17.1 C
Byblos
Monday, December 8, 2025
متفرقاتد.جيلبير المجبر : نحن الآن في الصيام الاربعيني المبارك.

د.جيلبير المجبر : نحن الآن في الصيام الاربعيني المبارك.

إنها فرصة مهمة لنا، لكي نعود ونهتدي، ونستنير بتعاليم الرب يسوع المسيح ونتبع خطواته، وخطوأت الآباء القديسين في ممارسة الصوم والصلاة وأعمال الرحمة، والتدرب على اقتناء الفضائل والعودة إلى الله ومحبته ورحمته، والعودة إلى محبة بعضنا بعضا كما اوصانا الرب،

‎طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء، فاحبوا بعضكم بعضا من قلب طاهر بشدة”.

‎ولتبقى قلوبكم مشتعلة بحرارة الإيمان كي يبقى صومكم مباركا.

‎فالصوم ليس مجرد الصلاة والذهاب إلى الكنيسة والامتناع عن أكل اللحوم، هو قبل كل شيء العودة إلى الذات والاعتراف بخطايانا أمام الله، والتوبة الحقيقية والصادقة.

‎هو لقاء مصالحة مع الآخر والابتعاد عن كل ما يؤذيه. وأن نتواضع ونرمي الضغينة والبغض والحقد الذي يدمر النفوس.

‎وان نمتنع عن مظاهر الرفاهية المفرطة، ونتنازل عن بعض الأشياء التي نحبها لإغاثة الفقراء والأيتام وكبار السن والمحتاجين.

‎يقول الرب: “كل ما فعلتموه باخوتي هؤلاء الصغار فبي قد فعلتموه.”

‎وان تكون محبتنا للآخرين انعكاسا لمحبة الله التي سكبها علينا.

‎فلا يمكن لأحد ان يقول أنا مسيحي طالما أن أعماله منفصلة عن المسيح.

‎ومتصلة بابليس الشيطان اللعين.

‎”فاخضعوا إذن لله وقاوموا إبليس ليهرب منكم”.

‎فإبليس الشرير هذا، قد حاول تجربة يسوع عندما صام أربعين يوما في البرية، “وجاع أخيرا”.

‎فواجهه يسوع وقال له: “مكتوب: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله.”

‎ودانيال النبي صام 21 يوما وصار في الرؤيا، وموسى صام أربعين يوما وبعدها صعد إلى السماء، ويوحنا المعمدان تقشف وزهد.

‎اذن، ان فترة الصوم تقوم على الجهادات الروحية.

‎والصوم المعتدل عن الطعام هو نقطة تحول وتصويب لحياتنا، تساعد على تنقية النفس وتعيد لها السلام والطمأنينة، وتريح الجسد، وهي تقصينا عن شهوة الجسد وتقربنا اكثر إلى الله والى بعضنا عن طريق الصلاة المشتركة وأعمال الرحمة.

‎أما الرفاهية الزائدة فتبعدنا عن الله وتنسينا معاناة أخوتنا المحتاجين.

‎هناك من يدخل الكنيسة بوجه الإيمان والتقوى ويخرج منها ليخاصم ويدين من حوله، ويتداول الأخبار الكاذبة والملفقة.

‎أمثال هذا: “لهم صورة التقوى، ولكنهم منكرون قوتها”. وذلك لعدم تفاعلهم مع الكلمة الالهية، بسبب قساوة قلوبهم.

‎ففي هذه الظروف المعيشية الصعبة، نحن بحاجة إلى التواضع والمحبة والتقشف، وأن نبني حياتنا على أسس صلبة، على الكلمة الإلهية، وأن نجسد في أعمالنا حقيقة حضور المسيح في حياتنا. وأن نكون خميرة المسيح في هذا العالم الملحد والظالم. وذلك باحتضان كل محتاج يضعه الله في طريقنا.

‎وهذا الأمر يتطلب منا جهدا متواصلا، والتعاون على ما فيه خير مجتمعنا.

‎فما قيمة الحياة، إذا كانت حياة كل إنسان قائمة من أجل ذاته، لا من أجل احتضان الآخرين ورفع الظلم عنهم.

‎كيف يمكن ان يقول اي إنسان أنا صائم وهو يعيش في الخطيئة والبغض والحقد والنميمة…

‎الرب يسوع المسيح قد دعانا للتوبة والمحبة، وأن نغفر ونسامح كل من أساء الينا. وأن نساعد الفقراء والمحتاجين.

‎وهو يدعونا اليه ليريحنا من اثقالنا قائلا:

‎”تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا اريحكم… فتجدوا راحة لنفوسكم.”

‎”فلنخلع عنا أعمال الظلمة ونلبس اسلحة النور”، ولنات إلى الرب، ولنصل بقلب طاهر ونقي، لكي يبقى الجميع واحدا. وأن تزول الشدة عن وطننا. أمين

- إعلان -
- إعلان -

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- إعلانات -
- إعلانات -

الأكثر قراءة

- إعلانات -
- إعلانات -
- إعلان -
- إعلان -
error: Content is protected !!