البَرَكَةُ الرَّسُولِيَّةُ
تشمل أبناءنا وبناتنا الأعزَّاء: رامز نجيب باسيل، وشقيقَه وأرملة شقيقه،
وشقيقاته وعائلاتهم، وسائر ذويهم وأنسبائهم
في الوطن والمهجر المحترمين.
بكثير من الأسى الشديد وصلاة الرجاء نودّع معكم ومع الجامعة الباسيليّة، وإتحاد بلديّات قضاء جبيل، وبلديّة حالات، عزيزكم وعزيزنا المأسوف عليه جدًّا المهندس شارل رئيس المجلس البلديّ في حالات العزيزة. اختطفه من بيننا وباء كورونا، كما اختطف منذ أقلّ من عشرين يومًا شقيقته صولانج، رئيسة ديوان وزارة الطاقة.
كم هي قاسية يد الدهر! لكنّ رحمة الله أكبر. المرحوم شارل، إبن العائلة الباسيليّة المعروفة، وابن البيت المشهود له بالقيم الروحيّة والأخلاقيّة والإجتماعيّة، “لا يموت بل يدخل الحياة”. يقولها مع القدّيسة تريز الطفل يسوع.
هذه القيم طبعت شخصيّة المهندس الشاب شارل، وحملته على خدمة الشأن العام. فمحضه أبناء حالات كامل ثقتهم وانتخبوه رئيسًا لبلديّتهم سنة 1998 وجدّدوا له الثقة حتى يومنا. فمارس الخدمة إثنتين وعشرين سنة بتفانٍ وتواضع وروحٍ مسؤول، وبحضورٍ ناشطٍ ومحبّ.
كنّا نراه في جميع مناسبات البلدة، هو هو على تواضعه وجهوزيّته للخدمة وحكمته في تقييم الأمور وإحقاق الحقّ. من يقصده يعرف أنّه يلتقي شخصًا مسؤولًا مدركًا ومتعاطفًا بعدل وإنصاف. وكان الله يعضده بروحٍ رئاسيّ، هو حاجة كلّ صاحب مسؤوليّة، كما نصلّي في المزمور 50.
كان يتكلّم قليلًا ويعمل كثيرًا وبخاصّة في الخفاء للمساعدة على تغطية الأقساط المدرسيّة والجامعيّة للمحتاجين. بالإضافة إلى أفعال المحبّة الإجتماعيّة.
لا يسعنا، في يوم وداعه، إلّا أن نطلب له المكافأة الإلهيّة جزاء أعماله البارّة أمام الله. وأنتم، يا أبناء وبنات المرحوم نجيب باسيل، لقد قدّمتم من بيتكم في غضون أسبوعين ضحيّتين ثمينتين لوباء كورونا المشؤوم. نصلّي لكي يعزّي الله قلوبكم ويحميكم أنتم وعائلاتكم من كلّ شرّ. كما نسأله تعالى أن يملأ الفراغ الذي يتركه عزيزكم شارل في بيتكم الوالديّ، وفي الجامعة الباسيليّة بفرعها في حالات، وفي المجلس البلديّ. عوّض الله على الجميع وعلينا من جوده ورحمته، ومتّع المرحوم شارل بالمشاهدة السعيدة في السماء.
على هذا الامل وإعراباً لكم عن عواطفنا الأبويّة، نوفد إليكم سيادة أخينا المطران ميشال عون، راعي أبرشيّة جبيل السامي الاحترام، ليرأس بإسمنا حفلة الصلاة لراحة نفسه، وينقل إليكم تعازينا الحارة.
تقبّل الله بواسع رحمته روح فقيدكم الغالي في مجد السماء، وسكب على قلوبكم بلسم العزاء.
عن كرسينا في بكركي، في 4 شباط 2021
+ الكردينال بشاره بطرس الراعي
بطريرك انطاكية وسائر المشرق