أثناء الدراسة تعلمنا مادة التاريخ واللافت في هذه المادة درسنا عن الحرب العالمية الأولى، تخيلت بوقتها مدى قوة و صلابة اجدادنا ! كم عانوا ؟كم جاعوا؟ كم منهم اقفل منزله و غرق اثناء الهجرة؟ كم منهم اصابه المرض؟و كم قتيل و مشوه و جريح؟
إعتقدت بوقتها إننا كطلاب و مجتمع نعيش بنعيم و بحبوحة و بعيدين كل البعد عما عاشه أجدادنا.
وكأنه مكتوب لوطننا الحبيب العذاب! منذ مئة عام تقريبا حاصر السلطان العثماني اجدادنا برا و بحرا، فحصلت مجاعة و هجرة و تشرد الملايين و حصلت أوبئة من ملاريا و طاعون و غيرها.
الخيال أثناء الدراسة أصبح حاليا واقعا و حقيقة.
ما نعيشه اليوم من مرارة يشبه ما عاشه اجدادنا.
الكورونا خطفت احباؤنا و ما زالت.
أكثر من مئتي ضحية و آلاف الجرحى ما عدا من تشوه و من تشرد ومن تدمر منزله و باب رزقه جراء جريمة إنفجار المرفأ.
الحرائق إلتهمت الأخضر و اليابس،التلوث يهدد أجسامنا،البطالة بأعلى مراتبها،الجوع يهدد عيالنا،الرضيع مقطوع من الحليب و الكهل من الدواء و اللقاح مؤمن للميسور و صاحب النفوذ.
فاتورة المياه ندفعها مرتين و فاتورة الكهرباء ندفعها مرتين و ممكن في الأيام القادمة أن تصبح ثلاث مرات إضافة الى ثمن كيس الشمع و ربطة خبز الفقير و صفيحة البنزين ثمنهما الى تصاعد.
غلاء و فجور ، شركات افلست و أقفلت أبوابها، هاجر خيرة شبابنا،الدولار لامس الإحدى عشر الف ليرة لبنانية،حالة اقتصادية و اجتماعية رديئة و المواطن ينادي و لا حياة لمن نادى.
كفانا عذاب، إرحموا شعبكم يرحمكم من في السماء.
الى من نلتجأ ؟ بالله عليكم أنقذوا لبنان فالله يمهل و لا يهمل.
يوما ما سنصبح اجداد و سوف يجلس أحفادنا على مقاعد الدراسة و على الأكيد سيتعلمون مادة التاريخ و ستصبح هذه المرحلة التي نمر بها اليوم درسا بالتاريخ يتعلمونها و سيتخيلون بوقتها كم عانى اجدادهم على مر الزمن.
اما سؤالي: هل سوف يعيش احفادنا ما نعيشه اليوم و ما عاشه اجدادنا؟

