تستنكر لجنة محمية بنتاعل الطبيعية وتشجب بشدّة الحريق الكبير الذي اندلع ظهر اليوم في الجهة الجنوبية المحاذية للمحمية، وتحديدًا في محيط العبّارة/الجسر الذي يصل بين قضاء جبيل ومنطقة إده، وهو موقع معروف بتراكم النفايات التي تُرمى بشكل عشوائي ومخالف للقوانين.
وبحسب المعلومات الأولية، فإن الحريق بدأ نتيجة إقدام أحد الأشخاص المجهولين على إشعال النفايات المكدسة في المنطقة، ما أدى إلى اشتعال النيران وامتدادها بسرعة كبيرة بفعل موجة الحر والرياح الجافة التي تسيطر على المنطقة. وقد التهمت ألسنة اللهب خلال وقت قصير مساحات واسعة من الأحراج والأراضي الجبلية المحيطة، مهددة بالوصول إلى داخل حدود المحمية وقرية مشحلان، ما كان ليُحدث كارثة بيئية وإنسانية لولا التدخل السريع.
وتثني اللجنة على الجهود الجبارة التي بذلها عناصر الدفاع المدني، الذين هرعوا إلى موقع الحريق من عدة مراكز، وتمكنوا من احتواء النيران بمؤازرة فعالة من فوج الكشاف الماروني – فوج الصليب المقدس، وأهالي المنطقة الذين سارعوا إلى المساهمة بما تيسر من إمكانات، مشكّلين خط دفاع بشري طبيعي أمام اتساع رقعة النيران.
كما تتوجّه اللجنة بالشكر إلى المديرية العامة للدفاع المدني، وجميع العناصر الذين شاركوا في عمليات الإطفاء، إضافة إلى قادة وعناصر الكشاف الماروني في منطقة الحروف، والمخاتير، وبلدية إده، وكل من لبّى نداء الاستغاثة وساهم في حماية المحمية والمجتمع المحلي.
وتشير اللجنة إلى أنها كانت قد أنهت مؤخرًا سلسلة من الإجراءات الوقائية شملت تنظيف الحدود الغربية للمحمية، وإنشاء حاجز طبيعي للحد من تمدد الحرائق، فضلًا عن تجهيز نقاط الحماية بقساطل وخزانات مياه، وهي معدات جرى استخدامها اليوم للمساعدة في عملية السيطرة على الحريق.
وتؤكد لجنة محمية بنتاعل الطبيعية أن ما حدث اليوم يشكل ناقوس خطر حقيقي يتطلب تحركًا عاجلًا من الجهات المعنية، لوقف ظاهرة رمي النفايات بشكل غير منظم في مناطق حساسة بيئيًا، وفتح تحقيق شفاف لتحديد هوية الفاعلين ومحاسبتهم وفقًا للقوانين المرعية، منعًا لتكرار مثل هذه الحوادث الكارثية.
