على وقع انتظار مواقف الأفرقاء اللبنانيين على مبادرة الدول الخليجية التي حملها وزير خارجية الكويت، جاء موقفيّ رئيسيّ التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية ليقطعا الشك باليقين.
باسيل وفي موقف ملتبس من المبادرة أكّد في التصريح وجود نقاط خلافية تحتاج إلى حوار داخلي، ما فُهِم وفق أوساط سياسية أنّه عملية تطيير لجوهر المبادرة ورميها في مستنقع من التمييع والمماطلة، بينما كان موقف جعجع أكثر وضوحاً وحسماً لناحية تأييده الشامل لها ومطالبته لرئيسيّ الجمهورية والحكومة بتبنّيها لاعتباره إيّاها تتكامل مع جوهر الدستور اللبناني.
الموقف الرمادي من “مبادرة الفرصة الأخيرة” وضعته الأوساط نفسها في إطار تأييد باسيل المطلق والذي لا رجوع عنه لحزب الله حتّى لو كلّف الأمر التضحية بكلّ الآمال المتبقيّة لإعادة علاقات لبنان مع الدول العربية والغربية لسابق عهدها.
وعلى المقلب الآخر، لم يكن موقف جعجع الواضح في خياراته مجرد تصعيد كلاميّ، كونه ألمح إلى عدم قدرة المنظومة الحاكمة على تبنّي البنود السيادية في المبادرة، داعياً الشعب اللبناني إلى تأكيد خياره لها في العملية الانتخابية منتصف أيار المقبل.

