٨ أيار عيد ميلاد القديس شربل…قديس من لبنان للعالم.

يصادف ٨ أيار عيد مولد القديس شربل، المولود عام ١٨٢٨ في بقاع كفرا في لبنان الشمالي الواقعة في أعلى قرية في لبنان من عائلة عُرفت بتقوى ايمانها.

 

حياته:

في عمر الثالثة والعشرين، عزم القديس الترهّب في الرهبانية المارونية اللبنانية، وقصد دير سيدة ميفوق، ودير مار مارون عنايا.وعند تعيينه تلميذاً، أُرسِلَ إلى دير كفيفان حيث أمضى ست سنوات في دراسة الفلسفة واللاهوت، وتربى هناك على أيدي رهبان قديسين، من بينهم الآب نعمة الله الحرديني، المعروف بقديس كفيفان“.

وفي ٢٣ تموز ١٨٥٩ تم رسمه كاهنا في بكركي، على يد المطران يوسف المريض.بعد سيامته، ولمدة ١٦ عاماً، ترأس الأب شربل دير مار مارون عنايا، متمرساً بأسمى الفضائل الرهبانية، حيث عرف بالتواضع والطاعة، وهما فضيلتان ساعدتا القديس، بإلهام من الله، على دخول محبسة دير عنايا، مدة ٢٣ سنة.

كان القديس يركع على طبق من قصب ذي حروف شائكة وينام قليلاً ويصلّي كثيراً ويعمل في الحقل عمل اليد بموجب قانون الحبساء.ضاعف اعماله التقشفية وزاد شغفاً بالتأمل والصلاة والاستغراق بالله.وما لبث ان انتشر صيته، فأخذ الناس يقصدونه لينالوا بركته ويلتمسوا منه شفاء امراضهم وخصب مواسمهم.

وفاته:

وفي عام ١٨٩٨ في الأسبوع السابق لعيد الميلاد، شرع الحبيس يتلو القداس كعادته.فما ان تلا كلام التقديس وبلغ الى رفعة الكأس والقربان، حتى اصابه عارض الفالج، فاستمر رافعاً الكأس والقربان واصابعه متشنجة عليه.بعد ذلك قاسى الأب شربل اوجاعاً استمرت مدة ثمانية أيام، دون أن ينقطع عن إقامة القداديس، الى ان أسلم روحه مساء عيد الميلاد من ذات العام.

دُفِنَ الأب شربل في مقبرة الدير العمومية.وقد شاهد أهل الجوار ليلة دفنه نوراً يتلألأ فوق ضريحه، وتكرر ظهور النور طوال ٤٥ ليلة متواصلة، الأمر الذي دعا البطريرك الياس الحويك بفتح قبره، فوُجدَ جسمهُ سالماً من الفساد، وجرى من خاصرته دم ممزوج بماء، واخذ جثمانه ينضح عرقاً دموياً.وقد أُعيد جثمانه الى قبر جديد عام ١٩٦٢، بعد أن كشفت على الجثمان لجنتان طبيّة وكنسية، وأصدرت بياناً أفاد أن جثمانه سليم صحيح، كما كان في السابق، ومغمور بدمه الراشح منه.

وبعد أن انتشر الخبر تهافت الناس ألوفاً الى الدير متجمعة حول الضريح، حيث حصل لكثير من الناس حوادث شفاء من امراض متنوعة مستعصية ضج لبنان والعالم بأخبارها.

في ختام المجمع الفاتيكاني الثاني عام ١٩٦٥، رفعه قداسة البابا بولس السادس الى شرف الاكرام على المذابح وأحصاه في مصاف الطوباويين.وقد شيّدت كنيسة على اسمه في عنايا، قرب ضريحه، وقد أعلن قديساً في ٩ تشرين الأول ١٩٧٧.

إلى العذراء مريم-بقلم نقيب محرري الصحافة جوزيف القصيفي

ايتها العذراء مريم…

سيدة لبنان، تاج الطهارة، الفائقة الحسن والجمال، المضرجة بورد القداسة، المخضوبة بعطر الحب، تغدقينه بسخاء ، على كل مستحق وغير مستحق، المؤتزرة بحلة السماء، المكللة بارز الجبال، المطلة على بحار السحر، ترقبينها بالعين الحانية، وقلب الام الرؤوم ،وتدفعين اشرعة الوجود الى مرافئها الخلاصية،

ارحمي ضعفي البشري، وانسجي من خيوط رجائك المذهب، رداء التوبة، عباءة يتدثر بها كل لائذ الى جنان رحمتك.

انت سيدة الامكنة والازمنة، وواحة صحرائي الجدباء.انا التائه في رمال الانانيات المتحركة، التي تسعى وراء سراب العدم.

ايتها المستكينة في قلب يسوع تحولين اوجاعه بلسما، كما حول الماء في اجاجين قانا، خمرا ،كرمى لعينيك الصافيتين كينابيع الايمان الذي لا ينضب، اغسليني من غبار الخطيئة الذي يعمي البصر والبصيرة، لاستحق مواعيد الحياة المفتوحة على امداء العطاء، فينبلج الفجر الجديد مغسولا بماء الطهر المنسكب من هالة النور التي تطوقه، كما يطوق ثلج صنين القمم الناهدة الى العلاء .

تحملني يد الذاكرة الى حريصا التي كنت امشي اليها طفلا بين المنعرجات المحروسة باشجار الصنوبر، المستغرقة في شدو الطيور، ودل الفراشات المتنقلة بخفر بين الازاهير البرية ، منشدا :” في ظل حمايتك نلتجيء يا مريم”. فتغمرني غبطة روحية، مجدا السير منخطفا اليك.

ايتها العذراء ، اغفري لي عجزي عن تخير الكلمات التي تليق بك. آه لو استطيع ان انتزع قلبي من مكانه لاطرحه على قدميك، لتدركي ان كل نبضة منه تسفح على مواطئها مزامير عبادتي لك. ايتها الزهرة الفواحة التي لا تكفي كل قوارير الطيب لاغتراف اريجها .

يا نوارة المسافات المرئية وغير المرئية، سجل نوار على اسمك في روزنامة الشهور، وهو الذي تكرم بوجهك المضيء آلاتي من خلف سحابة البهاء.

لقد فقت حقا الشمس والقمر،وكل ما سرى من انجم في فلك السماء.

كوني حارستي، يا شفيعتي، واهدني ان استعير بعضا مما حباك الله لاتمجد بوجهك الذي يختصر سر اسرار الحياة، واتبارك بنورك القدسي، يا سلطانة السلام، وان يكون مآلي في احضانك الدافئة عندما تزف ساعة الرحيل.

نقابة الأطباء: حكم الطفلة طنّوس خطر والغرامة مجحفة

اعتبرت نقابة الأطباء في بيروت أن الحكم الصادر في قضيّة الطفلة إيلا طنّوس خطر وأن الغرامة المفروضة من القضاء مجحفة، مؤكّدةً أن “الأحكام المشابهة تؤدي إلى تهرّب الأطباء من معالجة الحالات الصعبة لاحقاً”، معلنةً عن “اعتصام رمزي في الثانية عشرة ظهر الإثنين المقبل أمام قصر العدل. وستتّخذ كلّ الخطوات الملائمة والتصعيديّة”، كاشفةً أنها “تعمل على دراسة الملف مجدداً”. وصدر عنها البيان الآتي:

“بعد الاطّلاع على الحكم الصادر عن محكمة الاستئناف في بيروت بموضوع الطفلة إيلا طنّوس، يهم مجلس نقابة أطباء لبنان في بيروت إبداء ما يأتي:

 أوّلاً- تؤكد النقابة تعاطفها مع الطفلة المتضررة، ودليل ذلك أنّها قامت بالتحقيقات وقدّمت التقارير اللازمة والمنصفة في هذا الشأن. ولا شك أن حالة الطفلة من الحالات الصعبة جدّاً وذلك لأن الالتهاب الجرثومي الذي أصابها من الأمور المستعصية وذلك بحسب الدراسات العالمية و90 في المئة من هذه الحالات مصيرها إما الوفاة او البتر وتبقى نسبة الشفاء بعد العلاج فقط 10 في المئة، وتعمل النقابة على دراسة الملف مجدداً، آخذةً في الاعتبار أمورا لم تذكر في التقارير السابقة كالنظام الصحي العام ووضع الطوارئ والأطباء في المستشفيات، وكيفية نقل المريض من مستشفى إلى آخر. واجتمعت لجنة التحقيقات في النقابة مجدداً بجميع المعنييين في هذه القضية لتقديم الخلاصة في أقرب وقت ممكن. وفي حال وجود أخطاء طبية، إن هذه الغرامة التي فرضها القضاء مجحفة في حق من قاموا بكل ما بوسعهم لانقاذ حياة الطفلة. ومثل هذه الأحكام سيؤدي إلى تهرّب الأطباء لاحقاً من معالجة الحالات الصعبة، وسيصبح بالتالي من الصعب وجود أطباء في الطوارئ أو في العناية الفائقة للاهتمام بالمرضى. هؤلاء الأطباء الذين يضحون بحياتهم خلال عملهم  لإنقاذ مرضاهم، كما شهدنا على ذلك أثناء وباء كورونا وبشكل شبه مجاني، في المقابل لا نرى بين الحين والآخر سوى تعنيف لفظي أو جسدي، ولا من يتحرك في ظل الفساد المستشري، وهذا القرار الصادر أخيراً عن رئيس محكمة استئناف الجنح القاضي طارق بيطار الذي يعد نوعًا من العنف المادي على الطبيب الذي لن يستطيع تسديد المبلغ المفروض حتى ولو عمل كل حياته. ولهذا الأمر سلبيات كبيرة على المجتمع ككل وليس على الطبيب فقط، ومنها هجرة الاطباء التي نعاني منها، من دون ذكر التعرفات الطبية الهزيلة وحقوقهم المهدورة منذ عقود.

ثانياً- يعبّر مجلس النقابة عن استغرابه واستنكاره الشديد للنتيجة التي آل اليها الحكم لجهة التعويضات المحكوم بها، وهي تتعارض تعارضاً كليّاً مع المعايير الاقتصادية السائدة في لبنان، خصوصاً في الوضع الحالي، كذلك تتجاوز قدرات الفرقاء المحكوم بوجههم. وإنّ أيّ حكم قضائي لا يأخذ في الاعتبار أوضاع هذا القطاع يكون غضّ النّظر عمّا يعانيه من صعوبات وما يقوم به من تضحيات في ظلّ الحالة الصحيّة والاجتماعية الراهنة.

ثالثاً- مثل هذه الأحكام القضائية الاستنسابية في غياب أحكام قضائية ننتظرها بشأن إنفجار مرفأ بيروت، مضافة إلى سائر العقبات التي تعترض عمل القطاع الطبي تشكّل عاملاً سلبياً بارزاً من العوامل التي تدفع بهما قسراً إلى الهجرة، وهو أمر بدا واضحاً وأكيداً في الآونة الأخيرة، كما أنّه صار يشكّل خطراً داهماً على الأمن الصحّي في لبنان، وعلى المرضى بالذات، لا سيّما في الحالات التي تستوجب مهارة وعناية خاصّتين.

رابعاً- مثل هذه الأحكام تدفع الأطبّاء، لا سيّما ذوي الخبرة العالية، إلى التريّث وأحياناً إلى الامتناع عن المشاركة في الأعمال الطبيّة الخطيرة التي تتطلّب مهارة خاصّة خشية الإساءة إلى سمعتهم والقضاء على مستقبلهم، وهي، بمعنى آخر، تشيع التردّد والإحباط في أوساط الجسم الطبي وتنعكس انعكاساً سلبيّاً على سلامة المرضى.

خامساً- إنّه مع التسليم بأنّ الخطأ ممكن الحصول في أي مجال من المجالات، وفي المجال الطبي وإن بصورة استثنائية ونادرة، ومع الإيضاح بأنّ الأخطاء المشكو منها تخضع للتحقيق الدقيق وأحياناً للعقوبات المسلكية في أجهزة النقابة، فإنّه لا يجوز أن تترتب على هذا الخطأ نتائج وخيمة وقاسية وغير منطقية تتخطّى المعقول وتسيئ إلى ثبات العمل الطبي وإلى الثقة بأفراد الجسم الطبّي.

سادساً- يودّ مجلس النقابة الإشارة إلى أنّه ما من جهة، قضائية كانت أم غير قضائية، تحرص أكثر من الأطباء على صحّة المرضى، وهو، في هذا الاتجاه، يأسف أن ترتدي بعض المواقف أو القرارات طابعاً يميل إلى المبالغة في الوقوف مع المتضرّر على حساب تفاني العمل الطبي وخصوصية ومخاطره.

سابعا- نظراً إلى خطورة هذا القرار لا على الجسم الطبي وحسب، بل على المرضى أيضاً، فإنّ النقابة لن تقف عند حد هذا البيان بل ستعمد إلى ممارسة كلّ السبل المتاحة قانونيا للمراجعة ضدّ هذا القرار في سبيل التوصّل إلى الحدّ من نتائجه المادية الخياليّة. وستقوم باعتصام رمزي، مع اعتماد التباعد الاجتماعي بسبب تفشي وباء كورونا، الساعة 12 ظهر الإثنين المقبل أمام قصر العدل، وستعمد إلى متابعة الموضوع لاتخاذ الخطوات الملائمة والتصعيديّة لمواجهة هذه الخطورة ولاستدراك مثيلاتها في المستقبل. وستدعو في هذا الإطار رؤساء اللجان الطبية في المستشفيات للمشاركة في القرارات التصعيدية التي ستتخذ، إضافة إلى مناقشة مسألة التلويح بالإضراب المفتوح.

وفي الختام، إذ تشدد نقابة الأطباء على أولوية صحة المريض مع المحافظة على كامل حقوقه، تؤكد أن لا شيء يثنيها عن التصويب عن الأخطاء في حال حصولها. فالمطلوب احترام الأطباء والتعامل معهم بإنسانية وصون حقوقهم. وتحفيذهم على العمل والبقاء في لبنان لا على تهجيرهم”.

زيارة لودريان بلا نتائج: الحريري لن يعتذر وبرّي يوجه رسالة إلى “الحزب”

‎أنهى وزير الخارجية الفرنسي زيارة لبيروت، وجه خلالها رسالة واضحة بأن باريس تدعم الشعب اللبناني، لكنها ضاقت ذرعاً بالنخبة السياسية التي تقاعست عن الالتزام بتعهداتها، وأن صبر فرنسا بدأ ينفد في ظل تعثر محادثات تشكيل الحكومة الذي أدى لتفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.

‎لا نتائج ملموسة لزيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان أمس. كانت الخطوة تعبيراً عن نوع من استخدام «الطلقة» الفرنسية الأخيرة لإنجاح المبادرة، لكن فرنسا تعلم أن الاستعصاء اللبناني عصيّ على الحلّ في هذه المرحلة، لذلك أصر لودريان على عقد لقاءات مع مجموعات معارضة من المجتمع المدني، والتي أطلق عليها اسم «قوى التغيير السياسي»، أو القوى السياسية البديلة، في رسالة واضحة أرادت باريس إيصالها إلى الطبقة السياسية اللبنانية بأنها لم تعد تعوّل عليها.

‎وهنا يظهر التغير الكبير في المسار الفرنسي الذي كان منذ إطلاق المبادرة الفرنسية يسعى إلى إعادة إنتاج وتعويم الطبقة السياسية ذاتها بناء على تسوية يتم الوصول إليها، أما وقد فشلت المحاولة فأصبح لا بدّ من التعاطي مع القوى الأخرى، في الوقت الذي تستعد الدوائر الفرنسية للبدء بتنفيذ سياسة العقوبات على شخصيات سياسية وشخصيات متهمة بالفساد.

‎وفق ما تكشف مصادر فرنسية لـ”الجريدة”، فإنّ لائحة العقوبات هذه كان قد تم العمل عليها منذ نحو سنتين وتطال شخصيات لبنانية محسوبة على القوى السياسية، ولكنها متهمة بالفساد، في ملفات الكهرباء والمقاولات وغيرها من المشاريع، تلك اللائحة سيتم توسيعها بعد فشل زيارة لودريان وسيتم وضعها موضع التنفيذ، وستتخذ أشكالا متعددة أولها منع السفر عن المسؤولين اللبنانيين إلى فرنسا، وتجميد أموال وحسابات لرجال أعمال ومقاولين.

‎خلال الاتصالات بين الفرنسيين والحريري، أكدت المعلومات أن الأخير أبلغ المسؤولين الفرنسيين بأنه في حال كانوا يعتبرونه معرقلاً فهو جاهز للتنحي ليثبت لهم مَن هو المعرقل الحقيقي، إلا أنّ الموقف الفرنسي أبدى تفهّمه لموقف الحريري، على الرغم من الاختلاف على نقطة أساسية وهي رفض الرئيس المكلف المبادرة الفرنسية لجمعه مع جبران باسيل. في الخلاصة، لا يبدو أن هناك إمكانية لتسجيل أي خرق، طالما أن كل القوى لا تزال على مواقفها. وبحسب ما تكشف المعلومات، فإن الحريري تلقى نصائح خارجية واتصالات طالبته بعدم الاعتذار أو التنازل.

‎وتكشف المعلومات عن تواصل حصل في الساعات الماضية بين الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووليد جنبلاط ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بهدف تنسيق المواقف.

‎كل هذه القوى تقف داعمة للحريري في مواجهة رئيس الجمهورية وباسيل. وتؤكد المعلومات أن بري أرسل رسالة إلى حزب الله بأنه في حال أراد الحزب الاستمرار بدعم باسيل وسياسته، فهو مضطر للذهاب مع الحريري والمردة إلى المعارضة، إضافة إلى حوالي 20 نائباً مسيحياً من الذين صوّتوا للحريري، مما يعني فقدان نصاب مجلس النواب في مواجهة أي حكومة يسعى باسيل وعون إلى تشكيلها.

‎وتؤكد المعلومات أن حزب الله أرسل جواباً لبرّي مضمونه أنه لا يزال يتمسك بالحريري رئيساً للحكومة، ولا يريد تكرار تجربة حكومة حسان دياب، لأنه سيدفع ثمنها مرة ثانية.

ماذا سيحصل بعدما هزّ لودريان العصا في بعبدا؟

أشارت “الراي الكويتية” الى ان من المَرات القليلة يفوق فيها شكلُ زيارة وزيرِ خارجيةٍ مضمونَها أهمية.

وهذا ما انطبق على محطة رئيس الديبلوماسية الفرنسية جان – ايف لودريان في بيروت التي تحوّلت أزمتُها الشاملة «مطحنةً» لكل مساعي الحلول الخارجية، وفي مقدّمها مبادرة الرئيس ايمانويل ماكرون، بعدما تشابكتْ تعقيداتُ الداخل ومَعاركه مع الصراع الكبير في المنطقة و«سباق النفوذ» في ساحاتها.

ورغم استباق لودريان وصوله بتغريدة أكد فيها أنه سيوجّه «رسالة شديدة اللهجة إلى المسؤولين السياسيين، وسنتعامل بحزم مع الذين يعطلون تشكيل الحكومة، وقد اتخذنا تدابير وطنية (تقييد دخول الى فرنسا)، وهذه ليست سوى البداية»، فإن سقف التوقعات حيال مهمة وزير الخارجية الفرنسي كان منخفضاً لدرجة اقتناعِ غالبية الدوائر المراقبة بأن مهمته التي لا تنطوي على مبادرةٍ محددةٍ لكسْر الأفق المقفل والتي تركّزت على إظهار «ديبلوماسية الغضب» لن تكون كافية لإحداث أي تبديل في الوقائع البالغة السلبية التي تحوط بالملف الحكومي مهما «علا صوت العقوبات» التي أبقتْها باريس نفسها خافتةً في ما خص الأسماء المشمولة بها والتي كوّنت غالبية الأطراف المرشّحة لأن تكون على لائحتها «مناعةً» ضدها مستمدّة من تجربة «العصا الأكبر» الأميركية التي لم تنفع مع شخصياتٍ لبنانية (وزراء سابقون ونواب وأبرزهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل).

وهذا «الوضوح» في الحدود الممكنة لزيارة لودريان، قابَله غموض كبير ونادر في ما خص جدول لقاءاته التي أحيطت بما يشبه «جدار السرية»، ما خلا الاجتماعيْن المحدَّديْن علناً مع كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري، واللذين عُقدا تباعاً لتبقى حركة وزير الخارجية الفرنسي اللاحقة محور رصْدٍ دقيق على مدار الساعة.

وتمحور التحري الأهمّ حول إذا كانت لقاءات لودريان ستشمل الرئيس المكلف سعد الحريري في ضوء التكتّم التام من وزير الخارجية الفرنسي حيال هذا الأمر الذي كان استدرج استياءً من قريبين من زعيم «المستقبل» الذين أكثروا من توجيه الرسائل وفي أكثر من اتجاه تحت عنوان «الاعتذار وارد» ربْطاً برفْض مساواة الحريري في «مضبطة التعطيل» بباسيل (صهر عون) أو تجاوُز المكوّن السني وما يمثلّه في التوازنات اللبنانية من قبل أي عاصمة في مقاربتها الوضع اللبناني (لم تكن زيارة رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب مدرجة على جدول لقاءات لودريان الرسمية)، أو محاولة الضغط عليه للمزيد من «الترويض الذاتي» للمبادرة الفرنسية بصيغتها الأساسية والتسليم بتنازلاتٍ إضافية لفريق عون تبدأ بلقاء لا يريده الحريري مع باسيل قبل التشكيل ولا تنتهي بالتساهل حيال نيْله الثلث المعطّل تحت شعار «الحق بتسمية الوزراء المسيحيين».

وفيما عَكَسَ الوقت القصير للقاءيْ لودريان مع كل من عون وبري (ناهز 30 دقيقة) أنهما اقتصرا على «إبلاغ موقفٍ» في ضوء إطلاق باريس ديبلوماسية «التقييد» بحق معرقلي التأليف والمرتبطين بملفات فساد، ومن دون الدخول في تفاصيل تتعلّق بمَخارج جديدة مطروحة مع تأكيد «قمنا بما علينا وعليكم أن تساعدوا أنفسكم وتنفّذوا التزاماتكم»، فإن الساعات التي أعقبتْ انتهاء هذين الاجتماعيْن سادها «حبْس أنفاس» ليس فقط حيال حصول اللقاء مع الحريري أو عدمه، بل حتى متى سيجْري في ضوء اعتبار أن تأخُّره «تراتبياً» يمكن أن يُفسَّر على أنه إحراج للرئيس المكلف، ولا سيما أن وزير الخارجية الفرنسي وجد وقتاً قبلها ليتفقّد مدرسة القلب الأقدس في السيوفي – الأشرفية «تعبيراً عن استمرار الدعم الفرنسي للمدارس في لبنان ولطلابها ومعلميها» وليعقد في مقر السفارة الفرنسية (قصر الصنوبر) لقاءً تحت عنوان «القوى السياسية التغييرية» مع ممثّلين عن ثورة 17 اكتوبر (2019) وحزب «الكتائب» و«حركة الاستقلال».

وفي حين ساد الترَقُّب لنتائج اللقاء الذي حصل مساءً (الخميس) بين لودريان والحريري، على وقع تضارب سَبَقه حيال «ورقة الاعتذار» التي رُميت من قريبين من الرئيس المكلف وسط إشاراتٍ إلى أنها سُحبت مرحلياً وأخرى أشاعتْ أنها ما زالت على الطاولة (مع تلميح لإمكان أن تشمل استقالة نواب المستقبل من البرلمان) رَبْطاً بما بعد زيارة لودريان وإمكانات تراجع المعرقلين عن شروطهم، فإن جانباً آخَر في شكل زيارة وزير الخارجية الفرنسي استوقف المراقبين، وتمثل الى جانب إبقاء زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي طي الكتمان، في «ديبلوماسية الصمت» التي اعتمدها بعد لقاءاته، وسط اعتبار أنه ما لم يعمد إلى عقد مؤتمر صحافي يفصح فيه عن خلاصة محادثاته، وليس بالضرورة عن الأسماء المشمولة بإجراءات التقييد الفرنسية، فإن ذلك سينطوي على رسالة شديدة السلبية برسْم لبنان – الدولة.

ولم يكن عابراً ما كُشف عن مضمون لقاء عون – لودريان والذي عكس استمرار استعصاء الأزمة الحكومية، حيث حمّل رئيس الجمهورية الرئيس المكلف مسؤولية العرقلة بعدم تجاوبه «مع اتباع الأصول الدستورية والمنهجية المعتمدة في تأليف الحكومات»، مع إشارةٍ بارزة عبّر عنها كلام رئيس الجمهورية للمرة الأولى عن «مسؤوليته في المحافظة على التوازن السياسي والطائفي خلال تشكيل الحكومة» وهو ما اعتُبر تظهيراً للرغبة بتشكيلةٍ تعبّر عن التوازنات السياسية وفق نتائج الانتخابات النيابية وإن من خلال اختصاصيين تسمّيهم القوى الممثَّلة في البرلمان ولكن بموازين الأكثرية والأقلية، رغم صعوبة تحديدها في ضوء تداخل التحالفات بعد انتخابات 2018.

هذه هي المجموعات التي التقت لودريان … وهؤلاء اعتذروا

المجموعات التي اجتمع معها وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان هي: حزب تقدم، بيروت مدينتي، تحالف وطني، منتشرين، عامية 17 تشرين، مسيرة وطن، الكتلة الوطنية، حزب الكتائب، رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض.

  فيما اعتذر الشيوعيون ومجموعة شربل نحاس والنائب اسامه سعد لانه يرفض التدخل في الشؤون الداخلية.

الشيوعي: وفي السياق،  اصدر المكتب الإعلامي للحزب الشيوعي اللبناني بيانا عن الدعوة إلى لقاء مع وزير الخارجية الفرنسية  جاء فيه: “تلقت قيادة الحزب الشيوعي اللبناني دعوة إلى حضور لقاء مع وزير الخارجية الفرنسية… ضمن دعوة موجهة إلى أحزاب وقوى ومجموعات أخرى”.

وأوضح البيان: “وجه الحزب رسالة إلى السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو اعتذر فيها عن المشاركة في اللقاء، وأكد موقف الحزب من النظام السياسي الطائفي ومحاولات إعادة تعويمه، وضرورة أن يندرج أساس الحل الداخلي المنشود في إطار دولة تستلهم مثل العلمانية والديمقراطية والمساواة، وتكون متحررة من سطوة تحالف الزعامات الطائفية ورأس المال الاحتكاري. وأكد كذلك موقفه المبدئي المتمسك بضرورة إطلاق الأسير جورج عبد الله وأن استمرار اعتقاله يشكل عائقا أمام تقدم العلاقات بين البلدين”.

سعيد واندراوس بعد زيارة عودة: هناك من يسعى إلى تغيير وجه لبنان ودوره

استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها لطائفة الروم الارثوذكس المطران الياس عوده، في دار المطرانية، النائب السابق الدكتور فارس سعيد يرافقه النائب السابق أنطوان اندراوس.

سعيد

بعد الزيارة، قال سعيد: “نستمد القوة في كل مرة نلتقي سيادة المطران الياس عوده في بيروت. اليوم أتيت برفقة النائب السابق أنطوان اندراوس كأعضاء في “لقاء سيدة الجبل” من أجل تقديم التهنئة بحلول الأعياد المجيدة في الكنيسة الشرقية. كانت مناسبة لجولة أفق واسعة مع سيدنا. تكلمنا عن الأزمة الكبيرة الحاصلة في لبنان وركزنا على أنه في هذه اللحظة التي يعاد فيها ترتيب المنطقة على كل المستويات، لأن المنطقة كما يعلم الجميع تنام على شيء وتستفيق على شيء جديد. ونحن في هذه اللحظة بأمس الحاجة إلى استعادة استقلال هذا البلد ووحدته ودوره، وهذا اختصاص الجميع، مسيحيين ومسلمين”.

اضاف: “علينا أيضا أن ندرك بأن هناك من يسعى إلى تغيير وجه لبنان ودوره في هذه اللحظة المصيرية. بعد أن خلق من قبل “حزب الله” واقع عقاري، واقع أمني، وعسكري واجتماعي، هناك محاولة لضرب الواقع المالي وما تبقى من الواقع المصرفي في لبنان، بحيث يتغير لبنان ووجهه ودوره لبنان في بداية هذه المرحلة المصيرية في المنطقة. الكل يتكلم مع الكل والكل يرتب أوراقه مع الكل ما عدا لبنان واللبنانيين. وهنا دور كبير لكل المرجعيات اللبنانية وفي طليعتهم سيادة المطران عوده وهذه الكنيسة التي لها على لبنان وفي لبنان جذور تاريخية قديمة. من هنا تكلمنا مع سيدنا بكل هذه الأوضاع وبتوصيف الحالة التي نعيشها وبكيفية الخروج من هذه الأزمة”.

اندراوس

من جهته، قال اندراوس: “كانت زيارة سيدنا المطران عوده زيارة قلب وضمير. كل أحد، ينتظر الشعب اللبناني سماع عظاته. لا شك أن سيدنا يتألم لأنه يرى كيف ينهار البلد. هناك فئة أو حزب في لبنان يتقدم يوما بعد يوم، وخصوصا في ظروف المنطقة حيث الكل يرتب وضعه. هدف هذا الحزب هو السيطرة على لبنان، وللأسف هناك فئة من المسيحيين في لبنان على رأسهم الوزير جبران باسيل ورئيس الجمهورية يقدمون كل يوم أوراق اعتماد لهذا الحزب، ولبنان ينهار ومصارفه تنهار، العلم ينهار، المستشفيات تنهار وطبعا نحن نعيش في الوهم. هناك من يقول بانتخابات مبكرة. كيف ستحصل انتخابات مبكرة في ظل وجود السلاح؟ وكيف ستحصل انتخابات مع سيطرة “حزب الله” على ثلث الشعب اللبناني؟ طبعا الكلام لا يقف هنا، المأزق كبير جدا، سيدنا على علم بكل ما يحصل في لبنان. نأمل أن نبقى متكلين عليه، وأن يستيقظ الشعب اللبناني وأن يحب بلده لأني لم أر شخصا مثل سيدنا يحب لبنان وجماله ويقول أن علينا محبة هذا البلد والتمسك به”.

نقيبا الصحافة والمحررين وضعا اكليلا من الزهر على تمثال الشهداء.

وضع نقيبا الصحافة والمحررين عوني الكعكي وجوزف القصيفي وبمناسبة عيد شهداء الصحافة اكليلًا من الزهر باسم النقابتين على قاعدة تمثال الشهداء في وسط بيروت، ساحة الشهداء عند الثانية عشرة ظهر اليوم.

نقيب الصحافة

والقى النقيب الكعكي كلمة جاء فيها:” في ذكرى عيد الشهداء الذي أصبح عيد شهداء الصحافة اللبنانية، نعود الى الوراء الى أيام علق فيها الصحافيون على المشانق أيام جمال باشا السفاح، وذلك عام 1914.

وفي ذكراهم نحيي الذين استشهدوا في سبيل حرية وديمومة الصحافة أمثال زملاءنا النقيب نسيب المتني والنقيب رياض طه وسليم اللوزي وكامل مروة وجبران تويني وسمير قصير وكل شهداء الكلمة شهداء الصحافة اللبنانية.

أضاف:” صحافيو لبنان كانوا في طليعة من دافعوا عن استقلال لبنان، وكانوا سيفًا مسلطًا فوق رقاب من عاثوا فسادًا في الوطن الغارق بدماء ابنائه الذكية.

في السادس من أيار نستذكر اعلاميين بذلوا دماءهم في سبيل انتصار الخير على الشر. ما هتفوا الا للحق وللحرية، وكانوا في طليعة من واجهوا الظلم والطغيان. رفضوا كمّ الأفواه وحاربوا الفاسدين وكان دينهم أن يبقى وطنهم المفدى لبنان شعلة تضيء سماءه. وها هم اليوم يناشدون الدولة باقرار قانون موحّد يجمعهم في بوتقة الحرية الإعلامية. انهم يتوقون الى مهنة تضمن لهم الضمانات الإجتماعية في حياتهم ومماتهم. في ذكرى شهداء الصحافة اللبنانية تحية اكبار واجلال الى العاملين في محراب السلطة الرابعة

نقيب المحررين

وبدوره ألقى النقيب القصيفي كلمة قال فيها:” انها مناسبة غالية ان نجتمع مع نقيب الصحافة لإحياء ذكرى شهداء الصحافة اللبنانية، وفي الحقيقة هم شهداء الوطن، هؤلاء الذين رفسوا الكرسي من تحت اعواد المشانق، فكانوا كبارا وكان الموت صغيرًا، هؤلاء الذين استحال حبرهم الى دم يسطرون فيه وثيقة الحرية التي اذا عفا لونها يوما حبروها من جديد بعطاءاتهم السخية. في هذا اليوم المبارك يوم ذكرى شهداء الصحافة اللبنانية، نحن صوت واحد مع نقابة الصحافة في المطالبة بقانون موحد يرعى الإعلام والإعلاميين، نطالب بقانون عصري وحديث يعطي الصحافيين ما يستحقون وما يليق بتضحياتهم، فهؤلاء الذين يقدمون الغالي والنفيس في سبيل اعلاء شأن الكلمة وتعميم حرية الفكر، يستحقون ان يعيشوا كِرامًا في وطنهم لا أن يكونوا شهداء أحياء. نشكركم ونشكر نقيب الصحافة على هذه الوقفة الضرورية واللازمة والتي يجب أن تتسع ابتداء من العام المقبل لنقول ان اللبنانيين كل اللبنانيين هم الى جانب الصحافة اللبنانية، وهم أوفياء لذكرى شهداء الصحافة اللبنانية، والعقبى ان نأتي في السنة المقبلة ونرى كل هذا المحيط مزروعًا بالورد الأحمر دلالة على سخاء العطاء والحرية والتضحية التي لم يبخل بها الصحافيون يومًا.

وزارة التربية تُوضح…

0

أوضح المكتب الإعلامي في وزارة التربية والتعليم العالي ما نشر حول “ما يعانيه بعض الأجانب والنازحين من عدم القدرة على تأمين الإقامات لأولادهم بالسرعة اللازمة، مما يسبب التأخر في تأمين الأوراق للترشح للامتحانات الرسمية”، بالقول :” في كل عام يصدر قرار عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء لحل هذه الإشكالية، وضمان حق هؤلاء المرشحين بالتقدم للامتحانات الرسمية، وكذلك لهذا العام، إذ تم اعداد الكتاب وتم إرساله  وفقا للأصول القانونية إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء لاستصدار القرار بالموافقة على ضمان حق هؤلاء المرشحين بالتقدم من الامتحانات الرسمية “.

من سيخلف الحريري في رئاسة الحكومة؟

في الواقع، تتجاوز مسألة اعتذار رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، موقف الإدارة الفرنسية منه والذي بات أقرب إلى الانزعاج والاعتراض، من التبنّي وتأمين الغطاء الدولي. فالحراك الإقليمي، وتحديداً الإيراني – السعودي، والسعودي – السوري، يرفع منسوب الخشية في ذهن الحريري ويزيده حذراً مما قد تحمله الأيام المقبلة. ولذا قرر رفع الصوت عالياً.

التهويل بالاعتذار جدّي، ولكنه غير محسوم. من الطبيعي أن يفكّر رئيس “تيار المستقبل” بكل الخيارات المطروحة أمامه، وكل الاحتمالات التي قد تفرض على جدول حساباته في ضوء الحراك الانقلابي الذي تشهده المنطقة والذي ينذر بمتغيّرات جذرية قد تصيب مشهدية الإقليم. ولذا أخرج ورقة الاعتذار من جيبه، ووضعها على طاولة التفاوض المبكر.

ولكن سيكون من غير المنطقي أن يرمي الحريري تلك الورقة بلا أي ثمن. إنها آخر الأوراق الثمينة، وسيكون من غير المنطقي أن يضحّي بها بلا أي مقابل، هذا اذا افترضنا أنّ التفاهم الاقليمي على الملف اللبناني بات قريباً، وسيشمل بطبيعة الحال موقع رئاسة الحكومة.

ومع ذلك، فإنّ احتمال خروج سعد الحريري من السباق الحكومي فتح الباب أمام السيناريوات البديلة، والتي قد تُنتَج على وقع التقارب السعودي – الإيراني والسعودي – السوري، اللذين سيرسمان “بورتريه” رئيس الحكومة المقبل ومهمته ضمن اتفاق شامل يحدد مسار ومصير الملف اللبناني للمرحلة المقبلة. وهذا يعني، أنّ القواعد التي كانت سارية طوال الفترة الماضية، سيُعاد تدويرها، لكي تلائم التطورات الحاصلة ومندرجاتها اللبنانية. وبالتالي، لن يكون بمقدور الحريري، في ما لو حلّ منطق التفاهمات الاقليمية، أن يمارس دلاله وغنجه لفرض مرشحه، حتى لو لا يزال ممثل الطائفة السنيّة الأول. صار له في هذا الاستحقاق شركاء. بهذا المعنى، تراجع ترشيح السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة إلى مراتب بعيدة بعدما تقدّم مسافات بالغة الأهمية بعد تبنيه من بعض قوى الرابع عشر من آذار بوصفه مرشّح التقاطع الأميركي – السعودي، الأبرز للرئاسة الثالثة. لكن تغيّر الإحداثيات الإقليمية قد يبعده عن السباق بسبب رفض قوى الثامن من آذار له.

في المقابل، قفز اسم رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي إلى الواجهة من جديد. القطب الطرابلسي الذي سبق له أن شكل تقاطعاً اقليمياً في أكثر الظروف دقة وحساسية نظراً لشبكة علاقاته الواسعة التي تشمل السعودية، كما سوريا، ما ساعده على بلوغ السراي على حصان التقاطعات الظرفية، قد يكون فقد بعضاً من “وهجه” كشخصية وسطية بعد انضمامه إلى نادي رؤساء الحكومات السابقين وتبنيه خيار هذا الفريق بالكامل، فضلاً عن “الالتباسات” التي تشوب علاقته ببعض القوى الأساسية، ومنها مثلاً رئاسة الجمهورية خصوصاً وأنّه سبق له أن ردّد في مجالسه الخاصة أنه يرفض أن يكون رئيساً لحكومة في عهد الرئيس ميشال عون، كذلك الأمر بالنسبة لـ”حزب الله” الذي يسجّل العديد من الملاحظات على سلوك ميقاتي. حتى أن سيرة الرجل باتت تعاني من عطب الإشكالية القضائية في ما خصّ القروض المدعومة، وهو بالنتيجة شغل موقع رئاسة أكثر من حكومة شكلت امتداداً للسياسات المالية والنقدية التي أتت بالخراب على المالية العامة.

بالتوازي، يعود اسم تمام سلام إلى الواجهة. هو ركن من أركان نادي رؤساء الحكومات السابقين ما يمنحه بعضاً من الغطاء السياسي، كما أنّ حرصه على السير بجانب “الحيطان السياسية” لا سيما في اللحظات الصعبة ذات الطابع الاشتباكي، يبرّئه من تهمة “الحدية” في السلوك ويبقيه مرشح التقاطعات الصعبة، مع وقف التنفيذ.

في المقلب الآخر، يصير اسم فيصل كرامي مرشحاً جدياً اذا صار لحلفائه رأي وازن في تحديد هوية خلف حسان دياب، واذا ما قرر الحريري الانتقال إلى صفوف المعارضة، ليكون تقاطعاً سعوديا – إيرانياً – سورياً، خصوصاً وأنّ “اللقاء التشاوري” حسم خياراته بتبني ترشيح كرامي لرئاسة الحكومة.

فهو غير مرفوض من جانب الرياض، وحليف “حزب الله” منذ نشأته السياسية. علاقته جيدة مع العديد من الأطراف السياسية، وفي طليعتهم “حزب الله”، سليمان فرنجية، رئيس الجمهورية، قائد الجيش جوزف عون حيث لعب دوراً بعيداً من الأضواء في ملف ترسيم الحدود، فيما حرص على تحسين علاقته برئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بعد مرحلة من الجفاء. ولكن في المقابل، بقيت علاقته برئيس مجلس النواب نبيه بري متشنجة بسبب موقفه من ملف التدقيق الجنائي بعد اتهامه وزارة المال بتفخيخ العقد. أمّا علاقته مع الحريري فيحكمها “الرفض” المتبادل.

هذا ما اوضحه المكتب الإعلامي للنائب ابراهيم كنعان

صدر عن المكتب الإعلامي للنائب ابراهيم كنعان البيان الآتي: يتمّ التداول، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بخبرٍ مفبرك نُسب للنائب كنعان قوله فيه إنّ “أكثر من نصف الشعب اللبناني ميسور وليس بحاجة الى دعمٍ للمواد الغذائيّة”.

لذا، يهمّنا التأكيد أنّ مثل هذا الكلام لم يصدر أبداً عن النائب كنعان، وما فبركته إلا في إطار “الحرتقات” المتكرّرة التي تهدف للإساءة إليه والتي لن تثنيه أبداً عن القيام بدوره السياسي والتشريعي والخدماتي، خصوصاً في ظلّ المرحلة الصعبة التي يعاني منها اللبنانيّون، لا سيّما على الصعيدين الاجتماعي والصحي.

“بروسك”: مستعدون لتنفيذ أي أمر فور تبلغنا بتوضيح من مجلس القضاء الأعلى أو النائب العام التمييزي

أوضحت شركة “بروسك” ش.م.ل. في بيان، أنها شركة أمنية خاصة مسجلة في السجل التجاري في بعبدا تحت رقم 62063 موضوعها الحراسة والحماية على اختلاف أنواعها ومواضيع تجارية اخرى”.

ولفتت إلى أنها أبلغت “رسميا بموضوع المعلومات التي تم تداولها في الاعلام، أن القاضي سامر ليشع هو المكلف بالملف القضائي المعني مما أثار جدلا بقانونية المصدر المخول بطلب المعلومات، كما تبين أن مدنيين غير ذي صفة قضائية أو عدلية، تجمهروا أمام مركز الشركة بشكل يهدد موجوداتها وأموالها الخاصة وتلك العائدة لزبائنها. أمام التضارب في المعلومات حول الجهة المخولة بمخاطبة الشركة”، معلنة “استعدادها لتنفيذ أي أمر فور تبلغها توضيح أو أمر من مجلس القضاء الأعلى أو النائب العام التمييزي حول المطلوب تنفيذه من الشركة وتفاصيله”.

وطلبت من “القوى الأمنية المعنية، تأمين الحماية اللازمة لمركزها حفاظا على الملكية الخاصة وحقوق وأموال الغير المؤتمن عليها، بانتظار توجيهات السلطات القضائية العليا”. وأكدت “في هذا المجال أنها تحت القانون وتعمل بموجب أسس الثقة والشفافية، ومديرها يعمل في مجال الامن الخاص في لبنان والخارج، وتحتفظ بحقها بمداعاة أي جهة تمس بسمعتها وتلحق أضرار بأعمالها. وتؤكد للرأي العام اللبناني، أن الاستمرار بهذه الاعمال الفوضوية سوف يلحق أضرارا إضافية بالشركة قد تؤدي إلى توقفها عن العمل وحرمان أكثر من 900 عائلة من لقمة عيشها”.