أشارت “الاخبار” الى ان كل شيء يشير إلى أن الأزمة السياسية مرشّحة للاستمرار أسابيع وأشهرا. لكن هل يحتمل الوضع في البلد مزيداً من التأخير؟ تؤكد مصادر اقتصادية مطّلعة أن الدعم بعد ترشيده، يفترض أن يكفي لأشهر عدة، وبالتالي لا مشكلة في هذا الجانب، لكن المشكلة الفعلية تتمثل بأمرين: عدم القدرة على وقف انهيار سعر صرف الليرة والزيادة المستمرة في أعداد العاطلين عن العمل. ولذلك، يؤكد المصدر أن على الحكومة أن تتولى مسؤولياتها وتعمد إلى صرف القرض الذي وافق عليه البنك الدولي لصالح برنامج دعم الأسر الأكثر فقراً، مشيراً إلى أن توزيع المبلغ الذي يفوق ٢٥٠ مليون دولار على الأسر المشمولة بالبرنامج، يمكن أن يساهم في لجم الارتفاع المستمر في سعر الدولار.
اعتبر مصدر ملاصق للعهد انّ “فكرة عقد لقاء برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سابقة غير حميدة في الحياة الدستورية اللبنانية وتعني عملياً انهاء العمل بالدستور الذي ينصّ صراحة على كيفية تأليف الحكومة، ومع كل الاحترام لصاحب الغبطة فإن هكذا لقاء كان ممكناً نسبياً لو انّ رئيس الجمهورية ميشال عون ما زال رئيساً لتكتل التغيير والاصلاح، واي اتفاق حول تأليف الحكومة يجب أن يخرج من بعبدا ويتمّ التعبير عنه عبر صدور ثلاثة مراسيم معروفة”.
من جهة ثانية، لوحظ، بحسب “الانباء الكويتية” ان البطريرك الراعي بقي جالسا على مقعده اثناء تحدث الرئيس عون للصحافة ووسائل الاعلام، وقد حجبت صورة هذا المشهد بعد عرضه تلفزيونيا. وسألت “الأنباء” مصدرا متابعا عما يعنيه ذلك، فأجاب: يعني ان وجهات النظر لم تكن متطابقة بين الرجلين، عدا ما يتصل بتقبل التهاني بالعيد.
وبالفعل، فقد تبين ان البطريرك الراعي اقترح على الرئيس عون جمعه مع الرئيس المكلف سعد الحريري الذي عاد ليلا الى بيروت بعد اجازة عائلية في الخارج، وان الرئيس عون لم يمانع، وكذلك الرئيس الحريري، الا ان الاتفاق على موعد اللقاء لم يحصل بعد. وكان البطريرك الراعي يراهن على اللقاء، كي تصدر عنه التشكيلة الحكومية الانقاذية التي تحدث عنها الراعي، الذي قرر متابعة العمل على ترتيب اللقاء.
وحول هذه المسألة، أوضح مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن لا صحة للمعلومات التي نشرت عن أن اجتماعا كان سيعقد امس في بكركي بين عون والحريري برعاية من البطريرك الراعي. وأضاف: “الصحيح أن مثل هذا الطرح عرضه البطريرك الراعي على رئيس الجمهورية خلال اجتماعهما امس ولم يكن الرئيس عون على علم مسبق به”.
ودعت المصادر المتابعة الى الاهتمام بما سيعلنه رئيس التيار الحر جبران باسيل الساعة 12 ظهر الأحد، غير الشماتة بالرئيس ترامب الذي أصدرت ادارته العقوبات بحقه، ويبدو ان باسيل اختار التحدث بعد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي اطل مساء امس عبر برنامج “صار الوقت” مع الاعلامي مرسيل غانم من شاشة “إم تي في”، وبعد مقابلة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مع قناة “المنار” في الثامنة والنصف من مساء اليوم، ليأتي كلامه بمنزلة جواب وموقف مما سيطرحه هؤلاء في الموضوع الحكومي خصوصا.
واستبعدت المصادر قبول فريق الممانعة بولادة الحكومة من بكركي لاعتبارات تتعلق بالقيمومة السياسية على المستوى الماروني، وابرز ظهور لهذا التباين تجلى بين العماد عون والبطريرك الراحل نصرالله صفير.

