ابن بيت عاقوري كتلوي عريق ، يحمل اجازة في الحقوق, ودراسات عليا (ماسترز) في العلوم السياسية والعلاقات الدولية. تميّزت عائلته منذ القدم , بأنها نقطة تلاقي لأبناء العاقورة والجوار.
ابن ال 36 ربيعا” , يحمل شعلة ضمير لبنان العميد ريمون اده في الجرأة والمصداقية والنزاهة والاستقامة, وقد برزت تلك الصفات, من خلال حسن ادارة ياغي لمكتب النائب زياد الحوّاط منذ تولّيه هذه المهمّة في ايلول 2014 حين كان الحوّاط في تلك الفترة رئيسا” لبلدية جبيل بيبلوس (2010 -2017).
جيرار-جونيور غائب كلّياً عن مواقع التواصل الأجتماعي , اذ يعتبرها مضيعة” لوقته, لا يملك حسابات على أيّ منها, ينتقد ما ينقل اليه من مستوى متدنّي للتعليقات والمواقف والآراء وردود الفعل التي تمسّ بالكرامات والأعراض من أي جهة اتت. يردد ياغي قولاً للروائي والباحث الايطالي الراحل أمبرتو ايكّو :” ان أدوات مثل تويتر وفايسبوك تمنح حقّ الكلام لفيالق من الحمقى , ممّن كانوا يتكلّمون في البارات فقط , بعد تناول كأس من النبيذ, من دون أن يتسبّبوا بأيّ ضرر للمجتمع, وكان يتمّ اسكاتهم فورا” . اما الآن فلهم الحقّ بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل ! انه غزو البلهاء. ” (انتهى كلام ايكّو)
ويضيف: تميّزنا هويتنا الكتلوية, فهذه المدرسة ناضلت منذ العام 1946 مع مؤسسها الرئيس اميل اده في سبيل لبنان بشرف, وقدّمت الكثير من اجل الوطن. يترحّمون اليوم على العميد ريمون اده من خلال تغريدات وتعليقات ومواقف وتصريحات, وقد حاربوه خمسون عاما” بشتّى الطرق والوسائل والأساليب التي اتيحت لهم, من تزوير نتائج الانتخابات النيابية ومحاولات اسقاطه, مرورا” بعرقلة وصوله لتبوّء سدّة الرئاسة الأولى, وصولا” الى محاولات اغتياله المتكررة, بهدف تسيير مصالحهم الضيّقة, وبسط سيطرتهم, وتمرير صفقاتهم, وتنفيذ مخططاتهم الجهنميّة, وفرض رهاناتهم الخاطئة. انّ هؤلاء همّ من أوصلنا الى ما نحن عليه اليوم . يقول لهم : trop tard
يرددّ ياغي ما كتبه الراحل غسان تويني في يوم وفاة العميد: انّ الذين غيّبوا ريمون اده عن ارضه وهو بعد حيّ فعّال انما كانوا, على تعدد مشاربهم وتضارب مصالحهم, يريدون الّا تكون للبنان الرئاسة التي تنقذ استقلاله وديمقراطيته وسيادته من حروبهم ومعاصيها والمآسي. (انتهى كلام تويني)
ما يلفت انتباهك بجانب مكتبه, هي صورة للعميد ريمون اده, محاطاً بالشيخ نسيب الحواط وعقيلته, والى جانب الصورة, كتاب ريمون اده جمهورية الضمير لنقولا ناصيف ! يقول: درسنا في هذا الكتاب وتعلّمنا من خلاله الصحّ من الخطأ , بدّك غيرنا يعرف يقرا في , واذا عرف, بدّك يفهم شو مكتوب ! بس تكون ابن هالمدرسة ما فيك بقى تسمع لحدا … الكل عم يسمعوا منّك ويقولو يا ريت سمعنا من زمان , ما كنّا وصلنا لهون!
في مكتب الحواط , يدير ياغي والفريق المعاون له, اجندة العمل اليومية باحتراف, فالجميع هنا يعرف مسؤولياته وواجباته كما يقول. الناس أعطتنا ثقتها وعلينا أن نكون على قدر هذه الثقة دائما” وان نحافظ عليها ,فمن واجبنا ان نبذل كلّ ما بوسعنا لخدمة الناس خاصة” في هذه الظروف المأساوية.
انتسب جيرار-جونيور الى حزب الكتلة الوطنية اللبنانية عام 2001 ليكمل مسيرة عائلته وأجداده الى جانب آل اده لأكثر من ثمانين عاما” على حدّ تعبيره. انطلق من مصلحة الطلاب, فعيّن نائبا” لرئيس المصلحة , ثم نائبا” لمفوض الشباب, وقد تم تعيّينه عضوا” في مجلس الحزب عام 2012 , ومفوضاً للشباب عضواً في اللجنة التنفيذية عام 2014. يقول : قدّمت استقالتي من مسؤوليّاتي الحزبيّة في تشرين الثاني 2018 مع احتفاظي بعضوّيتي في الحزب, والسبب هو اعتراضي الشديد على المجموعة الجديدة التي سلّمها العميد كارلوس اده القيادة, ومعارضتي للتعديلات التي الحقوها بنظام الحزب, من الغاء منصب العميد ونقل صلاحياته الى اللجنة التنفيذية والأمين العام , وانشاء مجلس شيوخ وغيرها…
ياغي لا يعرف الراحة , مشهود له بالدقّة في متابعة شؤون الجبيليين, لذلك هو محطّ ثقة كبيرة من النائب زياد الحواط. يقاطعك بين الدقيقة والأخرى رنين جرس هاتفه الذي لا يعرف السكينة! يقول : انا وفريق العمل في جهوزية قصوى في ظلّ الوضع الراهن فيما يخصّ تفشّي وباء كورونا. نعمل بتوجيهات الريس زياد, ونساعد الراغبين في تأمين مراكز للحجر الصحّي, حسب حاجة كل مريض, والباقي على الله . يقول بعض عارفي جيرار-جونيور انه لا يحبّ ال show off وهو low profile . يملك ثقافة سياسية واسعة ودقّة معلومات ممّا يجعل احد المثقّفين الجبيليين يقول عنه: ياغي لا بديل له , انه الرجل المناسب في المكان المناسب. الريس زياد يعرف من اختار. جيرار يمتاز بشخصية قويّة , رجل صادق, يفرض احترامه على الآخرين, واضافة” الى الكاريزما التي يتمتّع بها , له حضوره اللافت.
يحافظ ياغي على ارث آل اده وتاريخ الحزب, من خلال ارشيف نادر, يضمّ صورا” ووثائق تاريخية ومستندات تتميّز بمحتواها وكمّيتها ونوعيتها, وقد سعى جاهدا” لجمع هذا الأرشيف منذ عشرين عاما”, كما انه يعمل منذ فترة لتعريبه, واصدار كتاب يؤرخ فيه هذه المسيرة الناصعة البياض كما يصفها.
تصغي الى هذا الشاب بتمعّن, لدقّة معلوماته, وأسلوبه الفريد المميّز في سرد الأحداث والوقائع. يحدّثك عن الأنتداب الفرنسي والبطريرك الحويك ولبنان الكبير والرئيس اميل اده الذي اثبت التاريخ صوابيّة خياراته كما يقول ,عن الاستقلال ومسرحية قلعة راشيا كما يسمّيها, عن تجاوزات السلطان سليم الخوري شقيق الشيخ بشارة وتزوير انتخابات 25 ايار 1947, عن اعدام الزعيم انطون سعاده والمحاكمة الغير العادلة بحسب سرده لهذة الواقعة, عن اغتيال الرئيس رياض الصلح في الأردن, عن عهد الرئيس كميل شمعون وجمال عبد الناصر وثورة 1958 , عن انقلاب القوميين, عن النهج الشهابي وتدخلات المكتب الثاني, عن الحلف الثلاثي, عن اتفاق القاهرة الذي كان بداية النهاية التي وصلنا اليها على حدّ قوله, عن حرب ال 1975 والمؤامرة الكبيرة التي حذر منها العميد ريمون اده مرارا” ومخطط هنري كيسينجر الذي قال له العميد : لبنان صائر بسببك الى زوال, عن اليمين واليسار والمنطقتين الشرقية والغربية والجبهة اللبنانية والحركة الوطنية, عن دخول الجيش السوري تحت شعار قوات الردع العربية, عن محاولات اغتيال ريمون اده الثلاثة وشهداء الكتلة الوطنية في جبيل وجاج عام 1976, عن منفى العميد الاختياري في باريس طيلة اربعة وعشرين عاما”, عن تغييب سماحة الأمام السيد موسى الصدر ودوره الوطني الجامع وحرصه الدائم على العيش المشترك والوحدة الوطنية, عن الاجتياح الاسرائيلي للبنان واحتلال اول عاصمة عربية والخطر الصهيوني ومطامع العدو في ثروة لبنان المائية (انهر الليطاني والوزاني والحاصباني) وضربه كموقع سياحي ممييز في الشرق الأوسط وانهاك اقتصاده والقضاء على مرافقه الحيوية, عن اتفاق 17 أيار , عن حربي التحرير والألغاء, عن اتفاق الطائف الذي نسف صلاحيات رئيس الجمهورية وما يعتبره ياغي معيباً على مجلس نيابي يجتمع خارج لبنان لتعديل الدستور اللبناني ممّا جعل من رئيس الجمهورية باش كاتب على حدّ قول العميد اده, عن انسحاب الجيش الأسرائيلي من جنوب لبنان والبقاع الغربي, عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري وثورة الرابع عشر من اذار, عن انسحاب الجيش السوري, عن حرب تمّوز, عن اتفاق الدوحة, وصولا” الى ثورة 17 تشرين ومطالب اللبنانيين المعيشية والوضع الاقتصادي والأنهيار المالي والفساد المستشري في ادارات الدولة, وانفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي.
يردد قول العميد اده : لبنان الذي نعرفه انتهى ! مئة عام على انشاء دولة لبنان الكبير ! يسأل : اين نحن اليوم من لبنان الكبير؟ كان ريمون اده صوتا” حرّا” صارخا” في ساحة المجلس النيابي وكل الساحات, حامي الحريات, وأول المطالبين بحياد لبنان وبالقبّعات الزرق على الحدود اللبنانية الأسرائيلية .
يضيف : العميد العنيد قامة وطنية نادرة وفريدة من نوعها لا مثيل لها, ولن تتكرر, ويقول ياغي انّ زياد الحواط يمثل اليوم هذا الصوت الحرّ في شجاعته ومواقفه الوطنية المشرّفة. يعتمد سعادة النائب على خطاب واضح وصريح , عالي النبرة , يهدف من خلاله الى ايصال صوت الناس ووجعهم ومطالبهم وحقوقهم المهدورة الى داخل اروقة وقاعة مجلس النواب واحداث التغيير المنتظر منذ زمن. الحواط صوت الثورة على الفساد وهدر المال العام. هو صوت الشباب والتغيير الحقيقي للوصول الى دولة عادلة, ينعم ابنائها بتطبيق القوانين, فيها الحدّ الأدنى من احترام الأنظمة وحقوق الأنسان, والعيش بكرامة.
أخيرا”, امام جيرار – جونيور ياغي في هذه المرحلة, طريق طويل وعمل شاق , لأستكمال المسيرة الناجحة التي تجلّت في السنوات الماضية. كل التقدير والتوفيق الى مدير مكتب النائب زياد الحواط من فريق عمل موقع قضاء جبيل.
