24.2 C
Byblos
Saturday, December 6, 2025
أبرز العناوينهل يتورط "ح ز ب الله" في القتال مع الروس؟ مخاوف وقلق...

هل يتورط “ح ز ب الله” في القتال مع الروس؟ مخاوف وقلق من “الآتي الأعظم”

وجدي العريضي

دخل لبنان مجدداً في صراعات المنطقة ولعبة الأمم واحتمال حشره في الحرب الروسية – الأوكرانية التي بدأ يتلقف ارتداداتها ونتائجها على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية، في ظل معلومات سبق لـ “النهار” أن أماطت اللثام عنها قبل أيام حول ارسال قوات سورية للقتال الى جانب الجنود الروس في حربهم مع أوكرانيا، وتحديداً من الفيلق الخامس. وهذه المسألة أضاء عليها وأكدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عندما قال “ان لا مشكلة لمن يريد التطوع الى جانبنا”، فيما لا تخفي أوساط سياسية مطلعة لـ”النهار”، تخوفها من أن يرسل “ح ز ب الله” عناصر مقاتلة الى سوريا في اطار التنسيق الميداني بين الطرفين، على أن تكون هذه العناصر من ضمن القوة التي ستنضم الى السوريين المغادرين الى موسكو، وربما أيضاً من بعض الأحزاب الحليفة لدمشق و”ح ز ب الله” . وبمعنى آخر أنّ مشاركة الحزب في الحرب السورية وصولاً الى قتاله مع الحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، قد تنسحب على الحرب في أوكرانيا والتاريخ يعيد نفسه في فترة وجيزة.

وتضيف المصادر أن ما يحصل سيقحم لبنان مرة أخرى في حروب لا ناقة له فيها ولا جمل، انما على خلفيات سياسية وعقائدية ودينية وحسابات تذهب لمصلحة ايران، أكان على صعيد المفاوضات النووية الإيرانية وإن توقفت، أم لمحور الممانعة الذي سلخ لبنان عن واقعه العربي والخليجي تحديداً وأساء الى علاقاته مع المملكة العربية السعودية، ودمّر اقتصاده الذي قد يولّد حروباً اجتماعية وفوضى عارمة في ظل هذا الانحدار المعيشي والحياتي المتمادي. ولفتت الى أن ما يجري اليوم ستكون له تأثيرات وانعكاسات كبيرة على صعيد الواقع السياسي والاقتصادي، من خلال تفرّد البعض في لبنان بسلوك خيارات خارج اطار الدولة أو اجماع اللبنانيين كمشاركة “ح ز ب الله” في الحرب السورية وما خلفته من كوارث، والأمر عينه لدوره في اليمن والعراق، وحيث التداعيات ما زالت تتوالى فصولها، ومن أبرزها الأزمة الكبيرة بين بيروت والرياض ودول مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي عموما.

أما عن تأثيرات ما يحصل من الحرب الدائرة في أوكرانيا وتوسع دائرتها عبر تدخل عسكري لبعض دول المنطقة وسواها، ولا سيما سوريا، فان المتابعين والعارفين ببواطن الأمور، يشيرون الى خطورة ما يحدث راهناً، وقد يكون لبنان من أكثر البلدان التي تتلقف النتائج السلبية لحرب أوكرانيا، ودخول دمشق على هذا الخط، وما يربطها من صلات وعلاقات وتحالفات مع قوى سياسية وحزبية لبنانية، وفي طليعتهم “ح ز ب الله”، مما يكشف ضرورة قراءة الزيارات التي توالت في الآونة الأخيرة الى سوريا من قِبل مرجعيات ووزراء ونواب وقيادات حزبية، ومعظمهم التقى الرئيس السوري بشار الأسد وفريق عمله وكبار المسؤولين. وما دخول النظام السوري المباشر والواضح على خط الانتخابات النيابية عبر تزكية هذا المرشح أو ذاك، الا مؤشر الى محاولته العودة الى الساحة اللبنانية، عبر حلفائه، وتحديداً في البقاعين الغربي والشمالي، ما يظهر بالملموس دعمه لبعض المرشحين في مواجهة آخرين، وذلك على خلفية تصفية الخلافات السياسية مع بعض الزعامات والقيادات اللبنانية منذ خروج الجيش السوري من لبنان الى اليوم.

من هذا المنطلق، تبدي أكثر من جهة سياسية فاعلة هواجسها مما ينتظر الساحة المحلية في المرحلة المقبلة، من ارتفاع منسوب الخلافات والانقسامات السياسية، والانخراط في خضم آتون الحرب الروسية – الأوكرانية، باعتبار أنّ التطوع للمشاركة في القتال الى جانب الروس، بدأ يتفاعل، ومن يعود من بعض المدن السورية يلمس ذلك بالمباشر. وثمة لبنانيون مرتبطون بأحزاب وقوى حليفة للنظام السوري، بدأوا يلتحقون بركب المتوجهين الى ساحات القتال في أوكرانيا، ومن المؤكد أن ذلك سيعمّق حجم الخلافات مع المجتمع الدولي الذي فرض عقوبات هي الأقسى تاريخياً بحق روسيا. والسؤال: كيف للبنان أن يتحمل أي وزر أو مغامرة لبعض الأطراف والقوى الحزبية؟

وحيال هذه الأجواء والمعطيات، فالقلق يخيّم على مسار الاستحقاقات الدستورية النيابية والرئاسية، بفعل ما ستفرزه الحرب من موسكو الى كييف من نتائج ستغرق لبنان أكثر فأكثر في أزماته المستفحلة اقتصادياً ومعيشياً، وثمة مرجعيات سياسية تتخوف من أن يشهد البلد في الأسابيع المقبلة كوارث اجتماعية وطبية واقتصادية، بعدما باتت كل الاحتمالات واردة، ربطاً بالأجواء الداخلية الضبابية وترهل الدولة وتحلل مؤسساتها، في حين أنّ المعطى الإقليمي، الى الحرب المشتعلة في أوكرانيا، من المنطلقات والدوافع التي ستُبقي الساحة المحلية عرضة لأي تطور قد يحصل في أي توقيت.

المصدرالنهار
- إعلان -
- إعلان -

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- إعلانات -
- إعلانات -

الأكثر قراءة

- إعلانات -
- إعلانات -
- إعلان -
- إعلان -
error: Content is protected !!