15 C
Byblos
Friday, December 19, 2025
بلوق الصفحة 2205

الجيش غير معني بـ”مليون خليل” … “لا قمع للمواطنين ولو أعطونا الملايين”

0

لا تزال البلاد تعيش تردّدات كلمة قائد الجيش العماد جوزف عون يوم الإثنين الماضي، إذ كشف لامبالاة السلطة أمام حجم الكارثة المقبلة وعدم اكتراثها بصرخة أهم المؤسسات الوطنية.

لا شكّ أن موقف العماد عون أحدث صدمة لدى أهل السلطة، حيث حاول بعض الأفرقاء إمتصاص غضب الجيش، في حين أن من يريد الإصطياد في الماء العكر والتصويب على قائد الجيش إعتبر أنّ الأخير يخوض معركة سياسية رئاسية، وينسج تحالفاً مسيحياً مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ويُنسّق مع “القوات اللبنانية” على الأرض من أجل قلب الموازين الداخلية والمسيحية.

وفي السياق، برز إقتراح قانون معجّل مكرّر للنائب علي حسن خليل يقضي بدفع مليون ليرة لبنانية شهرياً للعسكر على مدى ستة أشهر من أجل تلبية مطالب الجيش.

هذا الحل الذي طرحه النائب خليل لم تُعرف خلفياته بعد وهل هو اقتراح من الرئيس نبيه برّي أو أنه حلّ إتفقت عليه السلطة الحاكمة، أو أنه مجرّد “فخّ” من أجل إسكات صوت الجيش الذي يصرخ مثل بقية المواطنين؟

وتشير معلومات “نداء الوطن” إلى أن قائد الجيش والقيادة لم يتبلّغا أي شيء رسمي يتعلّق باقتراح خليل ولم يناقش أحد معهما هذا الموضوع، وبالتالي فإن المؤسسة العسكرية غير معنية به ولم يخرج هذا الإقتراح من اليرزة.

وأمام كل الوقائع، ليست هناك إمكانية لمرور مثل هكذا اقتراح، لأنه أولاً ليس الحلّ الجذري، وثانياً لأنه سيُحدث نقمة عند بقية القطاعات في الدولة، والأهم من هذا كلّه أنه ليس حلّاً دائماً وهناك معوقات مالية وإقتصادية لتطبيقه، لذلك فإن المطالبة هي بإيجاد حلول جريئة تُلبّي مطالب الجيش والمواطنين.

وتؤكّد المعلومات أن قائد الجيش لم يُقدّم أي تصوّر حلّ للسلطة السياسية بعد كلمة الإثنين، ويعود ذلك لأسباب عدّة أبرزها أن كل صرخاته السابقة ذهبت أدراج الرياح، كذلك فإن حكومة تصريف الأعمال غير قادرة على القيام بالواجب.

وتُركّز قيادة الجيش في الوقت الحالي على دراسة موازنة الجيش، وهي تُنسّق مع وزارة الدفاع في هذا الشأن، ويتولّى الضبّاط المولجون الشأن المالي الإهتمام بهذا الموضوع من أجل إقرار موازنة عادلة تُنصف المؤسسة العسكرية وتساعدها على الصمود في هذا الوقت العصيب من تاريخ البلد.

وتنفي القيادة العسكرية أي ربط بين إعطاء العسكريين حقّهم الطبيعي وبين قمع المواطنين، إذا إن القرار واضح في اليرزة وهو بعدم الإصطدام مع المواطن الذي يتظاهر للمطالبة بحقّه، وكل الكلام الذي يقول إن منح العسكري حقّه سيدفعه إلى قمع الشعب وتنفيذ أوامر السلطة في هذا المجال عارٍ عن الصحة، فمنذ اندلاع إنتفاضة 17 تشرين، اتخذ الجيش الموقف الوطني الذي يؤكّد حماية المتظاهرين وتفهّم غضب الناس والحفاظ في الوقت عينه على الإستقرار ومنع الفتنة وحماية الأملاك العامة والخاصة، وكل الكلام عن استعمال الجيش كأداة قمعية هو في غير مكانه وبعيد من الواقع، سواء زادوا معاش العسكري مليوناً أو عشرة ملايين.

وتستمرّ المواقف الدولية المؤيدة للجيش وكان آخرها موقف “الخارجية” الأميركية الذي أكّد استمرار بلاده بتسليح الجيش اللبناني، لكن المساعدات الأميركية هي تدريبية وتسليحية، وليست مالية لكي تُصرف على سدّ عجز موازنة الجيش بعد تخفيضها.

إختار قائد الجيش الوقوف في صفّ الشعب والوطن مطبقاً المعايير التي وضعها وفارضاً نفسه قوّة أساسية في اللعبة مانعاً الجيش من الإنحياز مع فريق ضد آخر، ويضحك عندما تُشنّ عليه حملات تشويه من البعض من أجل الكسب رئاسياً، إذ إنه يريد أن يقوم بمهمته على أكمل وجه، ولا يبحث عن كسب رضى سياسي، بل يهمه رضى العسكر والشعب الذي هو مصدر السلطات، ويرى في بلدته العيشية الجزينية التي يُحبّها أهم نقطة يقطنها ويرتاح فيها بعد إتمام مهمته الوطنية، وتتفوق على كل الكراسي التي يتقاتل عليها أهل السياسة.

مياه بيروت وجبل لبنان : إصلاح محطة تشغيل بئر المياه في بلدة اللقلوق.

باشرت فرق الصيانة التابعة لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان – دائرة جبيل، بأستبدال مجموعات الضخ واصلاح التجهيزات العائدة لها وإعادة تأهيل محطة الضخ.

وعند إتمام أعمال الصيانة وإعادة التشغيل، ستزداد الطاقة القصوى لإنتاج المياه في هذه المحطة ما يعادل 12متر مكعب من المياه في الساعة نحو منطقة العرب في اللقلوق و8 متر مكعب من المياه في الساعة نحو منطقة القرن في اللقلوق أي ما يعادل 250 متر مكعب في اليوم. وتتم صيانة واعادة تأهيل هذا البئر بالشراكة مع اليونيسيف وبتمويل من الاتحاد الاوروبي بتاريخ ٧/١٢/٢٠٢٠

توقيف مروجي مخدرات في سن الفيل ، ذوق مصبح وبلاط-جبيل وضبط كمية منها

أوقفت دورية من مديرية المخابرات في محلة سن الفيل، المدعو (أ.خ) وبرفقته السوري (م.أ)، لإقدامهما على تعاطي المخدرات وترويجها، ولحيازة الثاني مسدساً حربياً.

كما أوقفت دورية من المديرية المذكورة في منطقة ذوق مصبح، المدعو (ج.ع) لإقدامه على ترويج المخدرات، وضبطت بحوزته كمية كبيرة من مادة الكوكايين ومبلغاً كبيراً من المال.

كذلك أوقفت دورية أخرى في منطقة بلاط – جبيل، المدعوة (ز.ش) لإقدامها على ترويج المخدرات، وضبطت بحوزتها كمية من المخدرات.

‏”الجمهورية القوية” يقاطع جلسة الغد: مشاكل لبنان لا تعالج باقتراح قانون

0

تداول تكتل الجمهورية القوية في اجتماع عقده مساء أمس برئاسة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وحضور الأعضاء، بشأن الدعوة الى جلسة الهيئة العامة للمجلس النيابي المقرر عقدها بعد ظهر يوم غد الجمعة الواقع في 12/3/2021، وصدر عنه البيان التالي:

ان تكتل الجمهورية القوية،

في ضوء الواقع المأساوي الذي يعيشه الشعب اللبناني، في أسوأ مرحلة من تاريخه الحديث، والذي يتعرّض على يد السلطة الحاكمة الى كل أنواع المخاطر المحدقة على صحته وقوته وأمواله وأمنه وأمانه، والذي عبّر منذ 17 تشرين الأول من العام 2019 عن توقه الى تغييرٍ جذري في الطبقة السياسية الحاكمة وفي طريقة ادارتها لشؤون الدولة، فلا السلطة تغيّرت ولا أداؤها تحسّن،

وفي ضوء العجز الكلّي عن تشكيل حكومة جديدة منذ أكثر من سبعة أشهر، على الرغم من الحاجة القصوى الى تشكيلها وفقاً لما أتفق عليه من خلال المبادرة الفرنسية، عجزٌ يترافق مع لامبالاة فجّة من قبل المعنيين من أهل السلطة، ومع انصرافٍ منهم عن المصلحة الوطنية العامة باتجاه المصالح الشخصية الضيقة،

وفي ظلّ تعمّد حكومة تصريف الاعمال الامتناع عن إدارة شؤون الدولة في هذه الظروف الاستثنائية على جميع المستويات، والتي تقتضي منها انكباباً على معالجة شؤون البلاد والعباد وفقاً لأحكام الدستور الذي يوجب عليها تصريف الأعمال من جهة، ووفقاً للموجبات الأخلاقية البديهية التي تلقي على عاتق الحاكم مسؤولية تسيير اعمال الدولة عند تعرّضها لمخاطر كتلك التي يتعرّض لها لبنان هذه الأيام، من جهة اخرى

وانطلاقاً من تماهي التكتل مع مطالب الشعب اللبناني الذي يعبّر بكلّ وضوح ومسؤولية عن ايمانه بأن الحلول الكبرى للمشاكل الكبرى التي أوصلتنا اليها سياسات هذه السلطة لا يمكن أن تنتجها الا سلطة جديدة منبثقة عن انتخابات نيابية مبكرة تستعجل الحلول وتمنع الانهيار المتسارع،

وادراكاً من التكتل لعمق الأزمة الحالية وعدم قبوله بأن يُساق الى جلسات نيابية توحي بأن أمور الوطن تسير على ما يرام وكأن شيئاً لم يكن منذ 17 تشرين 2019 وحتى اليوم، وبأن عمل المؤسسات منتظم وشؤون البلاد ميسّرة ومضبوطة، في حين ان الأمر هو عكس ذلك تماماً حيث ان مشاكل لبنان لا تُعالج بإقرار قانونٍ من هنا واتخاذ قرارٍ من هناك، بل هي من العمق ما يستوجب ابعد من المعالجات السخيفة والسطحية التي تطرحها السلطة، ومن السوء ما لا ينفع معه العلاج بالمسكنّات بل بالوصول الى لبّ المرض واستئصاله،

وعطفاً على جميع مواقف التكتل السابقة التي أكّد فيها بالقول وبالفعل ان بقاءه في المجلس النيابي لا يهدف الى مجاراة أهل السلطة في طريقة ادارتهم للمؤسسات الدستورية والتعايش معها او تأمين التغطية لها، بل هو يهدف أولاً وأخيراً الى إيصال صوت الناس الى داخل البرلمان والوقوف قدر المستطاع بوجه كل ما من شأنه المساس بالمصلحة الوطنية العامة،

واقتناعاً من التكتل بأن المطلب الشعبي العارم يتجاوز بأشواط حصوله على منفعةٍ من هنا او تحسين وضعٍ آني من هناك، بل يرمي الى بناء الدولة القادرة العادلة التي تحتضن شعبها بسيادةٍ ناجزة ومؤسسات فاعلة واقتصادٍ ناشط، وبأن ملاقاة الناس في أمانيها يفترض العمل على اسقاط هذه السلطة بالذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة وليس بالذهاب الى جلسةٍ نيابية، وان كان ظاهرها يوحي بإعطاء الشعب بعضاً من حقوقه، الا أنها في جوهرها محاولة يائسة الى تثبيت دعائم السلطة الحالية خلافاً للإرادة الشعبية،

لكل ما تقدّم،

قرّر تكتل الجمهورية القوية مقاطعة جلسة المجلس النيابي المقرر عقدها بعد ظهر يوم غد الجمعة، محتفظاً بحقّه في حضور أي جلسات لاحقة من شأنها تحقيق كل او بعض الأهداف المشار اليها أعلاه.

“الجمهورية القوية” لن تشارك في الجلسة العامة غدا… ماذا عن “لبنان القوي”؟

اكدت كتلة الجمهورية القوية للـ”ال بي سي” انها لن تشارك في الجلسة العامة غدا، فيما ناقشت كتلة “لبنان القوي” جدوى حضور الجلسة غدا من عدمها، “كون القوانين الاصلاحية لم تر النور وابرزها الكابيتال كونترول وكون الحلول الجزئية لم تعد تنفع” على ان تتخذ قرارها بالحضور او عدمه الليلة او غدا صباحا.

وكانت معلومات أشارت ل”النهار” أن لبنان القوي” يدرس القرار بعدم المشاركة في جلسة مجلس النواب غداً احتجاجاً على عدم إدراج اقتراح المساهمة المالية لمؤسسة كهرباء لبنان على جدول الأعمال.

وفي سياق متصل غرّد النائب جميل السيد عبر حسابه على تويتر قائلاً: غداً جلسة نيابية لإقرار ٣ قوانين قروض دوليّة توازي٣٠٠ مليون$ لدعم العائلات الفقيرة وأمور أخرى، هي ليست منحة من أحد، بل ديون عليكم مدنيّين وعسكريّين، يعني، بعد تفليس البلد والناس عم يشحدوا على إسمك ليطعموك، وبيقولولك عم ندعمك، فيا ليتَكِ لم تزْني ولم تتصدّقي! إعتذرنا عن الحضور..

ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء مساء اليوم

ارتفع سعر صرف الدولار في السوق السوداء مساء اليوم، وبلغ 10675 ليرة للشراء و10725 ليرة للمبيع.

وكان تراوح دولار السوق السوداء صباح اليوم ما بين 10645 ليرة للشراء و10688 ليرة للمبيع.

اصابة كورونا جديدة في حصارات

0

أفاد مراسل موقع ” قضاء جبيل ” عن تسجيل اصابة جديدة بكورونا في بلدة حصارات قضاء جبيل

مطلبان من مصلحة القطاع العام في “القوات” إلى الوزارات المختصة

أسفت مصلحة القطاع العام في حزب القوات اللبنانية “للحالة المزرية التي وصلت إليها أوضاع الموظفين في القطاع العام في جميع الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات ومن سائر الفئات والرتب الوظيفية، سواء من حيث الخطر الذين يعيشون فيه جراء مواجهة جائحة كورونا نتيجة وجودهم في تماس مباشر مع المواطنين دون اتخاذ اية إجراءات جدية لحمايتهم خلال ممارسة الوظيفة في خدمة المواطنين، أم من حيث الأوضاع الإقتصادية المعيشية الضاغطة لتزيد من المعاناة نظراً للتدهور الحاصل في سعر صرف العملة الذي جعل من رواتب الموظفين غير كافية حتى لتأمين الحد الأدنى من متطلبات العيش لهم ولعائلاتهم”.

ودعت المصلحة، حرصاً منها على استمرارية تسيير المرفق العام وخوفاً منها على حقوق الموظفين بالعيش الكريم ولو بالحد الأدنى، وحفاظاً على أرواحهم وأرواح عائلاتهم من خطر الإصابة بفيروس كورونا الوزارات والمجالس والإدارات المختصة إلى:

1- الإسراع بتأمين اللقاح ضد فيروس كورونا لجميع موظفي القطاع العام وإعطائهم أولوية جدية نظراً لوجودهم في تماس مباشر مع المواطنين.

2- البدء بالإصلاحات المطلوبة سريعاً التي قد تساعد على تصحيح وضع ميزانية الدولة ما قد يساعدهم على تأمين الحد الأدنى من مقومات العيش.

بين الماضي و الحاضر و المستقبل. لبنان يا لبنان و كأنه مكتوب لك العذاب و الهلاك.

0

أثناء الدراسة تعلمنا مادة التاريخ واللافت في هذه المادة درسنا عن الحرب العالمية الأولى، تخيلت بوقتها مدى قوة و صلابة اجدادنا ! كم عانوا ؟كم جاعوا؟ كم منهم اقفل منزله و غرق اثناء الهجرة؟ كم منهم اصابه المرض؟و كم قتيل و مشوه و جريح؟

إعتقدت بوقتها إننا كطلاب و مجتمع نعيش بنعيم و بحبوحة و بعيدين كل البعد عما عاشه أجدادنا.

وكأنه مكتوب لوطننا الحبيب العذاب! منذ مئة عام تقريبا حاصر السلطان العثماني اجدادنا برا و بحرا، فحصلت مجاعة و هجرة و تشرد الملايين و حصلت أوبئة من ملاريا و طاعون و غيرها.

الخيال أثناء الدراسة أصبح حاليا واقعا و حقيقة.

ما نعيشه اليوم من مرارة يشبه ما عاشه اجدادنا.

الكورونا خطفت احباؤنا و ما زالت.

أكثر من مئتي ضحية و آلاف الجرحى ما عدا من تشوه و من تشرد ومن تدمر منزله و باب رزقه جراء جريمة إنفجار المرفأ.

الحرائق إلتهمت الأخضر و اليابس،التلوث يهدد أجسامنا،البطالة بأعلى مراتبها،الجوع يهدد عيالنا،الرضيع مقطوع من الحليب و الكهل من الدواء و اللقاح مؤمن للميسور و صاحب النفوذ.

فاتورة المياه ندفعها مرتين و فاتورة الكهرباء ندفعها مرتين و ممكن في الأيام القادمة أن تصبح ثلاث مرات إضافة الى ثمن كيس الشمع و ربطة خبز الفقير و صفيحة البنزين ثمنهما الى تصاعد.

غلاء و فجور ، شركات افلست و أقفلت أبوابها، هاجر خيرة شبابنا،الدولار لامس الإحدى عشر الف ليرة لبنانية،حالة اقتصادية و اجتماعية رديئة و المواطن ينادي و لا حياة لمن نادى.

كفانا عذاب، إرحموا شعبكم يرحمكم من في السماء.

الى من نلتجأ ؟ بالله عليكم أنقذوا لبنان فالله يمهل و لا يهمل.

يوما ما سنصبح اجداد و سوف يجلس أحفادنا على مقاعد الدراسة و على الأكيد سيتعلمون مادة التاريخ و ستصبح هذه المرحلة التي نمر بها اليوم درسا بالتاريخ يتعلمونها و سيتخيلون بوقتها كم عانى اجدادهم على مر الزمن.

اما سؤالي: هل سوف يعيش احفادنا ما نعيشه اليوم و ما عاشه اجدادنا؟

ايلي جوزيف ملكان باسيل  واضح البصمات على جبين الإنسانيّة.

ونحن نعيش وسط تفاقم الأزمات في الوطن، واشتداد وطأة وقسوة المحن، واللّجوء إلى لغة التفرقة والفتن، يتحرّك قلمي محاولاً التعبير عن ألمي، و يدمع فؤادي على ما آلت إليه بلادي، من تشتّتٍ وضياع، ومن تردٍّ للأوضاع، وسيطرة الشّلل على كل قطاع، وما يحدث أخيرًا من قطعٍ وإنقطاع، فتنقطع الكهرباء وتنقطع المياه، وينقطع في زمن الكورونا الدّواء، وتتقطع السّلع الغذائية، وتنقطع المواد الأساسيّة، وتقطع الدّروب والطّرقات، وتقطع الإتّصالات، ويقطع الوصال بين المسؤولين، وتنقطع حبال الودّ بينهم وبين شعبهم. ولكن البصيص يبقى، وخيط الأمل لا ولن ينقطع، وحبل الرجاء لا ولن ينقطع، طالما أن “الدنيا لن تخلو من الأوادم” بفضل مايقوم به بعض أهل الخير، لعلّ ذلك سيبدّد العتمة الدّامسة، ويوقظ الضّمائر النّاعسة، ويستجيب للنّداءات الهامسة . وقد سمعت خلال الأزمات الأخيرة عن رجل خير يعطي وإن لم يسأله أحد العطاء، يعطي ولا يمنّن، يقدّر ظروف النّاس، ويعاملهم بمحبّة واحترام وإحساس. وننطلق ببادرة توزيع الكهرباء بلا أرباح، من خلال تخفيض الفواتير بسعر الكلفة، وتقديم التّسهيلات وحتى إعفاء بعض المحتاجين، وكدنا نغار من المنطقة الخاضعة في الإنارة لشركة كهرباء جبيل، التي تغيب عنها أيضا لهجة الانقطاع التي تغزو البلد كما أسلفنا، ويعود الفضل في ذلك إلى صاحب” امتياز كهرباء جبيل وبيبلوس للتّعهدات الكهربائيّة” رجل الخير لا بل رجل الأعمال أو رجل الأقوال المقترنة بالأفعال الأستاذ إيلي جوزيف ملكان باسيل، فبينما يقوم البعض في هذه الظّروف برفع الأسعار وفرض الزّيارة ومن دون شفقة ولا هوادة، صنع الاستاذ إيلي بادرته، مراعيًا الوضع المأزوم والفقر المحتوم والجوّ المشؤوم.

فإنّي وان كنت أبتعد عن الكلام، إلا على الذين أعرفهم حقّ المعرفة، ولم أرد يومًا أن أكون المتنبّي في ديوان سيف الدّولة، أو من بائعي الكلمة في أسواق نخاسة المصالح، ولكن عاطفةً في قلبي نشأت نحو هذا الرّجل من دون سابق معرفة، لتعبر بصدقها المسافات والأبعاد، عبر الولوج إلى وسائل التّواصل، أو الإصغاء إلى أحاديث أرباب القلم، ومجالسة أهل القيم حول تقييمهم لتلك الأعمال، وفي طليعتهم الصّديق الأستاذ جورج كريم، ووجدتني أعتمد المبدأ القائل”من أعمالهم تعرفونهم” ،فمن منّا يقارب حديقة مسيرته الإنسانيّة، من دون أن يتنشّق أريج عطائه وبكل فرح وسرور، وهكذا نشهد للحقّ في أيّام تقوم الشهادات على الضّلال والتّضليل، وتتيه في غابات نكران الجميل.

إنّه ذلك الوجه الذي نشأ يتيما بعد موت والده بعمر السّابعة والثّلاثين ،وقد كان ذلك الوالد مقداماً بين بني قومه، ووجيهًا في منطقته، ولطيفًا في معاملته، وبهيًّا في طلّته، كما وصفه بعض مجايليه، كما كان رائدا في مواسم العزّ أي موسم الحرير والقز، وهو مالك مصنع الحرير الذي ما زالت آثاره حتى اليوم. ثم إنطلق الأستاذ إيلي من رحاب الفيدار إلى العالم الأوسع، وانطلق من بيتٍ كريمٍ إلى مسافة الوطن، وكما هي معقودة قناطر” جسر زبيدي” عقد عزيمته على السّفر، وعلى عمل الخير، وهو في عمر الشّباب، وكما تجري مياه نهر إبراهيم من تحت تلك القناطر، قاصدةً أراضي مدينة جبيل، جرى قاصدًا ديار العالم الجديد، حالمًا ببناء مملكته المنتظرة، والقائمة على الكفاح والعصاميّة، وحاملا ذخائر قدّيسي لبنان وعطر الأجداد.

و الفيدار تعني” الفَدار” أي استعمال ما يدّخر وقت الإحتياج، ولكن الاستاذ إيلي تجاوز ذلك، فجعل مدّخراته وشركته في خدمة النّاس وتأمين إحتياجاتهم، وتجلّى ذلك فيما ذكرناه آنفًا، فهو يعمل على الإفادة من دون أن يسعى إلى الاستفادة، ويهدف إلى العطاء اللّامتناهي، فكما أشبع السيد المسيح الخمسة آلاف شخص بمباركة السّمكتين والخمسة أرغفة، راح فاعل الخير إيلي باسيل يوزّع الحصص الغذائيّة على خمسة آلاف عائلة جبيليّة وفي خلال خمسة أسابيع ،نعم لقد عمل لإخوته الصغار ما عمله الرب الإله، وإن كان يفضّل الصّمت لكن صدى خيراته يتردّد في أرجاء بلاد الحرف من “مرمى الثّلج إلى فقش الموج” و لم ينحصر ذلك الصّدى وإن تهادى بين نهر إبراهيم ونهر المدفون ليسقي بعبقه أرجاء الوطن. ناهيك عما سرّبته إليّ” العصفورة” من أنه لكم سدّد و يسدّد من الفواتير الإستشفائيّة لمحتاجيها من أصحاب الأمراض الخبيثة والمزمنة، ومن دون أن يدع يساره تعلم ما صنعت يمينه، وهكذا يتراءى لي ذلك الإنسان الذي يعيش الإنسانيّة من دون أن يعظها، ويقوم بالخدمات من دون أن يمنّنها ويلبّي طلبات الناس ويقابل بطلباتهم أي صلواتهم، ولا غرو في ذلك فهو سليل عائلةٍ عريقةٍ ومحبّةٍ وفاعلةٍ وناشطةٍ وخدومةٍ وحاضرةٍ على السّاحل الجبيليّ التاريخيّ، وقد أعطت للمجتمع خيرة أبنائها، منهم من تشرّفت بمعرفتهم كالرّيّس جوزيف رحمه الله وقد اخترته يومًا وجعلته موضوع أولى كلماتي في المميّزين من أبناء بلاد الحرف، وكالرّيّس شارل رئيس بلديّة حالات الراحل ذلك الرجل القيدوم والمعطاء، كما تشرّفت بمعرفة وصداقة المديرة صولونج و الرّيّس ناجي والدّكتور نعيم والسّيدة أمال فرحات باسيل….أمدّهم الله بالصحة والنشاط ، وسمعت كثيرًا عن رجل العطاء والإقتصاد والسّياسة رئيس جمعية المصارف السابق الدّكتور فرنسوا باسيل وعلاقته بالعمران، من عمران البشر في الجامعات والمدارس، إلى بنيان الحجر في الأسواق والكنائس… كما إنّي قد استقيت من أحد المصادر، أن الفدار تعني أيضا” البيت أو الدّار البهيّج” فإذا به يستحيل حزينًا يوم رحلت جميلة الدّار، جميلة الفدار، جميلة الخُلق والخَلق، وصاحبة الأعمال الإنسانيّة ومديرة المشاريع الخيريّة،وكانت بالنسبة لرب البيت بمثابة” شجرة العائلة المثمرة والشّجرة المثمرة تحمل ثمارًا جيدة ، وتجلّت تلك الثمار في “حلوينة النبي” أي في يوسف وياسمين،” حيث تعلق الآمال عليهما، من آجل الحفاظ على الإرث الثمين ومواصلة المسيرة الغالية،وستبقى الأم الحنون تسهر من سمائها على أرضها،،وستبقى جميلة تحلق من عليائها وتضفي على تلك العائلة سمو الأخلاق وجمال الروح.

أمّا الصّدفة وإن كانت حزينة، فلقد حصلت يوم وداع الزّوجة الجميلة وبالتّالي قصدت كنيسة سيّدة الدّوير مع بعض مواطني الحصاراتيّين لتقديم واجب العزاء، تدفعني معرفتي بالرّيس جوزيف الذي برحيله فقدنا كنزًا ورمزًا اجتماعيًّا وأخلاقيًّا في منطقتنا، كما يدفعني تقديري لشخص زوج الراحلة ، فاكتشفت يومها ومن معالم حزنه، عمق إنسانيّة الإنسان في داخله، ورأيت على محيّاه كتلة متّقدة بالمشاعر والأحاسيس، وقرأت في وجهة ملامح معبّرة، وتأثّرت بالدّمع الذي انهمر متناهضًا مع أبّهة الصّخور وتلاطم الأمواج وحفيف الحزن في أوراق الشجر، وأكثر فأكثر ذلك الجمهور الحاشد حيث شاركه الحزن وبادله الإحترام.

ثمّ رحت أنحت كلماتي بإزميل الخير، وأرسل مشاعري على أجنحة الطّير، وأنا أشبه بفراشة تحوم فوق الأزاهير وتنجذب للعبير، أو أشبه بنحلة تنقل الرّحيق إلى القفير.

وفي الفدار يتعانق جمال الحجر والبشر مع عمق الإيمان فهناك عاشت أسطورة الجمال”‘ إيزيس”، وهنالك على ذلك الشّارف الصّخريّ يطلّ مار زخيا حاملاً الصّولجان والتّاج، ليومئ لأهل الخير من أجل تلبية كل معوذ أومحتاج. ويبلغ ذلك الإيمان أوجه في الإهتمام بسيّدة العناية حيث المجمّع الرّعويّ في وادي الجمال في ضيعة أدونيس، تحت تولية غبطة البطريرك الراعي، وبإدارة العائلة وفي سبيل الخدمة وعمل الخير.

ويبقى إيلي باسيل ذلك الوجه الخيّر واليد الممدودة، يسترق الأويقات بين شاطئ الفدار وتلالها، ليستريح على بساط الأيّام، ويسابق لحظات العمر من الفجر إلى العصر، في ملحمة هدوء ملائم وفي مسيرة إيمان دائم وفي جو تأملً هائم، و هو الذي بذر ويبذر أعماله خيرًا في حقول الزّمان، و يرسمها لوحة جماليّة على جدران المكان، و يعيش على تلك الأرض التي سقاها الله خيرًا وبركةً وازدهارًا، و نضمّ صوتنا إلى صوت ذلك المؤمن الذي يعيش الخدمة وفرح العطاء حين ناشد و صدح قائلا : ” كفى كفى لماذا دمّرتم لبنان..!!!” “أنا مسيحيّ ، ملكي يسوع ،دستوري الكتاب المقدّس ، لغتي المحبّة ، سلاحي الصّلاة ، مبدئي التّسامح و هدفي السّلام” .

أما كلمتي اليوم فهي بمثابة إيقونة جديدة أعلّقها على صدر أيامي، أو لوحة مزخرفة على جدار عمري، وإما أعتبرها وسامٌا جديدا بين ضلوع كتاباتي واسمٌا لائقٌا أزيّن به كلماتي، والكلمة غدا للتّاريخ. فلا بد أن تبقى نابضةً بالحياة، راويةً حكايةً من ترك بصماتٍ على جبين الوطن لا بل على جبين الإنسانيّة .

error: Content is protected !!