تطلبون العدالة، فإنّها سوف تأتي لا محال. عدالة السّماء سوف تنصفكم حتمًا إن لم تفعل عدالة الأرض. عدالة نطلبها وهي حقٌّ لنا كما، إنَّ من حقّنا أن نحاسب كل من جعل منّا أشخاصًا من ذوي الإحتياجات الخاصّة؛ أصبحنا أشخاصًا لا قوّة لنا ولا إرادة.
الصّرخة اليوم هي صرخة محاسبة. نعم ذوي الإحتياجات الخاصّة ومن انضمِّ إليهم من جرّاء إنفجار مرفاء بيروت في ٤ آب ٢٠٢٠ سيصرخون للمحاسبة الآن، وفي زمن الإنتخابات النّيابيّة.
على صوتكم أن يوقظ الضّمائر النّائمة ويحيي المائتة منها.
ونحن أطفال، نتعلّم أن نعتذر ونعاقَب إن أخطأنا؛ ها إنّكم أخطأتم بحق الجميع ومن أسميتموهم شهداء، كما فعلتم بحق من أصبحوا من ذوي الإحتياجات الخاصّة. فحان وقت محاسبة من سبّبوا أو شاركوا بهذا الوضع المأساوي والدائم بديمومة الحياة على هذه الأرض. أمّا الشّهداء، فسيحاسبون من عليائهم دون أيّ شك. عليكم أن تحاسبوا.
إنَّ وجود ذوي الإحتياجات الخاصّة منذ مولدهم أو نتيجة ذاك الإنفجار المشؤوم لحقيقة، إنّهم شريحة من هذا
الوطن. علينا أن نحاسب ونفرض وجودنا صارخين بالعدالة وبأنّنا الرّقم الصعب بكل المجالات وخاصّة بالإنتخابات النّيابيّة، وهذا، للأسف، ما يهم المسؤولين.
إنّكم شهداء أحياء على عظمة ما تحمل لفظة شهيد من معانٍ فكيف إن قيلت لذي الإحتياجات الخاصّة.
كفى ظلمًا، كفى تهميشًا، كفى تعييرًا فإنّ لهم رأيهم وقرارهم؛ وواجبهم أن يحاسبوا ويطالبوا بجميع المراكز ليكون لهم سبيلًا للحياة. أنتم مدعوون اليوم لتصرخوا وتحاسبوا على مستوى ألمكم على كافة الأصعدة.
عدالة السّماء ستحاسب وتنصف الجميع، أمّا عدالة الأرض عليكم أنتم أن تصرخوا لتحقيقها.
