في لفتة كريمة، كرّم رئيس بلدية بلاط- قرطبون ومستيتا عبدو العتيق خادمتَي الرب الام استر بركات والاخت آلين بركات اللتين أمضتا أجمل سنين خدمتهما في رئاسة وإدارة ثانوية راهبات الوردية في بلدة بلاط، لحسن اهتمامهما بأجيال عديد ة والسهر على تربية أخلاقية ودينية وانسانية لهذه الأجيال .
وفي المناسبة، أقيم قداس في دير الوردية – بيت مري، ترأسه الأب روجيه بركات،
بحضور المكرمتين، والرئيسة الإقليمية لراهبات الوردية في لبنان الأخت مورين باسيل، والأخت رومانا بو طانيوس ورئيس بلدية بلاط قرطبون ومستيتا عبدو العتيق واعضاء المجلس البلدي وفريق عمله ورئيس بلدية جبيل وسام زعرور ولجنة الأهل في ثانوية راهبات الوردية بلاط ولفيف من الأخوات الراهبات وحشد من الأحبة.
في عظته، أعرب الأ ب بركات عن امتنانه لعمته الأم آلين التي تعلّم منها تلاوة صلاة المسبحة.
وفي صالون الدير، جرت مراسم التكريم. فاستهلت الحديث منسقة التكريم راميا صفير، التي قالت: «باسمي وباسم كل مَن مرّ في مدرسة الوردية بلاط من طلاب ومعلمين وموظفين، نقف في هذه المناسبة السعيدة لنكرّم اثنتين من أعظم الشخصيات، وقد تركتا بصمة في حياة أبنائنا وبناتنا، بعد ثلاثين سنة من العطاء .
وألقى رئيس البلدية عبدو العتيق كلمة وفاء معبّرة فقال: «نحن نعتبر هذا اليوم يومًا وطنيّاًبامتياز .جئنا نقول فيه شكرًا للأم أستر والأم آلين. ثلاثون سنة في خدمة الإنسان، من تعليم وتربية وإعداد المستقبل. باسمي وباسم المجلس البلدي وباسم أهلنا في بلاط وباسم الطلاب الذين اعتلوا المناصب العليا بفضلكم، نعترف أنّ وجود مدرسة الوردية في نطاقنا الجغرافي هو فخر لبلدتنا. وجود راهبات الوردية في بلدتنا هو بركة. وسيبقى التنسيق مستمرّاً بيننا لخدمة أولادنا في تَحصيل العلم والتربية.»
وتابع: «منذ أن تولّيت رئاسة البلدية، مرّ ت على لبنان سنوات عجاف، شهدت فيها البلاد انهيارًا ماليّاً واقتصاديّاً، وثورة 17 تشرين، وانتشار وباء كورونا، وانفجار مرفأ بيروت، وأزمة النازحين السوريين، والحرب الإسرائيلية على لبنان، ونزوح ربع سكان لبنان من الجنوب وبيروت والبقاع، وانهيار الوضع الاقتصادي… وكل ذلك جعل أعمالنا تتعثّر ولكن لم نستسلم ولن نستسلم، و (ما في شي بيوقّفنا). أنا والمجلس البلدي نعتذر لأننا نتيجة هذه الأسباب تأخّرنا في التكريم ، ولكن بفضل الله نحن اليوم هنا معكم، وكلمة شكر لا تكفي.»
ثم ألقت الرئيسة الإقليمية لراهبات الوردية في لبنان الأخت مورين باسيل كلمة، جاء فيها: «فيما نحن ننتظر المكافأة من عند الله، يسعدنا أن نلتقي أناسًا مثلكم يكرّمون ويقدّرون. لذلك نشكر رئيس البلدية والمجلس البلدي على ما تقومون به وتبذلونه من تضحيات مجانية.»
وقدّمت للعتيّق صليبًا من الأراضي المقدسة حيث نشأت رهبانية الوردية، وفيه ذخائر من تراب هذه الاراضي. واشارت الى ان الصليب هو رمز العطاء، لأنّ ربّنا قدّم ذاته على الصليب من أجل القيامة. كما قدّمت تمثال الأم ألفونسين لكل من الراهبتين المكرّمتين. وبدوره قدّم العتيق لجميع الراهبات لوحة تمثّل صورة القديسة أكويلينا الجبيلية، المؤتَمن على كنيستها التي رمّمها والده السيد بطرس العتيق في جبيل.
وألقت المكرَّمة الأم آلين بركات كلمة، جاء فيها: «أشكر الكاهن الأب روجيه بركات، والمرنّم الأستاذ فوزي عساكر. وأحيّي الرئيسة الإقليمية والراهبات المحترمات، رئيس البلدية الأستاذ عبدو العتيق والمجلس البلدي، رئيس لجنة الأهل أندريه رحمه والدكتور زياد قبلان والسيدة راميا صفير والحضور الكريم.» وأضافت: «عندما دعاني رئيس البلدية الأ ستاذ العتيق للتكريم أحسستُ بغصّة في قلبي، لأنّ الداعي إلى هذا التكريم إنسان عزيز، نبيل ومحبّ. إعتذرتُ، ليس لأني راهبة فحسب، بل لأن ما قمت به والأم أستر في هذه المنطقة، كان أقلّ واجباتنا ورسالتنا المؤتَمنين عليها. وعلينا نحن ان نكرّم الداعي لِما يستحق من التكريم على كل ما بذله ويبذله من أجل بلاط الجبيلية عمومًا ولأجل مدرستنا خصوصًا، مع أعضاء المجلس البلدي الكرام. فقد أحرجني حيث قال لي: المطلوب منكِ حضور القداس الإلهي معنا، وهذا ما لا يُمكننا أن نرفضه. فلبيت دعوته، وها أنا والأم أستر بينكم ولكم ومعكم.»
وختمت: «بصراحة، غادرنا المنطقة ولم تزل في قلوبنا بلديةً وأهلاً ومدرسةً. وما أعبّر عنه يشمل الأم أستر. لذلك أشكركم داعيةً لكم جميعًا بالتوفيق والصحة والنجاح. ربي وإلهي لست مستحقة هذا التكريم، ولتكن محطة استراحة لنا أنا والأم أستر.»
وكان لرئيس بلدية جبيل وسام زعرور كلمة فقال: «أنا خرّيج هذه المؤسسة وعلّمتُ فيها، وأنا اليوم مدير القسم الثانوي فيها. انتُخبتُ رئيسًا لبلدية جبيل في 21 تَموز 2017، يومها صارحتكم أنني سأُنتَخَب وقد يأخذ هذا المنصب من وقتي فما رأيكنّ؟ أبديتُنَّ كل التعاون، فقالت الأخت أنستازي: هذه مهمة كمهمتنا، إنطلقْ ونَحن بجانبك، وعندما تنجزها تعود وتكمل في المدرسة. وهذا ما ساعدني على أداء مهمتي. وكُنّا نتمنّى أن نكرّمكِ في بلدية جبيل، ولكن المدرسة في النطاق البلدي لبلدية بلاط.»
وفي الختام قطع العتيق وأعضاء المجلس البلدي والمكرمتان والحضور قالب الحلوى، وتبادلَ الجميع أنخاب اللقاء.

