلوني.. أنتشلوني هناك جمجمة بشريٍّ ترقص على سطح الماء، انتشلوني..انتشلوني…
فقال جدي لا تخافي يا ابنتي هذه جمجمة صادق، وسيأتي يوم يراها كل الناس ترقص مع جمجمة أخته صديقه في أركان حارة الشيخ أسد راجي شماتة بالذل والخوف والجوع.
ولمّا فرغوا من تنظيف البئر جلسوا على الأريكة يتناولون طعام الغداء، فقال سعاده الآن عرفت سبب إغلاق منافذ هذا القبو اللعين وتابع جدي يسرد القصة بحذافيرها على سعدى ومن حضر لتناول الغداء، يعلّمهم درسا عن الفساد والطغيان.