زوجة الشهيد…ميشلين وهبة سليمان:مثال المرأة المارونية بحكمتها وصلابتها


كتب رئيس تجمع موارنة من أجل لبنان المحامي بول يوسف كنعان:
نعيش مرحلة دقيقة تحتّم علينا التعاطي معها بمسؤولية. ففي ظل الشغور المستمر، والتطورات الحاصلة في الداخل وعلى الحدود، مترافقة مع استمرار تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية، تحتاج البلاد لمن يحسن دور الاطفائي عند كل خضّة أو حدث.

فالدماء الحامية على وقع سيل الدماء، قد تجر بالبلاد الى ما يسهم في تفتيت ما تبقى من بنيان الدولة المترهّل أصلاً بفعل عوامل عدة.

في الأيام الأخيرة، أتت جريمة قتل باسكال سليمان لتوتّر الأجواء من جهة، ولتستدعي من العقلاء اعلى درجات الحكمة والترفّع عن الجراح والألم الكبير من جهة أخرى.

وأتى تعاطي السيدة ميشلين وهبة سليمان على هذا الصعيد، ليشكّل أمثولة للصبر والروية، وهي السيدة الراسخة في عمق إيمانها الماروني وانتمائها لمسيحيتها.

فشكّلت بذلك تذكيراً، بدور الأم المارونية على مدى العصور، وهي التي قاومت، وربّت، وعلّمت، ونقلت الايمان، وسهرت على أبنائها، وتميّزت، وحافظت على مجتمع، فاسهمت بذلك في الحفاظ على الكيان والوطن.

تختصر ميشلين كل أم، وتحمل في حكمتها وصلابتها، تاريخاً مارونياً، إيمانه كالصخر، لا تكسره الأحزان مهما عظمت، وهل من حزن أعظم من أين يفقد الانسان على غفلة من يحب؟

لكن هذه السيدة، سليلة الكنيسة المارونية السريانية في هذا الشرق، حملت في قلبها وعقلها في تلك اللحظات العصيبة، كل ارث الآباء والأمهات، فكانت المثل والمثال، فتركت لمن حولها ومن تابعها عبر الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي، ألف عبرة وعبرة، على مثال مريم التي رأت ابنها الوحيد يتألّم على الصليب.

إن الحقيقة والمحاسبة في هذه الجريمة مطلبنا، لكن حقيقة أخرى نستمدها من ميشلين، ومن المرأة المارونية الراسخة في الارث الماروني، أن في الصعاب يظهر معدن الانسان. ولهذه المرأة معدن مثقول بالايمان ومرصع بالرجاء.

بالصورة: الراعي يدمع حزناً على الشهيد باسكال سليمان..نحن أبناء اللاخوف.. “من شان هيك ما رح نخاف وما من خاف”

في لحظة مؤثرة أدمعت عيناي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال القاء عظته في دفن الشهيد باسكال سليمان متأثراً خلال الحديث عن زوجة الشهيد وعائلته.

وترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صلاة ومراسم جنازة باسكال سليمان في كنيسة مار جرجس – جبيل.

وأكد الراعي أننا أبناء الحياة واللاخوف “من شان هيك ما رح نخاف وما من خاف”.

وقال الراعي خلال ترأسه مراسم دفن الشهيد باسكال سليمان في كنيسة مار جرجس ـ جبيل: “الحقيقة ستظهر لا محالة ولكن من المؤسف أن يكون مقترفو هذه الجريمة من النازحين السوريين الذين استقبلهم لبنان بكل إنسانية”.

لفت الراعي إلى أنه يجمع المعلقون على الخطف والإغتيال في منطقة آمنة أن السبب الأساسي لهذا الإجرام المغطّى عدم انتخاب رئيس وبالتالي حالة الفوضى في المؤسسات وانتشار السلاح.

أضاف: “البعض من هؤلاء النازحين يرتكب الجرائم المتنوعة على أرض لبنان وباتوا يشكلون خطراً على اللبنانيين في عقر دارهم وأصبح من الملحّ إيجاد حل نهائي بعيداً عن الصدامات والتعديات ومن واجب السلطات اللبنانية معالجة هذه المسألة الخطيرة بالطرق القانونية والإجرائية فلبنان الرازح تحت أزماته ونزيف أبنائه بهجرتهم لا يتحمل إضافة أعباء عليه”.

تابع: “بغياب باسكال سليمان يخسر حزب “القوات اللبنانية” عنصراً أساسياً من عناصره وهو حالياً منسق منطقة جبيل”.

ختم: “بسقوطه يقوينا لنصمد في الإيمان لأننا أبناء القيامة والرجاء واللاخوف وبأن المسيح هو سيد العالم ولا أحد سواه هو سيد التاريخ وله الكلمة الأخيرة كلمة الحياة لا القتل كلمة المحبة لا الحقد كلمة السلام لا الحرب كلمة الحلق لا الباطل كلمة الاخوة لا العداوة”.

إقفال سوق الخضار بالجملة في حالات غداً بهذا التوقيت

0

أعلن رئيس نقابة التجار وسوق الخضار بالجملة إقفال المحلات غداً بتوقيت ١٢ ظهراً حتى الثالثة بعد الظهر، وجاء في البيان:
“الى معلمي وتجار سوق الخضار بالجملة – حالات
بتاريخ الجمعة ١٢ نيسان الجاري يحتفل بالصلاة لراحة نفس المأسوف على شبابه الشهيد باسكال سليمان في كنيسة مار جرجس جبيل يوارى بعدها في الثرى في مسقط رأسه ميفوق.
لذلك، تقفل محلات السوق بين الساعة ١٢ ظهراً والساعة ٣ بعد الظهر الجمعة مشاركة في الحداد والصلاة لروحه الطاهرة.
لا اراكم الله مكروهاً.”

حداد عام في جبيل غدا أثناء تشييع الشهيد باسكال سليمان

طلبت بلدية جبيل من المحالات التجارية والمؤسسات السياحية في المدينة إغلاق أبوابها غداً الجمعة، أثناء تشييع الجنازة للمرحوم باسكال سليمان، ابن جبيل، بين الساعة ١٢ ظهرًا و ٣ بعد الظهر، وذلك تقديرًا لشهادته وتقديم الاحترام الواجب في هذا الوقت العصيب.

بیان صادر عن لجنة الحوار الوطني في بلاد جبيل

إن لجنة الحوار الوطني في بلاد جبيل، وبعد الفاجعة التي حلت ببلاد جبيل بخطف وقتل أحد أبناء المنطقة الشهيد المرحوم باسكال سليمان وما نتج عنها، تعلن عن تأجيل مؤتمر ” الأخوة الإنسانية والحوار” الذي كان مزمعا عقده يوم السبت القادم ۱۳ نيسان ۲۰۲٤ إلى موعد آخر يعلن عنه لاحقاً. فهذه الحادثة وما رافقها من أجواء أعادت إلى أذهان اللبنانيين لحظات كانوا يعتقدون انها صارت من ماضي لا بد من ان يتحول مدرسة للضمائر كتابها الأساسي: لا للعنف، لا

الأجواء الحرب، لا للاتهامات، لا للتخوين.

إن لجنة الحوار الوطني في بلاد جبيل وفي هذه الأجواء، تؤكد من جديد ومن وحي وثيقة الاخوة الانسانية على :

أولاً: أن العنف لم يكن ولن يكون يوما هو اللغة السليمة لبناء الاوطان او تعايش ابنائها، وان العدالة المقرونة بالحقيقة هي

الوسيلة الاقوى للسلام في المجتمعات

ثانياً: أن الوقوف الى جانب أشقاء للبنان يجب أن يصب أولاً في صالح لبنان واللبنانيين، لا ان يؤدي الى المس بالوحدة الوطنية

أو باستقرار أمن الوطن وهناء شعبه والانزلاق إلى الأمن الذاتي، وإلا صار اللبنانيون غرباء في وطنهم الذي بذلوا من اجله الغالي

والنفيس.

ثالثا: أن الحقيقة في هذه الجريمة وسواها من الجرائم هي الهدف والمطلب والمخول البت في شأنها هي الأجهزة الأمنية والسلطة

القضائية لا غير، حتى لا تحل مكانها لغة التخوين والتضليل والتعمية واطلاق الاتهامات الجزافية والسياسية والشحن

الطائفي، إذ في سلوك مشابه جعل الكثير من الجرائم السابقة تبقى من دون عقاب فمات سرها مع من سقطوا ضحيتها.

رابعا: أن التاريخ يعلم اللبنانيين ان السعي وراء مصالح خاصة مهما كانت عظيمة عند طالبيها فهي لا تساوي شيئا امام وحدة

لبنان وشعبه ومؤسساته التي هي الحماية والضمانة لجميع اللبنانيين ولكل جماعة فيه ولكل مواطن لبناني

خامسا: أن جبيل ستبقى سداً منيعا امام اي محاولة لزعزعة السلم الأهلي وأي فتنة متنقلة وأي محاولة لتقليب اللبنانيين

على بعضهم البعض تحت اي ذريعة او عنوان كان هذا هو التاريخ الجبيلي وهذه هي الجغرافيا الجبيلية وهذا هو الشعب

الجبيلي..

في ختام هذا البيان ننادي جميع اصحاب الإرادات الطيبة ألا يثنيهم أي يأس عن السعي الى الدفاع بما قدر لهم عن

وحدة لبنان واللبنانيين وتجربتهم الحضارية بعيشهم المشترك الذي من دونه تفقد الانسانية مختبراً حياً للوحدة في التعدد.

حمى الله لبنان وشعبه

يدرك كيفية التصرف في السياسة وعلى الارض…النائب زياد الحواط أدار الازمة بحزم وقوة

فور حصول الحادث المشؤوم مع مسؤول القوات اللبنانية باسكال سليمان تحرك النائب زياد الحواط على الصعد كافة، وأدار الازمة بدهاء وذكاء وهو ضبط القاعدة القواتية في جبيل، وتواصل مع الاجهزة الامنية لمتابعة التحقيقات، وهو حرك الشارع بشكل مضبوط جدا منعا لتفلت الاوضاع.

 الحواط برز اليوم على انه نائب ليس فقط بالاصوات والتشريع والخدمات بل بإدارة الازمات والمنطقة وجنب بلاد جبيل كارثة طائفية كادت ان تقع عبر تواصله مع الحلفاء والخصوم.

زياد الحواط بات اليوم مثالا للنائب الذي يدرك كيفية التصرف في السياسة وعلى الارض وبرز دوره على الصعيد الوطني في منع توسع الازمة بالرغم من الحدث الذي هز لبنان.

جريمة جبيل تثير مخاوف سكانها وتدفعهم للتفكير بـ«الأمن الذاتي»

لم تستقر جريمة خطف وقتل منسق حزب «القوات اللبنانية» في جبيل (شمال لبنان) باسكال سليمان، على إطارها الجنائي، إذ اتخذت طابعاً سياسياً عبر إضاءة «القوات» على «عوامل جوهرية» أدت إلى الجريمة، ويتمثل بعضها «بوجود (حزب الله) بالشكل الموجود فيه» في إشارة إلى سلاحه، و«الحدود السائبة التي حولها الحزب إلى خطّ استراتيجي بين طهران وبيروت»، وسط توتر دفع البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى «التروّي وضبط النفس».

وخطف مجهولون القيادي في «القوات» باسكال سليمان مساء الأحد، وأعلن الجيش اللبناني مساء الاثنين، أن خاطفيه قتلوه أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا. وعُثر على الجثة في الأراضي السورية، وتبين أن الضالعين ينتمون إلى عصابة نفذت الكثير من عمليات سرقة لسيارات فخمة في لبنان. وتسلم الجيش اللبناني الجثة من السلطات السورية، ونقلها «الصليب الأحمر» إلى لبنان، حيث نُقلت إلى المستشفى العسكري المركزي للكشف عليها استكمالاً للتحقيقات، على أن تسلَّم إلى ذويه بعد ذلك.

توقيف 9 سوريين

وقالت مصادر قضائية مواكبة للتحقيقات لـ«الشرق الأوسط» إن مديرية المخابرات التي تسلمت الجثة تستكمل تحقيقاتها وجمع الأدلة الجنائية، مشيرة إلى أن القضاء «أعطى تعليمات للأطباء خلال تفقد الجثة وإعداد التقارير الطبية الشرعية، من بينها إجراء صور شعاعية وتصوير (سكانر) لمعرفة ما إذا كانت هناك كسور أو إطلاق رصاص وغير ذلك»، كذلك طلب «تحديد سبب الوفاة وتاريخه».

ونفت المصادر أن تكون هناك لجنة من الأطباء في «القوات» ستشارك في التحقيقات الطبية بالمستشفى العسكري، قائلة إن ذلك «يتعارض بالقانون مع عملنا كأجهزة رسمية»، وأضافت: «عندما ننتهي من عملنا كدولة، وتتسلم عائلته الجثة، عندها تتخذ العائلة القرار الذي تريده لجهة كشف أطباء من القوات على الجثة أم خلاف ذلك».

وبلغ عدد الموقوفين في القضية 9 سوريين، من بينهم اثنان يعتقد أنهما ضالعان مباشرة في عملية الخطف، فيما بينت التحقيقات أن هناك اثنين آخرين ضالعين مباشرة ايضاً وتلاحقهما الأجهزة الأمنية اللبنانية. ونفت المصادر القضائية أن يكون هناك أي لبناني بين الموقوفين.

وزير الداخلية

بالتزامن، نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر عسكري قوله إن السلطات السورية سلّمت أجهزة الاستخبارات اللبنانية ثلاثة من المشتبه بهم في قتل باسكال سليمان. وأشار المصدر القضائي إلى أن الموقوفين «اعترفوا بأنهم ضربوه بأعقاب المسدسات على رأسه ووجهه حتى يتوقف عن مقاومتهم، ومن ثمّ وضعوه في صندوق سيارته (…) ودخلوا إلى سوريا». وأضاف: «عندما وصلوا إلى الأراضي السورية، تبين لهم أنه فارق الحياة».

وقال وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي بعد ترؤسه مجلس الأمن المركزي أنّ جريمة قتل باسكال سليمان «ارتكبها سوريون»، موضحاً أنّ «التحقيقات بوشرت منذ اللحظات الأولى وكل الأجهزة الأمنية والعسكرية تنسّق مع بعضها»، مشيراً إلى أنّ «السيارة المُستخدمة في العمليّة سُرقت من الرابية قبل أيّام». وشدد على أنّ «البلد لا يحتمل مشكلات أكثر مما هو يواجهها، ولا يحتمل فتناً»، داعياً إلى «التعقل والاتكال على الأجهزة الأمنية والقضاء»، وموضحاً: «إننا لن نقبل إلّا بكشف خيوط الجريمة كاملة وإصدار القرار العادل بحق المرتكبين».

إسقاطات سياسية

ولم تبقَ الجريمة التي أثارت ضجة في لبنان، عند إطارها الجنائي بمعزل عن الإسقاطات السياسية، وأكدت الدائرة الإعلاميّة في حزب «القوات اللبنانية» أنّ «التحقيق في جريمة قتل الشهيد باسكال سليمان يجب أن يكون واضحاً وشفافاً وعلنيّاً وصريحاً ودقيقاً بوقائعه وحيثيّاته، وحتى صدور نتائج هذا التحقيق نعد أنّ باسكال سليمان تعرّض لعملية اغتيال سياسيّة».

وتحدث «القوات» عن عوامل جوهرية وأساسية أدت إلى عملية الاغتيال، يتمثل أولها بوجود «حزب الله» «بالشكل الموجود فيه بحجة ما يسمى مقاومة أو حجج أخرى، وهذا الوجود غير الشرعي للحزب أدى إلى تعطيل دور الدولة وفعالية هذا الدور، الأمر الذي أفسح في المجال أمام عصابات السلاح والفلتان المسلّح». وأضاف: «المشكلة الأساس إذن تكمن في جزيرة (حزب الله) المولِّدة للفوضى، وما لم يعالَج وضع هذه الجزيرة، فعبثاً السعي إلى ضبط جزر الفلتان. فهذه العصابات موجودة ولكنها تتغذى من عامل تغييب الدولة».

أما العامل الثاني بحسب «القوات»، فيتمثّل «في الحدود السائبة التي حولها (حزب الله) إلى خطّ استراتيجي بين طهران وبيروت تحت عنوان وحدة الساحات فألغى الحدود، وما لم تُقفل المعابر غير الشرعية وتُضبط المعابر الشرعية فستبقى هذه الحدود معبراً للجريمة السياسيّة والجنائيّة وتهريب المخدرات والممنوعات، وبالتالي مَن يُبقي الحدود سائبة و(فلتانة) هو المسؤول عن الجرائم التي ترتكب إما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر».

أما العامل الثالث فيتمثّل حسب «القوات» في «خصي» إدارات الدولة القضائية والأمنية والعسكرية وغيرها «من خلال منعها من العمل في مناطق معينة، أو في قضايا معينة، أو في أي أمر يتعلق بأي شخص ينتمي إلى محور الممانعة».

وأكدت أنّها «تنتظر انتهاء التحقيق وبأسرع وقت لتبني على الشيء مقتضاه، ولكنها في الوقت نفسه تدعو اللبنانيين إلى مواصلة النضال سعياً إلى إنهاء مسبِّبات الاغتيال والجرائم على أنواعها، الأمر الذي يستحيل تحقيقه إلا من خلال العبور إلى الدولة الفعلية التي تبسط فيها وحدها سيادتها على كل أراضيها، والتي لها وحدها حصرية السلاح، وليس محرَّماً عليها لا الدخول إلى أي منطقة تريد، ولا التحقيق في أيّ أمر تريده».

الراعي

في غضون ذلك، دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى ضبط النفس، والتقى قائد الجيش العماد جوزيف عون، كما التقى عضوي تكتل «الجمهورية القوية» النائبين زياد حواط وملحم رياشي لمتابعة قضيّة سليمان. وقال الراعي في بيان: «في هذا الظرف الدقيق والمتوتر سياسياً وأمنياً واجتماعياً ندعو إلى التروي وضبط النفس، طالبين من القضاء والقوى الأمنية القيام بالواجب اللازم وإنزال أشد العقوبات بالمجرمين، ونطلب من وسائل الإعلام مشكورة عدم إطلاق تفسيرات مغلوطة وتأجيج نار الفتنة».

ودان عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة، الجريمة، آملاً أن «تكشف ملابسات هذه الجريمة بالكامل وجلاء الحقيقة»، ومشدداً على أنه «لم يعد جائزاً أن تكون هناك أي قطبة مخفية أو علامات استفهام، بل أن تظهر الحقيقة كاملة». وتمنى أن «تكون الدولة وحدها دون سواها، من يحفظ الأمن والاستقرار وتعزيز دورها وحضورها، لأن تجارب الماضي علمتنا الكثير منذ منتصف السبعينات إلى اليوم، فلا مجال إلا بسلاح شرعي واحد، ودولة مركزية ومؤسسات وإدارات تابعة لها، ليكون لنا بلد يحلم به الأبناء والأحفاد، فهذه الجرائم التي تتوالى فصولها تعيدنا إلى حقبة الماضي، وبالتالي لا أحد يريد الحرب».

باسكال يتمتع بحكمة سليمان ..الشهادة الحقيقية والوسام على صدر الوطنية

ووجدتُ التعابير إلى رفعة الأوصاف تتسامق،ورأيتُ الأضداد في وداع الشهيد تتعانق،وراحت الأقلام على صفحات المجد تتسابق، وإذا بقلمي يسيل دمعاً لا مداداً، وإذا بعواطفي تكتسي معانيها حداداً، وإذا بدروبي ترتدي أجواءها حداداً. وأما انتظار العودة ففي ٱتون الخيبة احترق،والمغدور في بركان الأذيّة غرق،والفرح باللقاء وسط غصّات الفراق اختنق.

وكان الخبر المفجع وكان الغياب الموجع، وسيطرت مشاعر الألم وإنقطعت حبال الأمل …واستشهد باسكال الذي كان وديعاً كما الحمل.

وكنا قد التقيناه ، نحن الذين نعتنق القيم الإنسانيّة، ونعشق الواحبات الإجتماعيّة، حيث كنا نشارك في مأتم في “الخاربه”المجاورة،هو يتقبّل مع أهل الفقيد التعازي ونحن نقدمّها، وغادر مجلس العزاء قبلنا بدقائق،وغادرْنا بعده وربما كنا لنغادر معه!! وكما بين الموت والحياة لحظة فبين القدر والغدر جريمة…!!!

وكلّ ذلك جرى، حيث “نامت نواطير مصر عن ثعالبها” في غياهب الأوضاع المتسيّبة وفي أحضان الدولة المغيّبة،لا بل في خضمّ الفراغ في الرئاسة، وفي زمن العقم في السياسة ،حيث الشعب يعيش في تعاسة،وبينما البلد يتعرّض لإنتكاسة إثر إنتكاسة ،والبعض الى الحرب تشدّهم الحماسة.

وهنالك على تلك الدرب التي تتلألأ بالجمال وسط الطبيعة الرائعة، وحيث يقصد الناس ذلك النبع كي يرتوون من مياهه الصافية،وبين الخاربة وحاقل امتزجت مياه “نبع حاقل” النقية بدماء ،”باسكال “الذكية، واستحالت لذاذة عسل ميفوق مرارة،وذلك العسل الذي يجنى من رحيق أزاهيرها، ذاق طعم الشهادة في أرض تعبق بأريج الشهادة وعبيرها..

وهوى الطود على الطود، وسكن الحزن والأسى كل من رافق الراحل أو عرفه، من عائلته الى بلدته فالجوار، وهذا فضلا عن رفاق دراسته، وزملائه في العمل،ورفاقه في الحزب من رئيس ومحازبين، ونوّاب وموظفين، وكل هؤلاء أجمعوا على نبل ذلك الإنسان وطيب مزاياه وراحوا بثقة العارف يشهدون، والأخصام قبل الحلفاء على ذلك يؤكدّون، فباسكال سليمان ومن خلال مسيرته الغنيّة والقصيرة، تمتّع بحكمة سليمان، وامتلا بإنسانية الإنسان، هو الذي تربّى ونشأ في حمى سيدة إيليج لا غرابة ان عبق بالإيمان، ومن صخور ميفوق أخذ الصلابة والعنفوان، واتخذ من الشهامة والكرامة لحياته العنوان، وسعى مع أهله وأترابه ورفاقه من أمثاله الى الحفاظ على سيادة وحرّية واستقلال لبنان. فسار على طرقات الكفاح، وتميّز باعتماد نهج السماح، وتعملق بإعتناق مبدأ الإنفتاح، واشتهر بحسن تدبير الأمور، وعمل مع الصادقين على مدّ الجسور، و لم يستسلم للأحقاد أو يعمل على نبش القبور، فغدا من الذين كما يكبرون بأحزابهم تكبر بهم أحزابهم.

وان لم نكن من المنتمين الى حزبه، لكن وكإبن عائلة عريقة من “جبيلن”ا وأصيلة في جبلنا، نتشابه في الأخلاقيّة والوطنيّة في التربية والٱدميّة، نعم من مدرسة أولئك الذين لا يستقوون برفع أصابعهم، وتعود لهذا الوطن وفقط مراجعهم، وينشدون السلام في مواضعهم، ووجع الناس من مواجعهم،ويذرفون الصدق من مدامعهم، ومن تلك”الجبال الشمّ،أوكار النسور”منابعهم.

فأمام هول المصاب وألم الغياب، نقول لأولئك المجرمين، الذين لا دين لهم ولا وطن لهم ولا عائلة لهم ولا ربّ لهم….بأنه ومهما تعدّدت الروايات وإختلفت البيانات، وقد تتبدّل وفقاً للمصالح أوالغايات، أو تبعاً لخدمة بعض السياسات،فالويل الويل لكم يا أبناء الأفاعي… فنحن نتكّل على صحوة الضمير وبالرب نستعين ونحن نعيش الشكّ على طريق اليقين،وان لم تتمكّن الدولة من المحاسبة فالحساب عند رب الحساب.

وبينما يرتقي باسكال سليمان الى سموّ الشهادة الحقيقيّة، نفاخر به وساماً على صدر الوطنية.

الى عائلته وأهل بلدته وبلاد جبيله والى حزب القوات اللبنانية والى سعادة النائب زياد الحواط والأقارب والأصدقاء لا بل الى كل اللبنانيّين الصادقين. نتقدّم وبإسم جميع الوطنيّين الشرفاء بأسمى ٱيات العزاء

سائلين له الراحة في السماء ولهم من بعده طول البقاء.

جثة باسكال سليمان لا تزال في سوريا.. متى تصل إلى لبنان؟

ما تزال سيّارة المغدور باسكال سليمان في سوريا، بينما ترك الخاطفون السيّارة التي استخدموها أثناء عمليّة السرقة والخطف في طرابلس.

ولا تزال جثّة باسكال مع الأمن السوري، ولم تعبر الحدود اللبنانيّة، ويُنتظر أن تُسلّم اليوم الى الجيش اللبناني، بحسب الـ mtv.

‎بالفيديو: أول تعليق لزوجة باسكال

علّقت زوجة الفقيد باسكال سليمان عبر “ام تي في” على مقتل زوجها بالقول: “المسيح قام من الموت ونحن أبناء القيامة ولا نخاف من الموت وسنتابع مسيرتنا بقوّة أكبر. هذا قدرنا وهذا قدر المسيحيين في لبنان ولن نتراجع وسنبقى في هذا البلد”.