16.5 C
Byblos
Wednesday, December 24, 2025
بلوق الصفحة 2445

الراعي: هذا هو المفتاح لكل الأزمات

‎أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن “عالمنا بأمس الحاجة الى قلوب تحب وآذان تسمع وأياد تعطي”، وقال: “نسأل الله أن يرحم الكرة الارضية من وباء كورونا ويشفي مرضى هذا الوباء ويتحنن علينا في لبنان ويخرجنا بمس ضمائر وقلوب المسؤولين وكل الذين لهم دور لكي يخرجوا البلاد من أزماتها اولا الحكومية ومن ثم الازمة السياسية”،

‎واعتبر، خلال عظته في القداس التي أحيت فيه “المؤسسة المارونية للانتشار” الذكرى الأولى لرحيل مؤسسها ورئيسها الفخري الوزير السابق ميشال إده، أن “هذا هو المفتاح لكل الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي نعيشها”.

‎كما نوّه الراعي بـ”إنجازات المؤسسة منذ انطلاقتها أيام الراحلين الكاردينال نصرالله صفير والوزير السابق ميشال اده حتى يومنا هذا”، سائلا الله أن “يبارك اعمالها الاجتماعية والوطنية لاسيما في شد الاواصر بين لبنان المقيم ولبنان المغترب”.

نديم الجميل لبشار الأسد: ندفع ثمن قذارة نظامك

غرد النائب المستقيل نديم الجميل عبر “تويتر” قائلًا: “بشار الأسد وبكل وقاحة يحمّلنا مسؤولية انهيار اقتصاده؟ نذكر هذا المجرم اننا ندفع اليوم في لبنان ثمن قذارة نظامه واحتلاله ونهبه، ندفع ثمن ارهابه وارهاب حلفائه، ندفع ثمن اغراقه المنطقة بالصراعات، ندفع ثمن الحدود السائبة التي يهرّب عبرها، هو وحليفه المحروقات والسلاح والمخدرات وغيرها”.

نعمة: سنهدُم إهراء الحبوب في المرفأ لأن أساساته متصدّعة وسنُفرغ الصوامع سريعاً

أعلن وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمه أن إهراء الحبوب في مرفأ بيروت “سيتم هدمه لأن أساساته متصدّعة، وفق ما تبيّن للخبراء الذين درسوا وضعه”.

وقال في مؤتمر عقده قبل ظهر اليوم في الوزارة في حضور المدير العام للحبوب والشمندر السكري جريس برباري: بعد الانفجار، كان همّنا الشهداء الذين سقطوا في الإهراء، وعملنا مع المعنيين على لملمة الجراح، وفي 15 أيلول وَرَدَني اتصال من مدير الإهراء يُبلغني بأن هناك خطر حصول انفجار في الإهراء بسبب القمح والذرة والحبوب التي تبعث غازات، واتصلت فورًا بالمحقق العدلي القاضي فادي صوان طالباً السماح لفريق العمل من الإهراء بالانتقال الى الموقع للاطلاع عن كثب على واقع الامور. كذلك، طلبت من رئاسة الحكومة مساعدتنا من قبل مجلس الانماء والاعمار على إزالة خطر الانفجار، لكنه أبلغنا ان ليس لدى المجلس خبراء في هذا الشأن.

أضاف: وفي ضوء هذا الرّد، أجريت اتصالاً بمدير الجامعة الأميركية في بيروت فضلو خوري وبمدير الجامعة اليسوعية الأب سليم الدكاش وبشركة “خطيب وعلمي”، وبالسفير الفرنسي آنذاك رينو فوشيه، طالباً منهم المساعدة مجاناً، وبفترة قليلة جداً وصل اختصاصي فرنسي من باريس وفريق عمل متكامل من الجهات التي اتصلت بها، والهدف كان تقويم الوضع في الإهراء؟ وفي أول اجتماع بيّنت دراسة أعدّها أحد الخبراء، ثلاثة عوامل اساسية لحصول الانفجار: الغازات، الغبراء من الحبوب وغيرها، وحرارة عالية، مما طمأننا في هذه الدراسة الى ان الحرارة من جهة الشمس لا تزيد على الخمسين درجة، في حين ان الانفجار في حاجة الى حرارة تفوق هذه النسبة بكثير.

وتابع: بعد حصولنا على اذن من الجيش لدرس واقع مبنى الاهراء، تبين لنا ان الاهراء متضرر وبدقة اكبر فهو يشكّل خطراً على السلامة العامة للذين يقتربون منه، وتركز بحثنا على طريقة إفراغ القمح والذرة والحبوب من دون تعريض أحد للخطر لان إمكان الانهيار وارد في كل لحظة وخصوصاً ان الأساسات متضرّرة وبات هدمه ضرورة لتفادي اي مشكلة أخرى قد تطرأ. وتبيّن ايضا انه لا يمكن تفريغ إلا قسم من الصوامع الغربية وتلك الموجودة في النصف، وأكد الخبراء ان كل الحبوب غير صالحة للاستهلاك البشري والحيواني، وأنا لن أسمح بإدخال هذه الحبوب وتوافق معي كل من وزيري الزراعة والبيئة على عدم استعمالها. كما أكدوا أن “هناك حلولاً كثيرة يجري تداولها بين الخبراء وستكون وفقاً للمعايير الدولية ستعتمد بمشاركة كل الجهات المعنية، والمجتمع المدني سيواكبنا لأن القرار لن يكون سهلاً وهناك نحو 45 ألف طن من الحبوب عند الانفجار.

أضاف: حالياً لا نعرف حجم الكميات الموجودة ويجب تفريغها، علماً ان فريق العمل يتابع عمله على ان يصل في نهاية هذا الاسبوع أحد الخبراء مع تقنيات جديدة لحماية البيئة والذين يعملون على الأرض، بالتعاون مع الجيش الذي سيتولى هدم الإهراء بمواكبة من الخبراء. ونشكر الجميع على ما يقومون به ونأمل ان يكون المستقبل أفضل.

وقال نعمة: لن نخاطر بحياة احد وسنعمل بسرعة ودراية متأنية لان الصوامع متضررة جداً والشتاء ليس بمشكلة، وسنعمل لتفريغ الصوامع في أسرع ما يمكننا ومن دون مخاطرة، وخصوصاً أن الخبراء يدرسون الوضع لحماية كل العاملين على الأر.

وأكد أن شركة “خطيب وعلمي” لبنانية وأن مهندسين من الجامعات الأميركية واليسوعية وسويسرا وفرنسا يعملون على درس هذا الموضوع، معلناً أن “الكويت أبدت استعدادها لإعادة بناء الاهراء ، ولكن أعددنا دراسة استراتيجية للمخزون الاستراتيجي للبنان من القمح مما يتطلب بناء إهراء في بيروت يَسَع لـ175 ألف طن من الحبوب وفي كل من طرابلس والبقاع بسعة 120 ألف طن لكل منها .

مخزون المدينة الرياضية.. وعن كميات الطحين المخزّن في المدينة الرياضية، أوضح ان “الكميات المتضررة لا تتعدى الثلاثة أكياس، وهي الى جانب الكميات الكبيرة لانها مصابة بأضرار جزئية”. وقال: بعد الانفجار، تسارعت المساعدات الى لبنان وقلنا في حينه ان لبنان لا يحتاج الى الطحين لان لديه مخزوناً من القمح يكفي 3 أشهر لدى المطاحن وهي تستورد القمح دورياً، ولكن وصلتنا كميات من الطحين، علماً ان صلاحية الطحين لها مدة محددة، وهذا لا يصلح لصناعة الخبز اللبناني إلا بعد مزجه مع الطحين المصنَّع محلياً بنسبة 75 في المئة و25 في المئة من الطحين المستورد، وتمكنّا من برمجة عملية تسليم هذا الطحين للأفران، وبقيت مدة لا تزيد على 10 أيام لتنتهي هذه العملية.

وتابع: أجرينا اتصالات مع الجيش لإيجاد مكان لتخزين الهبة العراقية البالغة 10 آلاف طن، علماً اننا وزّعنا نحو 3000 طن على الافران والمطاحن، وبقيت كمية 7000 طن خزّنت في المدينة الرياضية بعدما وفّرنا قواعد لرفعها عن الأرض وشَوادر لتغطيتها وأدوية ضدّ القوارض لحمايتها. وما أثير عن أضرار لحقت بهذه الكمية هو خطأ، لأن الأضرار محدودة جداً والكمية المتضرّرة لا تتعدى 3 أكياس وستُسحب تدريجاً.

وختم: ارتفع سعر طن القمح عالمياً إلى 280 دولاراً، وزادت الأكلاف لدى المطاحن، لذلك سأجتمع مع أصحاب المطاحن والأفران لدرس الكلفة، ولكن لبنان اليوم في حاجة إلى حكومة لإدارة الأمور في أسرع وقت”.

ميشال المر في بعبدا…

علم  أن رئيس مجلس إدارة تلفزيون الـام تي في ميشال المر قد زار اليوم الخميس الرئيس العماد ميشال عون في قصر بعبدا ودام الاجتماع 50 دقيقة تخلّلها بحث في واقع الإعلام اللبناني وكان اللقاء صريحاً وودّياً، علماً أن قناة الـ”ام تي في” كانت قد مُنعت من دخول قصر بعبدا في وقت سابق وربحت الدعوى القضائية التي كانت قد تقدّمت بها معتبرة هذا القرار مجحفاً بحقّها.

“المارونية للانتشار” تحيي الذكرى السنوية الأولى لغياب ميشال إده

أحيت المؤسسة المارونية للانتشار الذكرى الأولى لرحيل مؤسّسها ورئيسها الفخري ميشال إده بقداس إلهي، ترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بمشاركة أفراد العائلة، في الصرح البطريركي في بكركي.

وكانت مناسبة لاستذكار جميع الأعضاء المؤسّسين الذين غابوا، بعدما أعطوا المؤسسة المارونية للانتشار منذ نشئتها الكثير من قلبهم وفكرهم ودعمهم المادي والمعنوي. وقدّمت القرابين عن أرواح المؤسّسين، جورج افرام، وفريد روفايل، وأنطوان الشويري، وأنطوان تابت، وبشارة كلّاسي، وسامي مارون، وعيد الشدراوي وميشال أبي نادر، بمشاركة عائلاتهم.

وقد جدّدت المؤسسة المارونية للانتشار التزامها بالمهمة التي كلّفتها بها البطريركية المارونية بشخص البطريرك الكبير الراحل مار نصر الله بطرس صفير، وعاهدت الراحلين من صفوفها، الذين كانوا مشاعل وقدوة وفاعلي خير وأصحاب رؤية وطنية وإرادة عطاء وخدمة، بالسير على خطاهم في ربط الانتشار اللبناني في العالم بوطنه الأم الذي يحتاج كثيرًا إلى أبنائه، خصوصًا في هذه الفترة من تاريخ لبنان التي تشهد تحدّيات وجودية دقيقة.

اصابة بكورونا في احد معامل غرفين

علم موقع ” قضاء جبيل ” انه تمً تسجيل اصابة بفيروس كورونا في احد معامل بلدة غرفين في قضاء جبيل .

مياه بيروت وجبل لبنان: تمديد مهلة تسديد بدلات 2020

أعلنت مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان ما يلي:

“نظرا إلى الظروف الاقتصادية الراهنة التي تمر فيها البلاد، تعلن مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان تمديد مهلة تسديد البدلات العائدة للعام 2020 من دون ترتيب اي غرامة تأخير وذلك لغاية 31/12/2020.

ولتحفيز المخالفين على تسوية أوضاعهم، عمدت المؤسسة إلى اتخاذ الاجراءات الآتية:

1-  تقسيط البدلات المتأخرة عن الاعوام السابقة للعام 2020 لفترة أقصاها 31/12/2022.

2-  الاعفاء من غرامات التأخير على بدلات الاشتراكات العائدة للعام 2019 وما قبله بنسبة 85% لغاية 31/12/2020.

3-  تخفيض بدل تأسيس الاشتراكات الجديدة للابنية الموصولة بشبكات المياه بما نسبته 60% لاشتراكات المياه بالعيار و78% لاشتراكات المياه بالعداد.

4-  تخفيض بدل تغيير اسم المشترك بنسبة 90%.

5-  أصبح بامكان جميع المشتركين السابقين الذين يترتب عليهم ذمما مالية (بدلات مياه متوجبة على اشتراكاتهم السابقة) تسديدها او تقسيطها في دوائر التوزيع التابعين لها من دون الرجوع الى المركز الرئيسي في جادة سامي الصلح – بدارو.

كما تذكر المؤسسة جميع المشتركين بامكانية تسديد بدلات المياه المترتبة عليهم الى الجباة المختصين او لدى دوائر التوزيع التابعين لها او عبر مراكز شركة اون لاين لتحويل الاموال T.M.O او عبر الدفع الالكتروني على الموقع التابع للمؤسسة lb.gov.ebml  او app mobile ebml من خلال شركة نتكومرس التي تدير عمليات ومعاملات الدفع الآمنة بواسطة بطاقات الائتمان عبر الانترنت.

يعتبر هذا الاعلان بمثابة تبليغ شخصي لكل مشترك وقاطعا لعامل مرور الزمن”.

ابراهيم: حرص أميركي على الاستقرار في لبنان العلاقة بين واشنطن ودمشق شأنهما وحدهما

أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أن واشنطن تدفع في اتجاه الحوار سبيلا إلى حل مشكلات لبنان والمنطقة، وتبدي استعدادا للمساعدة وحرصا على الاستقرار الأمني في البلاد، مشددا على أن العلاقة بين واشنطن ودمشق شأن الدولتين حصرا.

وفي حديث لمجلة الأمن العام، أوضح ابراهيم أن الزيارة التي قام بها منتصف الشهر الفائت إلى الولايات المتحدة كانت ناجحة بكل المقاييس شكلا ومضمونا، عازيا  الاهتمام الاعلامي الذي أحيطت به إلى “مستوى الشخصيات التي التقيتها من ناحية، ، ومن ناحية أخرى، إلى اهمية ان تمنح “جائزة انسانية” للمرة الاولى من مؤسسة محترمة ومرموقة ومعروفة لدى الشعب الاميركي (مؤسسة جايمس فولي) الى شص غير اميركي، ما يعطي الموضوع بعدا دوليا اكثر منه داخليا.

واشار الى اهمية ملف المفقودين الاميركيين وتأثيره في مسار الانتخابات الرئاسية الاميركية، وهو ما اعتقد كثيرون نتيجة الجائزة وتوقيتها انه سبب الزيارة .

وأكد ابراهيم أن المحادثات المتعلقة بلبنان كانت صريحة وواضحة وجرت بشفافية مطلقة، مشددا على أن لبنان هو الهم الاساسي ومصالحه كانت الاولوية كما في كل مكان قصدته. من المهم القول ان كل من التقيتهم كانوا مهتمين بالاستماع الى تقويمنا للوضع بشكل عام في لبنان والمنطقة.

وكشف أن  الحديث تمحور حول الوضع السياسي لما له من انعكاس على الوضع الامني بشكل مباشر، لافتا إلى “اهتمام بالدفع في اتجاه الحوار كسبيل وحيد لحل مشكلات المنطقة ولبنان، لأن القوة والضغط لن ينتج عنهما الا مزيد من الاهتزازات في المنطقة. وقد لمست كل الحرص على الاستقرار الامني في لبنان من جميع من التقيتهم” .

وأعلن أن “ربطا بالاستقرار في لبنان، تبدي الولايات المتحدة الاميركية استعدادها للمساعدة، وهي تنظر باحترام الى الجهد المبذول من القوى المسلحة اللبنانية في هذا المضمار، وهذا ما يجعلها مصممة على التعاون الامني.

وعلى صعيد آخر، علق ابراهيم على الكلام عن ارتباط زيارته إلى واشنطن بالعلاقة الأميركية مع دمشق، خصوصا في ما يخص تحرير الصحافي الأميركي أوستن تايس المفقود في سوريا منذ العام 2012، والذي يتهم النظام السوري الجماعات الارهابية باختطافه، فيما تسري أنباء عن أن الادارة الأميركية تتهم النظام بإخفائه.

وفي هذا السياق، أوضح ابراهيم أن سوريا تشكل جزءا مهما من المنطقة، وما يجري فيها يتأثر به لبنان الى حد كبير. انا سبق وقلت اننا ناقشنا الوضع غير المستقر في المنطقة وانعكاسه على لبنان وعلى كل المستويات. اما بالنسبة الى العلاقة الاميركية – السورية، فهذا شأن الدولتين وليس شأن اي مسؤول لبناني. لكن ليس سرا اننا كجهاز امني رسمي ساعدنا الرعايا الاميركيين القاطنين في سوريا اخيرا، بناء على رغبة اميركية، في العودة الى بلادهم عبر لبنان بشكل آمن ومريح، اضافة الى موضوع المفقودين الذين نعمل عليه تاريخيا وفي كل الاتجاهات، مع الكثير من الدول.

وعن تكريمه من قبل مؤسسة جايمس فولي (الصحافي الأميركي الذي قطع تنظيم داعش رأسه عام 2014 ووثق الجريمة بشريط فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي) ، أكد أن “بالنسبة الى الجائزة او التكريم  شرف لي، خصوصا وأنها تأتي من مؤسسة انسانية تعنى بمواضيع انسانية بعيدا من السياسة ومنزلقاتها. هذه المؤسسة الكريمة التي يدل اسمها إلى توجهاتها، والتي تحمل عنوان شخص نستطيع ان نقول انه شهيد كونه قدم روحه بينما كان يحاول نقل الحقيقة عن ممارسات داعش وارهابها. هذا الشخص هو جيمس فولي. وقد التقيت والدته التي تضع عنوانا كبيرا لمؤسسة تحمل اسم ابنها، الانسانية والانسانية فقط”.

وأضاف: “من هنا ارى ان هذه الجائزة هي تكريم للبنان الانسان، لبنان الحوار، لبنان المحبة، لبنان الذين نشأنا وترعرعنا، في ظل هذه المبادئ، تحت سقفه. كان لهذه الجائزة (انعكاس) ان تعيد الى لبنان على مستوى العالم هذا الدور الذي يليق به تنوعا وتفاعلا مع مختلف حضارات العالم. فلبنان يستحق”.

و”كان غير شكل الزيتون”… وسعر الزيت

0

‎لا تكتمل السُفرة من دونه ولا تختتم وجبة غداء إلا ببضع حبات منه تشكل مسك الختام، إنه الزيتون ملك الطاولة وعمود البيت. في ما مضى كان رمزاً للتواضع، فمن تَعِش على الخبزة والزيتونة كانت عروساً هنيّة تتحمل مع زوجها عثرات الدهر وترضى بالقليل. لكنه كان ايضاً رمزاً للاكتفاء والعيش الرغيد، فالزيت عمار البيت وفيه يقال “متى تواجد مع القمح في البيت وقفت أنا وغنيت”. سقى الله أيام الخير التي كان فيها “غير شكل الزيتون”.

‎مهما تبدلت الأيام وتقهقرت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية يبقى لموسم الزيتون رهجته ويبقى اللبنانيون على موعد سنوي مع موسم الزيت الذي لا يرضون عنه بديلاً. وكلما التقى إثنان كان سعر تنكة الزيت ثالثهما، سعر بات بالنسبة للكثير من العائلات خارج متناول اليد، لكنه بالنسبة للمصدّرين نعمة أعادت الأمل إليهم بإحياء معاصرهم ومصانعهم وإدخال العملة الأجنبية العزيزة الى لبنان. حالة الزيت اليوم وإن تكن مأسوية على جيوب المواطن إلا أنها في أفضل ايامها بالنسبة للمزارع والمصدر.

‎ويروي لـ”نداء الوطن” السيد وسام مسلم صاحب شركة Msallem Food Tech للزيت والكبيس، أن ما يفوق 70% من الزيت اللبناني يصدر الى الخارج تحديداً الى الخليج وأميركا وأستراليا. وهذه النسبة شهدت ارتفاعاً هائلاً مقارنة مع السنوات الماضية، فالزيت اللبناني بات اليوم منخفض السعر نسبة للخارج وصار قادراً على منافسة الزيت الإسباني والإيطالي واليوناني بالأسعار لا سيما انه أفضلها نوعية ومذاقاً.

‎وسعر الزيت عالمياً محدد ومعروف فهو يقارب 40 الى 45$ للتنكة الواحدة سعة 16 كغ. سابقاً كان سعر تنكة الزيت اللبنانية يقارب 100$ اما اليوم ومع فارق العملة فقد قارب السعر العالمي ودخل سوق المنافسة، وهذا ما أنقذ المزارع اللبناني ومصانع وشركات الزيت التي سدّ في وجهها السوق اللبناني. فالسوق الخارجي سوق ضخم وثابت يؤمن مدخولاً كبيراً يحتاجه الاقتصاد اللبناني بشدة، لخلق توازن بين الدولار والعملة اللبنانية وتقويم ميزان المدفوعات في الدولة بعض الشيء.

‎أما حجم السوق اللبناني فإلى تراجع، وفق مسلم، ففي حين كانت كمية الزيت المنتج بمعظمها تصرف في لبنان ويصدر منها القليل انقلبت الحال اليوم، وبعد ان كانوا يبيعون اسبوعياً من 400 الى 500 تنكة غالبيتها للمطاعم، تراجعت أعداد المطاعم بشكل مأسوي ولم تعد تستوعب اكثر من 30 تنكة اسبوعياً. أما اللبنانيون الذين كانت مؤونتهم بضع تنكات من الزيت فهم اليوم غير قادرين على شرائها بـ500,000 ليرة، لا بل انتشر بيع قناني الزيت سعة 250 مل وكأن “القدر” يقلّص احلام اللبنانيين على كافة الصعد، ويعلبها في زجاجات صغيرة لم تكن تكفي سابقاً صحن اللبنة.

‎قد يقول البعض فلننتقل الى الزيت النباتي، لكن المفاجأة ان اسعار هذا الأخير ارتفعت بدورها بشكل جنوني يفوق نسبة ارتفاع زيت الزيتون بمرات، وذلك لأن معظمه مستورد فيما شجر الزيتون محلي.

‎من جهته يشهد الزيتون أيضاً أزمة، فقد ارتفع سعره محلياً بشكل كبير وضعف سوقه، وبات القسم الأكبر منه الخاضع للمعايير العالمية يصدّر الى الخارج مع قدرة قوية على المنافسة. أما استيراد الزيتون فلم يعد وارداً. ولكن ما سبب ارتفاع سعر منتج محلي، اشجاره مزروعة منذ عشرات السنين؟ صحيح ان الأشجار قديمة لكن كل ما يحيط بالزراعة عامة ارتفعت اسعاره من مواد كيميائية ومازوت للجرارات وغيره. ولكن ما يدعو الى التفاؤل، عدا التصدير، فهو عودة اللبنانيين الى الاهتمام ببساتينهم وأشجارالزيتون المهملة، وقد بدأ هذا الاهتمام يعطي نتائجه زيادةً في المحصول إلا ان الأشجار تحتاج الى سنتين من العناية حتى تنتج كامل طاقتها.

‎قطاف الزيتون بالعونة

‎بدءاً من أواسط أيلول ينطلق رسمياً موسم قطاف الزيتون وتعلن انطلاقته الشتوة الأولى التي قد تتأخر حتى منتصف تشرين الأول او أواخره كحد أقصى. وقد يقطف البعض زيتونه قبل تلك الشتوة في حال تأخرت، ولكن العارفين لا ينصحون بذلك فالزيتون يجب أن يتشبّع بالماء حتى تكبر حبوبه وهو يتشرّب الماء من أوراقه، لذا كلما ازدادت كمية الأمطار ازداد امتلاء حباته. وقطاف الزيتون في لبنان الذي دخلته الآلات الرجراجة لم يلغِ الطريقة التقليدية التي عرفها الأجداد واجدادهم من قبلهم، أي القطاف اليدوي وبواسطة عصا للأغصان العالية.

‎الموسم هذه السنة خفيف عكس السنة الماضية، وهو أمر طبيعي يعرفه كل المهتمين بأمر الثمرة المباركة. ويختلف حمل الشجرة وفق حجمها ويتراوح بين 10 و25 كيلو أو أكثر للشجرة الواحدة، والمعدل هذا العام لم يتجاوز 20 كغ للشجرة. وكلما تراكمت كمية من الزيتون المقطوف تعادل 200 كلغ تقريباً… الى المعصرة سرّ.

‎شربل ووسيم شابان إلتقينا بهما في احد بساتين الزيتون الساحلية يقومان بالقطاف منذ ساعات الصباح الأولى. نسألهما لمَ هما مهتمّان بضمان بستان الزيتون؟ هل لا تزال هذه تجارة رابحة؟ بالطبع، يجيب وسيم، لاسيما وأن ارتفاع أسعار الزيت سنوي وهذه السنة وصل الى مستوى قياسي بلغ 500,000 ليرة للتنكة الواحدة، في حين الا حاجة لاستثمار كبير للاستفادة من اشجار مزروعة منذ عشرات السنين وقطافها لا يحتاج الى يد عاملة كثيرة. وحدها كلفة العصر ارتفعت. لكنهما يؤكدان أن ليس الربح وحده ما يبغيانه، بل الأولوية عندهما تأمين مؤونة العائلة وما يتفرع منها من بيوت من الزيت والزيتون.

‎كم كيلو زيتون نحتاج للحصول على تنكة زيت؟ يختلف الأمر بين الزيتون البعل والزيتون المروي، يجيب شربل. فالأخير حباته مشبعة بالماء وعصرها يعطي كمية أقل من الزيت وتُفصل عنها كمية كبيرة من المياه، اما البعل فهو “مشحم” أي غني باللب الذي يعصر كمية أكبر من الزيت، ولا يختلف الأمر بين زيتون أسود أو أخضر. عموماً كل 90 الى 100 كغ من الزيتون تعطي 20 ليتراً من الزيت او على الأصح 16 كلغ منه.

‎رغم تعب القطاف غالباً ما يتحول الى حلقة للضحك والمرح تعيد الى الأذهان العونة اللبنانية المعروفة، وتحفظ التقاليد المتوارثة التي تردد المثل القائل: “الزيتون زيتُه طيّب بس لقاطُه بشيّب…”.

‎منطقة المنصورية المتنية معروفة بمعاصر الزيتون منذ عشرات وعشرات السنين، فالمنطقة السكنية المكتظة اليوم كانت تلالها ومنحدراتها في ما مضى محاطة ببساتين الزيتون، وكان لا بد من إنشاء المعاصر لتلبية حاجة سكانها وسكان المناطق القريبة لعصر زيتونهم. اليوم لا تزال معصرة انطوان الحاج في وسط السوق القديم تتحدى الحداثة وزحمة الناس، هنا لا شيء تغير وكأن الزمن قد توقف: رائحة الزيت ما زالت تفوح على بعد عشرات الأمتار في الشارع، والعجلات الحجرية الكبيرة تدور في الجرن نفسه بلا كلل، ومعلم طوني “الخلقان في المصلحة” على حد قوله متربع على كرسيه يراقب حركة الجميع ويتدخل عند الحاجة.

‎بدءاً من أوائل أيلول يبدأ العمل في المعصرة حتى اوائل كانون الأول وذلك وفق نضج الزيتون، فالمروي منه ينضج قبل البعل الذي ينتظر الشتوة الأولى والساحلي قبل الجبلي. تنطلق العملية بفرز حبات الزيتون عن الورق ومن ثم وزنها ونقلها تحت الحجرين الدائريين الكبيرين، اللذين يدوران ببطء ليطحنا حبات الزيتون ويحولانها الى مهروس، تجمع كمية منه وتوضع على المكبس لتستخرج منها عصارة هي مزيج من الزيت والماء. اما المادة الجافة التي تبقى في المكبس وتعرف باسم الجفت فهي تنقل على شكل مربعات الى الخارج في انتظار أن يأتي من يشتريها ويحولها الى مادة للتدفئة هي بالعامية “الدُقّ”.

‎تخزّن العصارة في أجران مربعة ثم تنتقل الى الفرازة التي تفصل الزيت عن الماء. وفي ختام المسار الذي يحتاج الى ساعة كاملة يخرج الزيت الخضير الصافي وتركد المياه مشكِّلة الزيبار الذي يُطلق مع مياه الصرف ليشكل واحدة من المشاكل البيئية الحقيقية في لبنان. ويعصر خلال الموسم من 50 الى 60 طناً من الزيتون في عملية تقليدية تتكرر كل عام.

‎بينما نحن في المعصرة إذا بإحدى السيدات قد جلبت كيساً مملوءاً بالزيتون لرصّه على ماكينة خاصة تقوم بالمهمة بثوان، في حين كان الأمر سيستغرقها في البيت ساعات مع حجر او ” زلطة” الرصّ الكبيرة (حجر خاص) والفوطة الملطخة بالزيت. لكن ما كسبته بالوقت خسرته بالفولكلور والتقاليد البيتية الجميلة التي كادت تنتهي وتنهي معها عصر”رصّ الزيتونة رصّة”.

‎معلم طوني الذي تخاوى مع كل تفصيل من تفاصيل معصرته يرفض رفضاً تاماً تحويلها الى معصرة حديثة تعمل على الماكينات، وكذلك يرفض ابنه الشاب ميشال الأمر، فالمعصرة التقليدية تراث لا يجب التفريط به ومن اشد حسناتها أنها تعصر الزيت على البارد، ما يجعله أشدّ كثافة وألذّ طعماً، أما المعصرة العصرية الأوتوماتيك فهي تعصره على الساخن ويكون اشد ميوعة وأقل نكهة، لكن بعض القيمين على معاصر اوتوماتيكية نفوا لنا هذا الأمر. الرجلان يعترفان أن عملهما يحتاج الى جهد وتعب ويد عاملة لتنفذ كل المراحل، فيما المعصرة الحديثة يدخل إليها الزيتون ويخرج زيتاً نقياً من دون مراحل.

‎من هنا تختلف تسعيرة عصر الزيتون بين معصرة وأخرى، فمعاصر الحجر قد تصل اسعارها الى 30,000 ليرة للتنكة الواحدة فيما المعصرة الممكننة، يمكنها أن تخفض من اسعارها وقد تقوم بعروضات خاصة تصل الى 20,000 ليرة للتنكة الواحدة لتشجيع المزارعين، نظراً الى حاجتها لوقت أقل وعدد عمال أقل. لكن يبدو أن كلفة عصر التنكة قد وصلت في بعض المناطق إلى 50 ألفاً أو سبعين، ناهيك عن ثمن “الفراغة”.

‎في الصراع بين الحديث والتراثي “ما حدا بيقول عن زيته عكر”، على البارد او السخن يبقى للزيت مكانته. ولكن هل سيتمكن اللبناني من دفع 500,000 ليرة ثمن تنكة الزيت هذا العام، ام سيترحم على مقولة “شراب زيت واضرب الحيط”؟

error: Content is protected !!