15 C
Byblos
Friday, December 19, 2025
بلوق الصفحة 92

خاص-إشكال و إطلاق نار يوقف سهرة فنية لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء في بلدة جبيلية

تحوّلت السهرة الفنية التي أقيمت مساء 16 آب في كنيسة السيدة – لاسا قضاء جبيل ، بمناسبة عيد إنتقال السيدة العذراء، والتي أحياها الفنان ربيع الأسمر، إلى فوضى إثر إشكال مفاجئ بين عدد من الحاضرين، من بينهم ضابط في قوى الأمن الداخلي وعائلته.

وتطوّر الإشكال إلى اعتداء مباشر على الفنان وفرقته الموسيقية، ما أدى إلى إصابة نجل ربيع الأسمر بجروح بليغة في رأسه ورضوض وكسور، بعد تعرضه لضربة بمسدس الضابط، نُقل على إثرها إلى المستشفى.

كما أطلق الضابط النار باتجاه المسرح، ما أحدث حالة هلع وهرج ومرج بين الجمهور.

وقد تدخل الجيش اللبناني سريعاً لفض الإشكال وتأمين خروج الفنان وفرقته من المكان، وسط أجواء مشحونة.

من جهته، عبّر ربيع الأسمر عن أسفه العميق لما حصل، مؤكداً أنّ رسالته الفنية تقوم على نشر الفرح لا على إثارة الخلافات، مشدداً على أنّ القضية باتت بيد القضاء اللبناني لملاحقة كل المتورطين، ولا سيما الضابط المعني، واضعاً ما جرى برسم وزير الداخلية والرأي العام.

خاص–بعد التداول بعدة أسماء… الخيار استقر على هذا الإسم لتولي منسقية جبيل في التيار

علم موقع “قضاء جبيل” أنّ القرار قد حُسم بتعيين مختار بلدة كفركدة جورج طنوس منسّقاً جديداً للتيار الوطني الحر في قضاء جبيل، خلفاً للمنسّق الحالي سبع حبيب.

ويأتي هذا التعيين بعد تداول أسماء عدّة من المحازبين المناضلين والناشطين في العمل الحزبي، قبل أن يُرسى الخيار النهائي على طنوس لتولّي المهمّة بحسب مصادر متطلعة، على أن يعلن رسمياً بقرار صادر عن رئيس  الحزي خلال الأيام المقبلة .

بالصور-نادي الشبيبة العاملة-بلاط يفتتح مهرجانه لصيف 2025 ..العتيق:الخيار عندنا ليس بين السيئ والحسن بل بين الحسن والأحسن

افتتح نادي الشبيبة العاملة الرياضي – بلاط مهرجانه الصيفي لصيف 2025 برعاية وحضور رئيس بلدية بلاط – قرطبون – مستيتا عبدو بطرس العتيق، مستضيفاً المرحلة الثانية من بطولة لبنان للكرة الطائرة الشاطئية لفئتي الرجال والسيدات، في حضور رسمي وبلدي ورياضي حاشد.

<

p dir=”rtl”>شارك في الافتتاح ممثلو النواب: زياد الحواط ممثلاً ببّول حواط، وسيمون أبي رميا ممثلاً برئيسة نادي حفرون إيلان ضاهر،  قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، رئيس بلدية جبيل الدكتور جوزف الشامي ونائبه المهندس زاهر أبي غصن، نائب رئيس بلدية بلاط قرطبون مستيتا الدكتور مايكل القصيفي وأعضاء المجلس البلدي،رئيس رابطة مختاري قضاء جبيل المهندس كريستيان القصيفي، رئيس مجلس إدارة شركة الوردية يوسف إيلي باسيل، المهندس جان جبران، الرئيس الفخري للاتحاد اللبناني للكرة الطائرة ونقيب تجار ومستوردي المشروبات الروحية ميشال أبي رميا، الأمين العام للاتحاد عساف مهنا، رئيس اللجنة الأولمبية جهاد سلامة ونائب الرئيس أسعد النخل، عضو المكتب السياسي في التيار الوطني الحر المحامي وديع عقل، منسق التيار الوطني الحر في قضاء جبيل سبع حبيب ممثلاً إيلي دياب، اعضاء الاتحاد اللبناني للكرة الطائرة، رئيس المكتب الفني في جبيل المهندس جان بيار الزغندي، رئيس اللقاء الوطني الحاج صادق برق، مخاتير ،عدد من الآباء ، شخصيات حزبية واجتماعية وثقافية، مخاتير، ممثلي وسائل الإعلام، وحشد من محبي الرياضة.

بعد النشيد الوطني، افتُتح الحفل بكلمة عريف الإحتفال الزميل  الإعلامي فوزي عساكر الذي شدّد على أنّ بلاط تعيش “عصرها الذهبي” بفضل تفاعل شبابها ودعم رئيس بلديتها عبدو العتيق ورئيس النادي ميشال فرح، مؤكداً أنّ الرياضة تبقى “الروح التي تجمع وتبني المجتمعات”.

ثم ألقى رئيس النادي ميشال فرح كلمةً رحّب فيها بالحاضرين، معبّراً عن فخره بالإنجازات التي حققها نادي الشبيبة العاملة الرياضي بلاط، ولا سيما دخوله المربع الذهبي وإحرازه المركز الثالث في بطولة لبنان. وأكد أنّ استمرار هذه المسيرة هو ثمرة التضحيات والعمل الجماعي بين النادي والبلدية، مثنياً على دعم رئيس البلدية عبدو العتيق الذي “سار مع النادي مسافة الألف ميل” على حدّ تعبيره.

بدوره، ألقى راعي المهرجان رئيس البلدية عبدو العتيق كلمةً شدّد فيها على أنّ إنشاء الملعب البلدي لم يكن مجرد خطوة رياضية، بل خيار استراتيجي لإيجاد مساحة تجمع الشباب وتغرس فيهم روح القيادة والتفاعل الاجتماعي. وأكد أنّ “الخيار الصحيح عندنا ليس بين السيّئ والحسن، بل بين الحسن والأحسن”، مجدداً التزام البلدية بدعم الأنشطة الرياضية والثقافية.

وفي ختام الكلمات، جرى تكريم مدرب منتخب لبنان للكرة الطائرة الشاطئية نادر الفداوي، إضافة إلى بطلتي غرب آسيا نور حمزه وساره عكاري لفوزهما بالمرتبة الأولى في قطر، وكذلك اللاعبَين جاد أبي كرم وهادي شبيب لتأهلهما إلى بطولة العالم في المكسيك في تشرين الأول المقبل.

تلى ذلك تتويج الفِرَق الفائزة:

  • في نهائي 2010/2011 آنسات: المرتبة الأولى صبا كباره ولين فوّال، الثانية ليليا داغر وريتا شربل، الثالثة ياسمين مولوي وساره بكور.
  • في نهائي 2012/2013 شباب: المرتبة الأولى كليمنصو فرح وعمر قزيحة، الثانية شربل الشايب وإيليو حايك, الثالثة جايدن فرنسيس وراين مزرعاني.

وهكذا، خطّت بلاط صفحة رياضية جديدة في سجلّها، حيث تحوّل ملعبها البلدي إلى مساحة لقاء واحتضان للطاقات الرياضية، تأكيداً على أنّ الرياضة كانت وستبقى رسالة وحدة ونجاح.

بالأرقام الضمان على مسار التعافي

أفادت مديرية العلاقات العامة في الصندوق الوطنية للضمان الاجتماعي، في بيان، انه “بفعل جهود المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الدكتور محمد كركي وسياساته الإصلاحية الرامية إلى تحسين التقديمات الصحيّة للمضمونين والعودة بها تدريجياإلى ما كانت عليه قبل الأزمة، زادت نفقات الضمان، منذ بداية العام 2025 ولغاية تاريخه، للقطاع الصحي من إستشفاء وطبابة وأدوية، نسبة ال 65 في المئة مقارنة مع كامل نفقات العام 2024”. 
 
أضافت :”آخر الخطوات المساهمة في دعم هذا القطاع، قرارين أصدرهما المدير العام بتاريخ 18/8/2025، قضى بموجبهما صرف سلفات مالية جديدة للمستشفيات والأطباء بقيمة إجمالية بلغت 322 مليار ليرة لبنانية، توزعت على الشكل الآتي:

150 مليار ليرة لبنانية بدل الأعمال الجراحية المقطوعة للمضمونين.
172 مليار ليرة لبنانية بدل تكاليف علاج مرضى غسيل الكلى. وبالتالي،أصبح مجموع ما دفع حتى اليوم عن الأعمال الجراحية المقطوعة 1616 مليار ل.ل. 
 
أما غير المقطوع أي أعمال الطبابة فقد تم تسديد 93 مليار ل.ل. حتى اليوم. كما بلغت كلفة علاج مرضى غسيل الكلى حوالي 816 مليار ل.ل. والتقديمات الصحية المتنوعة للأفراد التي تشمل المعاينات الطبيّة والدواء ناهزت ال 773 مليار ل.ل

وبذلك، يكون الضمان الاجتماعي قد سدد للمستشفيات، والأطباء، والمضمونين، ما مجموعه حوالي 3298 مليار ل.ل. في النصف الأول من العام 2025، علما أن إجمالي النفقات الصحية لكامل العام 2024 لم يتجاوز ال 2000 مليار ل.ل.
 
هذا التطور الملحوظ يؤشر وبالأرقام الفعلية أن الضمان دخل في مرحلة التعافي الجدية، وأن التقديمات الصحية تعود تدريجيا إلى ما كانت عليه قبل الأزمة.
 
وأكد المدير العام “أن هذه الخطوة تندرج في إطار السياسة المالية التي يعتمدها الصندوق، والقائمة على دفع سلفات دورية ومنتظمة، حرصا على استمرارية تقديم رعاية صحية كريمة للمضمونين”.
 
كما شدد الدكتور كركي على دعوة المستشفيات المتعاقدة إلى الإسراع في تقديم المعاملات لمعالجتها، بما يساهم في تسريع عمليات الدفع لها.
 
وفي السياق عينه، شدد المدير العام على أن الإدارة لن تتهاون في ضمان حسن سير العلاقة مع مقدمي الخدمات الصحية، وأنها تحتفظ بحقها بإنذار ووقف السلفات المالية وفسخ عقود أي جهة متعاقدة لا تلتزم بشروط التعاون، وصولا إلى اللجوء إلى القضاء المختص عند الضرورة، حرصا على حماية حقوق المضمونين وصون أموال الصندوق”.

خاص-بالصور:استكمالاً لحملة النظافة في غرفين: مبادرة أهلية تحافظ على بيئة البلدة

في إطار متابعة حملة النظافة في بلدة غرفين، والتي شملت الأحياء والطرقات الداخلية، نظّم مختار البلدة فارس فضول والأعضاء طوني فضول، مرشد نعمه وشربل فضول بالتعاون مع  الخيرين مارون نعمه وطوني صقر و شباب البلدة، حملة شاملة لجمع النفايات وكنس الأعشاب على امتداد الطرقات.

وقد شدّد القيمون على المبادرة على أنّ الهدف الأساس هو الحفاظ على نظافة البلدة وجمالها، مؤكدين أنّ هذه الخطوة ليست حدثًا عابرًا، بل مسؤولية مشتركة تقع على عاتق كل فرد من أبناء غرفين.

وفي ختام الحملة، توجّه المختار فارس فضول برسالة قال فيها: “غرفين بتستاهل، والإنماء شقّ طريقه في البلدة”، داعيًا الجميع إلى مواصلة التعاون لما فيه خير المجتمع وأهله.

 

شقيق نائب يتعرّض لحادث سير

تعرض قائد منطقة البقاع في قوى الأمن الداخلي العميد نديم عبد المسيح وسائقه صباح اليوم لحادث سير على أوتوستراد جادة سمير جعجع في بشري. وقد حضر الصليب الأحمر سريعًا إلى مكان الحادث ونقلهما إلى مستشفى بشري الحكومي، وتبيّن أنّهما تعرّضا لرضوض ووضعهما الصحي مستقر، وقد وصل النائب أديب عبد المسيح إلى المستشفى للاطمئنان على صحة شقيقه.

تراجع مفاجئ في حالة هذه الفنانة وقرار عاجل من الفريق الطبي… إليكم التفاصيل!

0

كشف الإعلامي محمود سعد آخر المستجدات عن الحالة الصحية للفنانة أنغام، موضحًا أنها مازالت تعاني من ألم شديد، بالإضافة إلى حدوث تراجع في الحالة بسبب استمرار الألم مع احتمالية تدخل غير جراحي قريبًا، وذلك على الرغم من التحسن الذي قد شهدته خلال الأيام الماضية.

كتب الإعلامي محمود سعد منشورًا عبر حسابه الشخصي على “فايسبوك”، أوضح من خلاله آخر المستجدات الصحية للفنانة أنغام، وجاء فيه: “لكل جمهور انغام اللي بيسألوا عليها طول الوقت كان في اتصال من دقائق علشان اتطمن على صحتها… حتى هذه اللحظة انغام بتعاني من ألم شديد جدا”.

وأضاف محمود سعد: ” كانت بدأت تاكل من أيام لكن دلوقتي في تراجع بسبب الألم… تحاليلها فيها أرقام كويسة الحمد لله وارقام تانية لسة مش مظبوطة وعلشان كده يمكن يعملوا تدخل غير جراحي الفترة اللي جاية”.

واختتم محمود سعد منشوره مطالبًا كل جمهور ومحبي الفنانة بالدعاء لها قائلًا: “مفيش اي كلام حاليا على موعد خروج من المستشفى… دعواتكم ربنا يخفف عنها الألم ويتم شفائها وترجع بألف سلامة ان شاء الله”.

سرق المحل الذي يعمل فيه… ووقع في قبضة قوى الامن

صدر عن المديريّة العامّة لقوى الأمن الدّاخلي ـ شعبة العلاقات العامّة البلاغ الآتي:

في إطار المتابعة اليوميّة التي تقوم بها قطعات قوى الأمن الدّاخلي لمكافحة الجرائم في كلّ المناطق اللّبنانية، توافرت معطيات لدى شعبة المعلومات عن حصول عمليّة سرقة، بتاريخ 11-8-2025، في محلّة سوق الخضار في طرابلس، حيث أقدم شاب من الجنسيّة السّوريّة على سرقة مبلغ مالي من محلٍ يعمل فيه، ولاذ بالفرار إلى جهةٍ مجهولة.

على الفور، باشرت القطعات المختصّة في الشّعبة إجراءاتها الميدانيّة والاستعلاميّة لتوقيف المشتبه به. وبنتيجة الاستقصاءات والتّحريّات، تمكّنت من تحديد كامل هويّته، ويُدعى: – ص. ص. (من مواليد عام ۲۰۱۰، سوري)

من خلال المتابعة الدّقيقة، تبيّن للشّعبة أنّه يستعدّ للمغادرة إلى سوريا، وعليه، أعطيت الأوامر للعمل على تحديد مكانه ونصب كمائن على الطّرق التي يُحتمل أن يسلكها أثناء فراره.

بالتّاريخ ذاته، وبعد رصدٍ ومراقبة دقيقة، تمكّنت إحدى دوريّات الشّعبة من توقيفه، في خلال أقلّ من أربع ساعات على حصول السّرقة، وذلك بعد أن نصبت له مكمنًا محكمًا في بلدة الحيصة – عكّار، وضبطت كامل المبلغ المسروق (١٣٥٦٠ دولارًا أميركيًا).

أجري المقتضى القانوني بحقّ الموقوف وأودع والمبلغ المضبوط المرجع المعنيّ، بناءً على إشارة القضاء المختصّ.

التطبيع وهمٌ يتهاوى أمام دماء غزة وصمود الفلسطينيين

لم يعد العار في الهزيمة، بل في الاستسلام لها وتجميلها بشعارات زائفة. هذه هي الحقيقة التي أعادت حرب غزة الأخيرة تكريسها في الوعي العالمي. إذ سقطت أوهام “السلام” الذي تروّج له أنظمة التطبيع، وانهارت الدعايات التي زعمت أنّ فلسطين يمكن أن تُمحى من الذاكرة أو تُختصر في حكم ذاتي منزوع السيادة. فبين مشاهد المجازر، وصور أطفال غزة تحت الركام، يموتون جوعاً، وبين هتافات الملايين في العواصم الغربية، انكشف جوهر المشروع الإسرائيلي: احتلال، استيطان، تهجير قسري، وإبادة ممنهجة لشعب بأكمله. أما التطبيع، الذي صُوّر على أنّه رافعة للاستقرار والازدهار، فقد تبيّن أنه مجرّد وهم سيتهاوى أمام الدماء والصمود.

من كامب ديفيد إلى أوسلو: شرعنة الاحتلال بدل إنهائه

تاريخ العلاقة العربية مع إسرائيل حافل بالمحاولات الرسمية لتسويق مشاريع “سلام” لا تفضي إلا إلى تثبيت الاحتلال. كانت البداية مع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، التي أخرجت مصر من معادلة الصراع الشامل مقابل وعود لم تُنفّذ يومًا بإقامة حكم ذاتي فلسطيني. ثم جاءت معاهدة وادي عربة عام 1994 لتمنح الأردن إطارًا شبيهًا من العلاقات الطبيعية دون أن تغيّر من واقع الاحتلال شيئًا. وفي 1993 وُقّعت اتفاقية أوسلو التي صُوّرت لحظة تاريخية فاصلة، لكنها تحولت إلى قيد ثقيل على الفلسطينيين أنفسهم، إذ أُنشئت سلطة فلسطينية محدودة الصلاحيات، بلا سيادة على الأرض ولا على الموارد، بينما استمر الاستيطان يتوسع بوتيرة أسرع من أي وقت مضى.

كل هذه المسارات صُوّرت للعالم على أنها “خطوات نحو السلام”، لكنها في جوهرها كانت عملية إعادة تموضع للاحتلال الإسرائيلي بغطاء عربي ودولي، من دون أي التزام حقيقي بإنهاء الاحتلال أو الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

الاتفاقيات الإبراهيمية: قفزة في التطبيع بلا قناع

حين وقّعت الإمارات والبحرين والسودان والمغرب اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل عام 2020، رُوّج لها كـ”اختراق تاريخي” يفتح الباب أمام شرق أوسط جديد مزدهر. لكن هذه الاتفاقيات لم ترتبط حتى بالحد الأدنى من اشتراطات “السلام”، فلم يُذكر فيها شيء عن انسحاب إسرائيلي أو وقف للاستيطان أو الاعتراف بحقوق الفلسطينيين. بل على العكس، جرى القفز فوق القضية الفلسطينية تمامًا، وتحويل التطبيع إلى شراكة أمنية واقتصادية مع الاحتلال.

كانت الرسالة واضحة: إسرائيل تريد أن تُطبّع وجودها كقوة إقليمية مهيمنة، مستفيدة من المظلة الأمريكية ومن رغبة بعض الأنظمة العربية في تثبيت شرعيتها عبر دعم واشنطن. لكن ما غاب عن هذه الحسابات أنّ الشعوب ليست مجرّد ديكور يمكن تجاوزه، وأنّ فلسطين ليست قضية يمكن شطبها بقرار سياسي فوقي.

غزة: المرآة التي كسرت الوهم

اندلعت حرب غزة  لتكشف هشاشة هذه المنظومة. إسرائيل التي طالما صُوّرت كقوة لا تُقهر بدت عاجزة أمام صمود المقاومة، رغم التفوق العسكري الساحق والدعم الغربي غير المحدود. آلاف الصواريخ طالت عمق الكيان، والعمليات البرية تحولت إلى مستنقع دموي للجيش الإسرائيلي. في المقابل، كانت غزة تُقصف بلا هوادة: أحياء كاملة سويت بالأرض، عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، حصار خانق وتجويع متعمد، بل مشاهد تجسد الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.

هذه الصور التي ملأت شاشات العالم لم تترك مجالًا لأي ادعاء عن “ديمقراطية إسرائيل” أو “أخلاقيات جيشها”. كل ذلك انهار أمام الوقائع: احتلال دموي يمارس الإرهاب بأبشع صوره. وبالتالي، فإن أي دولة أو نظام يصرّ على التطبيع مع إسرائيل يجد نفسه شريكًا في هذه الجرائم، أو على الأقل متواطئًا في توفير الغطاء لها.

مأزق الأنظمة ووعي الشعوب

الأنظمة التي هرولت نحو التطبيع اكتشفت أنها تسبح عكس التيار. ففي الوقت الذي تخرج فيه الملايين في العواصم العالمية للتنديد بالعدوان، تجد هذه الأنظمة نفسها محرجة أمام شعوبها، عاجزة عن الدفاع عن خياراتها. هكذا، تحوّل التطبيع الذي قُدّم كوسيلة لـ”كسب شرعية شعبية” أو “جذب الاستثمارات” إلى وصمة عار تُذكر كلما ارتُكبت مجزرة في غزة.

الأهم أنّ الشعوب أثبتت أنّها الرقم الصعب: من المظاهرات المليونية في عمّان والرباط وتونس، إلى المقاطعة الاقتصادية التي ضربت الشركات الداعمة لإسرائيل في الخليج ومصر، وصولًا إلى الحملات العالمية التي هزت كبريات العلامات التجارية في الغرب. لقد بات واضحًا أن التطبيع لا يمكن أن يستمر من دون صدام مباشر مع الإرادة الشعبية، وأن أي محاولة لفصله عن القضية الفلسطينية محكومة بالفشل.

السلطة الفلسطينية في مأزق وجودي

في خضم هذه التحولات، بدت السلطة الفلسطينية كيانًا فاقدًا للصلاحيات والشرعية. وُلدت أوسلو لتكون “جسرًا نحو الدولة”، فإذا بها تتحول إلى إدارة مدنية محدودة تحت الاحتلال. واليوم، بينما تغرق غزة بالدماء وتتصاعد الضغوط الدولية، تجد السلطة نفسها على الهامش: لا هي قادرة على وقف العدوان، ولا هي تملك شرعية المقاومة، ولا هي قادرة على تقديم بديل سياسي مقنع.

هذا المأزق يفتح الباب مجددًا للحديث عن ضرورة إعادة بناء البيت الفلسطيني على أسس جديدة، عبر إحياء منظمة التحرير كمظلة جامعة، وإقرار استراتيجية مقاومة شاملة تتكامل فيها الأبعاد السياسية والعسكرية والشعبية. بدون ذلك، سيبقى الحديث عن “حل الدولتين” مجرّد وهم آخر يُستغل لتغطية الاستيطان والتهجير.

فشل المشروع الإسرائيلي وارتباك واشنطن

الحرب على غزة لم تكن مجرد مواجهة محلية، بل اختبارًا استراتيجيًا لإسرائيل والولايات المتحدة. الهدف المعلن كان “تحطيم المقاومة” و”إعادة رسم خريطة غزة”، لكن النتيجة جاءت عكسية: إسرائيل غارقة في المستنقع، صورتها الدولية في الحضيض، وحليفها الأمريكي يواجه أكبر موجة احتجاجات داخلية وخارجية منذ حرب فيتنام. الجامعات الأمريكية تحولت إلى بؤر تضامن مع فلسطين، والرأي العام الغربي بدأ يشكك في جدوى دعم إسرائيل على حساب مبادئ حقوق الإنسان.

هذا الارتباك الأميركي انعكس مباشرة على مسار التطبيع: السعودية التي كانت قاب قوسين من توقيع اتفاق تاريخي، جمدت المفاوضات؛ الإمارات باتت حذرة في إعلان أي خطوات جديدة؛ والمغرب يواجه ضغوطًا داخلية متصاعدة. بكلمة واحدة: دماء غزة أوقفت قطار التطبيع عند أول اختبار حقيقي.

الدرس الأهم: لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة

التاريخ يعيد نفسه بلغة أكثر وضوحًا: لا مفاوضات ولا اتفاقيات ولا تطبيع قادر على إنهاء القضية الفلسطينية. وحدها المقاومة بصمودها وتضحياتها تفرض حضورها على العالم. من صواريخ غزة، إلى هجمات الضفة، إلى الاشتباك المفتوح في الجنوب اللبناني، الرسالة باتت واضحة: الشعب الفلسطيني لن يستسلم، وكل محاولات القفز فوق حقوقه مصيرها الفشل.

لكن المقاومة ليست مجرد سلاح، بل مشروع حياة: مشروع وحدة وطنية، وصمود شعبي، ومقاطعة اقتصادية، ونضال قانوني ودبلوماسي. هذا التكامل هو ما يخيف إسرائيل وحلفاءها، لأنه يعيد تعريف الصراع على أنه صراع تحرر وطني لا يمكن شطبه بقرارات فوقية.

التطبيع خيانة للشعوب وللتاريخ

أثبتت حرب غزة أنّ التطبيع ليس قدرًا محتومًا، بل خيار سياسي هش يمكن أن ينهار أمام أول اختبار حقيقي. الشعوب قالت كلمتها، والمقاومة فرضت معادلتها، والعالم بدأ يسمع من جديد صرخة فلسطين.

التطبيع هو محاولة لفرض استسلام قسري على الشعوب، لكن التاريخ يعلمنا أنّ الشعوب لا تُهزم إذا تمسكت بحقها. من جنوب أفريقيا إلى فيتنام إلى الجزائر، كانت المقاومة دائمًا أقوى من الاحتلال. وفلسطين ليست استثناء.

اليوم، ومع كل قطرة دم تسيل في غزة، ينهار جدار الوهم الذي حاولوا بناءه حولنا. وغدًا، حين تُكتب فصول النصر، سيتضح أنّ كل من راهن على التطبيع كان يقف في الجهة الخطأ من التاريخ.

المهندس جان جبران يؤكد استقالته النهائية من القطاع العام

اعتبر  المدير العام السابق لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان المهندس جان جبران، أن قرار الإعفاء أتى بخلفية سياسية تضحي بالإدارة وتحولها إلى مكان لتصفية حسابات وتعزيز نفوذ، وقال في بيان: بعد سيل التعليقات المستمرة إثر قرار مجلس الوزراء إعفائي من مهامي كمدير عام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان بناءً على اقتراح من وزير الطاقة والموارد المائية والكهربائية، أرى من الضروري وضع الأمور في نصابها الصحيح وتوضيح الوقائع: انطلاقًا من قناعتي بضرورة تداول المسؤوليات والمداورة في المناصب العليا، تمنيت على معالي وزير الطاقة والموارد المائية والكهربائية، فور تسلمه مهامه، تعيين مدير عام جديد لمؤسسة مياه بيروت وجيل لبنان وإنهاء مرحلة تصريف الأعمال في المؤسسة بعد تحمل المسؤولية على مدى سبع سنوات منذ عام 2018. وكررت هذا التمني أمام مستشاريه ، فكان الجواب بضرورة الإنتظار حتى يتم تعيين مدير عام جديد ومجلس إدارة وفق الآلية المتبعة. وإذ بي أفاجأ الأسبوع الماضي بخبر الإعفاء الذي سُرّب إلى بعض وسائل الإعلام بأسلوب لا يراعي الشفافية ويتجاوز الأصول المتعارف عليها كما اللياقة في التعاطي، والأهم أنه يشوّه الواقع والحقيقة. من المؤسف جدا أن تبرير الخطأ يتم بخطأ أكبر، من خلال حملات تجنٍّ شخصية مكشوفة وواضحة الأهداف والجهات”.

وتابع: “لقد آليت على نفسي منذ تسلّمي مهامي العام 2018 قادمًا من القطاع الخاص، أن أجعل من مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان نموذجًا في الأداء والخدمة في وطن يستحق الأفضل. ورغم الأزمات المالية والانهيارات، صمدت المؤسسة وتوسعت مشاريعها، وكرّست مبدأ العدالة في توزيع المياه الذي لم يكن معمولًا به سابقًا، وفق خطة واضحة لترشيد الاستهلاك، والشكر هنا للموظفين والشركاء الذين بادلوني الثقة والإرادة. خلافًا لكل ما يروّجه البعض ويردده المتحاملون، حرصت بوضوح طيلة فترة تسلّمي المسؤولية وحتى اللحظة الأخيرة على الابتعاد عن السياسة في المؤسسة وعلى تأمين المصلحة العامة من دون تمييز بين منطقة أو طائفة أو حزب، فلم تكن لدي محاصصة أو انحياز، بل ارتكز العمل على معياري العدالة والشفافية بشهادة كافة المعنيين. وإذا كان هناك من يزعم أنني منحت الخدمات بشكل انتقائي، فإن الوقائع على الأرض وشهادات المراجعين من كل الأطياف السياسية والطائفية هي الرد الأبلغ على هذا التشويه المعروفة غاياته. ومما لا شك فيه أن الحصول على هذا الجواب متاح أيضا وبوضوح عند المرجعيات السياسية وعند أقرب المقربين من الذين يكيلون اليوم الاتهامات جزافًا. وهو ما يدفع إلى التأكيد أن قرار الإعفاء، بالطريقة التي حصل بها، أتى بخلفية سياسية تضحي بالإدارة وتحولها إلى مكان لتصفية حسابات وتعزيز نفوذ. إن ما سبق هو غيض من فيض. وما يهمني شخصيًا اليوم هو التأكيد على استقالتي النهائية من القطاع العام، عن قناعة تامة، وانسجاماً مع رغبتي الأساسية التي ذكرتها أعلاه والتي عبرت عنها أمام معالي الوزير ومستشاريه، ولثقتي أيضا بأن الوضع في التصرف قرار سياسي لا فائدة للإدارة والإنماء منه، وقد أرسلت كتاب الاستقالة إلى معالي الوزير، متمنيًا التوفيق لمن ستوكل لهم هذه المهمة والمسؤولية”.

وختم جبران: “أعتذر من المواطنين الذين لم أتمكن من تلبية احتياجاتهم لا تقصيرًا مني بل لعدم توافر الإمكانات اللازمة. ولا أنتظر التقدير إلا من الأوفياء والأنقياء وليس من بعض السياسيين الذين لا يفرقون بين الإنماء والسياسة. فالحياة الكريمة لا تُختزل بمنصب، ولا تشوه بالشائعات، بل تستمر بالإيمان والعمل الصادق”.

error: Content is protected !!