ترأس راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون القداس الإحتفالي بمناسبة عيد التجلي في محمية أرز الرب -جاج، عاونه فيه رئيس أساقفة تولوز المطران جاي دي كيريميل، ونائبه العام المونسنيور إرفيه ,المونسنيور شربل أنطون، خادم الرعية الخوري أيمن الخوري،أمين سرّ مطرانية جبيل الخوري جوزف زياده ،خادم الرعيّة المارونية في تولوز الخوري طانيوس بطيش، بحضور رئيس بلدية جاج المهندس غابريال عبود وأعضاء المجلس البلدي، مختار البلدة بشارة عبود، وحشد كبير المؤمنين من أبناء البلدة والجوار.
بعد الإنجيل المقدس، أشار المطران جاي في عظته إلى أهمية هذا العيد في حياة المؤمنين، وفسّر حدث التجلي كما ورد في الإنجيل، حيث تجلى يسوع المسيح أمام بطرس ويعقوب ويوحنا على جبل طابور، وأشرق وجهه كالشمس وأصبحت ثيابه بيضاء كالنور، وظهر معه موسى وإيليا يتحدثان معه.
وأوضح أن هذا الحدث يكشف عن مجد الله وعظمته، ويؤكد أن يسوع هو ابن الله الحي.
ولفت إلى أن التجلي هو دعوة للمؤمنين للنظر إلى ما وراء الأمور الزمنية ورؤية النور الإلهي في حياتهم. وأضاف أن هذا العيد يذكرنا بأن الله حاضر دائمًا في حياتنا، وأنه يجب علينا أن نسعى لرؤية هذا النور من خلال الصلاة والتأمل والعمل الصالح.
وتحدث المطران جاي عن القيم الروحية التي يمكن أن نستخلصها من حادثة التجلي، حيث أكد على أهمية الإيمان والثقة بالله حتى في الأوقات الصعبة.
وأضاف : أن التجلي هو تأكيد على أن هناك دائمًا نوراً في نهاية النفق، وأن الله لن يتركنا في ظلمة الحياة بدون أن يضيء لنا الطريق.
كما شدد على أهمية التواضع، مذكرًا المؤمنين بأن المجد الحقيقي يأتي من الخدمة والتضحية والمحبة.
ودعا الحضور إلى اتباع مثال يسوع في التواضع والخدمة للآخرين، وأن يكونوا نورًا للآخرين في مجتمعاتهم.
وقال : أن المحبة الحقيقية تتجلى في الأعمال وليس فقط في الكلمات، داعيًا المؤمنين إلى التعبير عن محبتهم من خلال أعمال الخير والرحمة.
وختم المطران جاي عظته بالصلاة من أجل جميع المؤمنين، داعيًا الله أن يباركهم ويقودهم نحو النور الحقيقي.
وطلب من الجميع أن يحملوا نور التجلي في قلوبهم وأن ينشروه في حياتهم اليومية، ليكونوا شهودًا على محبة الله ومجده.
بعد انتهاء القداس، رحبّ رئيس البلدية غبريال عبود بالمطران دي كيريميل وشرح له عن مزايا البلدة وما تتمتع به من جمالية وتراث عريق.
وأشار إلى أهمية البلدة التاريخية والثقافية ، و محميتها الطبيعية مشددًا على أهمية الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي فيها.
ولفت إلى الجهود المستمرة التي تبذلها البلدية بالتعاون مع الجهات المعنية لحماية المحمية وتطويرها كموقع سياحي .
وأعرب عن فخره بالأرزة التي غرسها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته لمحمية أرز الرب.
وأوضح أن هذه الزيارة كانت بمثابة اعتراف دولي بأهمية المحمية وضرورة الحفاظ عليها.
وأكد أن هذه الأرزة أصبحت رمزًا للصداقة والتعاون بين لبنان وفرنسا، وتجسد التزام البلدين بحماية البيئة وتراث الأرز اللبناني الذي يعتبر جزءًا من الهوية الوطنية.
وأكد عبود أن البلدة تسعى دائمًا لتطوير بنيتها التحتية وتحسين الخدمات المقدمة للسكان والزوار، مشددًا على أهمية السياحة البيئية في دعم الاقتصاد المحلي.
ودعا المطران دي كيريميل لزيارة المواقع الأخرى في جاج والتعرف على جمالها الطبيعي وتراثها الثقافي.
في الختام لبى عبود والآباء دعوة رجل الأعمال جيهاد شاهين على العشاء في ساحة المحمية على شرف المطرانين عون و دي كيريميل.
