12.5 C
Byblos
Sunday, December 28, 2025
بلوق الصفحة 2358

إطلاق الجيل الثاني من الروبوتات الذكية في لبنان

0

إطلاق الجيل الثاني من الروبوتات الذكية في لبنان – تقوم جمعية الارز الطبية ”CMA“ ومركز التنمية والديموقراطية والحوكمة ”CDDG“ وشركة ”Helen Pharma“ بتقديم جهاز آلي متطور وهو عبارة عن روبوت كارنا (Karna 2.0) لمستشفى سيدة مارتين في جبيل بحضور عضوي تكتل الجمهورية القوية النائب زياد حواط والنائب فادي سعد، السبت ٢٦ كانون الاول ٢٠٢٠. وتأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة إطلاق الجيل الثاني من الروبوتات الذكية من قبل ممثلي هذه الجمعيات والمؤسسات المشاركة، التي قامت بتصنيعه وتمويله.

هذا الجهاز هو عبارة عن روبوت متطور قادر على نقل وجبات الطعام إلى المرضى الذين هم بحاجة إلى حجر داخل غرفهم منعا من نقل العدوى إلى الآخرين. ويتم تشغيله من الفريق الطبي المعالج عبر تطبيق هاتفي خاص من خلال شبكة الإنترنت ويستطيع الروبوت أخذ حرارة جسم المريض بالإضافة الى آلة لقياس الضغط وأخرى لقياس الأوكسيجين ودقات القلب، كما يسمح بتنظيم مقابلة افتراضية بين المريض والطبيب المعالج من خلال لوحة ذكية، وهو مجهز بعلبة لنقل الأدوية والفحوص المخبرية.

 

جبيل هذا الميلاد: ستكونين أنت الشجرة

0

‎تميّزت جبيل في السنوات الماضية بزينتها وشجرتها الميلادية التي وصلت الى العالمية في العام 2014 وتحولت الى مزار يجذب الزوّار من جميع المناطق والطوائف. وهذا العام أيضاً حاولت بيبلوس التميّز، ولو بحلّة مختلفة نظراً للاوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية، لكن من دون شجرة. فبالرغم من الانتقادات واختلافات الرأي، أصرّ رئيس بلدية جبيل، وسام زعرور، على تزيين المدينة، واصفاً القرار بـ« سيف ذو حدّين».

‎واعتبر رئيس البلدية في حديثه لـ«الاخبار» أن الظروف الراهنة منعت جبيل هذا العام من التمتّع بزينتها المعتادة، موضحاً أن «الشجرة تغيب هذا العام عن المدينة لأن الوضع الحالي يختلف عن السنوات الفائتة. فالمصارف كانت تموّل تكاليف الزينة، فضلاً عن التقديمات المادية التي كانت تقدمها المؤسسات الاقتصادية، والمساهمات المالية للبلدية، الا أن الأمر غير ممكن راهناً».

‎واذ تزايدت التساؤلات حول سبب عدم وضع الشجرة القديمة وسط المدينة، لفت زعرور إلى أن «المبالغ التي تحتاجها لتكون قائمة ومزيّنة بشكل كامل لا يمكن توفيرها، خصوصاً بسبب سعر صرف الدولار. من هنا، اتخذ القرار باستخدام الزينة القديمة فقط من دون الشجرة والعمل على إنارة المدينة، تحت عنوان «ميلادك هالسنة بيضوّي الامل بقلوب اطفالنا». لكن البلدية لم تدفع شيئاً لتنفيذ الفكرة، بل كانت مساهمة من بعض الجمعيات والمؤسسات.

‎الشجرة التي افتقدها اللبنانيون هذا العام في الشارع الروماني في المدينة، حضرت في سرايا جبيل بمبادرة من قائمقام جبيل، ناتالي مرعي الخوري. حيث وضعت شجرة متواضعة بزينتها احتضنت خريطة لبنان.

‎طقوس العيد لم تغب عن أهل المدينة برغم الضغوط. وزّعت احدى المؤسسات 100 حصة غذائية على العائلات الاكثر فقراً. كما وُزّعت هدايا على اطفال ميتم الأرمن.

‎«جبيل ما فيها ما تتزيّن»، هذا ما شدد عليه زعرور، مؤكداً أن الكارنفال الذي أقيم خلال الاسبوع الماضي في المدينة، هدفه زرع الأمل في قلوب الاولاد، كما استقطاب المواطنين من مختلف المناطق، إضافةً إلى السياح لتحريك الدورة الاقتصادية مع الالتزام بتدابير الوقاية من جائحة «كورونا».

‎«كورونا» لم يلغ الزينة، لكنه سيلغي احتفالات رأس السنة تفادياً للإكتظاظ.

‎وفي ظل الاقفال المتكرر للمطاعم والملاهي بسبب فيروس «كورونا» وتداعياته، ومنعاً لاتخاذ اصحابها قراراً بالاقفال النهائي، اتّخذت البلدية خطوةً لافتةً، اذ قررت الوقوف الى جانب هؤلاء، من خلال اعفائهم من دفع بدل إشغال الأملاك العامة الموجودة أمام محالهم، ما يمكّن بالتالي المطاعم والملاهي من استيعاب عدد أكبر من الزبائن.

المطران عون: بتضامننا ومحبتنا لوطننا نتخطى المرحلة الصعبة

ترأس راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون قداس عيد الميلاد في كنيسة السيدة في عمشيت، عاونه خادم الرعية الخوري شربل الخوري، وحضرته قائمقام جبيل ناتالي مرعي الخوري وحشد من المؤمنين.

وألقى عون عظة تحدث فيها عن معاني العيد قائلا: “عند ولادة المسيح في بيت لحم، كان الرعاة ساهرين في هجعات الليل على قطعانهم، فأشرق عليهم مجد الرب فخافوا خوفا عظيما، وهذا النوع من الخوف هو بسبب رهبة حضور الله، فكانت كلمة الملائكة لهم: لا تخافوا ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون للشعب كله، لانه ولد لكم اليوم مخلص هو يسوع الرب”.

أضاف: “إن إعلان الملاك للرعاة هو إعلان لنا في هذا العيد، وقد يكون الخوف الذي نختبره في أيامنا هذه مغايرا وسببه الصعوبات والازمات والمشاكل التي يمر بها شعبنا ووطننا والعالم بأجمعه، وأمام هذا يدعونا الملاك في ظهوره الى عدم الخوف بل الى الفرح إن كنا حقا نؤمن بأن المولود في بيت لحم هو ابن الله الذي جاء ليحقق الخلاص، وعلينا أن نتعرف اليه من خلال علامات بسيطة متواضعة يدعونا من خلالها الى عدم الخوف واليأس بل الى رجاء جديد في حياتنا”.

وتلا عون بعضا مما جاء في رسالة البابا فرنسيس الاخيرة الى اللبنانيين، واعتبر أن “الخطر ليس من المستقبل بل من فقدان الرجاء في ظل ما نشهده من هجرة للشباب والعائلات في هذه الايام، وكأن هناك خطوات ستتخذ وسيكون لها تأثير سلبي”، مؤكدا أن “قداسته يدعونا في رسالته الى التمسك بجذورنا كما الأرز وعدم فقدان الرجاء”.

وختم عون: “بتضامننا مع بعضنا ومحبتنا لوطننا وثباتنا في أرضنا نتخطى المرحلة الصعبة، ونأمل أن تكون ولادة المسيح ولادة جديدة لوطننا”.

ثم تقبل عون التهاني بالعيد من المشاركين في القداس في صالون الرعية.

الدكتور المجبر في رسالة الميلاد: لنقف دقيقة صمت حداداً على إنسانيتنا

0

وجّه الدكتور جيلبير المجبر رسالة الميلاد والذي خصّها للبنانيين في الداخل والخارج وعموم العالم الأجمع.

بداية هنئ الدكتور المجبر اللبنانيين اينما كانوا والعالم أجمع بمناسبة الميلاد المجيد ، وكله أمل أن يكون قيامة حقيقة للخلاص من الوباء العالمي المتمثل اليوم بكوفيد 19 الذي جعل الكون بأسره ينغلق على ذاته ، وهو حتماً جزءٌ من عقابٍ ربّاني على ما اقترفه بني الشر من حقدٍ وكرهٍ وبغيضة ونميمة وعمليات احتيال ونصب وتكاذب.

لبنانياً ، امل الدكتور جيلبير المجبر أن ينعم الله على هذا البلد بالامن المفقود والعافية المهزوزة والهدوء غير الموجود ، ولكن هذا لن يتحقق دون عملية تغيير سياسية وإدارية حقيقية يشترك في صناعتها الشعب اللبناني الغارق في القشور والتعصب على حساب نهضة وتطور البلد.

وأضافت رسالة الدكتور المجبر الميلادية: “في الداخل اللبناني لطالما حوربنا من السخفاء والحقراء، وهم من طرف الشعب الذي خدمناه فأنكر وتكبّر ، ومن طرف الدولة التي عرقلت دخول مساعداتنا وحرمت الناس من الإستفادة منها ، وانفجار مرفأ بيروت المشؤوم دليل واضح وصارم عن عشرات سيارات الإسعاف والإطفاء التي حُرقت وأتلفت والعائدة للمؤسسة والتي وضعت العراقيل لاشهر طويلة في طريق إدخالها ،مع انها هبات مقدمة للبلديات والجمعيات الاهلية ومؤسسة الدفاع المدني.”

وتابع المجبر في رسالته: “كل تلك العراقيل ما وقفت في طريقنا وها هي المساعدات وصلت من جديد ، وهي ضمن رسالتنا المستمرة منذ اكثر من عشرين عاماً ، ذلك إن خدمة الناس امانة العائلة والله لدينا”.

وختم الدكتور المجبر: “علينا إلاّ ننسى ان الله موجود في كل مكان ، وان القيامة تاكيد على عظمة الربّ ،فلنكن على مستوى وصورة هذا الرب حتى ننعم بالخيرات.”

بالتفاصيل…أول اصابة بطفرة “كورونا” الجديدة في لبنان.

0

غرد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، عبر حسابه على”تويتر”: “تم تسجيل حالة من الطفرة الجديدة من COVID19 في رحلة ME 202 الآتية من لندن في 21 كانون الأول. نتوجه للوافدين من المملكة المتحدة، وبخاصة على متن الرحلة المذكورة وذويهم، بالتنبه والتزام الإرشادات الوقائية. وتتابع الوزارة الحالة والمخالطين”.

وفي هذل السياق، أفادت اذاعة “صوت لبنان” نقلاً عن مصادر في بلدية حارة صيدا ان الشخص المصاب بالطفرة الجديدة والتي أعلن عنها وزير الصحة  هو فلسطيني الجنسية من آل منصور ويسكن في بلدة حارة صيدا – جادة الرئيس نبيه بري.

واضاقت المصادر ان الشخص المصاب هو يخضع للحجر المنزلي مع عائلته ويتخذ كافة الاجراءات الوقائية.

لكن  نائب رئيس بلدية حارة صيدا حسن صالح سرعان ما نفى كل الاخبار المتداولة عن وجود الشخص المصاب بالسلالة المتحورة من فيروس كورونا على انه مقيم في حارة صيدا، مؤكدا انه تبلغ من محافظة لبنان الجنوبي ووزارة الصحة ان الشخص المعني مقيم في منطقة لبنانية اخرى وليس في حارة صيدا .

البابا في رسالة الميلاد: أتمنّى أن يضع قادة لبنان المصالح الخاصة جانباً

تمنى البابا فرنسيس في رسالته لمناسبة عيد الميلاد اليوم الجمعة  أن ” يضع قادة لبنان المصالح الخاصة جانباً وأن يعملوا بشفافية حتى تتمكّن البلاد من السير في طريق الإصلاح والاستمرار في دعوتها إلى الحرية والتعايش السلمي”.

وقال البابا فرنسيس ان “وجوه أطفال سوريا والعراق واليمن الذين يدفعون ثمن الحرب الباهظ، يجب أن تهز الضمائر”.

وفي عرضه التقليدي للنزاعات في العالم، تليها البركة لمدينة روما والعالم، أعرب البابا بشكل خاص عن أمله في أن يفضي عيد الميلاد إلى “نزع فتيل التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط”، وذلك نقلا عن وكالة “فرنس برس”.

عودة في قداس الميلاد: وطننا في مأزق فلم التباطؤ في تشكيل حكومة؟

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، خدمة قداس الميلاد في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

بعد قراءة الإنجيل المقدس، ألقى عظة قال فيها: المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة. أحبائي، أعايدكم بميلاد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، وأرفع الدعاء معكم من أجل أن يبعد الله عن العالم أجمع كل وباء ومحنة، وأن يخلص بلدنا الحبيب من كل ما يعيق نهوضه وتقدمه، حتى يعود الفرح والرجاء إلى قلوب جميع اللبنانيين، وخصوصا الذين طالتهم الأحزان في الفترة الأخيرة. نرفع الدعاء لكي يعزي الرب إلهنا كل من فقد عزيزا في التفجير الدموي الذي طال عاصمتنا العزيزة، ويرحم كل الذين ذهبوا ضحية فساد مستشر ومتجذر، ويعين كل الذين هجروا وشردوا، ويلهم المسؤولين إلى السبل الحميدة لإعادتهم إلى بيوتهم مكرمين، وإعادة النبض إلى قلب لبناننا الذي تقترب ساعة وقوفه إن لم نتحرك إلى الأمام بسرعة قصوى من أجل إنقاذه. وطننا في مأزق باعتراف الجميع. قدراته المالية تستنزف يوميا، والمخاطر الأمنية محدقة باعتراف العارفين، وشعبه يمات يوميا، وهو يصرخ مستغيثا، وليس من يسمع ممن في يدهم القرار. إلى متى هذا التجاهل؟ ولم التباطؤ في اتخاذ القرارات الضرورية وأولها تشكيل حكومة؟”

أضاف: “الوقت ليس وقت المناكفات وتصفية الحسابات. إنه وقت العمل الحثيث من أجل إنقاذ هذا البلد. الشعب غير مهتم بالتباينات التي تفرق المسؤولين والتعقيدات التي تعترضهم. الشعب لا يريد إلا العيش الهانىء الكريم والآمن في ظل دولة عادلة تحمي حياته وحقوقه. هل يطلب المستحيل؟”

وتابع: “يأتي ميلاد ربنا يسوع المسيح، هذا العام، مشابها في ظروفه لميلاد الفادي. زعماء يتحكمون بالشعب، مجبرين إياه على تطبيق الكثير من القوانين والتعميمات المجحفة بحقه، مثلما فعل هيرودس مع شعبه مجبرا إياه على الإكتتاب. العذراء مريم التي كانت على وشك الولادة، ويوسف الخطيب، لم يجدا مكانا يبيتان فيه، واليوم آلاف العائلات مهجرة ومشردة، فيما الجميع يتلهون بالمباحثات الغبية والأنساب والخصومات التي ينصح الرسول بولس تلميذه تيطس باجتنابها لأنها غير نافعة وباطلة (تيطس 3: 9). مغارة مظلمة استقبلت المسيح المتجسد، وها نحن نستقبل ميلاده في بلد كان في غابر الأيام ينافس البلاد المتقدمة، ويقدم للعالم أفضل نموذج عن تفاعل الأديان والحضارات والثقافات. أما اليوم فقد أظلم بسبب الأحقاد والخصومات والمماحكات وشتى أنواع الفساد. لقد أظلمت قلوب الكبار ونفوسهم بسبب الكبرياء والحقد والجشع، وها هم ينشرون الظلمة بين البشر. هناك هيرودس قتل آلاف الأطفال الأبرياء، وهنا فساد وتقصير وغموض راح ضحيتها الأبرياء، ومن لم يقتل منهم جسديا أصيب إصابات نفسية كبيرة، لا يمحو أثرها سوى سعي حثيث من أجل تأليف حكومة تبصر النور اليوم قبل الغد، حتى تنتشل المواطنين من الهاوية التي يقبعون فيها، والجوع الذي يتربص بهم، والعوز الذي يهدد كرامتهم. يقول الرسول بولس: فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح، أنه من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره (2 كو 8: 9)، فهل بين زعمائنا من يختار إفقار نفسه واضعا ثرواته في خدمة الشعب؟”

وقال: “مسيحنا المتجسد هو المثال الأمثل للخدمة الحقيقية. لقد تجسد ليخلص البشرية من العبودية للخطيئة أولا، وللطغاة ثانيا، كما سبق فصور موسى بإخراجه الشعب المختار من العبودية لفرعون المصري. إلا أن البشر أنفسهم، في الكثير من الأحيان، يخطئون في اختياراتهم التي قد توصلهم إلى العبودية عوض الحرية. في العهد القديم، لام الشعب موسى على إخراجهم من أرض مصر، لأنهم جاعوا في الصحراء، فطالبوه بإعادتهم تحت جناحي المستعبد الذي كان ينكل بهم، لكنه كان يطعمهم. لم يثقوا بالله القادر على إشباعهم، الذي أرسل لهم المن والسلوى ووعدهم بإرساله يوميا، لكنهم لم يثقوا به، وراحوا يخزنون الطعام للأيام المقبلة، ففسد الطعام المخزن، وأظهر الشعب عدم إيمان وثقة بخالقهم الذي لا يمكن أن يتركهم يموتون، هو الذي يعتني بطيور السماء وأزهار الحقول. يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي: غير المتجسد يتجسد، والكلمة يتحد بالأرض. غير المنظور ينظر وغير الملموس يلامس، ومن لا بدء له يبتدىء، وابن الله يصير ابن الإنسان… نعيد لمجيء الله إلينا لكي نعود نحن إلى الله، لنخلع الإنسان القديم ونلبس الجديد. وكما متنا في آدم سنعيش في المسيح. فلنولد معه ونصلب، وندفن ونقم بقيامته. هذا هو المعنى الحقيقي للميلاد. لقد تجسد الله ليتأله الإنسان ويعود إلى الحياة، إلى الفردوس الذي خلقه فيه الله في البدء. لقد شوه الإنسان الصورة الإلهية التي خلق عليها، هو المخلوق على صورة الله ومثاله، وهو مدعو إلى العودة، إلى التوبة، إلى استرجاع النقاوة بدوسه الخطيئة”.

أضاف: “عيد الميلاد هو عيد ميلادنا الجديد. بميلاد المخلص، القديم قد عبر وصار كل شيء جديدا. الخطيئة ليست من طبيعة الإنسان، بل هي عمل إرادته. لقد خلقنا الله أحرارا نريد أو لا نريد، نقبل أو نرفض. منحنا رفعة بجعلنا على صورته، وأعطانا أن نختار أن نكون معه أو بعيدا عنه. الإختيار هنا مرتبط بالمحبة، ولا إكراه في المحبة. فإن أحببنا الله اتحدنا به وكنا معه، وإن رفضناه انقطعنا عنه وأهملنا وصاياه. هذا الانقطاع عن الله هو الخطيئة، والخطيئة تلوث الطبيعة البشرية، تستعبدها وتذلها. لهذا السبب تجسد ابن الله. لفرط محبته لم يشأ ترك خليقته في الهلاك. حمل خطايانا وأوجاعنا، وكما يقول إشعياء النبي: «هو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا… كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا. ظلم، أما هو فتذلل ولم يفتح فاه. كشاة تساق إلى الذبح (إش 53: 5-7). هل من حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه من أجل أحبائه؟ الميلاد عيد المحبة والرحمة والتضحية. سمعنا في رسالة اليوم: لما حان ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة، مولودا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبني. المسيح افتدانا بدمه، ويبقى علينا حفظ الأمانة. جاء في سفر الرؤيا: كن أمينا إلى الموت فأعطيك إكليل الحياة (2: 10). الأمانة تحتاج إلى جهاد وتعب، والسقوط وارد لأن الجسد ضعيف. المهم أن ننهض من جديد ونتابع السير طالبين وجه المخلص وحده. المهم ألا نيأس وأن نعيش دوما على الرجاء، والذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص (متى 10: 22)”.

وتابع: “كل ما نمر به ينفعنا إذا كنا نلتمس مشيئة الله. كل ما نمر به من تجارب وضيقات ومشقات يعزز فينا تواضع القلب إذا وضعنا رجاءنا في الله. وبالتواضع نماثل الله ونستوعب عطاياه التي لا يعبر عنها. التواضع كان طريق ابن الله الوحيد إلينا بالتجسد، لكيما يكون التواضع طريق المؤمنين إليه بالقداسة. يأتي ميلاد المخلص بارقة أمل، في زمن غيب فيه الأمل عن كل سكان الأرض، إن بسبب الوباء المستشري، أو بسبب الحروب والقلاقل والنزاعات على أشكالها. كيف لا نشعر بالأمل في ميلاد القائل: روح الرب علي، لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق، وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية (لو 4: 18-19)؟ إذا وضعنا رجاءنا في المسيح لن نخيب أبدا، أما إذا اتكلنا على البشر فإننا سنحزن كثيرا. لذا، لا تخافوا، لأن عمانوئيل ولد، ومعنى اسمه الله معنا، وإن كان الله معنا فمن علينا؟ الذي لم يشفق على ابنه بل بذله من أجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضا معه كل شيء؟… من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف؟… ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا كما يقول بولس الرسول (رو 8: 31-39)”.

وختم عودة: “في الأخير، نرفع الصلاة مجددا من أجل جميع إخوتنا في هذا الوطن الحبيب، الذين تأذوا نفسا وجسدا من التفجير الذي أصاب قلب عاصمتنا، كما نصلي من أجل جميع العاملين في الحقل الطبي والتمريضي، كي يضع الرب يده الشافية مع أيديهم، علنا نصل قريبا إلى الشفاء التام من الوباء المتفشي. كما نصلي من أجل كل المتألمين والمظلومين والمحزونين والمخطوفين والمشردين. ولا ننسى أخوينا المطرانين بولس ويوحنا اللذين نفتقدهما في هذا العيد المبارك، ونسأل الطفل الإلهي أن يعيدهما سالمين معافين. حفظكم الإله المتجسد، ومنحكم الصبر والرجاء والأمل. بارككم، وبارك وطننا، ومنح مسؤولينا استنارة العقل والقلب حتى يرأفوا بمن تبقى في أرض لبنان”.

مؤسسة الدكتور المجبر الإجتماعية تعايد الدفاع المدني-قضاء جبيل … زيارات وهدايا وإحتفالات

0

صدر عن الدائرة الإعلامية لمؤسسة الدكتور جيلبير المجبر الإجتماعية البيان التالي:

لأنّ لهؤلاء حقٌّ على اللبنانيين أجمع ، ذلك أنّ عملهم التطوعي وفي ظروف قاسية كان محط إمتنان مختلف فئات المجتمع.

ففي الحرائق كما المرض وحالات الغرق وغيرها ، تجد عناصر الدفاع المدني الابطال يصلون بشكل فوري ، لينقذوا حياة إنسانٍ يستنجد من يغيثه.

ولأن العلاقة التي تجمع مؤسسة الدكتور جيلبير المجبر الإجتماعية مع مديرية الدفاع المدني على مستوى كل لبنان وخاصة في قضاء جبيل كبيرة وعظيمة ومتينة ، كانت المؤسسة اليوم شريكة هؤلاء العناصر الأبطال في فرح الميلاد المجيد ، مقدمِّةً الهدايا على اختلافها في جو من الفرح والحب والأمل بأيام أفضل.

نعايدكم أيها الأبطال ، ننحني أمام عظيم تضحياتكم ، نخجل من الدولة التي قررت مراراً وتكراراً إلحاق الظلم بكم ، لكننا إلى جانبكم كما كنا منذ عشرات السنوات ، على العهد والوعد والوفاء.

الراعي في قداس الميلاد: اذا كانت مشكلة تشكيل الحكومة خارجية فالمصيبة اعظم والتغيير بات ملحاً

أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس الميلاد أنّه “توقعنا ان تعزز مكافحة الفساد وحدتنا الوطنية فتفاجأنا بها تهز هذه الوحدة وتعيد البلاد الى مراحل سابقة طويناها”.

وقال الراعي: “تفاجأنا بتعطيل خطط الإصلاح والمبادرات الدولية وتوقعنا أن يسرع المسؤولون في تأليف حكومة تكون في مستوى التحديات فتفاجأنا بوضع شروط وشروط مضادّة ومعايير مستحدثة بربط التأليف بصراعات المنطقة والعالم”، لافتاً إلى “أننا بتنا من دون سلطة اجرائية دستورية واذا كانت مشكلة تشكيل الحكومة خارجية فالمصيبة اعظم والتغيير بات ملحاً”.  وتابع: “تمنّينا على عون الحريري أن يشكلا فريقاً واحداً وأن يعلوا على جميع الضغوط فيكسبان ثقة الشعب والعالم”، سائلاً:”أي ضمير يسمح بربط لبنان بصراعات لا علاقة لنا بها؟”.

وغاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للمرة الاولى عن قداس الميلاد بسبب الظروف الصحية الراهنة وتداعيات جائحة كورونا

ورأس البطريرك الراعي، قداس الميلاد المجيد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، “كابيلا القيامة”، عاونه فيه المطارنة حنا علوان وبيتر كرم وانطوان عوكر، أمين سر البطريرك الأب هادي ضو ولفيف من الكهنة، في حضور الرئيس لأمين الجميل، وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه، النواب: شوقي الدكاش وزياد الحواط وروجيه عازار وهادي حبيش وفريد هيكل الخازن، النائب المستقيل نعمة افرام، رئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله أبي نصر، نقيب المحررين جوزيف القصيفي، رئيس مجلس إدارة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك، مدير الدفاع المدني العميد ريمون خطار، رئيس تجمع “موارنة من أجل لبنان “المحامي بول يوسف كنعان، الرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى جان فهد، السفير خليل كرم وعدد من الفاعليات السياسية والعسكرية والنقابية والدينية والمؤمنين.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان “لا تخافوا؛ أبشركم بفرح عظيم يكون للعالم كله: ولد لكم اليوم مخلص الذي هو المسيح لرب”، قال فيها: “بدأت بشرى الملاك لرعاة بيت لحم بكلمة “لا تخافوا”. هذه الدعوة لعدم الخوف طالما رددها الرب يسوع لتلاميذه، ومن قبله الملاك لزكريا ولمريم عذراء الناصرة وليوسف. إنها الدعوة إلى الثقة بالله وبالذات. في الميلاد تأسست هذه الثقة على صخرة يسوع –عمانوئيل- الله معنا (متى 1: 23). كانت الدعوة للفرح بميلاد المخلص، وهو فرح يشمل العالم كله. لكنه ممزوج بالتقشف والفقر بسبب الميلاد في مذود حقير، وبالقلق في الهرب إلى مصر من وجه هيرودس المزمع على قتل الطفل. هكذا الحياة تتراوح بين فرح الإيمان وشك الواقع. شعبنا يحافظ على إيمانه، وسط حالات الشك التي تمتحن صبره ورجاءه. فلنجدد إيماننا بالإله الساكن بيننا مرددين: ملجأي هو وخلاصي، صخرتي فلا أتزعزع”.

أضاف: “يسعدني وإخواني السادة المطارنة والآباء أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، وأن أقدم لكم أخلص التهاني والتمنيات بالميلاد المجيد، أنتم الحاضرون وكل الذين يشاركوننا عبر وسائل الاعلام ووسائل الإتصال الإجتماعي في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الإنتشار. معكم ومعهم نتبادل البشرى السارة بميلاد مخلص العالم وفادي الإنسان. وقد تسلمنا فيها هديتي السماء: السلام لنبنيه في مجتمعاتنا، والرجاء لنصمد به. بهاتين العطيتين ينتفي الخوف والقنوط، ولو اكتنفتنا حالات الشك. يوحنا المعمدان نفسه إمتحن بالشك، وهو في السجن. فأرسل بعثة إلى يسوع تسأله: أأنت هو الآتي، أم ننتظر آخر؟ فأجرى يسوع بعض الشفاءات، وقال لهم :إذهبوا وأخبروا يوحنا بما تسمعون وتنظرون: ألعميان يبصرون، والعرج يمشون، والصم يسمعون، والموتى يقومون، والمساكين يبشرون، وطوبى لمن لا يشك في. هذا هو العهد المسيحاني الجديد”.

وتابع: “هذا المزيج من الشك والفرح رآه النبي أشعيا، عندما نادى الذين شاهدهم أمامه بوحي نبوي عن المسيح الآتي قائلا: قووا الأيدي المسترخية، وشددوا الركب الواهنة. قولوا لفزعي القلوب: تقووا، لا تخافوا، هوذا إلهكم يأتي فيخلصكم. حينئذ تتفتح عيون العميان، وآذان الصم تنفتح. وحينئذ يقفز الأعرج كالأيل، ويهتف لسان الأبكم (أشعيا 35: 3-6). ليست كلمة الله من الماضي، بل هي كلمة حية وفاعلة في التاريخ لدى الذين يتقبلونها. وهي كالمطر الذي لا يرجع إلى السماء من دون جدوى، بل يؤتي الأرض ثمارها، كما ينبىء النبي أشعيا نفسه (راجع أشعيا 55: 10-11). والكلمة صخرة نبني عليها حياتنا وتاريخنا. بها نواجه التناقضات والمعاكسات التي تأتينا من الطبقة الحاكمة. فلقد توقعنا أن تعزز مكافحة الفساد وحدتنا الوطنية، فتفاجأنا بها تهز هذه الوحدة وتعيد البلاد إلى مراحل سابقة طويناها. توقعنا أن يؤدي التحقيق القضائي المستقل في تفجير المرفأ إلى مزيد من اللحمة الوطنية، فتفاجأنا بتحوله صراعا بين القضاء والأجهزة الأمنية والمؤسسات الدستورية”.

وقال: “توقعنا أن تتهافت السلطة السياسية إلى تلقف توصيات المؤتمرات الدولية ومساعدات الدول المانحة، وتبدأ بمشاريع الإصلاح للجم الانهيار، فتفاجأنا بتعطيل خطط الإصلاح وإجهاض المبادرات الدولية والمؤتمرات التي انعقدت من أجل نهوض لبنان. توقعنا أن يسرع المسؤولون في تأليف حكومة تكون بمستوى التحديات من أجل إحياء الدولة والمؤسسات واتخاذ القرارات، فتفاجأنا بوضع شروط وشروط مضادة ومعايير مستحدثة، وبربط تأليف حكومة لبنان بصراعات المنطقة والعالم، فبتنا من دون سلطة إجرائية دستورية، وازداد الانهيار. إن اعتبار الصلاحيات والمعايير وتوزيع الحقائب مهم، لكن اعتبار الشعب أهم من كل شيء، بل أهم من الأشخاص”.

أضاف: “إذا كانت أسباب عدم تشكيل الحكومة داخلية فالمصيبة عظيمة لأنها تكشف عدم المسؤولية، وإذا كانت أسبابها خارجية فالمصيبة أعظم لأنها تفضح الولاء لغير لبنان. وفي الحالتين يشعر الشعب أن التغيير بات أمرا ملحا من أجل وقف مسيرة الانهيار الوطني. أي ضمير يسمح بربط إنقاذ لبنان بصراعات لا علاقة لنا بها لا من قريب ولا من بعيد؟ لكم تمنينا على رئيس فخامة الجمهورية ودولة الرئيس المكلف أن يشكلا فريقا واحدا يعلو على جميع الأطراف ويتحررا، ولو موقتا، من جميع الضغوط ويتعاونا في تشكيل حكومة اختصاصيين غير سياسيين. فيكسبان ثقة الشعب والعالم و ينهضان بلبنان، ويصبحان مضرب مثل في تجديد الشراكة الوطنية، لكن تمنياتنا اصطدمت بابتداع البعض شروطا لا محل لها في هذه المرحلة، ولا مبرر لها في حكومة اختصاصيين. فلا بد من مصارحة الشعب التي هي ميزة المسؤولين في الأزمات المصيرية. وأي أزمة أعظم من هذه الأزمة؟”

وتابع: “إن لوحة الميلاد تكشف لنا أن الله يقود مجرى التاريخ،بحيث يحقق عبر واقعاته وصميمه الخلاصي. فبمناسبة الإحصاء العالمي، الذي أمر به أغسطوس قيصر، انتقل يوسف من الناصرة بلدته إلى بيت لحم مدينة داود، وهو من سلالته، ليكتتب هناك مع مريم خطيبته وهي حامل. فولدت يسوع هناك، وتمت نبوءة ميخا التي ترقى إلى سبعماية سنة قبل الميلاد: وأنت يا بيت لحم، إنك أصغر عشائر يهوذا، ولكن منك يخرج لي من يكون متسلطا على شعبي، وأصوله منذ القديم، منذ أيام الأزل (ميخا 5: 1). إن الذي أمر بالإحصاء هو أغسطوس قيصر المتسلط على العالم المعروف، أما المولود الرضيع المكتتب فهو سيد السماء والأرض. ولأن الله هو سيد تاريخ البشر، ويقود مجراه تحقيقا لتصميمه الخلاصي. بات لزاما علينا كمؤمنين أن نقرأ علامات الأزمنة، وأن نستلهم أنوار الروح القدس، لكي تنكشف إرادة الله على كل واحد منا، ويتوضح، على ضوء الإيمان والصلاة، دور كل واحد وواحدة منا في هذا التصميم الإلهي العام، مثل زكريا وأليصابات، ويوحنا المعمدان، ومريم ويوسف أبوي يسوع إبن الله الأزلي”.

وختم الراعي: “فلنخشع معا أمام المغارة، ونتأمل مثل يوسف ومريم في سر يسوع الإله المتجسد، ولنخبر عنه مثل الرعاة، فرحين ومهللين وقائلين: ولد المسيح، هللويا”!”

بعد القداس استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية للتهنئة بالأعياد المجيدة.

ما هي الأسباب الخفية لأزمة تشكيل الحكومة ؟

وقع الرئيس المكلف سعد الحريري في «خطأ تكتيكي» بسيط عندما ورّط نفسه بوعده حول «حكومة العيد» وبمهلة 48 ساعة، من دون أن يكون مستندا الى معطيات جديدة، ومن دون أن يعكس حقيقة ما جرى في لقائه مع الرئيس ميشال عون، ليجد نفسه في اليوم التالي مضطرا للانتقال من «التبشير» بولادة حكومة قبل عيد الميلاد، الى «نعي» هذا الاحتمال والإعلان عن ترحيل الحكومة الى ما بعد رأس السنة، ومعترفا بعد شهرين من تكليفه بوجود عراقيل واضحة تمنع صدور مراسيم الحكومة.

يبرّر الحريري إشاعته وتسويقه للأجواء الإيجابية بأنها استجابة لطلب مباشر من الرئيس عون الذي تمنى عليه التصريح بوجود إيجابيات يتم العمل على استكمالها، ويبرّر التبدل الحاصل وتبدد الأجواء الإيجابية الى «وطاويط القصر» التي تحركت ليلا لتعكير الجو والإعداد لجولة جديدة من التعقيدات، وأشاعت مناخا سلبيا عن نتائج الاجتماع قبل حصوله.. ولكن أوساطا قريبة من قصر بعبدا تشير الى لعبة مفضوحة يمارسها الحريري، لعبة تضييع الوقت وتبرئة نفسه من وضع العراقيل وإلصاق التهمة برئيس الجمهورية ميشال عون ومن وراءه بالوزير جبران باسيل، مشيرة الى انزعاج الرئيس عون الشديد من «إقدام الحريري بعد كل زيارة الى بعبدا على مناورة إحراج رئيس الجمهورية في مسألة التعطيل والخروج بعد اللقاء ليصرّح بأن الاجتماع كان إيجابيا وثمة بوادر لولادة الحكومة، فيظهر عون هو المعرقل، وهذه لعبة تكتيكية أضحت مكشوفة وليست إلا محاولة للاستثمار في الوقت الضائع.

لم يعد مهما تحديد المسؤوليات ولا الخوض في التفاصيل المملّة في الملف الحكومي وفي الخلافات الناشبة حول الحقائب وتوزيعها السياسي والطائفي، والتي رست عند حقيبتين أساسيتين: الداخلية والعدل.. فالمسألة أبعد وأهم من مسألة حقائب وأسماء، وما يجري من تأخير متمادٍ ومن مراوحة قاتلة يدل الى عمق الأزمة والى وجود أسباب وقطب مخفية تؤخر تشكيل الحكومة وترحّلها الى العام المقبل، وأبرزها:

1 ـ «الأهمية الفائقة» للحكومة الجديدة التي صار من شبه المؤكد أنها آخر حكومة في عهد الرئيس ميشال عون، وأنها الحكومة التي ستتولى إدارة الاستحقاقات الدستورية والسياسية، وأبرزها الانتخابات النيابية والرئاسية.. وما بعد هذه الاستحقاقات في ظل توقعات ومؤشرات أولية تنبئ باحتمال عدم حصول انتخابات نيابية في موعدها في ظل تفجّر الخلاف حول قانون الانتخاب وبهذه الحجة، ما يؤدي الى التمديد للمجلس النيابي الحالي أسوة بما حدث مع مجلس العام 2009، وباحتمال حدوث فراغ رئاسي في ظل خلاف مستحكم حول الرئيس المقبل والبديل على غرار ما حدث بعد نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان.

الحكومة الجديدة التي وُصفت في البداية بأنها «حكومة مَهَمّة» جاءت من أجل مهمة محددة (إصلاح وإنقاذ) ومن ضمن مهلة محددة (ستة أشهر)، ليست كذلك وإنما هي «حكومة آخر العهد» والتي ستجد نفسها أمام مهمّات وأوضاع استثنائية.. ولذلك تكتسب أهمية في تركيبتها ومعادلتها ذات الصلة بحسابات المرحلة المقبلة وبمرحلة ما بعد عون.

2 ـ الوضع الدقيق والحساس الذي يتواجد فيه طرفا المعركة الحكومية، رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، والذي يدفع بهما الى التشدد وعدم التنازل:

الرئيس ميشال عون لديه مشكلتان أساسيتان: الأولى مشكلته مع الحريري في أن ثقته به تزعزعت بشكل كبير منذ أن خذله وتنصّل من موجبات التسوية بعد ثورة «17 تشرين» ولم يعد يرَ فيه الشريك المناسب أو الأنسب في الحكم، ولا المسؤول الجدير بقيادة عجلة الإنقاذ والمرحلة الأصعب في تاريخ لبنان. وإذا كان عون وافق على مضض على تكليف الحريري، فإنه ما زال عند حذره وليس واثقا في قدرات الحريري وفي إمكانية التعايش معه مجددا تحت سقف الحكم. والمشكلة الثانية عند الرئيس عون أنه معني بمشكلة الوزير جبران باسيل في أنه يواجه هجوما شاملا منسقا لعزله وقطع الطريق على مشروعه الرئاسي، وفي أن الحريري يستضعفه بعد العقوبات الأميركية ويعمل على تجاهله وإضعافه… وبالتالي، فإن عون لن يقبل أن تستخدم الحكومة الجديدة لكسر باسيل وإلحاق الهزيمة السياسية به، في وقت تتعرض رئاسة الجمهورية لضغوط متزايدة.

أما مشكلة الحريري فإنها تقع في مكان آخر، ولكنها لا تقل دقة وصعوبة.. الحريري متهيّب للموقف ومحاصر بأوضاع داخلية وخارجية تجعله عاجزا عن التقدم الى الأمام أو التراجع الى الوراء. وفي كلتا الحالتين هناك ثمن يدفعه. فإذا أراد أن يشكل حكومة فلا يمكنه ذلك إلا وفق شروط عون وحزب الله، وإذا فعل يعرّض رصيده السياسي والشعبي للخطر، وكذلك علاقاته العربية والدولية، لا سيما مع الولايات المتحدة التي تسلّط فوق رأس كل الطبقة السياسية الحاكمة، ومن ضمنها الحريري، سيف العقوبات، والذي يمكن أن تستخدمه فيما تبقّى من ولاية ترامب إذا ذهب الحريري الى حكومة يشارك فيها حزب الله وواقعة تحت تأثيره وسيطرته.

أما إذا قرر الحريري الانسحاب والاعتذار عن عدم المضي في مهمة التشكيل، فإنه يجازف بفرصته الأخيرة للعودة الى رئاسة الحكومة عشية استحقاقات شعبية وسياسية، وقبل أن تداهمه أوضاع لا يعود فيها متحكما بزمام المبادرة والزعامة وتخرج عن السيطرة.. فالحريري بحاجة الى البقاء في «معادلة الحكم»، وخروجه منها هذه المرة محفوف بخطر واحتمال عدم العودة. ولذلك هو عاقد العزم على البقاء والاستمرار في هذا الوضع من عدم التشكيل وعدم الاعتذار للبقاء في المعادلة الى أن «يقضي الله أمرا كان مفعولا».

3 ـ العوامل والظروف الخارجية التي لا تلعب في مصلحة الحكومة والتعجيل في ولادتها.. فمع حصول التغيير في الرئاسة الأميركية، حصل انقلاب في المعطيات الإقليمية ودخلت المنطقة تحت تأثير مرحلة أميركية انتقالية، خصوصا على مستوى المواجهة بين إيران وأميركا المفتوحة على احتمالات المفاوضة في عهد بايدن، ولكن المسبوقة بمرحلة تجميع أوراق التفاوض ونقاط القوة. ولبنان جزء من المسرح الإقليمي لهذه المواجهة وورقة تفاوض أساسية في يد إيران.. وحزب الله لن يعطي الأميركيين الحكومة التي يريدونها في لبنان، ولن يعطي للحريري فرصة التصرف من موقع الرابح ومن يفرض الشروط، ولن يسهّل عملية تشكيل الحكومة إلا إذا قامت وفق تصوّره وشروطه، أي تكون عمليات نسخة منقحة عن حكومة حسان دياب.. يُضاف الى ذلك أن قوة الدفع الفرنسية لتشكيل الحكومة قد تلاشت بعد تعثر مبادرة ماكرون في لبنان وانهماكه في مشاكل داخلية وضغوط خارجية.. وعليه، فإن كل المؤشرات تدفع الى الاعتقاد أن الجميع ينتظر خروج ترامب من البيت الأبيض وتسلّم بايدن، وبأن حكومة الحريري لن تُشكل قبل 20 يناير المقبل.

error: Content is protected !!