16.1 C
Byblos
Sunday, December 21, 2025
بلوق الصفحة 125

بالصورة-حادث عمل مأساوي يودي بحياة إبن البترون الشاب المغترب في أفريقيا

فاجعة جديدة خيّمت على البترون برحيل الشاب المغترب إسطفان جميل زبليط، الذي توفي بشكل مأساوي في إحدى الدول الأفريقية خلال عمله، بعد أن سقطت قطعة حديدية على رأسه وأودت بحياته فورًا.

إسطفان، ابن البترون الطيب، غادر وطنه سعيًا وراء حياة كريمة ومستقبلٍ أفضل، فعاد إليه جثمانًا يحمل خيبة حلم لم يكتمل.

غادرنا الشاب الخلوق، البشوش، صاحب الابتسامة الدائمة والأخلاق العالية، في ريعان شبابه، تاركًا ألمًا كبيرًا في قلوب عائلته وأصدقائه وكل من عرفه.

بالفيديو-سيارة تصدم مواطنة تحاول عبور الطريق

شهد أوتوستراد جزين اليوم حادث سير مروّع بعدما صدمت سيارة مسرعة مواطنة كانت تحاول عبور الطريق

نقابة المحامين تختتم سلسلة محاضرات التدرّج بنقاش حول أخلاقيات المهنة في العصر الرقمي

اختتمت أمس في نقابة المحامين في بيروت سلسلة محاضرات التدرّج بمحاضرة مهمة تحت عنوان “نظام ‏آداب مهنة المحاماة ووسائل التواصل الاجتماعي”، والتي ألقاها المحامي الأستاذ فادي إبراهيم، بحضور ‏النقباء السابقون النقيب أنطوان قليموس والنقيب أنطونيو الهاشم ورئيس محاضرات التدرج الأستاذ ‏ايلي قليلون وامين عام الرابطة المارونية الاستاذ بول كنعان وعدد كبير من المحامين المتدرّجين والمسجلين في الجدول العام والعاملين في المجال القانوني‎.‎
تناولت المحاضرة التحديّات الأخلاقيّة والمهنيّة التي تواجه المحامين في عصر التكنولوجيا الرقمي، مع التركيز ‏على كيفية تطبيق دقائق نظام آداب المهنة ومناقب المحامي والحفاظ على المبادئ المهنية عند استخدام ‏منصات التواصل الاجتماعي. وقد قدّم المحاضر نماذج عملية ونقاشات تفاعلية حول أفضل الممارسات ‏الواجب اتباعها‎.‎
وأكد الحضور على أهمية هذه المحاضرات في تعزيز الوعي القانوني والأخلاقي، خاصة في ظل التطورات ‏المتسارعة في العالم الرقمي وتأثيرها على الممارسة القانونية‎.‎

أبي رميا يشيد بتقرير الجمعية الوطنية الفرنسية: السيادة اللبنانية أولوية

النائب سيمون ابي رميا عبر منصة إكس :” كل التحية للجنة الشؤون الخارجية النيابية في الجمعية الوطنية الفرنسية التي زارت لبنان منذ شهر والتي أصدرت تقريراً، أمس، عن الوضع في لبنان وشدّدت على اهمية احترام السيادة اللبنانية ووقف الاعتداءات الإسرائيلية موازاة لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بالإضافة إلى الإصلاحات المنتظرة على الصعد المالية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
أحيّي موضوعية ومهنية هذا التقرير العادل والصادق الذي لخّصه زميلي رئيس لجنة الصداقة النيابية اللبنانية الفرنسية النائب أرنو لو غال في مؤتمر صحافي بحضور الصديق رئيس لجنة الشؤون الخارجية برونو فوكس.”

قصّة حب بين نائبين متزوّجين تُثير البلبلة!

يكثر الهمس بين بعض النوّاب عن قصّة حبّ تجمع بين نائبين متزوّجَين، خصوصاً أنّهما يتواجدان كثيراً مع بعضهما البعض في مناسباتٍ عدّة، وغالباً من دون زوجَيهما، من دون أن يتمّ إثبات هذه العلاقة على الرغم من تداول معلومة عن مكانٍ خاصّ يلتقيان فيه في ضواحي بيروت.

 

آخر خبر عن “الباسبور” في لبنان.. ما الجديد؟

شهد مركز الأمن العام الرئيسيّ في بيروت مؤخراً ازدحاماً شديداً بالمواطنين الذين توافدوا لإعداد جوازات سفر.

وقال أحد المواطنين من الذين حضروا إلى هناك منذ الصباح الباكر يسعى لإنجاز جوازات سفر له ولأبنائه كي يضمن سفرهم في حال حصول أي طارئ في لبنان وسط مخاوف من حصول تصعيدٍ إسرائيليّ جديد.
إلى ذلك، لوحظ وجود الكثير من المغتربين الذين أتوا إلى لبنان لإعداد جوازات سفر جديدة خصوصاً من فرنسا.

إلى ذلك، عُلم أن المديرية العامة للأمن العام وجّهت عناصرها لإتخاذ إجراءات مُختلفة تسهيلاً لإنجاز معاملات المواطنين بأقصى سرعة ممكنة، علماً أنَّ وقت إعداد بيانات جواز السفر (الإطلاع على المعاملات + البصمة + الصورة) لا تأخذ إلا دقائق معدودة بهدف تلبية المواطنين بسرعة.

بالصورة-اختفاء رجل خمسيني في ظروف غامضة

سادت حالة من القلق في أحد شوارع بقعاتا – الشوف، بعد اختفاء رجل خمسيني في ظروف غامضة!

في التفاصيل، اختفى إميل غانم (58 عاما) بعد خروجه من منزله في ساعات الصباح الأولى، متوجهًا إلى وجهة غير معلومة، من دون أن يترك خلفه أي أثر أو وسيلة تواصل.

وبحسب ما أفادت به العائلة، خرج إميل من منزله الكائن في بلدة الجديدة -الشوف (شارع بقعاتا) يوم الثلاثاء الواقع في ٢٤ حزيران، قرابة الساعة السادسة صباحًا، كما لم يصطحب هاتفه. ومنذ ذلك الحين لم يعرف عنه شيئاً.

العائلة تعيش حالة من القلق والترقب، في ظل غموض يحيط بالحادثة، فيما بدأت الجهات الأمنية بفتح تحقيق رسمي، وسعت عدد من الجهات المختصة إلى استخدام الكلاب البوليسية في محاولة العثور عليه، لكن دون جدوى.

وقد سُجّل آخر ظهور له عبر كاميرات المراقبة في شارع بقعاتا – خلف صايغ سنتر. حيث ظهر وهو يحمل حقيبة، وقد بدا مسرعًا عند خروجه من المنزل.

التحقيقات ما زالت مستمرة، والأسرة تناشد كل من يملك أي معلومة التواصل فورا عبر الأرقام التالية:

اليوم.. أقصر يوم في تاريخ البشريّة!

حذّر العلماء من أن اليوم الأربعاء، 9 تموز، قد يكون أقصر يوم في تاريخ البشرية، حيث من المتوقّع أن يزداد تسارع دوران الأرض بشكل لم تشهده من قبل.

ووفقا للدراسات الحديثة، ستشهد 3 أيام هذا الصيف، وهي 9 تموز و22 تموز و5 آب، تقليصا في مدة اليوم بنحو 1.3 إلى 1.51 ميلي ثانية عن اليوم القياسي.

ويعود هذا التسارع إلى تغييرات في دوران الأرض التي بدأت تُلاحظ منذ عام 2020. فقد استخدم العلماء الساعات الذرية، وهي آلات متخصصة تقيس الوقت بدقة عالية من خلال رصد اهتزازات الذرات، لرصد هذه الظاهرة. ورغم أن السبب الدقيق لا يزال غير واضح، إلا أن الخبراء يعتقدون أن عوامل عدّة تساهم في تسريع دوران الأرض، مثل التغيرات في الغلاف الجوي وذوبان الأنهار الجليدية وحركة نواة الأرض وضعف المجال المغناطيسي.

وتستغرق الأرض عادة 24 ساعة لإتمام دورة كاملة حول نفسها، أي 86400 ثانية. ورغم أن التغيير بمقدار ميلي ثانية قد يبدو طفيفا، إلا أنه قد يؤثر على العديد من الأنظمة التقنية الدقيقة، مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وأنظمة الأقمار الصناعية، وقد يؤدي إلى تعطيل بعض الأنظمة التي تعتمد على قياس الوقت بدقة عالية.

ومنذ السبعينيات، بدأ العلماء في متابعة ودراسة التغيرات الدقيقة في دوران الأرض. وتبين أن الأرض قد سجلت أسرع يوم في تاريخها في 5 تموز 2024، عندما دارت أسرع بمقدار 1.66 ميلي ثانية عن اليوم المعتاد.

وقد تساهم عوامل عدّة في هذا التسارع المفاجئ. على سبيل المثال، في نصف الكرة الشمالي، تتسبب التغيرات الموسمية مثل النمو الكثيف للأشجار في نقل كتلة الأرض بعيدا عن محور دورانها، ما يؤدي إلى زيادة سرعتها. كما أن التغيرات في حركة الطبقات المنصهرة في لب الأرض قد تلعب دورا أيضا، حيث أن حركة المعدن السائل في باطن الأرض يمكن أن تؤثر على شكل الكوكب وتوازنه.

ومنذ عام 2020، بدأت الأرض بتحطيم أرقامها القياسية لأقصر يوم. ففي 19 تموز 2020، سُجل اليوم أقصر بـ 1.47 ميلي ثانية، وفي 9 تموز 2021 انخفض بمقدار 1.47 ميلي ثانية أيضا. كما سجل يوم 30 تموز 2022 أقصر يوم على الإطلاق، حيث انخفض بمقدار 1.59 ميلي ثانية.
ورغم أن الأرض قد شهدت تباطؤا طفيفا في دورانها في عام 2023، إلا أن سرعة الدوران عادت للارتفاع في 2024، ليشهد العالم أقصر أيامه على الإطلاق.

وحاليا، يعتمد العالم على التوقيت العالمي المنسق (UTC)، والذي يواكب التغيرات البطيئة في دوران الأرض عن طريق إضافة “ثانية كبيسة” عندما يكون ذلك ضروريا. وفي حال استمر تسارع دوران الأرض، قد يصبح من الضروري إدخال “ثانية كبيسة سالبة” للمرة الأولى في تاريخ البشرية، وذلك لموازنة هذا التسارع.

الرابطة المارونية تخصص اجتماعها للمغتربين في الاستحقاق النيابي: ندعو لاحترام حقّهم في الاقتراع الكامل وغير المجتزأ

عقد المجلس التنفيذي للرابطة المارونية اجتماعاً برئاسة المهندس مارون الحلو، خصص لبحث مستجدات قانون الانتخاب، لاسيما في ما يتعلّق بموقع اللبنانيين المغتربين ودورهم في الاستحقاق النيابي المقبل، وبناء على دراسات من دستوريين وقانونيين، وفي ضوء الطروحات المتداولة في شأن تخصيص ستة مقاعد نيابية لتمثيلهم عبر القارات.

وعقب الاجتماع، أكد المجلس التنفيذي بالإجماع الآتي:

أولاً: ترى الرابطة المارونية، انطلاقاً من ثوابتها الوطنية والدستورية، أن من حق المغترب اللبناني أن يمارس حقّه الانتخابي، في محل قيد نفوسه، على النحو ذاته الذي يمارسه اللبناني المقيم، لا عبر آلية تمييزية تحرمه من دوره في تشكيل السلطة التشريعية التي هي مصدر السلطات في النظام السياسي اللبناني.

ثانياً: تشدد الرابطة على أن تخصيص ستة نواب للمغتربين على مستوى القارات، مع ما يحمله ذلك من تمييز، يشكّل انتهاكاً لمبدأ المساواة بين المواطنين، وانتقاصاً من قدرة الانتشار اللبناني على التأثير في المسار الوطني العام، لاسيما أن العدد الأكبر منهم يريد أن يكون معنياً بكل ما يجري في لبنان.

ثالثاً: ترى الرابطة أن ممارسة المغترب لحقّه في الانتخاب في محل قيده، يكرّس حضوره السياسي، ويمنحه دوراً رقابياً فعلياً، على كامل تركيبة مجلس النواب المؤلّف من 128 عضواً، لا على ستة نواب فقط يتوزّعون على أسس جغرافية شاسعة لا تواصل له فعلياً معهم. وإن الرابطة تعتبر أن أي مقاربة انتخابية لا تنصف المغترب ولا تعترف بكامل حقوقه السياسية والتمثيلية، تعدّ مخالفة دستورية صريحة.

رابعاً: تذكّر الرابطة المارونية بأن أحد أهدافها الجوهرية منذ تأسيسها، هو تعزيز الرابط بين لبنان المقيم والمغترب، في الثقافة والانتماء وآلية اتخاذ القرار السياسي في العاصمة اللبنانية. والرابطة، وانسجاماً مع مسارها الطويل، لا يمكنها القبول بأي مقاربة تؤدي الى الفصل بينهما، من خلال دوائر متباعدة أو مصالح متضاربة.

خامساً: تحذّر الرابطة من تداعيات تجاهل انعكاسات تخصيص المغتربين بممثلين للاغتراب على البعد الاقتصادي والدور الحيوي الذي يضطلع به الانتشار اللبناني، إذ إن المغترب لطالما كان ولا يزال ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.

بناء على كل ما تقدّم، تدعو الرابطة المارونية السلطة السياسية الى احترام حق المغتربين في الاقتراع الكامل وغير المجتزأ، وترفض أي تسوية تضعف وتقلل من حضورهم الوطني ودورهم الدستوري، تحت أي ذريعة أو تبرير سياسي. والرابطة تؤكد أن لبنان لا يبنى بالتمييز، بل بالشراكة والمساواة التامة بين جميع أبنائهم، اينما وجدوا في لبنان أو بلدان الانتشار.

التسوية التاريخيّة… أو العاصفة المفتوحة على كلّ الاحتمالات

بين مطرقةِ التصعيدِ الإسرائيليّ وسندانِ الشروطِ الأميركيّة، يقفُ لبنانُ أمام لحظةٍ تاريخيّةٍ لا تحتملُ التردّد. إنّها معادلةٌ باردةٌ وحاسمة: إمّا التسويةُ الكبرى… أو الانهيارُ في وجهِ العاصفة.

فهو على عتبةِ مرحلةٍ بالغةِ الدقّة، وفي قلبِ مفترقِ طُرُقٍ تُرسَمُ فيه الخياراتُ بحدِّ السكين. وهي خياراتٌ ضيّقةٌ، نعم، لكنّها جليّةُ الملامح، لا تتّسعُ للحيرةِ أو التوهّم.

في هذا المفصلِ الجلل، تتقاطعُ الضغوطُ العسكريّةُ المتصاعدةُ مع حساباتٍ سياسيةٍ كبرى، في مشهدٍ يعيدُ إلى الذاكرةِ ما جرى مع إيران، حين لوّحت إدارةُ ترامب بالتفاوض، فيما كانت إسرائيلُ تضربُ بلا هوادة… وكذلك فعلت واشنطن. العصا قبل الجزرة، والنار قبل الكلام.

اليوم، تُستنسخُ الخطةُ ذاتُها في لبنان، لكنْ بأدواتٍ أشدّ مباشرةً، وبسيناريو أكثرَ سفورًا. غاراتٌ إسرائيليّة متواصلة، واغتيالاتٌ مركّزة، تترافقُ مع مبادرةٍ أميركيةٍ تُغلِّفُ نفسَها بلغةِ النصح، وتتحرّكُ بمنطق “تصحيح المسار” و”ضبط النهايات”.

إنّها تسويةٌ تُصاغُ تحتَ وهجِ النيران، وسط عرض قوّة يتزامنُ مع هندسةٍ دقيقةٍ لمعادلةٍ سياسيّةٍ جديدة.

في قلبِ هذا المشهد، حلَّ الموفدُ الرئاسيُّ الأميركيُّ توم بارّاك في بيروت كصاحبِ ورقةٍ محكمة، عارضًا معادلةً واضحةً أساسُها حصرُ السلاحِ مقابلَ وقفٍ للنار، وانسحابٌ إسرائيليّ، وترسيمٌ نهائيّ، وإفراجٌ عن أسرى… وفي المقابل، رزمةٌ من المشاريعِ الدوليّة.

العرضَ لا ينحصرُ في الشقّ الأمنيّ، بل يتجاوزُه إلى البُعد الاستراتيجيّ ليشملَ مستقبلًا مُشرقًا للبنانَ اقتصاديًا ودبلوماسيًا. فالمساعداتُ الدوليّة ومشاريعُ إعادةِ الإعمارِ في كفّةِ هذا الخيار، وكلّها مشروطةٌ بطيِّ هذا الملفِّ الحرج. أمّا الثمنُ السياسيُّ، فهو “التموضعُ الحاسم”. أن يختارَ لبنانُ موقعَه، ويحدّدَ خياراتِه الإقليميّة من دونِ لُبس، في مقابلِ إعادةِ دمجِه في الخارطةِ العربيّةِ والدوليّة، بعدما ظلّ سنواتٍ أسيرَ العزلةِ والتهميش.

لكنْ، مهلًا… أليسَ في هذا مصلحةٌ لبنانيّةٌ وطنيّةٌ جليّةٌ وواضحةٌ؟!

قد يتّفق كثيرون على ذلك، لكنّ الوصولَ ليس وشيكًا، والطريقُ ما زالت شائكةً وغير معبّدة.

في هذا السياق، حلّ توم بارّاك على الساحةِ اللبنانيةِ حاملًا ورقةَ اختبارٍ لا تفاوض، في مهمّةٍ بالغةِ الدقّةِ والخطورة. جاءَ ليتسلّمَ الردَّ الرسميَّ على المبادرةِ الأميركيّة، بعد أسابيعَ من مشاوراتٍ لبنانيةٍ داخليةٍ محكومةٍ بخطوطٍ حمراء. جلس وتحدّث وحاور، وتلقّى جوابًا لبنانيًّا جاء موزونًا على عرضٍ دوليٍّ محكمٍ ومفصّل.

بارّاك، الذي يعرفُ تمامًا ما يريد، عبّر عن “ارتياحٍ شكليّ”، فيما كان في العمقِ يبلّغُ الرسالةَ الأهمّ. الفرصةُ لن تبقى متاحةً طويلًا، و”السلاحُ غيرُ الشرعي” لم يعُدْ مقبولًا لا محليًا ولا دوليًا، وهو اليومَ يُدرَجُ صراحةً كعقبةٍ أمامَ أيِّ إنقاذٍ مُرتجى. قالها بصريحِ العبارة: “نريدُ من لبنانَ التعاملَ مع حزبِ الله، لا نحن. هذه مشكلتُكم، وعليكم حلُّها”.

إزاءَ واقعِ الأمر، بدا المشهدُ الداخليُّ اللبنانيُّ منقسمًا بوضوح. فقد اتّسمَ الردُّ الرسميُّ بالتوازنِ والانضباط، منسجمًا مع خطابِ القَسَمِ والبيانِ الوزاريّ، مع حرصٍ على الحفاظِ على قنواتِ التواصلِ مفتوحةً، وتجنّبِ استفزازِ أيِّ طرف. في المقابل، جاءَ موقفُ حزبِ الله متشددًا: لا نقاشَ في السلاحِ ما دامَ الاحتلالُ قائمًا والاعتداءاتُ مستمرّة. بل إنّ الخطابَ الرافضَ ذهبَ إلى أبعدَ من ذلك، حيث فُرضَ نوعٌ من “التحريمِ السياسيّ” على أيِّ بحثٍ علنيٍّ في ملفِّ السلاح، مع التأكيدِ على أولويّةِ الانسحابِ الإسرائيليّ كشرطٍ مُسبق، ومن ثمَّ العودةِ لاحقًا إلى حوارٍ داخليٍّ حولَ استراتيجيةٍ دفاعيّةٍ وطنيّة.

بارّاك، الخبير في قراءة الخرائط السياسيّة، أطلقَ تحذيرًا صريحًا بنبرةٍ صارمة كمن يقرأُ البيانَ الختاميَّ للعواقبِ المحتملة: “ضمانةُ عدمِ حصولِ حربٍ، تُشبهُ من يمشي على الماء”.

اللافتُ أنّ بارّاك لم يُقدّمْ أيَّ ضماناتٍ واضحة ونهائيّة، لا أمنيّةً ولا سياسيّةً ولا حتّى اقتصاديّة، أقلّه علنًا في هذه المرحلة، بل نقلَ كرةَ النارِ إلى ملعبِ الدولةِ اللبنانيّة. الضمانات ستكون في وقتها على ما يبدو. قالها ببرودةِ الواثق: “إذا أردتم التغيير، فأنتم من يجب أن يبدأه”، ثمّ أتبعَها بإنذار مفاده أنّ “المنطقةُ تتحرّكُ بسرعة، ومن لا يُواكب يُستبعد. الجميعُ سئمَ وتعبَ من كلّ ما حصلَ في السنواتِ الأخيرة، ولدينا الآن هندسةٌ جديدة، وعلينا أن نتمسّكَ بها الآن. وعلى كلِّ فريقٍ أن يتخلّى عن شيء، ولبنانُ سيخسرُ الكثيرَ إذا تخلّفَ عن التغيير”.

بمعنًى آخر، فإنّ عدمَ التوصّلِ إلى تسويةٍ شاملةٍ وسريعةٍ، سيتركُ لبنانَ عاجزًا عن إعادةِ بناءِ دولته، فاقدًا كلَّ مناعةٍ أمامَ تفشّي فيروساتِ الموتِ السريريّ، ومكشوفًا أمامَ تصعيدٍ إسرائيليٍّ لا ضوابطَ له، قد يتدرّجُ من ضرباتٍ محدودةٍ إلى مواجهاتٍ واسعةِ النطاق، وربّما إلى ما هو أبعد. إنّها رسائلُ لا تقبلُ التأويل.

في العمق، هذه ليست فقط “مبادرة أميركية”. إنّها إعلان الدخول في عصر التوازنات الجديدة في الشرق الأوسط، وعنوانه: من لا يتغيّر يُقصى. فقد تخطّت المرحلةُ مجرّد الوساطات، وبتنا أمام لحظةٍ فاصلة. إمّا أن يلتقط لبنان الفرصة، أو ينجرف إلى هوّة الانفجار. إنّها تحوّلاتٌ لن تنتظرَ وطننا، ولن تُبقي له مكانًا إن استمرَّ في الغرقِ بمراوغاتِه وانقساماته.

بارّاك غادرَ بهدوءٍ مَن يعرفُ تمامًا ما يفعل. أظهر مرونةً شكليّة، أخفى خلفَها حزمًا صارمًا. وبأناة ورويّة المحترف، وبنبرةِ من يضبطُ الإيقاعَ بميزانٍ دقيق، أدارَ زيارتَه للبنان. تسلّمَ الردَّ اللبنانيّ، وغادرَ من دونِ ضجيج، تاركًا البابَ مواربًا لعودةٍ محتملةٍ بعد أسبوعين أو أكثر…لكنّه يعرف، ويُدرك، أنّه سلّم لبنانَ إلى موعدٍ لا تراجع فيه: إمّا التسوية التاريخيّة… أو العاصفة المفتوحة على كلّ الاحتمالات.

error: Content is protected !!