لفت رئيس مجلس حزب الكتلة الوطنية اللبنانية المهندس طارق صقر في بيان اليوم، أن ما يحصل في قرى جبيل من انقطاع مياه الشفة عن أكثر من 10 آلاف مواطن منذ 19 أيار الجاري، إثر احتراق أربع مضخات آبار ارتوازية في بلدات جاج، ترتج، دكان الضهر، والخاربة، يشكل كارثة بكل ما للكلمة من معنى، ويهدد الأمن المائي والاجتماعي في المنطقة.
وقال صقر:“أن تُترك هذه القرى دون مياه شفة لأكثر من عشرة أيام متواصلة، دون أي خطة طوارئ أو حلول بديلة من قبل مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان، هو جريمة موصوفة بحق الناس، الذين يسددون ما عليهم من رسوم وواجبات تجاه الدولة، ولا ينالون بالمقابل أبسط حقوقهم في تأمين المياه.”
واعتبر صقر أن غياب أي تحرك سريع من المسؤولين، وعلى رأسهم وزير الطاقة والمياه، إلى جانب تقاعس مصلحة الصيانة في مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان عن القيام بواجباتها، يطرح علامات استفهام كبرى حول جدية التعاطي مع ملف حيوي بهذا الحجم.
وأضاف:“هل يُعقل أن تتعطل أربع مضخات في آن واحد؟ هل السبب يعود إلى خلل تقني في وحدة التحكم الكهربائية، أم أن هناك مؤشرات خطيرة لانخفاض في منسوب المياه الجوفية بعد شتاء جاف؟ في الحالتين، كان من المفترض وجود خطط احتياطية لتفادي أزمة بهذا الحجم.”
وأشار صقر إلى أن غياب المياه يدفع بالأهالي إلى دفع أثمان باهظة لتأمين صهاريج المياه من مناطق بعيدة، ما يثقل كاهلهم الاقتصادي في ظل أزمة معيشية خانقة. كما لفت إلى الأثر الخطير لانقطاع المياه على الزراعة والسياحة المحلية والنظافة العامة، وصولاً إلى خطر تفشي الأمراض.
وختم صقر بيانه بالتحذير:“لا يجوز أن يُترك آلاف المواطنين، الذين يؤمنون لقراهم نبض الحياة بالزراعة والسياحة والأنشطة الاقتصادية، تحت رحمة اللامبالاة والإهمال. يجب أن تتحمل الدولة كامل مسؤولياتها في معالجة هذه الأزمة فورًا، فالأمر لم يعد يحتمل أي تأجيل. الناس يريدون مياهًا لا وعودًا، وخططًا عملية لا خطابات فارغة.”

