أعاد إطلاق الحملة الانتخابية لحزب القوات اللبنانية إلى أذهان اللبنانيين مشهديّة الرابع عشر من آذار التي توحّد فيها الشعب اللبناني بوجه الاحتلال السوري ونجحوا بدحره بعد سنوات من الاضطهاد والعذابات.
“أثبت يوم ١٤ آذار ٢٠٠٥ أنّ ما من شيء مستحيل في هذه الدنيا”، إنطلاقاً من هذه “العبارة-العبرة” أطلق رئيس “القوات” سمير جعجع دعوته إلى اللبنانيين لاستكمال معركة استرداد السيادة التي بدأت منذ ١٧ عاماً، مُلمّحاً إلى براعم الربيع الثاني التي بدأت بالظهور، واضعاً الانتخابات النيابية القادمة في خضم المسار الآذاري الذي ينشد الانتصار على كبوته.
أن تضع معراب الاستحقاق الانتخابي في مصاف الربيع الثاني لثورة ١٤ آذار، فهي بذلك تُلبسه الثوب المصيري الذي يتطلّب تضافر جهود المكوّنات اللبنانية كما حصل عشيّة انتفاضة الاستقلال، ويأتي ذلك استكمالاً لانضمامها إلى الجبهة السيادية التي أطلقها حزب الوطنيين الاحرار، ومن ثمّ إعلانها عن التحالف مع الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي يبدو أنّه آخذ بالتوسّع ليشمل شرائح واسعة من السياديين من كافة الطوائف اللبنانية وفي مقدّمتها السُّنّيّة والشيعية، أسوةً بما جمعته ثورة الأرز ٢٠٠٥.
فهل تنجح معراب وبقية القوى السيادية من تسطير النتائج نفسها التي حصدتها في الربيع الاول، فيكون ١٥ أيار إعلان شعبي للربيع الثاني؟

