الطقس غدا صاف إجمالا مع إرتفاع طفيف بدرجات الحرارة

0

توقعت مصلحة الأرصاد الجوية في إدارة الطيران المدني أن يكون الطقس غدا الاحد صافيا إجمالا مع إرتفاع طفيف بدرجات الحرارة في المناطق الساحلية ودون تعديل في المناطق الداخلية والجبلية ورياح ناشطة أحيانا في المناطق الشمالية. وجاء في النشرة الآتي:

– الحال العامة – طقس مستقر يسيطر على الحوض الشرقي للمتوسط خلال الأيام القادمة.

– المعدل المتوسط لدرجات الحرارة لشهر كانون الأول على الساحل: من 13 الى 21 درجة مئوية في الظل.

– الطقس المتوقع في لبنان: اليوم السبت: صاف إجمالا مع إرتفاع محدود بدرجات الحرارة ورياح ناشطة في المناطق الشمالية. الأحد: صاف إجمالا مع إرتفاع طفيف بدرجات الحرارة في المناطق الساحلية ودون تعديل في المناطق الداخلية والجبلية ورياح ناشطة أحيانا في المناطق الشمالية.الإثنين: غائم جزئيا الى غائم بسحب مرتفعة دون تعديل بدرجات الحرارة، كما يتكون الضباب على المرتفعات. الثلاثاء: غائم جزئيا مع إنخفاض محدود بدرجات الحرارة، كما يستمر تكون الضباب على المرتفعات.

– درجات الحرارة المتوقعة: على الساحل من 11 الى 21 درجة. فوق الجبال من 4 الى 15 درجة. في الداخل من 2 الى 17 درجة.

– الرياح السطحية: شمالية غربية سرعتها بين 10 و30كم/س.

– الانقشاع: جيد.

– الرطوبة النسبية على الساحل: بين 45 و 65%.

– حال البحر: هادىء. حرارة سطح الماء: 21°م.

– الضغط الجوي: 1024 HPA أي ما يعادل: 768 ملم زئبق.

– ساعة شروق الشمس: 06,41 ساعة غروب الشمس: 16,35

البطريرك الراعي يلتقي وزيري الداخلية والاعلام عبد الصمد: الأهم التخفيف من خطاب الكراهية فهمي: قد نذهب مجدداً الى إقفال البلد

التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وزيري الداخلية في حكومة تصريف الاعمال محمد فهمي والاعلام في حكومة تصريف الاعمال منال عبد الصمد.

عبدالصمد: وبعد اللقاء، دعت عبد الصمد الى “توحيد الكلمة وأن نعمل بتضامن ومحبة للنهوض بالبلد”.

وأشارت الى أن “البطريرك الراعي هو الداعي الى هذه اللغة، ونتذكر قداسة البابا عندما قال لبنان أكثر من بلد إنه رسالة”.

وتابعت: “نأمل زيادة الايجابية في قلوبنا والتقليل من الايجابية في نتائج كورونا”.

وردا على سؤال، قالت: “في حال لم يكن هناك أمل بالنهوض فلا أمل بالبلد. واللبناني قوي وجبار واذا فقدنا الامل فقدنا كل شيء، والأهم الاتحاد على القضية الوطنية والتخفيف من خطاب الكراهية”.

فهمي: بدوره، قال فهمي: “للاسف مأساة آب قضت على بهجة الميلاد، وان شاء الله السنة المقبلة تكون سنة معافاة من كورونا، واجتياز لبنان المآسي التي عشناها هذا العام”.

وردا على سؤال، أجاب: “لا أستطيع التحدث في الاعلام عن التحقيق في جريمة الرابع من آب، من أجل سرية التحقيقات. ونعمل ليل نهار لكشف جريمة ملابسات الكحالة”.

وفي ما يخص وقف الطيران الاتي من بريطانيا، قال: “إنها مسؤولية لجنة مختصة”.

وتمنى أن “تبقى الاصابات كما هي حتى لا نقفل البلد مرة جديدة”، مشيرا الى “ضرورة إيجاد توازن بين الوضع الاقتصادي والوضع الصحي، واذا ارتفعت الاصابات نحن ذاهبون الى الاقفال”.

وختم فهمي: “يجب أن نتوصل الى نتائج في جريمة مرفأ بيروت. ليس هناك من خلاف بين السياسيين والقضاء ولا يجب أن يكون هناك استنسابية في التحقيق. ولا يحق لي التدخل مع قاضي التحقيق. الاستنسابية تفشل التحقيقات ونتائجه”.

الدكتور المجبر في رسالة الميلاد: لنقف دقيقة صمت حداداً على إنسانيتنا

0

وجّه الدكتور جيلبير المجبر رسالة الميلاد والذي خصّها للبنانيين في الداخل والخارج وعموم العالم الأجمع.

بداية هنئ الدكتور المجبر اللبنانيين اينما كانوا والعالم أجمع بمناسبة الميلاد المجيد ، وكله أمل أن يكون قيامة حقيقة للخلاص من الوباء العالمي المتمثل اليوم بكوفيد 19 الذي جعل الكون بأسره ينغلق على ذاته ، وهو حتماً جزءٌ من عقابٍ ربّاني على ما اقترفه بني الشر من حقدٍ وكرهٍ وبغيضة ونميمة وعمليات احتيال ونصب وتكاذب.

لبنانياً ، امل الدكتور جيلبير المجبر أن ينعم الله على هذا البلد بالامن المفقود والعافية المهزوزة والهدوء غير الموجود ، ولكن هذا لن يتحقق دون عملية تغيير سياسية وإدارية حقيقية يشترك في صناعتها الشعب اللبناني الغارق في القشور والتعصب على حساب نهضة وتطور البلد.

وأضافت رسالة الدكتور المجبر الميلادية: “في الداخل اللبناني لطالما حوربنا من السخفاء والحقراء، وهم من طرف الشعب الذي خدمناه فأنكر وتكبّر ، ومن طرف الدولة التي عرقلت دخول مساعداتنا وحرمت الناس من الإستفادة منها ، وانفجار مرفأ بيروت المشؤوم دليل واضح وصارم عن عشرات سيارات الإسعاف والإطفاء التي حُرقت وأتلفت والعائدة للمؤسسة والتي وضعت العراقيل لاشهر طويلة في طريق إدخالها ،مع انها هبات مقدمة للبلديات والجمعيات الاهلية ومؤسسة الدفاع المدني.”

وتابع المجبر في رسالته: “كل تلك العراقيل ما وقفت في طريقنا وها هي المساعدات وصلت من جديد ، وهي ضمن رسالتنا المستمرة منذ اكثر من عشرين عاماً ، ذلك إن خدمة الناس امانة العائلة والله لدينا”.

وختم الدكتور المجبر: “علينا إلاّ ننسى ان الله موجود في كل مكان ، وان القيامة تاكيد على عظمة الربّ ،فلنكن على مستوى وصورة هذا الرب حتى ننعم بالخيرات.”

بالتفاصيل…أول اصابة بطفرة “كورونا” الجديدة في لبنان.

0

غرد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، عبر حسابه على”تويتر”: “تم تسجيل حالة من الطفرة الجديدة من COVID19 في رحلة ME 202 الآتية من لندن في 21 كانون الأول. نتوجه للوافدين من المملكة المتحدة، وبخاصة على متن الرحلة المذكورة وذويهم، بالتنبه والتزام الإرشادات الوقائية. وتتابع الوزارة الحالة والمخالطين”.

وفي هذل السياق، أفادت اذاعة “صوت لبنان” نقلاً عن مصادر في بلدية حارة صيدا ان الشخص المصاب بالطفرة الجديدة والتي أعلن عنها وزير الصحة  هو فلسطيني الجنسية من آل منصور ويسكن في بلدة حارة صيدا – جادة الرئيس نبيه بري.

واضاقت المصادر ان الشخص المصاب هو يخضع للحجر المنزلي مع عائلته ويتخذ كافة الاجراءات الوقائية.

لكن  نائب رئيس بلدية حارة صيدا حسن صالح سرعان ما نفى كل الاخبار المتداولة عن وجود الشخص المصاب بالسلالة المتحورة من فيروس كورونا على انه مقيم في حارة صيدا، مؤكدا انه تبلغ من محافظة لبنان الجنوبي ووزارة الصحة ان الشخص المعني مقيم في منطقة لبنانية اخرى وليس في حارة صيدا .

عودة في قداس الميلاد: وطننا في مأزق فلم التباطؤ في تشكيل حكومة؟

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، خدمة قداس الميلاد في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

بعد قراءة الإنجيل المقدس، ألقى عظة قال فيها: المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة. أحبائي، أعايدكم بميلاد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، وأرفع الدعاء معكم من أجل أن يبعد الله عن العالم أجمع كل وباء ومحنة، وأن يخلص بلدنا الحبيب من كل ما يعيق نهوضه وتقدمه، حتى يعود الفرح والرجاء إلى قلوب جميع اللبنانيين، وخصوصا الذين طالتهم الأحزان في الفترة الأخيرة. نرفع الدعاء لكي يعزي الرب إلهنا كل من فقد عزيزا في التفجير الدموي الذي طال عاصمتنا العزيزة، ويرحم كل الذين ذهبوا ضحية فساد مستشر ومتجذر، ويعين كل الذين هجروا وشردوا، ويلهم المسؤولين إلى السبل الحميدة لإعادتهم إلى بيوتهم مكرمين، وإعادة النبض إلى قلب لبناننا الذي تقترب ساعة وقوفه إن لم نتحرك إلى الأمام بسرعة قصوى من أجل إنقاذه. وطننا في مأزق باعتراف الجميع. قدراته المالية تستنزف يوميا، والمخاطر الأمنية محدقة باعتراف العارفين، وشعبه يمات يوميا، وهو يصرخ مستغيثا، وليس من يسمع ممن في يدهم القرار. إلى متى هذا التجاهل؟ ولم التباطؤ في اتخاذ القرارات الضرورية وأولها تشكيل حكومة؟”

أضاف: “الوقت ليس وقت المناكفات وتصفية الحسابات. إنه وقت العمل الحثيث من أجل إنقاذ هذا البلد. الشعب غير مهتم بالتباينات التي تفرق المسؤولين والتعقيدات التي تعترضهم. الشعب لا يريد إلا العيش الهانىء الكريم والآمن في ظل دولة عادلة تحمي حياته وحقوقه. هل يطلب المستحيل؟”

وتابع: “يأتي ميلاد ربنا يسوع المسيح، هذا العام، مشابها في ظروفه لميلاد الفادي. زعماء يتحكمون بالشعب، مجبرين إياه على تطبيق الكثير من القوانين والتعميمات المجحفة بحقه، مثلما فعل هيرودس مع شعبه مجبرا إياه على الإكتتاب. العذراء مريم التي كانت على وشك الولادة، ويوسف الخطيب، لم يجدا مكانا يبيتان فيه، واليوم آلاف العائلات مهجرة ومشردة، فيما الجميع يتلهون بالمباحثات الغبية والأنساب والخصومات التي ينصح الرسول بولس تلميذه تيطس باجتنابها لأنها غير نافعة وباطلة (تيطس 3: 9). مغارة مظلمة استقبلت المسيح المتجسد، وها نحن نستقبل ميلاده في بلد كان في غابر الأيام ينافس البلاد المتقدمة، ويقدم للعالم أفضل نموذج عن تفاعل الأديان والحضارات والثقافات. أما اليوم فقد أظلم بسبب الأحقاد والخصومات والمماحكات وشتى أنواع الفساد. لقد أظلمت قلوب الكبار ونفوسهم بسبب الكبرياء والحقد والجشع، وها هم ينشرون الظلمة بين البشر. هناك هيرودس قتل آلاف الأطفال الأبرياء، وهنا فساد وتقصير وغموض راح ضحيتها الأبرياء، ومن لم يقتل منهم جسديا أصيب إصابات نفسية كبيرة، لا يمحو أثرها سوى سعي حثيث من أجل تأليف حكومة تبصر النور اليوم قبل الغد، حتى تنتشل المواطنين من الهاوية التي يقبعون فيها، والجوع الذي يتربص بهم، والعوز الذي يهدد كرامتهم. يقول الرسول بولس: فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح، أنه من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره (2 كو 8: 9)، فهل بين زعمائنا من يختار إفقار نفسه واضعا ثرواته في خدمة الشعب؟”

وقال: “مسيحنا المتجسد هو المثال الأمثل للخدمة الحقيقية. لقد تجسد ليخلص البشرية من العبودية للخطيئة أولا، وللطغاة ثانيا، كما سبق فصور موسى بإخراجه الشعب المختار من العبودية لفرعون المصري. إلا أن البشر أنفسهم، في الكثير من الأحيان، يخطئون في اختياراتهم التي قد توصلهم إلى العبودية عوض الحرية. في العهد القديم، لام الشعب موسى على إخراجهم من أرض مصر، لأنهم جاعوا في الصحراء، فطالبوه بإعادتهم تحت جناحي المستعبد الذي كان ينكل بهم، لكنه كان يطعمهم. لم يثقوا بالله القادر على إشباعهم، الذي أرسل لهم المن والسلوى ووعدهم بإرساله يوميا، لكنهم لم يثقوا به، وراحوا يخزنون الطعام للأيام المقبلة، ففسد الطعام المخزن، وأظهر الشعب عدم إيمان وثقة بخالقهم الذي لا يمكن أن يتركهم يموتون، هو الذي يعتني بطيور السماء وأزهار الحقول. يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي: غير المتجسد يتجسد، والكلمة يتحد بالأرض. غير المنظور ينظر وغير الملموس يلامس، ومن لا بدء له يبتدىء، وابن الله يصير ابن الإنسان… نعيد لمجيء الله إلينا لكي نعود نحن إلى الله، لنخلع الإنسان القديم ونلبس الجديد. وكما متنا في آدم سنعيش في المسيح. فلنولد معه ونصلب، وندفن ونقم بقيامته. هذا هو المعنى الحقيقي للميلاد. لقد تجسد الله ليتأله الإنسان ويعود إلى الحياة، إلى الفردوس الذي خلقه فيه الله في البدء. لقد شوه الإنسان الصورة الإلهية التي خلق عليها، هو المخلوق على صورة الله ومثاله، وهو مدعو إلى العودة، إلى التوبة، إلى استرجاع النقاوة بدوسه الخطيئة”.

أضاف: “عيد الميلاد هو عيد ميلادنا الجديد. بميلاد المخلص، القديم قد عبر وصار كل شيء جديدا. الخطيئة ليست من طبيعة الإنسان، بل هي عمل إرادته. لقد خلقنا الله أحرارا نريد أو لا نريد، نقبل أو نرفض. منحنا رفعة بجعلنا على صورته، وأعطانا أن نختار أن نكون معه أو بعيدا عنه. الإختيار هنا مرتبط بالمحبة، ولا إكراه في المحبة. فإن أحببنا الله اتحدنا به وكنا معه، وإن رفضناه انقطعنا عنه وأهملنا وصاياه. هذا الانقطاع عن الله هو الخطيئة، والخطيئة تلوث الطبيعة البشرية، تستعبدها وتذلها. لهذا السبب تجسد ابن الله. لفرط محبته لم يشأ ترك خليقته في الهلاك. حمل خطايانا وأوجاعنا، وكما يقول إشعياء النبي: «هو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا… كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا. ظلم، أما هو فتذلل ولم يفتح فاه. كشاة تساق إلى الذبح (إش 53: 5-7). هل من حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه من أجل أحبائه؟ الميلاد عيد المحبة والرحمة والتضحية. سمعنا في رسالة اليوم: لما حان ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة، مولودا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبني. المسيح افتدانا بدمه، ويبقى علينا حفظ الأمانة. جاء في سفر الرؤيا: كن أمينا إلى الموت فأعطيك إكليل الحياة (2: 10). الأمانة تحتاج إلى جهاد وتعب، والسقوط وارد لأن الجسد ضعيف. المهم أن ننهض من جديد ونتابع السير طالبين وجه المخلص وحده. المهم ألا نيأس وأن نعيش دوما على الرجاء، والذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص (متى 10: 22)”.

وتابع: “كل ما نمر به ينفعنا إذا كنا نلتمس مشيئة الله. كل ما نمر به من تجارب وضيقات ومشقات يعزز فينا تواضع القلب إذا وضعنا رجاءنا في الله. وبالتواضع نماثل الله ونستوعب عطاياه التي لا يعبر عنها. التواضع كان طريق ابن الله الوحيد إلينا بالتجسد، لكيما يكون التواضع طريق المؤمنين إليه بالقداسة. يأتي ميلاد المخلص بارقة أمل، في زمن غيب فيه الأمل عن كل سكان الأرض، إن بسبب الوباء المستشري، أو بسبب الحروب والقلاقل والنزاعات على أشكالها. كيف لا نشعر بالأمل في ميلاد القائل: روح الرب علي، لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق، وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية (لو 4: 18-19)؟ إذا وضعنا رجاءنا في المسيح لن نخيب أبدا، أما إذا اتكلنا على البشر فإننا سنحزن كثيرا. لذا، لا تخافوا، لأن عمانوئيل ولد، ومعنى اسمه الله معنا، وإن كان الله معنا فمن علينا؟ الذي لم يشفق على ابنه بل بذله من أجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضا معه كل شيء؟… من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف؟… ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا كما يقول بولس الرسول (رو 8: 31-39)”.

وختم عودة: “في الأخير، نرفع الصلاة مجددا من أجل جميع إخوتنا في هذا الوطن الحبيب، الذين تأذوا نفسا وجسدا من التفجير الذي أصاب قلب عاصمتنا، كما نصلي من أجل جميع العاملين في الحقل الطبي والتمريضي، كي يضع الرب يده الشافية مع أيديهم، علنا نصل قريبا إلى الشفاء التام من الوباء المتفشي. كما نصلي من أجل كل المتألمين والمظلومين والمحزونين والمخطوفين والمشردين. ولا ننسى أخوينا المطرانين بولس ويوحنا اللذين نفتقدهما في هذا العيد المبارك، ونسأل الطفل الإلهي أن يعيدهما سالمين معافين. حفظكم الإله المتجسد، ومنحكم الصبر والرجاء والأمل. بارككم، وبارك وطننا، ومنح مسؤولينا استنارة العقل والقلب حتى يرأفوا بمن تبقى في أرض لبنان”.

الراعي في قداس الميلاد: اذا كانت مشكلة تشكيل الحكومة خارجية فالمصيبة اعظم والتغيير بات ملحاً

أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس الميلاد أنّه “توقعنا ان تعزز مكافحة الفساد وحدتنا الوطنية فتفاجأنا بها تهز هذه الوحدة وتعيد البلاد الى مراحل سابقة طويناها”.

وقال الراعي: “تفاجأنا بتعطيل خطط الإصلاح والمبادرات الدولية وتوقعنا أن يسرع المسؤولون في تأليف حكومة تكون في مستوى التحديات فتفاجأنا بوضع شروط وشروط مضادّة ومعايير مستحدثة بربط التأليف بصراعات المنطقة والعالم”، لافتاً إلى “أننا بتنا من دون سلطة اجرائية دستورية واذا كانت مشكلة تشكيل الحكومة خارجية فالمصيبة اعظم والتغيير بات ملحاً”.  وتابع: “تمنّينا على عون الحريري أن يشكلا فريقاً واحداً وأن يعلوا على جميع الضغوط فيكسبان ثقة الشعب والعالم”، سائلاً:”أي ضمير يسمح بربط لبنان بصراعات لا علاقة لنا بها؟”.

وغاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للمرة الاولى عن قداس الميلاد بسبب الظروف الصحية الراهنة وتداعيات جائحة كورونا

ورأس البطريرك الراعي، قداس الميلاد المجيد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، “كابيلا القيامة”، عاونه فيه المطارنة حنا علوان وبيتر كرم وانطوان عوكر، أمين سر البطريرك الأب هادي ضو ولفيف من الكهنة، في حضور الرئيس لأمين الجميل، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه، النواب: شوقي الدكاش وزياد الحواط وروجيه عازار وهادي حبيش وفريد هيكل الخازن، النائب المستقيل نعمة افرام، رئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله أبي نصر، نقيب المحررين جوزيف القصيفي، رئيس مجلس إدارة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك، مدير الدفاع المدني العميد ريمون خطار، رئيس تجمع “موارنة من أجل لبنان “المحامي بول يوسف كنعان، الرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى جان فهد، السفير خليل كرم وعدد من الفاعليات السياسية والعسكرية والنقابية والدينية والمؤمنين.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان “لا تخافوا؛ أبشركم بفرح عظيم يكون للعالم كله: ولد لكم اليوم مخلص الذي هو المسيح لرب”، قال فيها: “بدأت بشرى الملاك لرعاة بيت لحم بكلمة “لا تخافوا”. هذه الدعوة لعدم الخوف طالما رددها الرب يسوع لتلاميذه، ومن قبله الملاك لزكريا ولمريم عذراء الناصرة وليوسف. إنها الدعوة إلى الثقة بالله وبالذات. في الميلاد تأسست هذه الثقة على صخرة يسوع –عمانوئيل- الله معنا (متى 1: 23). كانت الدعوة للفرح بميلاد المخلص، وهو فرح يشمل العالم كله. لكنه ممزوج بالتقشف والفقر بسبب الميلاد في مذود حقير، وبالقلق في الهرب إلى مصر من وجه هيرودس المزمع على قتل الطفل. هكذا الحياة تتراوح بين فرح الإيمان وشك الواقع. شعبنا يحافظ على إيمانه، وسط حالات الشك التي تمتحن صبره ورجاءه. فلنجدد إيماننا بالإله الساكن بيننا مرددين: ملجأي هو وخلاصي، صخرتي فلا أتزعزع”.

أضاف: “يسعدني وإخواني السادة المطارنة والآباء أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، وأن أقدم لكم أخلص التهاني والتمنيات بالميلاد المجيد، أنتم الحاضرون وكل الذين يشاركوننا عبر وسائل الاعلام ووسائل الإتصال الإجتماعي في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الإنتشار. معكم ومعهم نتبادل البشرى السارة بميلاد مخلص العالم وفادي الإنسان. وقد تسلمنا فيها هديتي السماء: السلام لنبنيه في مجتمعاتنا، والرجاء لنصمد به. بهاتين العطيتين ينتفي الخوف والقنوط، ولو اكتنفتنا حالات الشك. يوحنا المعمدان نفسه إمتحن بالشك، وهو في السجن. فأرسل بعثة إلى يسوع تسأله: أأنت هو الآتي، أم ننتظر آخر؟ فأجرى يسوع بعض الشفاءات، وقال لهم :إذهبوا وأخبروا يوحنا بما تسمعون وتنظرون: ألعميان يبصرون، والعرج يمشون، والصم يسمعون، والموتى يقومون، والمساكين يبشرون، وطوبى لمن لا يشك في. هذا هو العهد المسيحاني الجديد”.

وتابع: “هذا المزيج من الشك والفرح رآه النبي أشعيا، عندما نادى الذين شاهدهم أمامه بوحي نبوي عن المسيح الآتي قائلا: قووا الأيدي المسترخية، وشددوا الركب الواهنة. قولوا لفزعي القلوب: تقووا، لا تخافوا، هوذا إلهكم يأتي فيخلصكم. حينئذ تتفتح عيون العميان، وآذان الصم تنفتح. وحينئذ يقفز الأعرج كالأيل، ويهتف لسان الأبكم (أشعيا 35: 3-6). ليست كلمة الله من الماضي، بل هي كلمة حية وفاعلة في التاريخ لدى الذين يتقبلونها. وهي كالمطر الذي لا يرجع إلى السماء من دون جدوى، بل يؤتي الأرض ثمارها، كما ينبىء النبي أشعيا نفسه (راجع أشعيا 55: 10-11). والكلمة صخرة نبني عليها حياتنا وتاريخنا. بها نواجه التناقضات والمعاكسات التي تأتينا من الطبقة الحاكمة. فلقد توقعنا أن تعزز مكافحة الفساد وحدتنا الوطنية، فتفاجأنا بها تهز هذه الوحدة وتعيد البلاد إلى مراحل سابقة طويناها. توقعنا أن يؤدي التحقيق القضائي المستقل في تفجير المرفأ إلى مزيد من اللحمة الوطنية، فتفاجأنا بتحوله صراعا بين القضاء والأجهزة الأمنية والمؤسسات الدستورية”.

وقال: “توقعنا أن تتهافت السلطة السياسية إلى تلقف توصيات المؤتمرات الدولية ومساعدات الدول المانحة، وتبدأ بمشاريع الإصلاح للجم الانهيار، فتفاجأنا بتعطيل خطط الإصلاح وإجهاض المبادرات الدولية والمؤتمرات التي انعقدت من أجل نهوض لبنان. توقعنا أن يسرع المسؤولون في تأليف حكومة تكون بمستوى التحديات من أجل إحياء الدولة والمؤسسات واتخاذ القرارات، فتفاجأنا بوضع شروط وشروط مضادة ومعايير مستحدثة، وبربط تأليف حكومة لبنان بصراعات المنطقة والعالم، فبتنا من دون سلطة إجرائية دستورية، وازداد الانهيار. إن اعتبار الصلاحيات والمعايير وتوزيع الحقائب مهم، لكن اعتبار الشعب أهم من كل شيء، بل أهم من الأشخاص”.

أضاف: “إذا كانت أسباب عدم تشكيل الحكومة داخلية فالمصيبة عظيمة لأنها تكشف عدم المسؤولية، وإذا كانت أسبابها خارجية فالمصيبة أعظم لأنها تفضح الولاء لغير لبنان. وفي الحالتين يشعر الشعب أن التغيير بات أمرا ملحا من أجل وقف مسيرة الانهيار الوطني. أي ضمير يسمح بربط إنقاذ لبنان بصراعات لا علاقة لنا بها لا من قريب ولا من بعيد؟ لكم تمنينا على رئيس فخامة الجمهورية ودولة الرئيس المكلف أن يشكلا فريقا واحدا يعلو على جميع الأطراف ويتحررا، ولو موقتا، من جميع الضغوط ويتعاونا في تشكيل حكومة اختصاصيين غير سياسيين. فيكسبان ثقة الشعب والعالم و ينهضان بلبنان، ويصبحان مضرب مثل في تجديد الشراكة الوطنية، لكن تمنياتنا اصطدمت بابتداع البعض شروطا لا محل لها في هذه المرحلة، ولا مبرر لها في حكومة اختصاصيين. فلا بد من مصارحة الشعب التي هي ميزة المسؤولين في الأزمات المصيرية. وأي أزمة أعظم من هذه الأزمة؟”

وتابع: “إن لوحة الميلاد تكشف لنا أن الله يقود مجرى التاريخ،بحيث يحقق عبر واقعاته وصميمه الخلاصي. فبمناسبة الإحصاء العالمي، الذي أمر به أغسطوس قيصر، انتقل يوسف من الناصرة بلدته إلى بيت لحم مدينة داود، وهو من سلالته، ليكتتب هناك مع مريم خطيبته وهي حامل. فولدت يسوع هناك، وتمت نبوءة ميخا التي ترقى إلى سبعماية سنة قبل الميلاد: وأنت يا بيت لحم، إنك أصغر عشائر يهوذا، ولكن منك يخرج لي من يكون متسلطا على شعبي، وأصوله منذ القديم، منذ أيام الأزل (ميخا 5: 1). إن الذي أمر بالإحصاء هو أغسطوس قيصر المتسلط على العالم المعروف، أما المولود الرضيع المكتتب فهو سيد السماء والأرض. ولأن الله هو سيد تاريخ البشر، ويقود مجراه تحقيقا لتصميمه الخلاصي. بات لزاما علينا كمؤمنين أن نقرأ علامات الأزمنة، وأن نستلهم أنوار الروح القدس، لكي تنكشف إرادة الله على كل واحد منا، ويتوضح، على ضوء الإيمان والصلاة، دور كل واحد وواحدة منا في هذا التصميم الإلهي العام، مثل زكريا وأليصابات، ويوحنا المعمدان، ومريم ويوسف أبوي يسوع إبن الله الأزلي”.

وختم الراعي: “فلنخشع معا أمام المغارة، ونتأمل مثل يوسف ومريم في سر يسوع الإله المتجسد، ولنخبر عنه مثل الرعاة، فرحين ومهللين وقائلين: ولد المسيح، هللويا”!”

بعد القداس استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية للتهنئة بالأعياد المجيدة.

ما هي الأسباب الخفية لأزمة تشكيل الحكومة ؟

وقع الرئيس المكلف سعد الحريري في «خطأ تكتيكي» بسيط عندما ورّط نفسه بوعده حول «حكومة العيد» وبمهلة 48 ساعة، من دون أن يكون مستندا الى معطيات جديدة، ومن دون أن يعكس حقيقة ما جرى في لقائه مع الرئيس ميشال عون، ليجد نفسه في اليوم التالي مضطرا للانتقال من «التبشير» بولادة حكومة قبل عيد الميلاد، الى «نعي» هذا الاحتمال والإعلان عن ترحيل الحكومة الى ما بعد رأس السنة، ومعترفا بعد شهرين من تكليفه بوجود عراقيل واضحة تمنع صدور مراسيم الحكومة.

يبرّر الحريري إشاعته وتسويقه للأجواء الإيجابية بأنها استجابة لطلب مباشر من الرئيس عون الذي تمنى عليه التصريح بوجود إيجابيات يتم العمل على استكمالها، ويبرّر التبدل الحاصل وتبدد الأجواء الإيجابية الى «وطاويط القصر» التي تحركت ليلا لتعكير الجو والإعداد لجولة جديدة من التعقيدات، وأشاعت مناخا سلبيا عن نتائج الاجتماع قبل حصوله.. ولكن أوساطا قريبة من قصر بعبدا تشير الى لعبة مفضوحة يمارسها الحريري، لعبة تضييع الوقت وتبرئة نفسه من وضع العراقيل وإلصاق التهمة برئيس الجمهورية ميشال عون ومن وراءه بالوزير جبران باسيل، مشيرة الى انزعاج الرئيس عون الشديد من «إقدام الحريري بعد كل زيارة الى بعبدا على مناورة إحراج رئيس الجمهورية في مسألة التعطيل والخروج بعد اللقاء ليصرّح بأن الاجتماع كان إيجابيا وثمة بوادر لولادة الحكومة، فيظهر عون هو المعرقل، وهذه لعبة تكتيكية أضحت مكشوفة وليست إلا محاولة للاستثمار في الوقت الضائع.

لم يعد مهما تحديد المسؤوليات ولا الخوض في التفاصيل المملّة في الملف الحكومي وفي الخلافات الناشبة حول الحقائب وتوزيعها السياسي والطائفي، والتي رست عند حقيبتين أساسيتين: الداخلية والعدل.. فالمسألة أبعد وأهم من مسألة حقائب وأسماء، وما يجري من تأخير متمادٍ ومن مراوحة قاتلة يدل الى عمق الأزمة والى وجود أسباب وقطب مخفية تؤخر تشكيل الحكومة وترحّلها الى العام المقبل، وأبرزها:

1 ـ «الأهمية الفائقة» للحكومة الجديدة التي صار من شبه المؤكد أنها آخر حكومة في عهد الرئيس ميشال عون، وأنها الحكومة التي ستتولى إدارة الاستحقاقات الدستورية والسياسية، وأبرزها الانتخابات النيابية والرئاسية.. وما بعد هذه الاستحقاقات في ظل توقعات ومؤشرات أولية تنبئ باحتمال عدم حصول انتخابات نيابية في موعدها في ظل تفجّر الخلاف حول قانون الانتخاب وبهذه الحجة، ما يؤدي الى التمديد للمجلس النيابي الحالي أسوة بما حدث مع مجلس العام 2009، وباحتمال حدوث فراغ رئاسي في ظل خلاف مستحكم حول الرئيس المقبل والبديل على غرار ما حدث بعد نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان.

الحكومة الجديدة التي وُصفت في البداية بأنها «حكومة مَهَمّة» جاءت من أجل مهمة محددة (إصلاح وإنقاذ) ومن ضمن مهلة محددة (ستة أشهر)، ليست كذلك وإنما هي «حكومة آخر العهد» والتي ستجد نفسها أمام مهمّات وأوضاع استثنائية.. ولذلك تكتسب أهمية في تركيبتها ومعادلتها ذات الصلة بحسابات المرحلة المقبلة وبمرحلة ما بعد عون.

2 ـ الوضع الدقيق والحساس الذي يتواجد فيه طرفا المعركة الحكومية، رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، والذي يدفع بهما الى التشدد وعدم التنازل:

الرئيس ميشال عون لديه مشكلتان أساسيتان: الأولى مشكلته مع الحريري في أن ثقته به تزعزعت بشكل كبير منذ أن خذله وتنصّل من موجبات التسوية بعد ثورة «17 تشرين» ولم يعد يرَ فيه الشريك المناسب أو الأنسب في الحكم، ولا المسؤول الجدير بقيادة عجلة الإنقاذ والمرحلة الأصعب في تاريخ لبنان. وإذا كان عون وافق على مضض على تكليف الحريري، فإنه ما زال عند حذره وليس واثقا في قدرات الحريري وفي إمكانية التعايش معه مجددا تحت سقف الحكم. والمشكلة الثانية عند الرئيس عون أنه معني بمشكلة الوزير جبران باسيل في أنه يواجه هجوما شاملا منسقا لعزله وقطع الطريق على مشروعه الرئاسي، وفي أن الحريري يستضعفه بعد العقوبات الأميركية ويعمل على تجاهله وإضعافه… وبالتالي، فإن عون لن يقبل أن تستخدم الحكومة الجديدة لكسر باسيل وإلحاق الهزيمة السياسية به، في وقت تتعرض رئاسة الجمهورية لضغوط متزايدة.

أما مشكلة الحريري فإنها تقع في مكان آخر، ولكنها لا تقل دقة وصعوبة.. الحريري متهيّب للموقف ومحاصر بأوضاع داخلية وخارجية تجعله عاجزا عن التقدم الى الأمام أو التراجع الى الوراء. وفي كلتا الحالتين هناك ثمن يدفعه. فإذا أراد أن يشكل حكومة فلا يمكنه ذلك إلا وفق شروط عون وحزب الله، وإذا فعل يعرّض رصيده السياسي والشعبي للخطر، وكذلك علاقاته العربية والدولية، لا سيما مع الولايات المتحدة التي تسلّط فوق رأس كل الطبقة السياسية الحاكمة، ومن ضمنها الحريري، سيف العقوبات، والذي يمكن أن تستخدمه فيما تبقّى من ولاية ترامب إذا ذهب الحريري الى حكومة يشارك فيها حزب الله وواقعة تحت تأثيره وسيطرته.

أما إذا قرر الحريري الانسحاب والاعتذار عن عدم المضي في مهمة التشكيل، فإنه يجازف بفرصته الأخيرة للعودة الى رئاسة الحكومة عشية استحقاقات شعبية وسياسية، وقبل أن تداهمه أوضاع لا يعود فيها متحكما بزمام المبادرة والزعامة وتخرج عن السيطرة.. فالحريري بحاجة الى البقاء في «معادلة الحكم»، وخروجه منها هذه المرة محفوف بخطر واحتمال عدم العودة. ولذلك هو عاقد العزم على البقاء والاستمرار في هذا الوضع من عدم التشكيل وعدم الاعتذار للبقاء في المعادلة الى أن «يقضي الله أمرا كان مفعولا».

3 ـ العوامل والظروف الخارجية التي لا تلعب في مصلحة الحكومة والتعجيل في ولادتها.. فمع حصول التغيير في الرئاسة الأميركية، حصل انقلاب في المعطيات الإقليمية ودخلت المنطقة تحت تأثير مرحلة أميركية انتقالية، خصوصا على مستوى المواجهة بين إيران وأميركا المفتوحة على احتمالات المفاوضة في عهد بايدن، ولكن المسبوقة بمرحلة تجميع أوراق التفاوض ونقاط القوة. ولبنان جزء من المسرح الإقليمي لهذه المواجهة وورقة تفاوض أساسية في يد إيران.. وحزب الله لن يعطي الأميركيين الحكومة التي يريدونها في لبنان، ولن يعطي للحريري فرصة التصرف من موقع الرابح ومن يفرض الشروط، ولن يسهّل عملية تشكيل الحكومة إلا إذا قامت وفق تصوّره وشروطه، أي تكون عمليات نسخة منقحة عن حكومة حسان دياب.. يُضاف الى ذلك أن قوة الدفع الفرنسية لتشكيل الحكومة قد تلاشت بعد تعثر مبادرة ماكرون في لبنان وانهماكه في مشاكل داخلية وضغوط خارجية.. وعليه، فإن كل المؤشرات تدفع الى الاعتقاد أن الجميع ينتظر خروج ترامب من البيت الأبيض وتسلّم بايدن، وبأن حكومة الحريري لن تُشكل قبل 20 يناير المقبل.

أسباب تمسّك عون والحريري بحقيبتَي الداخليّة والعدل

مع تبدد الأجواء الإيجابية التي رافقت الحراك الأخير على خط عملية تشكيل الحكومة التي بات من المؤكد أنها لن تشهد النور قبل العام الجديد، لا سيما بعد حديث الرئيس المكلّف سعد الحريري عن استمرار وجود «بعض العراقيل الواضحة»، عاد الحديث عن عقدة أساسية على خط التشكيل تتمثل بتمسك رئاسة الجمهورية والرئيس المكلف بتسمية وزيري العدل والداخلية.

لا يذكر الطرفان، أي رئاسة الجمهورية والرئيس المكلف تشكيل الحكومة، هذه العقدة بشكل مباشر، باعتبار أن هذا الأمر تفصيل يعكس اختلاف النظرة إلى معايير تشكيل الحكومة، كما يرى النائب إدغار معلوف عضو تكتل «لبنان القوي» الموالي للرئيس عون.

وينفي معلوف في حديث إلى «الشرق الأوسط» أن تكون عقدة التأليف تكمن في هاتين الوزارتين أو أن يكون «التيار» أو رئيس الجمهورية ميشال عون متمسكين بأي وزارة، متحدثاً عن «قطبة مخفية تعرقل تشكيل الحكومة يُسأل عنها الرئيس المكلف عبر استخدامه معايير مزدوجة بالتشكيل».

ويشير معلوف إلى أن الأهم في موضوع تشكيل الحكومة «وحدة المعايير»؛ فالتيار موافق على أي معايير شرط أن تكون موحدة على الجميع ومبنية على تفاهم بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف المعنيين، بحسب الدستور، بتشكيل الحكومة.

من جانبه، يعتبر النائب نزيه نجم عضو كتلة «المستقبل النيابية» التي يرأسها الحريري أن الموضوع ليس قصة تمسك بوزارتي العدل والداخلية، مضيفاً في حديث مع «الشرق الأوسط» أن حرص الرئيس المكلف على هاتين الوزارتين بالتحديد يأتي في إطار «الحرص على العدالة ومن ثم تطبيقها»، الأمر الذي عادة ما يكون منوطاً بوزارتي العدل والداخلية.

ويلفت نجم إلى أن هناك كثيراً من الملفات القضائية التي تحتاج إلى متابعة جدية بعيداً من المناكفات السياسية، وعلى وجه السرعة، منها مثلاً انفجار مرفأ بيروت الذي مضى عليه 5 أشهر، فضلاً عن التشكيلات القضائية، لذلك تُعدّ وزارة العدل مهمة جداً، معتبراً أنه لا يمكن أن يدار لبنان بعقلية «من يريد أن ينتقم ممن»، وأن كل ما يريده تيار المستقبل «حكومة فاعلة»؛ فحرصه الأول والأخير على «حكومة عادلة بكل جوانبها».

يُذكر أنه، وفي حين لم يتحدث «اتفاق الطائف» عن توزيع طائفي للوزارات مكتفياً بذكر مبدأ المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، جرت العادة بتخصيص الوزارات السيادية الأربع (الخارجية والداخلية والمالية والدفاع) للطوائف الأربع الكبرى، أي الموارنة والسنة والشيعة والأرثوذكس. أما الحقائب الوزارية التي توصف بـ«الوازنة»، كالطاقة والعدل والأشغال العامة والنقل، فتوزع على الطوائف الأربع الكبرى وطائفتي الدروز والكاثوليك.

ولم يتولّ أي وزير شيعي منذ «اتفاق الطائف» حتى اليوم حقيبتي العدل والداخلية.

وبين شعار «وحدة المعايير» و«حكومة عادلة»، يرى الناشط السياسي والأستاذ الجامعي مكرم رباح أن الكباش على هاتين الوزارتين يأتي في إطار «تحسين كل طرف فرص تفاوضه، إلى حين أن يأتي الوقت الحقيقي لتشكيل الحكومة؛ إذ إن العقدة الأساسية هي مشاركة (حزب الله) في الحكومة، الأمر الذي لا يريده الجانب الأميركي»، لذلك يراهن السياسيون اللبنانيون على تغير الإدارة الأميركية بعد تسلم الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن.

ويرى رباح في حديث مع «الشرق الأوسط» أن دوافع تمسك كل طرف بهاتين الوزارتين يعود إلى الأسباب نفسها، وإن كانت تختلف بالعناوين، موضحاً أن «التمسك بوزارة العدل يهدف عند الطرفين إلى الإمساك بالقضاء»، فبالنسبة لـ«التيار الوطني الحر» تحول القضاء مع وزير عدل مقرب منه إلى «قوة ضاربة»، فشهدنا توقيف الناشطين ولجوء «حزب الله» إلى القضاء، وهذا لم نعتده سابقاً، وبالتالي يريد «الوطني الحر» الحفاظ على هذه القوة، لا سيما أن التشكيلات القضائية لم تُجر بعد.

أما بالنسبة إلى الحريري، فيريد أن يحمي ظهره، لا سيما بعد استدعاء القضاء رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في ملف انفجار المرفأ، وبعدما تقدمت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون بشكوى في حق مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان بتهمة الإخلال بالواجب الوظيفي.

ويشار هنا إلى أنه، كما في الوزارات، تكرس عرف توزيع مديري الأجهزة الأمنية الأربعة على الطوائف الأربع، وكانت قيادة قوى الأمن الداخلي للسنة، وغالباً ما يكون مديرها مقرباً من «تيار المستقبل».

وفي حين يشير رباح إلى أنه لا يمكن أيضاً فصل موضوع عثمان عن التمسك بوزارة الداخلية يلفت إلى أن هذه الوزارة بما تحمله من صلاحيات تعني تقديم خدمات عن طريق البلديات، وإعطاء رخص في أكثر من مجال فضلاً عن مهمتها في مراقبة الانتخابات النيابية.

رسالة من البابا فرنسيس الى اللبنانيين.. ماذا جاء فيها؟

وجه البابا فرنسيس رسالة إلى اللبنانيين بمناسبة عيد الميلاد المجيد، عبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ونصت على ما يلي: “إلى صاحب الغبطة، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك انطاكية للموارنة، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان،

إليكم يا صاحب الغبطة، ومن خلالكم إلى جميع اللبنانيين، بدون تمييز بين الطوائف أو على أساس الإنتماء الديني، أود أن أوجه بعض كلمات التعزية والتشجيع، بمناسبة الاحتفال بميلاد ربنا يسوع المسيح، أمير السلام.

أيها الأحباء أبناء لبنان وبناته،

كبير ألمي عندما أرى الوجع والقلق الذي يخنق روح الإقدام والحيوية التي فطرت عليها بلاد الأرز. وما يؤلم أكثر، هو تيقن اختطاف كل الآمال الغالية بالعيش بسلام، وبالبقاء، للتاريخ وللعالم، رسالة حرية وشهادة للعيش الجيد معا. وأنا، الذي أشارككم، بقلب صادق، كل فرح، كما أشارككم كل خيبة، أشعر اليوم، في عمق نفسي، بهول خساراتكم، خصوصا عندما أفكر بالكثير من الشباب الذين انتزع منهم كل رجاء بمستقبل أفضل.

ولكن، في يوم الميلاد هذا، “الشعب السائر في الظلمة أبصر نورا عظيما” (أش 9: 1). إنه النور الذي يهدئ المخاوف ويسكب في كل فرد الرجاء الأكيد أن العناية لن تترك لبنان أبدا وتعرف كيف تحول هذا الحزن أيضا إلى خير.

يذكر الكتاب المقدس لبنان مرات عديدة، لكن تتفوق عليها جميعا الصورة التي يقدمها لنا صاحب المزامير: “الصديق كالنخل يزهر، وكأرز لبنان ينمو” (مز 91، 13).

إن عظمة الأرز في الكتاب المقدس هي رمز الثبات والاستقرار والحماية. الأرز هو رمز الصديق الذي، من خلال تجذره بالرب، يعكس جمالا وهناء، والذي، أيضا في الشيخوخة، يرتفع عاليا ويعطي ثمارا وفيرة. في هذه الأيام، يصبح عمانوئيل، الله معنا، قريبا لنا، ويسير إلى جانبنا. ثقوا بحضوره، وبأمانته. ومثل الأرز، استقوا من أعماق جذور عيشكم المشترك، لكي تصيروا مجددا شعبا متضامنا؛ ومثل الأرز، الذي لا تقهره العواصف، هلا استطعتم الاستفادة من تقلبات الظروف الحالية لإعادة اكتشاف هويتكم، هوية الذين يحملون إلى العالم بأسره شذا الاحترام، والعيش معا والتعددية. إنها هوية شعب لا يترك بيوته وميراثه؛ إنها هوية شعب لا يتنازل عن حلم الذين آمنوا بمستقبل بلد جميل ومزدهر.

من هذا المنطلق، أناشد الزعماء السياسيين والقادة الروحيين، مستعيرا هذا المقطع من إحدى الرسائل الراعوية للبطريرك الياس الحويك: “أنتم أيها المسلطون (…)، أنتم يا قضاة الأرض، أنتم يا نواب الشعب، الذين تعيشون نيابة عن الشعب، (…)، أنتم ملزمون، بصفتكم الرسمية ووفقا لمسؤولياتكم، أن تسعوا وراء المصلحة العامة. وقتكم ليس مكرسا لمصالحكم، وشغلكم ليس لكم، بل للدولة وللوطن الذي تمثلونه”.

ختاما، إن محبتي للشعب اللبناني الغالي، الذي أنوي زيارته في أقرب فرصة ممكنة، إضافة إلى الاهتمام الدائم الذي حرك عمل أسلافي وعمل الكرسي الرسولي، تدفعني للتوجه مجددا إلى المجتمع الدولي. فلنساعد لبنان على البقاء خارج الصراعات والتوترات الإقليمية. فلنساعده على الخروج من الأزمة الحادة وعلى التعافي.

أيها الأحباء أبناء لبنان وبناته، الباارفعوا نظركم في ظلام الليل. ولتكن لكم نجمة بيت لحم دليلا ومشجعا للدخول في منطق الله، وحتى لا تضلوا الطريق ولا تفقدوا الرجاء”.

 

فهمي: ‏ما تخلوا فرحة اللقاء بالاحبة والاهل تتحول لمأساة وتفوت الدمعة على بيوتكن

وزير الداخلية والبلدات محمد فهمي معايداً  عبر تويتر: بمناسبة ⁧‫عيد الميلاد‬⁩ المجيد، بتوجه للبنانيين بأحر التمنيات انو يحل هالعيد علين “اقله بنعمة الصحة”، على الرغم من كل الظروف يلي عم نمرق فيها.

‏ما تخلو فرحة اللقاء بالاحبة والاهل تتحول لمأساة وتفوت الدمعة على بيوتكن.

‏كل عام وانتو بخير ويستعيد لبنان عافيتو ورونقو.

‏عيّدوا بأمان.

الراعي في رسالة الميلاد: فكوا حصار الحكومة عن الصراعات الخارجية ونأسف لسقوط الوعود التي اعطيت لنا

أسف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في رسالة الميلاد، “لسقوط الوعود التي أعطيت لنا وعادت التشكيلة إلى نقطة الصفر”. وقال: “أيها السياسيون فكوا حصار الحكومة عن الصراعات الخارجية، وحبذا لو يبادر المعنيون إلى مصارحة الشعب عن تأليف الحكومة فمن حق المواطن ان يعرف”. وقال: “مسؤولياتنا دفعتنا إلى القيام بمبادرة لحث المسؤولين على تشكيل حكومة سريعا، رغم النوايا الخفية لإعاقة التشكيل وكنا نراهن على الضمير عند المسؤولين وكان المبدأ ألا يتحكم أي طرف بالمساواة بين الطوائف”.

وأكد “اننا نريد حكومة اختصاص محصنة في وجه التسييس تعيد لبنان إلى منظومة الأمم.. لا حكومة يسيطر البعض فيها على مفاصل الدولة”. وقال: “اللبنانيون يريدون العيش في دولة واحدة لا دويلات للأحزاب والنافذين، يريد المواطنون المشاركة في القرار الوطني وليس فرضه على الآخرين”. ورأى انه “ليس عندنا حكومة من دون أي مبرر، سوى النيات الخبيثة التي تتسلل وتهدم”.

نص الرسالة كاملأً

“الشعب السالك في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا” (أش 9: 1).

إخواني السادة المطارنة الأجلّاء،

قدس الرؤساء العامّين والرئيسات العامّات،

الآباء والرهبان والراهبات،

أيّها الإخوة والأخوات في لبنان والنطاق البطريركيّ وبلدان الإنتشار، الأحبّاء

ولد المسيح ! هللويا!

يسعدني أن أحييكم جميعًا، وأعرب لكم عن تهانيّ القلبيّة وأخلص التمنيات بعيد الميلاد المجيد والسنة الجديدة 2021 وأوجّه تحيّة حارّة لقدس الرؤساء العامّين والرئيسات العامّات، والإقليميّن والإقليميّات شاكرًا لكم محافظتكم على هذا التقليد السنويّ، على الرغم من جائحة كورونا، وهو الصلاة معًا وتبادل التهاني بالعيد. وأشكركم على الكلمة اللطيفة التي عبّر بها بإسمكم قدس الأباتي نعمةالله الهاشم.

نسأل الله أن يبارك رهبانيّاتكم وجمعيّاتكم ويقدّس أعضاءها، وأن يرحمنا فيشفي المصابين بوباء كورونا ويبيد بقدرته الإلهيّة هذا الوباء، ويعيد إلى الكرة الأرضيّة حياتها الطبيعيّة.

1. الكلمة الإلهيّ الأكثر إشعاعًا من الشمس، تجسّد في قلب الليل من العذراء بقوّة الروح القدس طفلًا إبن إنسان، هو يسوع نور العالم. وكان أشعيا النبيّ قد تنبّأ عنه قبل سبعماية سنة قائلًا” “الشعب السالك في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا” (أش9: 1). ما يعني أنّ نور المسيح أقوى من جميع الظلمات، كما إستهلّ يوحنّا الرسول إنجيله: “النور يسطع في الظلمة، والظلمة لا تغشاه”(يو1: 5).

2. ما أكثر الظلمات التي تكتنفنا وتقبض على القلوب البشريّة، لكنّ نور المسيح أقوى! ما أكثر الظلمات في العلاقات الشخصيّة والعائليّة والإجتماعيّة، لكنّ نور المسيح أقوى! ما أكثر النزاعات السياسيّة والإقتصاديّة والجيوسياسيّة والبيئيّة، لكنّ نور المسيح أقوى! ما أكثر الظلمات الماليّة والمعيشيّة والفقر والعوز، لكنّ نور المسيح وشهود محبّته أقوى! ما أكثر ظلمات اليأس والقنوط عند شبابنا وقوانا الحيّة، لكنّ نور الصمود بالمسيح أقوى!

3. في رسالته العامّة “كلّنا أخوة” التي أصدرها قداسة البابا فرنسيس ووقّعها في 3 تشرين الأوّل 2020 على ضريح القدّيس فرنسيس الأسيزي، في ليلة عيده، إستعرض في فصلها الأوّل الظلمات الّتي تكتنف عالم اليوم تحت عنوان : “ظلال عالم مغلق” وعدّدها في إحدى عشرة نقطة، على سبيل المثال لا الحصر. نذكر منها:

– الأحلام المحطّمة أمام قوى المصالح الخاصّة السياسيّة والإقتصاديّة، ما يثبت أنّ التاريخ يتراجع.

– فقدان الحسّ التاريخيّ، الذي يحتقر الماضي، تحت وطأة إيديولوجيّات متعدّدة الألوان، تجتذب نحو مستقبل آخر، وتتلاعب بتعابير كبيرة وتشوّه معناها كالحريّة والديمقراطيّة والعدالة والوحدة. وهذه أنواع جديدة من الإستعمار الثقافيّ.

– السياسة تفقد مبرّر وجودها عندما تُستخدم للسيطرة وزرع اليأس وإثارة الغضب واللاثقة، وتفقد دورها كمناقشة سليمة حول مشاريع طويلة المدى تهدف إلى تنمية الخير العام. ممّا يؤدّي إلى صراع المصالح الّذي يضع الجميع ضدّ الجميع.

– التهميش العالميّ لإجزاء من البشريّة، وكأنّ التضحية بها متاحة، لصالح فئات بشريّة تريد رفاهيّة العيش من دون حدود. من بين هؤلاء، الأجزاء: الفقراء، والمعوّقون، والأجنّة، والأطفال الّذين لم يولدوا، والمسنّون. وبهذا تُنتهك شرعة حقوق الإنسان.

– صراعات ومخاوف وحروب ونزاعات تقوّض أسس الأخوّة الإنسانيّة المكتوبة في دعوة العائلة البشريّة. وقد بلغت ذروتها في ثقافة بناء الجدران على الأرض وفي القلوب.

– التقدّم التكنولوجيّ المتنوّع والتراجع في الأخلاق الضابطة للتصرفات الدوليّة، وفي القيم الروحيّة والشعور بالمسؤوليّة، وابتعاد الحلم ببناء العدالة والسلام.

– جائحة كورونا وضربات التاريخ الّتي تبقى مجرّد أحداث خارجيّة، بينما ينبغي أن تعلّمنا أنّنا جميعًا في زورق واحد، إذا أصاب ضررٌ فردًا واحدًا يُصاب الجميع. ما من أحدٍ يخلص لوحده، ولا يمكننا أن نخلص إلّا مجتمعين. يجب أن يسقط قناع “الأنا” الخائف لصالح الإنتماء كإخوة، وأن يسقط الإدّعاء بأنّنا أسياد مطلقون، وأن نستخلص درسًا يقودنا إلى “النحن”.

-سقوط الكرامة الإنسانيّة عند حدود الدول. فالمهاجرون الذين يغادرون أوطانهم قسرًا غالبًا ما يتعرّضون للعنف والإتجار بالبشر والإعتداء النفسيّ والجسديّ، وللمعاناة التي لا توصف، وللطُرُق في التعامل الّتي تُشعرهم بأنّهم أقلَّ قيمة وإنسانيّة.

– التناقض بين وسائل التواصل وجعل الحياة الخاصّة تحت مراقبة مستمرّة. يُستباح عرض كلّ شيء من خلال التواصل الرقميّ، حتى أصبح كلّ شخص هدفًا لنظرات فضوليّة تكشف خصوصيّاته. وهكذا يتلاشى احترام الآخر وتُعرّى حياته إلى أقصى الحدود.

– عدوان بلا حياء. تظهر في عالمنا أشكال غير إعتياديّة من العدوانيّة الإجتماعيّة التي تجد في الأجهزة المحمولة وأجهزة الكمبيوتر مجالًا، لا مثيل له، للإنتشار.

إنّ نور المسيح أقوى من كلّ هذه الظلمات! ويوقد فينا شعلة الرجاء!

4. هذا أوّلُ عيدِ ميلادٍ يَــمُرُّ على أهالي ضحايا تفجيرِ مرفأ بيروت والمنكوبين، وأهالي أعزّاء لهم إغتيلو بالسلاح المتفلّت، وقلوبُهم جميعًا مغارةُ أحزانٍ ودموع ليولد فيها يسوع. إنّنا نشاركهم آلامهم الحسيّة والنفسيّة في عيدِ الفرحِ والبهجةِ والمحبّةِ ونصلّي من أجلهم. وما يؤلمهم يؤلمنا بالأكثر أنَّ التحقيقَ العدليّ يدور حولَ نفسِه وحولَ الاجتهاداتِ والصلاحيّات. لكنّ الكارثة أكبر من الجميع وتفوقُ حصانةَ الجميع. الشعبُ يريد الحقيقةَ مهما كانت مرجِعيّةُ التحقيق، ويريد أن يذهبَ التحقيقُ إلى أساسِ الكارثةِ لا إلى ضفافِها. ماذا نقول اليومَ لأهالي أكثرَ من 200 ضحيةٍ ولأكثرَ من 6500 جريحٍ وجريحةٍ ولأكثرَ من 300 ألفِ مشرّدٍ، بالإضافة إلى نِصفِ الشعب اللبناني الّذي صار فقيرًا؟ كيف نعوِّضُ على بلدٍ فُجِّرَ مرفأُه؟ كيف نَنظُر إلى عاصمةٍ نصفُها مدمّرٌ، وأجملُ أحيائِها وبيوتِها التراثيّة ومكتباتِها وبناياتِها وجامعاتِها ومدارِسها وكنائسِها ومعابدها وجوامعها ومؤسّساتِها السياحيّة مهدّم؟ من أين نأتي بـــ 15 مليارَ دولار لإعادة الترميم والبناء والتعويض؟ وكيف ننهض بالإقتصاد والتجارة المنهارين؟ مع كلّ ذلك ليس عندنا حكومة من دون أي مبرّر سوى النيّات الخبيثة الّتي تتسلّل وتهدم، مثلما فعلت تلك الحيّة القديمة (راجع تكوين 3: 1-7).

5. قلّما مرّت على أمّةٍ أزمةٌ بهذه الخطورةِ، وتوانى قادتُها عن إنقاذِها مثل عندنا. وفي الأصل، ما كانت هذه الأزمةُ الوجوديّةُ لتَقعَ لولا سوء أداء هذه الجماعةِ السياسيّةِ منذ سنواتٍ وصولًا إلى اليوم. فهي لم تفهم السياسةِ فنًّا لإدارةِ شؤونِ البلاد والشعب، بل جعلته فنًّا لمصالحها ولتعطيلِ الحياةِ العامّةِ، والإستحقاقات الدستوريّة وإذلال الشعبِ، وإفسادِ المؤسّساتِ، وإعاقةِ القضاء، وضربِ الاقتصادِ والنقد. أمام هذا الواقع لا يسعنا القول سوى أنّ هذه الجماعة السياسيّة إنّما تتولّى إدارة دولةٍ عدوّة وشعبٍ عدوّ.

6. ونرى من ناحيةٍ أخرى أنّ إضعافَ الثقةِ بالشراكةِ الوطنيّةِ، وإعطاءَ الانطباعِ بأنَّ لبنانَ الموَحَّدَ غيرُ قابلٍ للحياةَ، فيما لا قيمةَ للبنان خارجَ الشراكةِ والوحدة، ولا قيمةَ للشراكةِ والوحدةِ خارجَ الحريّةِ والولاء. هناك من يُريد أن يقضي على لبنانَ النَموذجِ والرسالةِ والاستثناءِ عمدًا أو جهلًا. لكنّ رجاءنا وطيد بأنَّ لبنانَ أقوى من كلِّ هذه المحاولات. وقد أثبَت ذلك في الماضي وسيُثبته في الحاضر. سيقومُ بالعِزّةِ والمجد. ونحن عازمون على مواجهةِ التحدّياتِ مهما تَعدّدت وعَظُمَت. نحن مصمِّمون على إنقاذِ لبنان الديمقراطيِّ، الحياديِّ، المستقلّ. لبنانَ السيادةِ والشراكةِ والرُقيّ.

7. على الرغم من النكساتِ التي طرأت على صيغةِ العيش معًا بسببِ تعدّدِ الولاءات، وتَسرُّبِ العقائدِ الغريبةِ عن مجتمعِنا المسيحيِّ/الإسلاميّ، وتكاثرِ التدخّلاتِ الخارجيّة، لا بدَّ من إعادةِ تجديدِ الإيمانِ بالشراكةِ في إطارٍ لامركزيٍّ وحياديٍّ ومدنيٍّ. لا بدَّ من إعادةِ تحديدِ معنى التعدديّةِ الحضاريّةِ وإنتاجِ دولةٍ يَنسجم بُنيانُها مع تطوّرِ المجتمع ِاللبنانيِّ. لا قيمةَ للتعدديّةِ خارجَ الشراكةِ والدستورِ والدولةِ واحترامِ الآخَر والاعترافِ بخصوصيّاته. حريٌّ بنا ــــ وهذا من مصلحتنا جميعًا ــــ أن نعيدَ الصيغةَ اللبنانيّة إلى ثنائـيّتِها التاريخيّة، أي إلى الشراكةِ بين المسيحيّين والمسلمين لنَقِيَها صراعاتِ المذاهبِ والطوائفِ التي ساهمت في تشويه صورتِها. لبنانُ بتأسيسه وطن للسلامِ لا للصراعات، ودولة واحدة للمواطنين لا دويلات للطوائف والمذاهب والأحزاب والنافذين.

يريد اللبنانيّون أن يعيشوا في لبنانَ الكبير بالمساواة مع بعضِهم البعض، لا على حسابِ بعضِهم البعض، وضِدَّ بعضِهم البعض. المساواةُ في الإنماءِ والضرائبِ والرسومِ والجباية، المساواةُ في المشاركةِ في القرار الوطنيِّ، لا في التفرّدِ به خارجَ الشرعيّةِ وفرضِه على الآخرين.

8. تعلمون أنّ مسؤولياتنا التاريخية والوطنية دفعتنا إلى القيام بمبادرة تهدف إلى حثِّ المسؤولين على تأليف حكومة سريعًا، منعًا للإنهيار الشامل. ومنذ اللحظة الأولى كنا ندرك الصعوبات الداخليّة والخارجيّة، ووجود أخرى خفيّة ومفتعلة تعيق التشكيل. لكننا أخذنا بالاعتبار مصلحة المواطنين ومآسيهم. كنّا نراهن على الضمير. وكان المبدأ ألّا يتحكّم أي طرف بمفاصل الحكومة خارج المساواة بين الطوائف. الشعب، ونحن معه، يريد حكومة اختصاص محصّنة بوجه التسييس تتولّى ورشة النهوض والإصلاح، وتعيد لبنان إلى منظومة الأمم. كنّا في معرض إنتظار حكومة تُصلح الدولة، لا في معرض تأليف حكومة يسيطر البعض من خلالها على مفاصل البلاد. كنّا في معرض إنقاذ الشعب لا في معرض إعلان سقوط الدولة. لقد أسفنا كلّ الأسف لسقوط الوعود التي أُعطيت لنا. فعاد تأليف الحكومة إلى نقطة الصفر. أيّها المسؤولون، فكّوا أسر لبنان من ملفّات المنطقة وصراعاتها، ومن حساباتكم ومصالحكم المستقبليّة الخاصّة.

حبّذا لو يبادر المعنيون إلى مصارحة الشعب في أسباب عدم تأليف الحكومة. فمن حقّه أن يعرف واقعه ومصيره. انّ لدى بعض المسؤولين الجرأة في الفشل، فليكن لدى البعض الآخر الجرأة في النجاح، وفي مصارحة الشعب.

مع كل ما جرى نحن مستمرون في مساعينا بكل ما أوتينا من قوة وإيمان ومن ثقة الشعب وشبابه. من كان مؤتمنًأ على التاريخ لا يتراجع أمام صعاب الحاضر. فمساعينا لا تهدف إلى تأليف حكومة وحسب، بل إلى إنقاذ لبنان، وسننقذه.

9. “الشعب السالك في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا” (أش 9: 1) في قلب أزماتنا الكثيفة يشرق نور المسيح ليبدّدها ويزع فينا الرجاء، إنّ نشيد الملائكة فوق مذود بيت لحم دشّن زمنًا جديدًا للبشريّة جمعاء، هو زمن السلام والرجاء: السلام في عهدتنا لبنائه، والرجاء في قلوبنا للصمود به.

“المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر”

ولد المسيح، هللويا!

قوى الأمن تعايد اللبنانيين: “بالالتزام منعيد بأمان”

نشرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي صورة لشجرة عيد الميلاد مزينة بالكمامات من وحي زمن “كورونا”.

وعلّقت على الصورة بالقول: “نعيّد اللبنانيين بحلول عيد الميلاد المجيد، سائلين الله ان يحمل معه الصحة والأمان، آملين من الجميع الالتزام بالاجراءات الوقائية تفادياً لانتشار فيروس كورونا”.

#قوى_الأمن

#بالالتزام_منعيّد_بأمان