خاص – بعد الإعتداء على خال نون الخوري صوما.. إستياء كبير من تصرفات المطران عون
وأطلّ ليل الويل على مُحيّا جبيل، وطال الظلم والنزف صميم مدينة الحرف ،وعلى وقع إغتيال القضاء إستيقظ أهالي القضاء، وبالمشاعر الحزينة استنفرت المدينة، ومن يكون وليم نون!!!،إنه ذلك الفتى الذي بعشق الحقيقة مفتون،والذي يقف بوجه القتلة والمجرمين ، وان وصفه المتٱمرون والمفجرّون بالمجنون،إنه إبن مشمش الأبيّة أرض القداسة الحقيقية، والتي تسكن بين عنايا ولحفد ويغمرها الإيمان من فيض مار شربل وبركة الأخ إسطفان، إن “وليم” هو كما نحن وكما البطل شقيقه “جو” ، خرّيج مدرسة العنفوان وابن “الطلائع والفرسان” ،هو ذلك الشاب،الذي باندفاعه وجرأته ولج الألباب،لا بل أضحى رمزا للمطالبة بإحقاق الحق، ولقب “بطل الحقيقة” إستحق، وحاولت الدولة المتخاذلة أن تستخدم معه الوهرة، فنال من وقفاته البطولية أسمى معالم الشهرة، وما سعى الى الزعامة كما يسعون هم الى الفخامة، لكنه أسقط القناع وفضح أرباب الخداع
، بعد تلك التصرفات الغبية والهجمة العنترية، على المحتشدين بصدق نيّة، مستنكرين ما قام به أزلام الدولة المجنونة، من قرارات جائرة وبمتاريس أكاذيبهم مصونة ،ومن تصرفات أقل ما يقال فيها وعنها “عاهرة وممحونة”، وبلغت ذروتها من خلال توقيف البطل الذي نزفت جراحه بعد أن فقد جناحه، هو كما الكثيرين الذي باتوا “حزينين” ومدّمرين ومشرّدين،من جرّاء إنفجار العصر، الذي دمّر بيروت وحرق البيوت وعبقت منه روائح الموت والتٱمر على هذا الوطن من الذين يزعمون أنهم بُناته وحُماته. فيلاحقون البريء ويوقفونه، ويدافعون عن المجرم ويحمونه وخلف جدران قصورهم يحرسونه،ويصحّ فيهم قول جبران:
فسارق الزهر مذموم ومحتقر
وسارق الحقل لا تدري به البشر
… ونزل الأوفياء للمطالبة بإطلاق سراح “وليم،” بعد أن انسابت دموعهم مع دموع تلك الأم الموجوعة ،والتي على فقد فلذة كبدها مفجوعة، فسمعوا صوتها الصارخ في برّية القهر والحقد والتجني ،وهي التي لا ولن تسخى بابنها الثاني، وتريد بعد أن تقبّلت ب”جو” التعازي، أن تتقبّل ب”وليم” التهاني، ومعها صدحنا وصدح لبنان بكل مناطقه والأديان، وليس غريبا على جبيلنا بأن تظهر وحدتها الوطنية ونموذج تعايشها ، مستعيدة تلك الوثيقة التاريخية، التي وقّعت أوائل الحرب المشؤومة على أرض عنايا المقدّسة، وهكذا اليوم انطلقت المشاعر المتعاطفة وهبّت العاصفة، ونزل المحبّون يتحَدّون برد ومطر كانون، وكان في طليعتهم ذلك النائب الذي يريد أن تبقى جبيله أحلى وعلى كل الصغائر أعلى، نعم لقد انطلق من جبيل” الشيخ الإمام” وذهب بمواقفه الى الأمام ،وقصد مديرية أمن الدولة والتقى من إعتدت عليه هذه الدولة، ذلك الشاب البطل الذي بالأمس وبانفجار مرفأ عاصمتها جرحته، واليوم بانفجار بركان حقدها ذبحته،أما الصديق “الكاهن الخال” فنزل بين المستنكرين والغاضبين كي يشدد على المطالب ويعمل مع من يعملون على عودة من أضحى وحيد البيت الى البيت، وكان أن شاهدنا ما شاهدناه من أشنع الصور ،حيث البذّة الوطنية تعتدي على الجبّة الكهنوتية، وتلك الوجوه المحتشدة على الطرقات ، علّها تتلّقى التباشير والإشارات،فإذا بها تلاقي الكدمات والضربات وهي التي ما إعتادت على قطع تلك الطرقات بالبلطجة والإطارات، بل بأصواتها الجريئة وإندفاعتها البريئة ،وفي الأوضاع الدقيقة وحين تُغتال الحقيقة.
وفي الختام ومع التمنيات بأن نصل بأبشع الحكايات إلى أنجع الخاتمات، أُبلسم الحال، وأختم المقال، بهذه الحكمة الشعريّة والتي تزرع الٱمال بعد شناعة الأفعال
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بدّ أن يستجيب القدر
ولا بدّ لليل أن ينجلي
ولا بدّ للقيد أن ينكسر.

