نظمّت بلدية ميفوق – القطارة احتفالا في الباحة الخارجية للمبنى البلدي لمناسبة عيد الاستقلال، شارك فيه وزير المهجرين والتكنولوجيا كمال شحادة، عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب زياد الحواط، ممثل قائد الجيش العميد الركن باسم الأيوبي، قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، رئيس البلدية نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل الدكتور بشير الياس واعضاء المجلس البلدي وعدد من رؤساء بلديات القضاء والمخاتير، وفد المجلس الوطني للعلم اللبناني ضم عادل حنين والدكتورة نتالي حنين شحادة، رئيس دير ميفوق للرهبانية اللبنانية المارونية الاب ناجي أبي سلوم، رئيس جمعية الرحمة شربل سلامة ,فعاليات وأهالي البلدة ومدعوون.
الياس
بعد النشيد الوطني وكلمة عريفة الاحتفال الإعلامية امال الياس اكدت فيها على “اهمية تربية أطفالنا على محبة وطنهم والتعلق بالارض”، قال رئيس البلدية بشير الياس: “نقف في ساحةٍ حملت عبر السنين الطفولة والصلوات والأفراح والأحزان، ساحةٍ تعرف صوت الأجراس، هيصات الأفراح، وجع الاحزان ودقات القلوب المؤمنة بلبنان، نقف اليوم لنرفع العلم ولنرفع جزءاً من روحنا بخاصة من بلدتنا ميفوق والقطارة. فعلمنا بلونه الابيض، بياض الثلج في شتاء ميفوق والقطارة يُشبه صدق أهلنا، وطهارة إيمانهم الذي لا يتزعزع وعلمنا بلونه الاحمر لون دم الشهداء عند سيدة إيليج واخرهم باسكال سليمان، دمٌ مقدّس ، فالأرض لا يحميها إلا من يعرف قيمتها وهم عرفوا، وضحّوا، وثبّتوا حقّنا الأبدي في هذه الأرض ، أما الأرزة هذه الشجرة التي قاومت القرون فهي جذور تمتد من أديرتنا القديمة، دير سيدة ميفوق ودير ما شليطا القطارة، من سيدة إيليج، من مار سابا من مار جريس من مزار مار شربل الحصار، من قدم اهلنا في هذه الارض، من حجارة حملت تاريخاً أقدم من الزمن، لترتفع أرزتنا إلى السماء رؤية مستقبلية مع أبناء هذه البلدة الذين رفعوا اسمها في لبنان والاغتراب والذين نفتخر بهم”.
ووجه تحية الى كل المغتربين خاصة ابناء ميفوق والقطارة وقال: “حملتم لبنان وعلمه في قلوبكم منذ الصغر، لم تترددوا في الدفاع عنه عندما اقتضت الحاجة، هجرتم وتغربتم، لم تيأسوا وما زلتم تحلمون بلبنانكم .. بلبناننا .. دعمتم وتدعمون اقتصاده ،لكم منا وعدا ان ندافع عن حقوقكم عن هويتكم وعن ارضكم. نعم ميفوق والقطارة هي جزء لا يتجزا من العلم اللبناني ، هي جذور ثابتة في عمق الأرض، ورؤية تطلّ على المستقبل بثقة، ونحن كبلدية نعمل من الجذور، إلى الرؤية، بلدية تحمي أرض الأجداد، دافعت تدافع وستدافع عن ارضها ، تحافظ على تاريخ معالمنا الدينية وثروتنا الطبيعية، بلدية تعمل ليبقى اهلنا متجذرين في بلدتهم ، وفي الوقت نفسه بلدية تمشي بثبات نحو التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لأن التطور ليس تهديداً لهويتنا،بل فرصة لتقوية مجتمعنا،وتحسين إدارتنا، وإعطاء شبابنا سبباً للبقاء هنا، على هذه الأرض”.
وقال: “نحن بلدة تعرف أن المستقبل يصنعه من يجرؤ على الرؤية، ومن يؤمن بأن التكنولوجيا، حين تُستخدم بوعي، تتحول من شاشة وبرمجة إلى خدمة للإنسان، إلى حماية للبلدة، إلى أداة للشفافية والمحاسبة والتطور”.
وأردف: “في عيد الاستقلال كلمة من القلب لكل شخص منا، الاستقلال يبدأ من هنا، من داخل بيوتنا، من تاريخنا، من الإيمان الذي تربّينا عليه، إن الاستقلال ليس يوماً على الروزنامة،بل هو مسار، وعمل يومي مسار يبدأ من الروح والتربية وزرع الايمان والمحبة في نفوس اولادنا، وعمل يومي يبدأ بالمحافظة على نظافة شوارعنا واحترام القانون ومحاربة الفساد والفاسدين وخدمة ومساعدة بعضنا البعض بصدق واندفاع واضعين كل خلافاتنا ومصالحنا الشخصية جانبا وصولا إلى اختيار واع لممثلينا في المجلس النيابي”.
وقال: “نريد مجلسا نيابيا يشبه تطلعاتنا ويحمي علمنا ، وهنا علينا ان نعرف ان صوتنا في صناديق الاقتراع هو الاساس وهو من يحدّد اي بلد وبلدة ومجتمع ومستقبل، نعم عندما يكون الاستقلال ايماناً وعملا يوميا حتى في ابسط الأمور ووعيا انتخابيا يتحول من يوم نحتفل فيه كل سنة ليصبح تاريخاً”.
وأعرب عن سروره لاستقبال ميفوق – القطارة المجلس الوطني للعلم اللبناني، داعم هذه المبادرة ممثلاً بالأستاذ عادل حنين والدكتورة نتالي حنين شحادة، وقال: “حين نعرف من يقف خلف فكرة المجلس الوطني للعلم،ندرك أن هذا العلم عندهم ليس رمزاً، بل قيمة روحية، اجتماعية، ثقافية، وطنية، عادل حنين رجل حمل لبنان في اغترابه كما لم يحمله كثيرون على أرضهم، ناضل ساعد، قدّم، وغرس في عائلته حب الوطن، حب الأرزة التي لا تموت، وها هم اليوم يعودون ليزرعوا هنا في كل بلدة وخاصة في هذه الساحة ، ما حملوه في قلوبهم عبر السنين. علم لبنان”.
ورحّب بالدكتورة نتالي حنين شحادة “الكاتبة، الباحثة، الأكاديمية، التي حملت قضايا المرأة والعدالة وبناء الهوية إلى الجامعات وإلى العالم. وجودها بيننا اليوم شهادة على أن العلم ليس فقط لباساً أو رمزاً، بل مشروع تربية وثقافة وقيم”.
واعتبر أن “وجود الوزير شحادة دعم حقيقي للبلدة وللعلم الذي نحتفل به، وللمسار الذي نسعى إليه جميعاً”. ووجه “تحية من القلب لجيشنا اللبناني، ممثلاً بالعميد باسم الأيوبي، الجيش الذي بقي العمود الفقري للدولة، والضامن الأول لكرامتنا واستقرارنا”.
وختم: “حين نرفع العلم اليوم، نرفع طهارة ارضنا المقدسة، ودم شهدائنا الأبرار وجذورنا ورؤيتنا، نرفع وعدًا أن نبقى أوفياء وأمناء لهذه الأرض”.
شحادة
ولفتت شحادة في كلمتها إلى اننا “نجتمع اليوم في ذكرى الاستقلال، في هذه البلدة التي ترابها وتاريخها يتكلمان عن معنى هذا اليوم”، وقالت: “نرفع العَلَم اللبناني بساحَة البَلْدَة، وفي المدرسة وهذه رسالة لاولادنا ان الوطن يبنى من هذه الساحة ومن المدارِس ومِنْ كِل صف فيها عَلَم مَرْفوع. هنا تبدأ الوطنية الحقيقية التي تعلم الطالب معنى الانتماء للوطن ، فالعَلَم الذي نرفعُه اليوم، هو تاريخ وهويّة ،هو ذاكرِتْنا المُشْتَرَكة وهو عَهْدنجدده اننا سنبقى موحدين لنترك لأولادنا بلد أحسَن مِن الذي استلمناه”.
وفي الختام عرض مسرحي لأطفال البلدة، قدم بعده الياس أيقونة سيدة ايليج للوزير شحادة، ثم توجه الجميع إلى ساحة البلدة حيث رفع شحادة والحواط والأيوبي والخوري وإلياس العلم اللبناني على منصة وسط البلدة.


