يتخبط لبنان اقتصاديا واجتماعيا منذ مدة وبحسب المعطيات فان الحلول بعيدة المنال حتى الساعة، فهل يكون الحل بعبارة: صار بدنا “اخوت شانيه” وما هي رمزية هذه المقولة!
يحكى ان رجلا من بلدة شانيه في قضاء عاليه، كان شديد الذكاء، خفيف الظل، حلو المعشر، يجمع بين الفطنة والشخصية المحببة المرحة، لذا كان من المقربين للامير بشير الثاني حاكم جبل لبنان (١٧٨٨_ ١٨٤٠)، وكان حسن حمزة الملقب بأخوت شانيه يغدق على الامير بحكاياته الطريفة ونصائحه الملمهة لذا ظنه البعض بأنه اخوت علما انه كان على مقدرة واسعة من الذكاء. وذات يوم وبعد انتهاء ورشة بناء قصر بيت الدين، رأى المير بشير ان المياه الموجودة والمؤمنة من العيون المجاورة لم تعد تكفي حاشيته وزائريه نظرا لكبر مساحة القصر وعدد النازلين فيه. وبدأت الافكار تتوارد على ذهن الامير من مستشاريه الى ان وقع الرأي على جر المياه من نبع الصفا الى بيت الدين! وهنا بانت المشكلة، اذ ان المسافة بعيدة جدا، فما كان من “الاخوت” الا ان قدّم مشورته وحله الذكي، فنصح الامير بأن يمد رجال المنطقة من نبع الصفا وصولا الى القصر وكل منهم يحفر خندقا بطوله، ففي حال جرّت المياه حينها سيرتوي منها الجميع، وان لم تجر فستكون الحفرة بمثابة مقبرة لصاحبها. ضحك الامير من شدة اعجاله بفكرة حسن حمزة اي اخوت شانيه، وعليه؛ أصدر المير امره لابناء المنطقة الذين نفذوه من دون تلكؤ نظرا لسطوته اذا اشتهر بقوة شخصيته ودهائه ونفوذه الواسع… فجرّت المياه بأيام معدودة، ومن حينها ضرب القول “اخوت شانيه”.
من هنا نطرح هذه الاشكالية؛ هل ان كل منا مسؤول بداية عما وصلنا اليه؟ وثانيا هل يستطيع كل فرد بحسب قدراته النهوض ولو جزئيا من هذه الكبوة التي نعيشها؟ وهل لكل منا دور في المساعدة على اعادة وضع لبنان بشكله السليم؟

