لم تشأ هذه الأزمة الإقتصادية الصعبة أن تمر مرور الكرام دون أن تُهلك ما تبقّى من القطاع الصناعي.
فالصناعة كسائر القطاعات تلفظ أنفاسها الأخيرة، والإستمرارية أصبحت شبه مستحيلة طالما الوضع يتجه إلى الأسوء، وبالتالي صرف الموظفين بهدف تخفيف الأعباء على المصانع والشركات لا مفرّ منه.
مصنع كابلات لبنان في منطقة نهر ابراهيم – جبيل، من الأقدم والأشهر لبنانيّاً وعربيّاً، والرّائد في صناعة الكابلات في لبنان، يواجه اليوم الأزمة بصعوبة كبيرة، فقد علم موقع “قضاء جبيل” أن إدارة الشركة أقدمت على صرف عدداً لا يُستهان به من الموظفين كمرحلة أولى على أن تتبعها مراحل صرف أخرى إذا ما إزداد الوضع سوءاً.
وأضافت مصادر خاصة لموقعنا بأن الشركة أعلمت موظفيها المصروفين أنها ستدفع لهم كامل مستحقّاتهم على أن تُقسّم إلى عدّة دفعات متتالية وليس دفعة واحدة.
إذاً هذه الخطوة رغم صعوبتها، تبقى الحل الوحيد ربما للشركة لتمديد فترة صمودها كي لا تضطر للإقفال التّام.
يُذكر أن شركة كابلات لبنان حاصلة على شهادتي ISO 9001 و ISO 14001، تعمل على تطوير إنتاجها بمساعدة فنية متطورة من الشركة الفرنسية Nexans، ما يساعدها على تصدير منتوجاتها إلى جميع البلدان دون إستثناء.
مع الأسف، لبنان يمر في أصعب أزمة إقتصادية، وقد صنّفها البنك الدولي بأنها من أصعب ثلاث أزمات في العالم، وبالتالي القطاعات برُمّتها تدفع الثمن على كافة الأصعدة، كما المواطن اللبناني الفاقد لأدنى حقوقه ومقوّمات صموده ويعيش في أزمة بطالة لا نهاية لها إلى أجل غير مسمّى.

