تحياتي وتمنياتي بدوام الصحة وباستمرار النشاط وبتدفّق الخيرات، أوجّهها، معجونة بالعاطفة وممزوجة بالأمل، ومزدانة بالمحبة، ومكتوبة بمداد الحزن ،وموقٍعة بصدق الإحساس، ًومعطّرةبطيب الأنفاس، إلى بلدة أحببتها وأحبّتني، شاركتها أحزانها وأفراحها وشاركتني،عشقت أهلها وترابها وجوّها ونسائمها وعشقتني، فأضحى عيدها كأنه عيد رعيّتي, وعيد سيّدة فتري يتمترس في حنايايَ كعيد سيدة البيدر.
سنوات وسنوات، وأشارك في العيد وتشارك معي حصارات، وتنتعش كلماتي المزروعة في أرض الوفاء وتنبت سنابل صداقة وأخوٍة، وتصدح المعاني لتناغش الأغاني, فتكبر الأماني, وتدور الساعات وكأنها ثواني،. سنوات وسنوات وتكدّست بعددها, وتقدّست بروحانيتها وبعطاءاتها، ليتأهّب المنبر ونتأهٍب معه على زهو ونضارة وعلى أرض تعانق عظمة الحضارة، والكلمة تحضر عفوية بعفوية أهل فتري، وعميقة بعمق محبّتنا لفتري.
وهذا العام يعود العيد بالدمع ،ويبقى الرجاء في النفس، فنفتقد فرحة العيد!!! لتغمرنا صاحبة العيد في ظل حمايتها على الأرض ،ومع غمار رحمتها في السماء.
فالرحمة لأرواح من دخل الأخدار السماويّة من أصدقائنا، في طليعتهم ،من لنا برفقته حكايات وحكايات ،متدثًرة بالهمّة ومتبرًّجة بالبسمة وموسومة بالسخاء ومغدقةبالعطاء،ألا وهو نائب رئيس لجنة الوقف ا لصديق الراحل نظير ضو.
فسلاماتي اليكم جميعا يا أهالي وسكان تلك اأرض الطيبة والأرجاء الوفية،الى البلديّة برئيسها الأستاذ مروان سعيد وأعضائها، الى كاهن الرعية الجديد إيلي شليطا،عساه يكون خير خلف لخير سلف أي للصديق الدائم الخوري بطرس عطالله، والى الأب جوزف الدكاش ،والى المختار بشير الجميل وأعضاء لجنة الوقف وسائر الجمعيّات الأهلية والمنظمات الرسولية… والى كل انسان من أبناء هذه الرعية المباركة. عسى الأيام تعود الى سابق عزّها وبهجتها وجمعتها، فنعود الى ربوع جارة أدونيس وعشتروت، ونستعيد جمالية الأيام المشرقة والليالي المضيئة، بعيدا عن الهموم والأوبئة والأزمات والمصاعب، وكل ذلك في تلك الرحاب وعلى إيقاع الفرح والترحاب، وفي عيد مولد العذراء عساه يترافق غدا مع مولد جديد للبنان بشفاعتك يا أم رب الفداء.

