ما يسمى بالإعلام الكاذب أو fake news، ليس مشكلة لبنانية فقط، إنما هو ظاهرة عالمية لها علاقة بمنظومة العولمة وتطور وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية على اختلافها.
وإذا كان من حق المواطن الوصول الى المعلومة، الاّ ان حقه ايضا ان تكون هذه المعلومة صحيحة وغير كاذبة.
فعندما تتحول وسائل تواصل إلكترونية ومنشورات ورقية ورقمية الى ماكينات لضخ الأخبار الكاذبة بشكل متواصل وتشويه صورة بلد ما والحط من معنويات أهله وتشويه سمعة الأفراد والمؤسسات والسلطات على أنواعها، فإن هذه الأخبار الكاذبة تكون جزءا من حرب نفسية تُشن على هذا البلد. وهنالك مقالات ودراسات بالآلاف عن الحروب النفسية وكيفية إدارتها.
فضلا عن ان الجميع في لبنان قد سمع في شكل مباشر او غير مباشر بمحاولات للابتزاز المالي لأشخاص او مؤسسات في مقابل كتابة اخبار كاذبة، او عدم كتابتها.
ان ما يعيشه لبنان اليوم من فوضى إعلامية وحرب نفسية سيبيرية والحط من قدرات البلد وتشويه صورته، فضلا عن ابتزاز اصحاب رؤوس الأموال والمؤسسات والأسلاك، إنما ينطوي على قصف عشوائي إعلامي كاذب، أكثر منه صحافة محترمة ومسؤولة.
فهل من الممكن ضبط إيقاع الاعلام الكاذب ام انه كتب للبنان ان يعيش الفوضى واليأس والتيئيس؟
المطلوب ليس المراقبة المسبقة للإعلام، ولكن ان تأخذ محكمة المطبوعات الدور المعطى لها بموجب القانون بملاحقة الاعلام الكاذب والذم والقدح بالأفراد والمؤسسات، كما والإضاءة على موضوع الابتزاز المالي والرشوة الإعلامية والاكباب على مكافحة هذه الآفة الوطنية.

